بحث جديد يتحدى أحد أسس الكيمياء الحيوية: لا حاجة للماء لكي تؤدي الإنزيمات وظائفها.
توصل علماء من جامعة برستول البريطانية إلى نتائج حديثة تتحدى القواعد السائدة في علم الأحياء (البيولوجية) والتي تشترط وجود الماء لكي تؤدي الإنزيمات وظائفها. ومن شأن هذا الاكتشاف أن يقود نحو تطورٍ في مجال مجال تطوير المحفزات الكيميائية الصناعية اللازمة لإنتاج الوقود الديزل الحيوي في نهاية المطاف.
تُعرف الإنزيمات بكونها جزيئات بيولوجية كبيرة تعمل على تحفيز الآلاف من التفعلات الكيميائية المختلفة والضرورية لإستمرار الحياة، كتجويل الغذاء إلى طاقة والتحكم بكيفية مضاعفة الخلايا للحمض النووي النووي، ويعتبر وجود الماء ركن أساسي لأداء الإنزيمات لهذه الوظائف الحيوية المختلفة، حيث أفادت النتائج التي توصل إليها الباحثون بإمكانية أن تؤدي هذه الإنزيمات وظائفها دون الحاجة للماء.
تمكن فريق البحث من الإستغناء عن الحاجة للماء عن طريق وضع جزيئات لمنظفات صناعية على سطح إنزيم اللايباز Lipase الصناعي. مبدئياً، قام الباحثون بتصنيع إنزيم ذي قدرة داخلية على التواجد بحالة سائلة دون الحاجة لمذيبات، وما أثار الدهشة هو إمكانية تحلل المواد المتفاعلة الصلبة substrate* مباشرةً بوساطة إنزيم سائل يعمل على تحفيز التفاعل الكيميائي بشكلٍ مستمر حتى درجة حرارة عالية (150 درجة مئوية) دون أن تتأثر بنية الإنزيم بعد التعديلات حسب ما أثبتته التجارب الأولية.
ويعبر الباحثون عن دهشتهم وإرتياحهم لاكتشاف أن النشاط التحفيزي للإنزيم لا يزال مستمراً، إضافةً إلى أنّ القدرة على تصميم وسط سائل تفاعلي مستقل بحيث يمكن نثر المواد الكيميائية المتفاعلة الصلبة ومن ثم مراقبة التفاعل يُعَدُ تقدمًا علميًا أساسيّ.
* وهي المواد المتأثرة بتحفيز الإنزيمات للتفاعل الكيميائي.