[size=35]استخدام الأدوية أثناء فترة الرضاعة الطبيعية[/size]
لقد بات من المؤكد بأن الأدوية تظهر في حليب الأم عند تناول الأم لها ، وتصل الى الطفل الرضيع بكميات يمكن قياسها ويمكن التنبؤ بها اعتمادا على عدة عوامل ، نذكر منها ما يلي :
1 – عوامل تتعلق بالدواء وبجرعته وطرق أخذه: فالدراية بخصائص الدواء الفيزوكيماوية تمكننا من التنبؤ بظهور الدواء في حليب الأم، ومدى تأثيره على الطفل، فالدواء بشكل عام اما أن يكون حامضي التفاعل أو قاعدي التفاعل ، وأن درجة حموضة الدم تميل الى القاعدية، وعلية فان الأدوية القاعدية كالأدوية المضادة للهستامين ( أدوية لوقف التحسس ) تكون غير بشكلها غير المتأين في وسط الدم للأم مما يرفع من عامل النزعة لها ( partition coefficient ) وهذا يجعلها أكثر ذوبانا في الوسط الدهني مما يسهل عبورها عبر الأغشية البيولوجية ذات الطابع الدهني البروتيني الفاصلة بين دم وحليب الأم وتتركز في الحليب ، وبسبب حموضة وسط الحليب فان مثل هذه الأدوية تتأين من جديد ، الأمر الذي يقلل من عامل النزعة لديها في الذوبان في الأغشية البيولوجية، ويتم حجزها في الحليب لتذهب الى الطفل.
يحدث العكس تماما بالنسبة للأدوية الحامضية مثل الأسبرين ، حيث يميل الى التأين في وسط الدم القاعدي مما يقلل من ذوبانه في الوسط الدهني وهذا يحد من انتقاله الى الحليب عبر الأغشية البيولوجية الفاصلة بين دم وحليب الأم.
ولذلك يمكن القول بشكل عام بأن الأدوية ذات الطبيعة القاعدية تظهر في الحليب بكميات أكبر من الأدوية الحامضية.
2 – عوامل تتعلق بالحليب نفسه: فمكونات الحليب من الدهون والبروتينات ليست ثابتة ، فالمحتوى البروتيني يكون عاليا في فترات الرضاعة الأولى ، ثم يبدأ المكون الدهني يزداد ، ومن المعلوم بأن هناك أدوية لها قوة ارتباط بالدهون وأخرى بالبروتينات ، فوجود الأدوية وكمياتها يتبع للتغير في مكونات الحليب.
3 – عوامل تتعلق بالأم : كوجود أمراض ، ونقص التغذية الذي يؤثر على محتوى الحليب من العناصر التي قد تكون مهمة في نقل الدواء الى الحليب.
4 – عوامل تتعلق بالطفل: مثل عدد مرات الرضاعة وطول فترة الرضاعة، ومدى اكتمال أعضاء الطفل للتعامل مع الدواء وخصوصا عمليةاستقلاب وطرح الدواء من الجسم، فضعف الكبد والكلى تؤدي الى تراكم الدواء وان كانت كمية الدواء في حليب الأم قليلة.
تصنيف الأدوية عند استخدامها اثناء الرضاعة
يمكن تقسيم الأدوية من حيث استخدامها أثناء الرضاعة الطبيعية الى ثلاث مجموعات هي :
المجموعة الأولى : وهي مجموعة تعتبر مأمونة الاستخدام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية لأنها :-
1 ) اما أن يكون الدواء لا يطرح في الحليب، أو
2 ) أن الدواء لا يحصل له امتصاص من قبل الأم أو من قبل الطفل، أو
3 ) ان الدواء يطرح في الحليب ولكن بكميات بسيطة جداً ليس لها أي أثر دوائي يذكر، أو
4 ) أن للدواء آثار سلبية خفيفة وقليلة الحدوث، وان حدثت فهي متعاكسة (بمعنى أن الأثر السلبي يزول بزوال الدواء ) .
المجموعة الثانية : أدوية تعطى للأم المرضع بحذر مع مراقبة الأم والطفل أثناء استخدام الدواء، وهذه الأدوية تكون : -
1 ) قد سجلت لها آثار سلبية بسيطة عند اعطاءها، أو
2 ) أن تكون المعلومات المتوفرة قليلة حول استخدام الدواء أثناء الرضاعة، أو
3 ) أن يكون للدواء آثار سلبية خفيفة ومعروفة يتوقع ظهورها على الطفل خلال استخدامه من قبل الأم المرضع .
المجموعة الثالثة : أدوية لا تعطى أثناء الرضاعة الطبيعية، واذا كان لابد من اعطاءها فيجب وقف الرضاعة، وهذه الأدوية تكون: -
1 ) لها آثار جانبية خطيرة معروفة تم تسجيلها أثناء فترة الرضاعة، أو
2 ) الخوف من ظهور آثار سلبية خطيرة معروفة متوقعة بناء على المعرفة المسبقة لها .
3 ) الأدوية التي تثبط الحليب .
مجموعة من الوصايا والارشادات حول استخدام الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية .
1- يجب عدم صرف أو اعطاء الدواء للأم المرضع الا ذا كان الدواء لازماً، وان اعطاءه يكون بعد معاينة درجة الخطر والفائدة بالنسبة للأم والطفل .
2- الأدوية المعروفة بخطورتها لدى الكبار يجب عدم اعطائها للأم المرضع، واذا كان لابد من اعطاء الدواء، فيجب وقف الرضاعة .
3- في حالة المعالجة لوقت قصير، أو استخدام دواء لجرعة واحدة فقط، ينصح بوقف الرضاعة لحين انتهاء فترة المعالجة، أو اختفاء الدواء من الجسم، ويستخرج الحليب يدوياً للمحافظة على انتاج الحليب ( وهذا الحليب لا يعطى للطفل بسبب احتوائه على الدواء ) .
4- يجب أن يكون اختيار المعالجة يضمن وصول أقل كمية من الدواء الى الطفل، وذلك عن طريق :
أ - تجنب الرضاعة في الوقت الذي يكون تركيز الدواء في جسم الأم عالياً، وهذا يكون عادة من (1/2 - 2 ) ساعة بعد أخذ الأم للجرعة الفموية، ولهذا يفضل أخذ الدواء المعطى للأم بعد الرضاعة مباشرة، لأن هذا سوف ينتج عنه نزول الدواء الى أدنى مستوى عند وقت الرضعة اللاحقة.
ب- الابتعاد عن اعطاء الأم المرضع الأدوية ذات المفعول الطويل، والاستعاضة عنها بذات النصف العمري القصير .
جـ- انتقاء طرق العلاج المناسبة اثناء فترة الرضاعة الطبيعية، فمثلاً اعطاء موسعات القصبات الهوائية بشكل خلالات هوائية عن طريق الرئتين أفضل من اعطاءها عن طريق الفم . واعطاء أقل الجرعات (جرعة كل 12 ساعة، أفضل من جرعة كل 6 ساعات).
د - مراقبة الطفل لأي تغيرات تطرأ عليه مثل عدم الانتظام في أخذ الرضعات، قلة النوم، الهيجان العصبي، ........ الخ .
الصيدلاني راتب الحنيطي
المراجع : الحنيطي راتب : كتاب الأدوية والرضاعة الطبيعية. الطبعة الأولى 1997