محمية وولونغ الكارستية في بلدية تشونغتشينغ.
موقع آخر من بين المواقع الكارستية الثلاثة بجنوب الصين والتي أدرجت في قائمة التراث العالمي، أي محمية وولونغ الكارستية، إنها تقع في المجرى السفلي لنهر وو جيانغ، وهو فرع من نهر اليانغتسي بمحافظة وولونغ التي تبعد عن بلدية تشونغتشينغ بـ170 كيلومترا إلى الجنوب الغربي، وتشتهر بالجسور الصخرية الطبيعية والشقوق الأرضية العميقة والحفر العملاقة في الأرض والكهوف الكارستية تحت الأرض التي تكونت قبل عشرات ملايين السنين، إنها بلا شك مكان ذو جمال استثنائي. نذهب الآن إليها للتعرف عليها عن كثب .
جاءت كلمة الكارست من إسم أرض على هضبة شمال غربي يوغسلافيا السابقة، وأصبحت اليوم كلمة تخصصية تشير إلى تلك الظواهر الطبوغرافية الكارستية على مستوى العالم، أي تلك التكوينات الجيرية الكلسية المحفورة في الصخور بفعل المياه والتي تثير إعجاب كل شخص بأشكالها الطبيعية الخاصة.
وتوجد في مناطق جنوب الصين أكثر الظواهر الطبوغرافية الكارستية تنوعا على سطح الأرض وتحتها، ولم تجذبنا بجمالها الرائع فحسب، بل تساعدنا في فهم نشوء الكون وتطور الكرة الأرضية والمخلوقات على كولبها.
اكتشف كهف فورونغ عام 1993 وطول ممر الكهف الرئيسي 2700 متر، هناك قاعة كبيرة بالكهف تبلغ مساحتها أكثر من عشرة آلاف متر مربع، وينتصب داخلها عمود عال ارتفاعه أكثر من 70 مترا، كما تشمل زهورا صخرية وشلالات كلسية ونوازل نادرة معلقة بالجدران وعددا هائلا من الصواعد والأعمدة والستائر المتكونة كلها من الصخور الكلسية. ويمكن أن يرى الزوار بسهولة في الكهف 30 منظرا بديعا منها عشرة لا مثيل لها في العالم. إن كهف فورونغ هو الأكثر قيمة جمالية وعلمية في الصين .
أما الثلاثة جسور الطبيعية هيلونغ وتشينغلونغ وتيانلونغ، فإنها تعتبر أعجب جسور صخرية طبيعية في العالم. والجدير بالذكر أن حفرة تيانكنغ التي تعتبر مدخلا للأرض، يبلغ عمقها أكثر من ستمائة متر في جوف الأرض، ويمكن أن يزورها الزائر بعد نزول أكثر من ألفي درجة حجرية.
إن كثافة الغابات وندرة السكان في محمية وولونغ تجعل هذه المنطقة مكانا مثاليا لعيشة الأحياء والنباتات النادرة، وقد اكتشف الخبراء فيها أصنافا نادرة من النباتات والأحياء التي يندر وجودها في مكان آخر، وكل المخلوقات المحلية تلفت أنظار العلماء والمغامرين والسياح بفضل عجائبها الاستثنائية ومناظرها الرائعة، ويقولون إنها ظواهر طبيعية رائعة ينبغي أن يشاهدها الناس بأم أعينهم وأن يتمتعوا بروعة هدايا الطبيعة للبشر.