رمضان في ليبريا
لا يتجاوز عدد المسلمين في
ليبريا 25 بالمائة من إجمالي السكان البالغ عددهم قرابة 5 ملايين نسمة.
ورغم ذلك يشعر الزائر إلى ليبريا في شهر رمضان بأن جميع السكان مسلمون، حيث
يعلق المسلمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المحفورة على
ألواح من الخشب، تأخذ أشكالاً زخرفية جميلة في الشوارع وعلى البيوت وأعمدة
النور، وتزين بالأضواء، وتملأ كل مكان بأراضي ليبريا في المدن والقرى.
وتعتبر قبيلة ''مادنجو'' التي يمثل المسلمون بها 95 بالمائة مصدرًا
للاحتفال برمضان في أنحاء ليبريا، وتُعِدُّ سيدات القبيلة أكلات خاصة من
الأرز تسمى ''يرويم''، ومنه أنواع عديدة تصل إلى عشرات الأكلات، وتوزع
السيدات ''اليروريم'' على الأسر غير المسلمة التي تشارك المسلمين شهر
رمضان، وتقيم القبيلة طيلة الشهر موائد في الطرقات أوقات الإفطار، ويحرص أي
شخص من كل أسرة على الإفطار على هذه الموائد في الشوارع بالتناوب.
تعتمد القبائل في رؤية هلال شهر رمضان على الأشخاص الذين يصعدون للأماكن
المرتفعة، ويبلّغ مَنْ رأى الهلال شيخَ القبيلة، فإن كان الشخص المبلِّغ
معروفًا عنه الصدق والأمانة صدقوه ويبدأون الصوم من اليوم التالي، وإن كان
معروفًا عنه الكذب لا يصدقه أحد ولا يعتد بكلامه ولا رؤيته للهلال.
وعندما يثبت هلال الشهر المبارك يضرب الرجال على بعض الآلات الخشبية
والنحاسية ضربات معينة تصدر أصواتًا موسيقية تعرف بألحان رمضان، تستمر طيلة
أيام الشهر بضع ساعات كل ليلة، وتعتبر هذه الآلات من مظاهر الاحتفال
والفرحة في ليبريا بقدوم شهر رمضان المبارك.
وتُخَصص وسائل الإعلام الليبرية، بدايةً من ليلة الجمعة وحتى بعد صلاة
الجمعة، للبرامج الدينية وتفسير القرآن في رمضان فقط، ولذلك يجلس المسلمون
أمام وسائل الإعلام كل ليالي الجُمَع في شهر رمضان يشاهدون ويستمعون لهذه
النوعية من البرامج التي لا يرونها في حياتهم سوى أربعة أيام في رمضان،
ويقدمها عدد من علماء الدين من بعض البلدان الإسلامية لمسلمي ليبريا.
ويعرف المسلمون فوانيس رمضان التي تصنع من بعض الأنواع من الأخشاب وتعلق في
المساجد والبيوت، ويحمل الأطفال والشباب الفوانيس الصغيرة في الشوارع
ويتغنون بليالي رمضان ومباهجه. كما يعرف المجتمع الإسلامي في ليبريا
المسحراتي ويسمونه هناك ''بابالي''، وهو يحمل صفائح حديدية ويضرب ببعضها
البعض، لتحدث أصواتًا معينة رمزًا للطعام. ويبدأ المسحراتي مسيرته في
الشوارع قبل الفجر بساعات ثلاث، وهو يعرف بيوت المسلمين جيدًا، وينادي على
أصحابها بالاسم ويردد الشهادتين وبعض الأغاني الدينية.