تمكن فريق من قسم البحوث الميكانيكية في شركة تويوتا اليابانية من بناء زلاجة روبوتية مبرمجة للتنقل الفردي يمكن لمستخدمها قيادتها بسهولة وهو في وضع الوقوف.
وأصبحت هذه الفئة من الزلاجات شائعة الاستخدام في الأماكن والصالات العامة وخاصة في المعارض والأسواق الضخمة التي لا تسمح باستخدام وسائل التنقل التقليدية كالسيارة والدراجة، ويطلق عليها مصطلح (المساعد الروبوتي الشخصي على التنقل).
وفضل خبراء تويوتا إطلاق اسم (الجنيح) Winglet على الزلاجة الجديدة التي تتميز بحجمها المناسب بحيث لا تشغل حيّزاً كبيراً من المكان الذي تتحرك فيه لتشبه من حيث حجمها حجم المكنسة الكهربائية المنزلية؛ وليس من المعروف سبب إطلاق هذا الاسم على الجهاز الجديد، خاصة أن شكله لا يوحي بشكل الجناح الصغير.
وتقول مصادر الشركة اليابانية إن هذا الجهاز ذا الوزن والسعر المتواضعين، مصمم بحيث يؤدي غرضاً اجتماعياً مفيداً من خلال نشر متعة التنقل الآمن من مكان إلى آخر ضمن الأسواق والشوارع المزدحمة من دون التسبب في الازدحام أو تعريض الناس للأخطار.وتتألف الزلاجة الجديدة من هيكل رئيسي يشغل مساحة تساوي مساحة ورقة طباعة قياس (إيه 3)، وهو يضم المحرك الكهربائي والعجلتين والمجسّات الداخلية التي تتعرّف بشكل تلقائي على وضعية السائق لتضبط وضعية الجهاز حتى يبقى متوازناً. وتتضمن الآلة تقنية (الجير الذكي) الذي يسمح للسائق بالانطلاق إلى الأمام أو الرجوع إلى الخلف أو الاتجاه نحو اليمين أو اليسار أو الدوران في المكان.
وبهذا تتحقق للجهاز ميزة المرونة التامة في الحركة والتي لا يمكن تحقيقها في السيارات أو الدراجات، وتكمن أهمية (الجير الذكي) أيضاً في أنه يزيد من هوامش تحقيق الأمن والسلامة أثناء التنقل. وابتدع خبراء تويوتا ثلاثة نماذج من الزلاجة هي: (إل) و(إم) و(إس) تختلف عن بعضها البعض في نظام الاستناد على الأرض، ويمكن للمشتري اختيار النموذج الأكثر انسجاماً مع رغباته الخاصة وطبيعة الوظيفة التي يؤيدها من الجهاز، وتأتي أهمية التنوّع هنا من أنها تفسح مجال الاختيار الواسع أمام المشتري بحسب ما إذا كان يبحث عن زلاجة عملية للتنقل أم عن التسلية والاستمتاع بالقيادة الرياضية المرنة.
وقالت مصادر تويوتا إنها عمدت مؤخراً إلى إعداد برنامج لاختبار زلاجتها الجديدة من أجل اختبار دقة أدائها ومدى تجاوبها مع حاجات المستهلكين بحيث تتمكن في مرحلة مقبلة من إخضاعها للتعديل حتى تنسجم أكثر وأكثر مع مهمات التنقل السريع والآمن.
وفي الخريف المقبل، سوف تنطلق عملية اختبار الجهاز كوسيلة لتنقل بعض موظفي (مطار اليابان المركزي الدولي) القريب من بلدة نيجويا، وفي مجمّع شهير للمنتجعات الشاطئية يقع في منطقة (لاجونا جاماجوري).
ومن خلال هذه الاختبارات سوف يتم التعرّف على مواقف عامة الناس من الجهاز ومدى ترحيبهم أو رفضهم له، ومن المنتظر عرض الزلاجة الروبوتية في صورتها النهائية القابلة للبيع في الأسواق عام .2009
وليست الزلاجة الروبوتية الجديدة إلا إحدى الإبداعات التي تمخضت عن تبني شركة تويوتا لبرنامج متكامل يرمي إلى ترسيخ مفاهيم الاستدامة في كافة نشاطاتها المتعلقة بالبحث والتطوير. ويشتمل هذا البرنامج على مجموعة من الأهداف الاجتماعية ونظافة البئية والإسهام في التخفيف من أعباء الازدحام في المدن والشوارع المكتظة.
وسبق للشركة أن عرضت الناقل الروبوتي الفردي (موبيرو) عام 2007 الذي يشبه سيارة صغيرة جداً وأثار الكثير من الاهتمام عبر العالم.
ويقول خبراء الشركة إن 2010 سوف يكون عام الابتكارات الروبوتية التي ستغير الواقع الاجتماعي والبيئي والاقتصادي لصناعة النقل برمتها.