التعرف على بعض المركبات المستعملة:
لقد حاول العلماء تصنيع مركبات بنائية مشتقة من هرمون تستوستيرون بحيث تمتلك أعلى درجات الفعالية البنائية ( anabolic effect ) وتقليل قدر المستطاع من الخصائص الجنسية أو الخصائص الأندروجينية ( androgenic effect ) ، أي كلما كانت نسبة فعالية المركب البنائية الى فعاليته الجنسية عالية كان استخدامه مرغوبا، ولكن مثل هذه المركبات المثالية لم يتم الحصول عليها ، بمعنى أنه وحتى الآن لم يستطع العلماء فصل الفعل البنائي عن الفعل الجنسي . ولكن يوجد بعض المركبات البنائية التي تم تخليقها تمتلك خصائص بنائية تفوق الخصائص الجنسية ، الا انها أظهرت الكثير من المشاكل وتسببت بآثار سلبية سيئة على أعضاء الجسم وخصوصا الكبد، كما سيأتي.ومن هذه المركبات ما يلي:
- هرمون تستوستيرون.
وقد سبق وأن أشرنا اليه، والمهم هنا أن نسبة الفعالية البنائية الى الجنسية هي ( 1 : 1 ) ، بمعنى أن فعاليته البنائية متساوية مع فعاليته الجنسية .
- أوكسيميثولون ( oxymetholone ) : نسبة فعاليته البنائية الى الجنسية تقدر 2.5 الى 1 ، وقد تكون من 6 الى 1 .
-جسترينون رباعي الهيدروجين ( tetrahydrogestrinone ,THG ) : تم تسويقه على أساس أنه من المكملات الغذائية لتنشيط الاداء الرياضي ، وعندما اكتشف أنه من المركبات الستروئيدية البنائية المحظورة ، والتي يصعب الكشف عنه بالطرق التحليلية الا المتقدمة منها ، اضافة الى أن المركب لم تجرى عليه كثير من الدراسات التي تبين مدى سلامته على الانسان، فقد جلب انتباه اللجان الطبية للكشف عنه في جسم اللاعب.
- ستانوزولول ( stanozolol ): نسبة فعاليته البنائية الى الجنسية قد تكون من 3 الى1 أو من 6 الى 1
- ناندرولون ( nandrolone ) :نسبة فعاليته البنائية الى الجنسية من 2.5 الى 1 ، أو قد تصل من 4 الى 1 .
- ميثيل-تستوستيرون ( methyltestosterone ) : ونسبة فعاليته البنائية الى الجنسية هي 1 الى 1 .
ولا يقتصر استخدام المركبات البنائية على الانسان فقط ، بل تعدى ذلك لان تعطى الى خيول السباق، من أجل زيادة الشهية لدى الطعام، وما تسببه للخيول ( صغار الخيول ) من تغيرات سلوكية مستقبلية ناتجة عن البناء العضلي .ومن أشهر المركبات البنائية التي تعطى لخيول السباق،هي:
بولدينون ( boldenone ).
ناندرولون ( nandrolone ) .
ترنبولون ( trenbolone ) .
هرمون تستوستيرون.
التأثيرات الجانبية للمركبات الجنسية البنائية ( untoward effects )
يمكن إجمال التأثيرات الجانبية للمركبات البنائية التي لا تخلو من الخصائص الجنسية بأربعة أنواع، هي :
1 - اكتساب الخصائص الرجولية لدى النساء ( virilizing effects )
عند استخدام هذه المركبات من قبل النساء تكون عرضة لظهور خصائص ذكرية ، مثل ظهور حب الشباب ( acne ) ، نمو شعر الوجه، وخشونة الصوت، عدم انتظام الدورة الشهرية، لوحظ بأن هذه الأعراض تزول اذا كان استخدام المركبات لفترة قصيرة. أما اذا كان التعاطي لفترة طويلة أو في حالة العلاج المطول كعلاج سرطان الثدي وعلاج الصلع جنسي المنشأ ومعالجة نمو الشعر الزائد في الجسم ، فان بعض هذه الأعراض قد تدوم ولا تختفي كخشونة الصوت مثلا.
2 - اكتساب الخصائص الأنثوية لدى الرجال ( feminizing effects )
لوحظ كبر حجم ثدي الرجل ( gynecomastia) عند استخدام المركبات الجنسية البنائية ، وسبب ذلك أن هرمون تستوستيرون ومشتقاته يتحول الى مخلفات أو مركبات أستروجينية تمتلك خصائص أنثوية كما أشرنا بخصوص استقلاب هرمون تستوستيرون. ولذلك يلجأ بعض الرياضيين الى أخذ أدوية تحد وتقلل من تحطم الهرمونات الجنسية تفاديا لظهور هذه المخلفات الأنثوية وبالتالي اخفاء كبر حجم الثدي.
3 – العقم ( infertility )
يؤدي أخذ المركبات البنائية الجنسية لدى الرجل الى قلة الحيوانات المنوية ( oligospermia ) ، أو انعدام تصنيعها ( azoospermia ) ، أو قلة وظيفتها أو قلة حجم السائل المنوي، كما يحدث تآكل في الأنابيب الناقلة للحيوانات المنوية ( degenerative changes in the seminiferous tubules ) ، وهذه الأمور قد تؤدي الى حالة العقم أثناء تعاطي المركبات بجرعات عالية اذا حدثت عملية التثبيط بالتغذية الراجعة لهرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن تصنيع الحيوانات المنوية في خلايا الخصية. أما عند النساء ، فان هذه المركبات توقف الدورة الشهرية وتقلل من نشاط المبايض نتيجة تثبيط هرمونات الغدة النخامية، وبشكل عام تختفي هذه الأعراض عند الرجال والنساء بعد الانقطاع عن تناول هذه المركبات.
4 - الآثار السلبية السامة(toxic effects )
تعمل الهرمونات البنائية على حبس الماء والأملاح في الجسم مما يؤدي الى ظهور انتفاخات مائية ( edema ) ، وهذا يفسر زيادة الوزن التي يشعر بها من يتعاطى هذه المركبات بسبب الجرعات العالية وغير المحسوبة التي يتناولها الشخص.
كما أن المركبات التي تمتلك خصائص عالية من الفعالية البنائية ( وهي ما يتطلع اليها الرياضيين )، تمتلك قوة مدمرة على الكبد ووظائفه، وقد تسبب له سرطان الكبد . فلقد لوحظ بأن المركبات الهرمونية البنائية تتسبب في ترسيب الكولسترول والأملاح الصفراوية وتراكمها في ممرات الصفراء تؤدي الى خلل في وظائف الكبد وظهور علامات أعراض الاصفرار ( jaundice ) الناتجة من تكسّر كريات الدم الحمراء، وقد لوحظ بأن هذه الأعراض تترافق مع استخدام المركبات البنائية المصنّعة ولفترة استخدام تتراوح ما بين (2 -5) شهور للأغراض الطبية، أما اذا تم تعاطيها بجرعات عالية بعيدة عن الرقابة الطبية بهدف بناء العضلات ومتانتها كما يفعل بعض الرياضيين وغيرهم فان الأعراض تكون شديدة وربما ظهرت بوقت قصير.كما تبين تسبب سرطان الكبد عند استخدام المركبات البنائية لفترات تتراوح ما بين ( 1 - 7 ) سنة .
تؤثر المركبات البنائية على الجهاز القلبي الدوراني ، فقد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم ، واعتلال عضلة القلب ، وتصلب الشرايين، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، كل هذا يرفع من معدل الوفيات التي يكون سببها خلل في الجهاز القلبي الدوراني.
التأثيرات السلوكية للهرمونات البنائية تتمثل في عدم استقرار المزاج ( mood instability ) ، زيادة السلوك العدواني الذي لم يسبقه استفزاز والذي يحظى من قبل الناس بصورة حماسية ( roid rage
) .كما قد تؤدي هذه المركبات بإصابة الشخص بالاكتئاب العام ، وحتى قد يتحول لدى الشخص حالة من الذهان ( psychosis ) .