الشيخ الشاعر طاهر الأتاسي.
الشيخ طاهر الأتاسي
( 1271 - 1359 هـ)
( 1854 - 1940 م)
سيرة الشاعر:
محمد طاهر بن خالد بن عبدالستار الأتاسي.
ولد في مدينة حمص (وسط غربي سورية) وفيها توفي.
عاش في سورية، وفلسطين، والعراق، وتركيا.
تلقى علومه عن بعض أعلام عصره في دمشق.
قصد إستانبول وانتسب إلى مدرسة القضاء الشرعي بها، مما أتاح له شغل منصب القضاء في عدد من المدن العربية والتركية.
في عام 1883 دخل مكتب النواب في استانبول، وهناك أحرز الدرجة الأولى.
عين قاضيًا في متصرفية حوران (1888م)، ثم تنقل في منصبه في نابلس، ودكزلي في ولاية أزمير، والقدس، وأضنة، والبصرة، وفي عام 1912 عهد إليه بمنصب
الإفتاء في حمص وظل فيه إلى أن توفي.
كان له إلمام واسع بالموسيقا.
شعره وأدبه:
وبالإضافة إلى علمه الغزير وانشغاله بالفتوى والسياسة، كان العلامة أديباً شاعراً كأبيه، بل وملماً بأنواع الموسيقى، فقد اشتهرت بلاغة العلامة الأتاسي وملكاته الأدبية اشتهاراً، وتداول الناس قصائده وتسامروا بها في المجالس، وفي يد الكثير من الناس اليوم في حمص ودمشق وغيرها من البلاد عدد من أشعاره، وكان الشيخ حريصاً على قراءة الأدب والشعر حتى في مرحلة الإفتاء.
مصنفاته وآثاره الشرعية والأدبية:
واشتغل العلامة الأتاسي بالتأليف، فكان من مصنفاته:
- إكمال "شرح مجلة الأحكام العدلية" في الفقه الحنفي، والتي بدأها والده خالد الأتاسي، وأكمل المترجم مجلداتها الأخيرة فجاءت في سبعة أجزاء، وقد طبع هذا المؤلف الضخم مرات في حال حياته وبعد وفاته ووزع الكتاب وانتشر وصار كتاباً يدرس لطلاب العلم.
-الرد على الأحمدية القاديانية"، طُبع مرة ولم تجدد طباعته.
-سواطع الحق المبين في الرد على من أنكر أن سيدنا محمد خاتم النبيين".
- مجموعة فتاوى كانت عند الشيخ وصفي المسدي أحد تلامذته.
- ديوان شعر كبير غير مطبوع.
بالإضافة إلى مصنفات شرعية أخرى لم تطبع.
وفي حمص سمي أحد الشوارع باسم طاهر الأتاسي اعترافاً بجميله على تلك المدينة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد ومقطوعات شعرية ضمن كتاب: «تاريخ حمص» - مطرانية حمص الأرثوذكسية - 1984.
الأعمال الأخرى:
- له: الرد على الأحمدية القاديانية (مطبوع)، وإكمال مجلة الأحكام العدلية بدأ به والده، وأكمله في عدة مجلدات.
يدور شعره حول المدح والرثاء اللذين اختص بهما أولي الفضل من العلماء في زمانه، وكتب في تقريظ الكتب، وله شعر في المناسبات الدينية، وكتب في مديح النبي()، كما كتب في الغزل، يميل إلى استخلاص الحكم، ويتجه إلى النصح والاعتبار بذكر البلى والفناء. تتسم لغته بالطواعية مع ميلها إلى البث المباشر الذي
يفتقر - في كثير من طرحه - إلى عنصر الخيال، وحرارة العاطفة. يتميز بنفس شعري طويل، يمارس التأريخ الشعري ويهتم بفنون البديع كالجناس والطباق والتقسيم.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد قدامة: معالم وأعلام، القطر السوري - مطابع ألف باء الأديب - دمشق 1965.
2 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.
3 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
4 - محمد رياض المالح: عالم الأمة وزاهد العصر العلامة المحدث بدرالدين الحسني - دمشق 1977.
عناوين القصائد:
من قصيدة: رأيت المنايا
من قصيدة: أفقْ أيُّها المغرورُ
من قصيدة: تحيات وحنين
من قصيدة: رأيت المنايا
في رثاء الشيخ بدرالدين الحسني
رأيـتُ الـمـنـايـا لا تطـيشُ سهـامُهـــــا
وأهدافُهـا بـدءًا فرمـيًا كِرامُهــــــــــا
فأصغـيْتُ سمعـي للنعـيِّ إذا بــــــــــــه
صـواعقُ لكـنْ للعـيـون رِهـامُهـــــــــــا
فقـلـت عـلى الـدنـيـا العَفـا ثـم لا يكـنْ
عـلى حُجَّةِ الاسلام يسطـو عُرامهــــــــــا
فقـالـوا بـلى ذاك الـذي كـنـتَ تتَّقـــــي
وتلك الـتـي حـزَّ القـلـوبَ حسـامُهـــــــا
فـنكَّستُ رأسـي قـارِعَ السنِّ نــــــــــاحِبًا
عـلى الـمسلـمـيـن الـيـوم هُدَّ دعـامُهـــا
نـوائبُ يبتزُّ الـحـلـيـمَ أقـلُّهــــــــــا
فكـيف وفـي الـديـن القـويـم جِسـامهــــا
وهل يـدفعُ الجُلَّى عـويلٌ وحســــــــــــرةٌ
إذا كـان فـي كفِّ القضـاء زِمـامُهــــــــا
فلـم يُبقِ مـنـا الـبـيـنُ غـيرَ صُبـــــابةٍ
مـن الـدمعِ حـبّاتُ القـلـوب ختـامُهــــــا
رويـدَكَ «بـدرَ الـديـنِ» مـا أنـت مــــيِّتًا
خلـدْتَ بآثـارٍ تعـالى مقـامُهــــــــــــا
ولكـنَّمـا الأمـواتُ بعـــــــــــــدَك أمَّةٌ
تغـيَّبتَ عـنهـا فـادلَهـمَّ ظلامُهــــــــــا
تحـومُ عِطـاشًا بعـد عزبِ حـمـامهـــــــــا
وهـيـهـات لا يَبتلُّ بعـدُ أوامُهــــــــــا
عـلى إثْرِكَ انـبتَّتْ حـبـالُ رشـادِهــــــــا
وقـد كـان فـيـهـا للنجـاة اعتصـامُهــــا
لهـا العـروةُ الـوُثقى بكـم وبجَدِّكـــــــم
إلى الله وَصْلاً حـاشَ يُخشَى انفصـامُهــــــا
فـمَن لـي بعـيـنٍ واحتكـامٍ عـــــلى الكرى
لـيجـمعَنـي والطـيفَ مـنه مـنـامُهـــــــا
أنعـشٌ يُقِلُّ الطَّودَ والنـاسُ حـــــــــــولَه
تجـاذبُه الأمـلاك يُتلَى سلامُهـــــــــــا
إذا استـنشَقـوا مـنه عبـيـقَ لَطـــــــائمٍ
تـولَّتْه أيـدٍ بـالـوجـوه لطـامُهـــــــــا
هـي الشِّيَمُ الغُرُّ استحـالـتْ نــــــــوافِجًا
وكـم أسكرتْهـم فـي الـحـيـاة مـوامُهــــا
إذا قـام يروي فـالــــــــــــمحدِّثُ أكبرٌ
يُغذِّي كهـولَ العـلـم وهـو غلامُهـــــــــا
فللـدهـرِ والـمحـراب نقـدُ حـيــــــــاتِه
لهـذا وهـذا صـومُهـا وقـيـامُهــــــــــا
وقبـل بـلـوغِ الـحـلْمِ شـــــــــاخ بفضلِه
نَعـمْ للعـلا قبـل الـبروزِ وسـامُهـــــــا