الشاعر طاهر العتباني ـ قصيدة اليقين - مصر.
قصيدة اليقين
تَفتـــَّحَ الورْدُ في شطآنِ وِجْداني ورَفْرفَ النورُ في تسْبيحِ شِريانِي
وهَامَتْ الرُّوحُ في أصْداءِ سَجْدتِها وَتاقَ للسِدْرَةِ العَصْماءِ تِبيانِي
زَهْري وَهَمْسي وَشعْري قلْبُ سَوْسَنتِي وَخَفــْقُ نرْجِستِي ترْنيمُ أَوْزَانِي
قَدْ أُلْبِسَتْ حُلَلَ التقــْدِيسِ نغْمتـُها فَصَفــَّقَ العِطْرُ في أحْشاءِ هَيْمَانِ
وَسافرَ الأمَلُ المُمْتدُّ فِي كَبِدي وانْسابَ في سِحْرها وَرْدِي ورَيْحاني
يارَبِّ جئتـــُكَ في نفسي يُرَاودُني شَوْقُ الصَّلاةِ وترْتيلاتُ قُرْآني
لمْ أُلقِ في مَسْمَعِ الدنيا صدى كلمي إلا تعطَّرْتُ مِنْ أقــْباس إذْعاني
ولا تَلفــَتُّ في خــوْفي إلى سَكنٍ إلا وذابَ لدى التوحيدِ بُهْــتاني
إني عَرَفتكَ في هذي الطيور، أرى في طَيِّ رحْلــَتِها آفاقَ شطآني
تُمْسي معَ الليلِ في أكنانِ أيْكتها وتزْدهي بالصَّباحِ المشرقِ الهاني
من قدْ براها وألقى في حُشاشتها عَذبَ اللحُون فغنــَّتْ فوْقَ أغصَاني ؟
مَمَالكٌ مِنْ جمالٍ في نواظِرها وألْحُنٌ مِنْ هناءٍ فوْقَ ألْحان ِ
وفي انْبِثاقِ ثِمارِ النخــْل باسقة ً تُعْطِي الجزيلَ وتُبْدي فَيْضَ شـُــكْرانِ
مَنْ قدْ بَراها وَأوْحَى فِي ضَمَائِرِها سِرَّالعَطاءِ فأعْطت دُونَ نُكْرانِ ؟
إنِّي عَرَفْتُكَ فِي هذِي السَّماءِ وَفِي ضَوْءِ الشُّموسِ يُعَرِّي كلَّ كُفرانِ
*
*
ياربِّ لنْ يتلظَّى القلبْ منْ كمد ٍ وقدْ تَعَرَّفْتَ بِالنُّعْمَى لوِجْداني
وَلا تُسافِر رُوحِي حِينَ خشْعتِها إلاّ لتَسْكن عنْد َالشاطِئ الحاني
منْ فيْض ِبرِّك َجَاءَ الأنْبياءُ هدى وَأَضْرمــُوا النارَ فِي تاريخِ عِصْيانِي
وَحَاوَروا أمَماً من بعدِها أُمَم ٌ وأعْلنوا كِلْمَة التقْوى بإحْسَان ِ
تَسَمَّعَ الدَّهْرُ يَرْوي منِ ْمَآثِرهِمْ تَرُدُّ صَوْلَة َطاغُوتٍ وَشَيْطان ِ
هُمُ الحُداةُ عَلَى دَرْبِ الحَيَاة بهِمْ تَفْتَرُّ آلاؤُهَا مِنْ بَعْدِ كِتْمَانِ
هُمْ آيَةُ الله ترْوي فَيْضَ رَحْمَتِهِ وَقِصَّةُ النُّورِ وَالتوْحِيدِ للرَانِي
مُحَمَّدٌ بَيْنَهُمْ شمْسٌ مُضَوَّأةٌ بالله ، وَهْوَ سَنا للتائهِ العانِي
وأُمَّةُ الحَقِّ ترْتِيلٌ لِحِكْمَته وَصَوْتُ صَدْعَتهِ بالحَقِّ رَبَّاني
قدْ كانَ فِي سَيْرهِ فوْقَ الطَّريقِ لنا مَعَالِم مِنْ ضَراعَاتٍ وَشكْرانِ
وَكانَ فَي مَسْمَعِ التارِيخِ صَوْتَ هُدىً ترنُّ صَدْحَتُهُ فِي كُلِّ آذانِ
إنِّي عَرَفْتكَ وَالأسْحَارُ سَاجدَةٌ وَفي سُكونِ اللَّيالِي سَكْبُ أشْجَاني
هلْ يَمْلكُ القلبُ مِنْ نجْواهُ غيْر صَدىً؟ وهلْ بجَوْفي سِوى ترْتيلِ هَيْمان ؟
فاسْكبْ علَى القلبِ مِنْ نُعماكَ مَرْحَمَة ً بها أرَجِّع ترْنيماتِ ألحَاني
*
*