أهمية كيس الهواء في سلامة السير
إن كيس الهواء ( Air Bag ) هو وسيلة حماية إضافية في المركبة، الغاية منه مؤازرة عمل حزام الأمان للتخفيف من إصابة الركاب خلال الحادث، وهو عبارة عن كيس كبير مصنوع عادة من القماش أو النايلون أو البوليستر والمطاط وينتفخ كلمح البصر أثناء الإصطدام. تنقذ أكياس الهواء يومياً حياة الآلاف من الناس الذين يتورطون بتصادمات مرورية كما تظهر الدراسات العلمية في الدول المتطورة..!
إن انتشار كيس الهواء بسرعة كبيرة تقارب ٣٠٠ كلم/س يضمن جهوزيته كحاجز يحول بين الراكب وبين أجزاء المركبة الداخلية قبل ارتطامه بها أثناء اندفاعه بقوة، مما يخفف من الإصابة ويرفع من احتمالات النجاة. ومنذ العام ١٩٩٩ ، أصبح تزويد المركبات بأكياس الهواء إجبارياً في الدول المصنِّعة.
أنواع أكياس الهواء
هناك أنواع عدّة من أكياس الهواء منها:
• كيس الهواء الخاص بالسائق ويوجد داخل المقود ويفتح أثناء حادث الإصطدام الأمامي لمنع اصطدام الجزء الأعلى من جسم السائق بالمقود.
• كيس الهواء الخاص بالراكب الأمامي ويوجد في "التابلو" قبالة الراكب وهو أكبرحجماً من ذلك العائد للسائق ويتخذ شكلاً مختلفاً عنه عندما ينفتح.
• أكياس هواء جانبية إضافية داخل الأبواب ومساند اليد، تفتح هذه الأكياس أثناء التصادمات الجانبية.
• أكياس هواء داخل ظهر المقعدين الأماميين لحماية الركاب في الخلف.
• أكياس هواء علوية وهي من آخر الإختراعات لأكياس الهواء، وتكون داخل سقف المركبة بين النوافذ وتؤمن حماية لرؤوس الركاب أثناء حوادث الاصطدامات الجانبية أو الانقلاب.
أما مشكلة خطر الإصطدامات الخلفية فكان قد تم حلها بواسطة تجهيز المركبات بمساند للرأس منذ زمن بعيد قبل ظهور كيس الهواء.
آلية عمل كيس الهواء
إن كيس الهواء مصمم بطريقة تجعله لا ينفتح تحت تأثير سير المركبة في الظروف العادية كعمليات الفرملة والقيادة على المطبات مثلاً.
يعمل كيس الهواء بشكل آلي، وتتحكم به قطع إلكترونية تتحسس الإبطاء المفاجئ للسرعة. فإذا تحسست هذه القطع الإلكترونية أن المركبة تبطىء بسرعة كبيرة مفاجئة، ُ تصدر إشارات معينة إلى جهاز الكتروني مهمته وصل التيار الكهربائي إلى جهاز يتولى تسخين سلك مفجر موضوع ضمن علبة معدنية تحوي حبيبات من أسيد الصوديوم التي تساعد على تك ّ ون غاز النيتروجين بكمية كبيرة جداً ويدفع الغاز المن َ تج إلى داخل الكيس الذي ينطلق من مكانه إلى الخارج. أثناء انفتاح الكيس ينطلق دخان بسيط بسبب غاز النيتروجين الذي يخرج من ثقوب صغيرة تسمح بتقلصه خلال ثوان، بالإضافة إلى انبعاث مادة بيضاء كالبودرة. ومن المحتمل أن يؤدي الإصطدام بأكياس الهواء إلى حروق بسبب الغاز الساخن، ولكن هذه الحالة نادرة جداً وغالباً ما تنتج من عدم استعمال حزام الأمان. بعد الحادث يجب إعادة تجهيز المركبة بأكياس الهواء من قبل اختصاصي صيانة. يخضع كيس الهواء إلى التطوير باستمرار ليتناسب مع التغير الذي يطرأ على المركبات وليواكب المستجدات العلمية المتعلقة برفع مستوى السلامة، لذلك نلاحظ أن هناك اختلافات كبيرة بين كيس الهواء لدى ظهوره لأول مرة منذ سنوات طويلة، وبين ما أصبح عليه اليوم من ناحية ازدياد عدده في المركبة ومن ناحية طريقة عمله للحد من تأثيراته العكسية.
أخطار الجيل الأول لأكياس الهواء
صممت أكياس الهواء من الجيل الأول في مطلع الثمانينات عندما كان هناك القليل من المعلومات حول ما يحدث عند وقوع الحادث، ومع مرور الزمن، تعلّم مصنّعو المركبات أكثر وانتقلوا إلى إنتاج الجيلين الثاني والثالث من أكياس الهواء المتطورة التي سيرد ذكرها لاحقاً.
فقبل العام ١٩٩٦ ، تم إنتاج حوالى ستين مليون كيس هواء من الجيل الأول الذي يسبب بعض الأخطار حيث انها تفتح مباشرة باتجاه السائق أو الراكب. أما المركبات المصنعة ما بعد عام ١٩٩٦ فهي مزودة بأكياس هواء من الجيلين الثاني والثالث والتي تؤمن حماية أفضل بسبب تصميمها المختلف الذي يأخذ بعين الإعتبار موقع الراكب ووضعيته وإذا ما كان واضعاً حزام الأمان أم لا، وحيث إنها تفتح أفقياً باتجاه الزجاج الأمامي أو ً لا ثم باتجاه السائق.
هذه التقنية المتطورة لها تأثير كبير على خفض الخطر وبالتالي على احتمالات النجاة ولكن هذا لا يعني عدم وضع
حزام الأمان طيلة الوقت.
الممارسات الخاطئة
أظهرت دراسات مؤسسة الأبحاث العلمية SRF أن عدم استعمال الركاب لحزام الأمان يشكل خطراً على حياتهم عندما ينفتح كيس الهواء بشكل انفجار فيسبب لهم إصابات تراوح بين الطفيفة والمميتة.
إن معظم الإصابات الناتجة من أكياس الهواء تحصل في الحالات التي يكون فيها رأس، صدر أو يدي السائق أو الراكب قرب غلاف أكياس الهواء عند انفتاحها مما يؤدي إلى الإصابة بكسور في اليدين والأصابع، كما يشير الخبراء إلى أن قوة الإصطدام بأكياس الهواء عن قرب توازي قوة لكمة قاضية من ملاكم محترف!.. وقد أدرك صانعو السيارات خطورة الامر بحيث صمم بعضهم أكياس هواء حديثة لا تنتشر إلا في حالة وضع الراكب لحزام الأمان.
تنصح اليازا السائقين بالآتي:
• إن أفضل ما يمكن فعله لخفض الخطر الناجم عن أكياس الهواء هو استعمال حزام الأمان بشكل صحيح دائماً سواء قصرت الرحلة أم بعدت والذي من شأنه أن يمنع اقتراب الركاب من كيس الهواء أثناء انتشاره.
• يجب على الركاب الراشدين إبقاء مسافة ربع متر على الأقل بينهم وبين أكياس الهواء.
• أما السائق الذي يتعذر عليه ترك مسافة ٢٧ سنتم بين صدره وبين المقود، فإن المقود القابل للتعديل يساعد على حل مشكلته وذلك بخفضه إلى مستوى الصدر بدلا من الوجه، وإلا عليه إرجاع ظهر المقعد إلى الوراء قليلاً للحد من الخطورة.
• يجب الإمساك بالمقود بكلتي اليدين من الجوانب على هيئة عقربي الساعة عندما يشيران إلى الساعة التاسعة والربع مما يبعد اليدين عن حيِّز انتشار كيس الهواء.
• عدم وضع الأطفال الذين يقل عمرهم عن ١٢ سنة أويقلّ طولهم عن ١٤٠ سنتم في المقعد الأمامي للمركبة