أكثر 6 معلومات عن الدماغ يتمّ تداولها على أنها حقائق.
6- الكحول تقتل خلايا المخ.
ما تسمعه هو:
الكحول تقتل خلايا المخ، وهذا سبب أن (هومر سيمبسون Homer Simpson) –شخصية كارتونية- يصبح أكثر غباءا كل موسم، وهذا كان تحذير والدتك لك حينما كنت صغيرًا: كل كمية كحوليات تشربها تقتل حوالى مليون من خلايا المخ، وتجعلك أغبى بشكل دائم.
الحقيقة هى:
الاسراف فى تناول الكحول يتسبب فى أضرار كاملة على كل عضو من جسدك، وفى الحقيقة فإن المخ ليس واحدا منهم؛ الكحول لا يجعلك أكثر غباءا إذا شربت منه بشراسة، بل ربما يجعلك شخص أعنف. الفكرة كلها حول أن الكحول يدمر عقلك، تعود فى حقيقتها إلى حركة الإعتدال temperance movement فى أمريكا فى حوالى عام 1830؛ فباستخدام استراتيجية ” لا بأس من أن تكذب، طالما أن هناك سبب وجيه” زعم الكتّاب فى ذلك الوقت أن الكحول سيفعل بك أي شيء ليدمر مخك؛ ليجعلوك تتوقف عن الاسراف فى الشرب، وإذا كان ذلك صحيحا؛ فإنه سيتسبب فى فقدانك عدد بسيط من خلايا المخ. الكثير من الناس يعتقدون ذلك، ولذلك يبدو من الشائع أن البيرة تدمر المخ، ولكن هل سبق لك وأن رأيت شخص سكيرا؟ هل استمعت لنكاته؟
ومع ذلك، ووفقا لدراسات علمية؛ فإن البلادة المصاحبة للثمالة ليس لها علاقة بموت خلايا المخ، وكل ما يقوم به الكحول هو أنه يمنع خلايا المخ من القيام بعملها، مما يعوق الإدراك ووظيفة الحركة. حقيقة أخرى مُربكة وهى أن هناك اضطراب فى الدماغ مرتبط بادمان الكحول، وتسمى بمتلازمة فيرنيك كورساكوف Wernicke-Korsakoff، التى قد تجعلك أبكما، وتدمر الذاكرة الخاصة بك. ولكن فى الواقع هذا لا يحدث بسبب الكحول؛ وإنما بسبب سوء التغذية الناجم عن حقيقة أن الكحول غالبا ما يفسد النظام الغذائى؛ لأن الخمر تقتل الشهية. وبطبيعة الحال فإن مقولة ” الكحول يقتل خلايا المخ ” تقترن دائما بالأساطير.
5- لا يمكن أن تنمو خلايا المخ مرة أخرى بعد موتها، فهى قد ماتت!
ما تسمعه هو:
قصة أن الكحول –أو أى شيء آخر- تقتل خلايا المخ كانت مرعبة؛ لأنك تسمع دائما أن خلايا المخ لا تنمو مرة أخرى. عندما كنت تمتطي أخاك كالحصان وتخبط رأسك بمنضدة القهوة؛ فأنت قد خسّرت نفسك نقطة أى كيو IQ point كاملة –مقياس للذكاء- ولن يمكنك استردادها أبدا. يمكنك أن تتفاخر بعدد المرات التى ركلت بها كرة القدم برأسك، ثم تلوّح مودعا للجامعة.
الحقيقة هى:
أولا، تُظهر دراسات من أواخر التسعينيات أن أدمغة الأشخاص البالغين تحتوى على خلايا جذعية، وهذه الخلايا يمكن أن تتحول إلى نوع آخر من الخلايا عند الحاجة، بما فى ذلك خلايا المخ؛ فعند تلف خلايا المخ، تقوم هذه الخلايا بإعادة بناء ما تم تدميره.
وعلاوة على ذلك، فإن المخ بارع للغاية فى ترميم نفسه، حتى أنه يمكنه إصلاح نفسه بعد الإصابة بحدث كبير مثل: السكتة الدماغية stroke؛ فيخلق بسرعة أوعية دموية جديدة لاستعادة تدفق الأكسجين، ويعيد توصيل خلايا المخ (تسمى الخلايا العصبية neurons) للعمل بعد حصار الأنسجة الميتة. الخلايا العصبية تتولد باستمرار من خلال عملية تسمى تكوين الخلايا العصبية neurogenesis، ويمكن ترحيلها إلى أى مكان فى الدماغ يكون فى حاجة إليها.
4- العقاقير مثل عقار النشوة قد تُحدث ثقوبا فى المخ.
ما تسمعه هو:
بالعودة إلى عام 2000، حيث أجرت شبكة MTV التليفزيونة تقريرا عن عقاقير النشوة Ecstasy، فقاموا بعمل مقارنة بين دماغى فتاتين، واحدة منهن كانت تتعاطى المخدرات، وأظهرت الصورة المرعبة تغضن وانكماش المخ كما لو كان يبدو مثل قطعة من الجبن السويسرى.
وحتى لا يكون السبق وحده لشبكة MTV، قامت (أوبرا وينفرى Oprah Winfrey) بالقفز على الحدث، وأجرت حلقة خاصة عن عقاقير النشوة Ecstasy، والتى أشارت بطريقة هيستيرية إلى أنها تسبب ثقوبا فى المخ، بعدما عرضت صورا لمسح الدماغ نفسه، ولأن الجميع يستمعون إلى (أوبرا Oprah) ولسبب خطير أصبحت الأسطورة راسخة فى الوعي الثقافي.
الحقيقة هى:
لا يجب أن تندهش كثيرا من أن كلا من أوبرا Oprah والمنتجين فى شبكة MTV قد أساؤا فهم صور مسح الخلايا العصبية للمخ؛ لأنك لن تطلب مساعدة أحدهم فى إعادة تأهيلك من إصابتك بالسكتة الدماغية.
هذه الصور هى فى الواقع خرائط تدفق الدم فى الدماغ، وما يسمى بـ ” الثقوب ” هى مجرد مناطق انخفاض الدورة الدموية، حيث أظهرها الكمبيوتر كما لو أنها تجاويف جوفاء. لا يوجد أى ثقوب فى مخ الفتاة، وحتى هذا الانخفاض فى الدورة الدموية ليس له أى علاقة بتعاطى المخدرات.
3- سأصبح كبيرا فى السن؛ إذا فإن مخي لن يبقى على ما هو عليه.
ما تسمعه هو:
من الشائع جدا أن المخ يتدهور مع التقدم فى السن، وهذا هو سبب أن جدك يصبح كثير النسيان، ويشير للتلفاز على أنه اللاسلكي، ويناديك باسم والدك. كما أن هذا هو سبب كونه غريب الأطوار طول الوقت، ويشكو كثيرا عندما يُحدث أحدهم ضجيجا؛ فمجرد التقدم فى السن قد أدى إلى تدهور المخ، ولا يمكنه التعامل مع حمى العالم الحديث.
الحقيقة هى:
بغض النظر عن هؤلاء الذين يعانون بالفعل من اضطرابات عقلية، مثل الخرف dementia أو مرض الزهايمر Alzheimer؛ فإن كبار السن لديهم بالفعل أدمغة أفضل من بقيتنا. ومن المفارقات؛ أن هذا ما يجعلهم يبدون كالأغبياء، فأدمغتهم تنتبه إلى مجموعة كبيرة من المعلومات التى لا يستطيع مخك الغبى نسبيا مجرد ملاحظتها.
كما اتضح أنه وعلى الرغم من أن الجسم يتدهور بالتقدم فى السن، إلا أن الدماغ يصبح أكثر وضوحا. وقد أظهرت الأبحاث أنه كلما تقدمت فى السن، كلما زادت المعلومات التى تحصل عليها من حولك. ونتيجة لذلك؛ فإن كبار السن هم فى الواقع الأفضل فى حل المشاكل، على الرغم من أنهم قد يصبحون بخلاء وأسخياء فى نفس الوقت؛ بسبب الكم الهائل من المعلومات التى تحملها أدمغتهم.
2- تحصل على تجاعيد مخية جديدة كلما تعلمت الأشياء.
ما تسمعه هو:
فى مرحلة ما، ربما سمعت أحدهم يحاول أن يخبرك أن عدد التجاعيد فى مخك لها علاقة بمقدار ذكائك. أو ربما سمعت شخصية (دونالد جلوفر Donald Glover) فى مسلسل Community، يدّعى أن الإلهام المفاجئ يزيد تجاعيد مخه.
هذا منطقى نوعا ما، حيث يصبح مخك فى حاجة إليها كلما تعلمت أكثر، ولكن لأنه مكتظ داخل جمجمتك؛ فهو ينطوى على نفسه كلما نمى أكثر، وإلا فلماذا يبدو مخك كما لو أنه يتمرغ فى حوض استحمام منذ ستة أسابيع؟
الحقيقة هي.
بمجرد مولدك؛ فإن مخك متجعد كما سيكون فى أى وقت لاحق، باستثناء بعض أنواع الجراحات التجميلية على المخ.
إذا لماذا المخ مجعد هكذا؟ من المحزن أن نقول أنه لا أحد يعرف السبب حقا، ولكن هناك نظرية رائدة تقترح أنه قد يكون لتجاعيد المخ علاقة بامتصاص الصدمات. وقد أظهرت نماذج الكمبيوتر أنه إذا كان مخك أملس؛ فأنت سوف تعانى أضرارا كبيرة عندما تصطدم رأسك بأى شيء.
ومرة أخرى يعتقد بعض العلماء أن الحيوانات الأكثر تقدما مثل القرود، لديها تجاعيد أكثر فى أدمغتها؛ لأنها تسمح للاتصالات العصبية كى تكون أكثر سرعة. مساحة سطح المخ كبيرة، لذا فهو لديه المزيد من الخلايا العصبية للتعامل مع مشاكل القرد أو ربما كلاهما. لكن بالتأكيد؛ لا تحصل على المزيد من التجاعيد المخية كلما تعلّمت أكثر.
1- عجبا، إنه ذكي! تحقق من الدماغ الكبير لهذا الشخص.
ما تسمعه هو:
العديد من جداتنا قالت أن الجمجمة الكبيرة لحفيدها قد تعنى أنه ربما يصبح عبقريا. كلا، أيتها الجدة الحمقاء، هذا مجرد طفل قبيح. قد افترض الناس على مر العصور أن حجم الدماغ لديه بعض الارتباطات مع الذكاء، ولهذا السبب كان يتم تصوير الناس الأذكياء فى ثقافات الشعوب أن رؤوسهم ضخمة بصلية الشكل، بينما الناس الأغبياء لديهم أدمغة صغيرة مثل حبة البازلاء.
الحقيقة هى:
أحد الأدلة على ذلك: البشر لا يملكون أكبر دماغ فى مملكة الحيوان؛ فالجائزة تذهب إلى حوت العنبر sperm whale، الذى يزن رأسه فى الواقع حوالى 9 كجم (هذا أكبر بقليل من ستة أضعاف حجم دماغ الإنسان). الدلافين أيضا لديها أدمغة أكبر منا، فهل يجعلها هذا أكثر ذكاءا؟ متى كانت آخر مرة هبط فيها دولفين على سطح القمر؟
الحقيقة هى أن حجم الدماغ ليس له علاقة كبيرة بالذكاء، وهذا سبب أن الفئران يمكنها عبور المتاهات، بينما تستمر الحيتان فى الوقوع فى شباك الصيد. ما يهم ليس الحجم، ولكن ما يمكنك أن تفعل به؛ فأنت لن تصبح أكثر ذكاءا عن طريق مبادلة دماغك بدماغ فيل كبير؛ فقط ستبدو مثل شخص أحمق يحاول التقاط الأشياء بأنفه. فكما اتضح أن حجم الدماغ يرتبط إلى حد كبير بمدى ضخامة الحيوان.
وعلى مستوى الأفراد بين البشر؛ فحجم الدماغ ليس له أى تأثير مرئى على اختبارات الذكاء المعيارية standardized intelligence tests، وعلى الرغم من الادعاءات المشبوهة بأن الرجال أكثر ذكاءا من النساء؛ لأن لديهم أدمغة أكبر فى المتوسط، فإن متوسط الذكاء بين الرجال والنساء هو بالضبط نفس الشئ. الرجال لديهم حوال 4 مليارات خلية مخية أكثر من النساء، ولكن ليس هناك أى تغيير ملموس فى الذكاء.