الشيخ الشاعر طاهر الأتاسي من قصيدة: أفقْ أيُّها المغرورُ.
الشيخ طاهر الأتاسي
من قصيدة: أفقْ أيُّها المغرورُ
أفِقْ أيـهـا الـمغرورُ فـالـمـوتُ يـقـــظانُ
وفـي كل يـومٍ مـن حـيـاتِكَ نقصـــــــــانُ
ألِفْنـا أذى الـدنـيـا فـنحن غبـــــــاوةً
نـودُّ بقـاءً وهـو كـدٌّ وأحـــــــــــــزان
نُرقِّعُ بـالآمـال عُمــــــــــــــرًا ممزَّقًا
ونُقـدِمُ والأقـدار نَبـلٌ وخُرْصـــــــــــان
هـي الـدار مـنَّتْ بـالغرور وخــــــــادعَتْ
لِيـانًا فحـاذرْ لسعَهـا فهْي ثُعبـــــــــان
ولـيستْ عـلى عهدٍ تدوم وإنمـــــــــــــا
طبـائعُهـا عـند الـتَّقـلُّب ألــــــــــوان
كفَتْكَ اعتبـارًا لـو بصـــــــــيرتُكَ انجلَتْ
بفعـلٍ له فـي الأرض فَتْكٌ وإثْخــــــــــان
إذا أنفذَتْ سهـمًا فلا حصنَ مـــــــــــانعٌ
ولا لِكـمـيٍّ فـي السلامة إمكـــــــــــان
مُنـوَّعةُ العِلاّت أمّا وِدادُهـــــــــــــــا
فـمَذْقٌ وأمّا الـوصلُ مـنهـا فخُســــــــران
نكلِّفُهـا صَفْوًا ومَجـبـولُ طـيـنِهــــــــــا
عـلى طبَعِ الأكـــــــــــدار والطبع خَوّان
تسـاوَى لعَمْري بؤسُهـا ونعـيـمُهــــــــــا
مضـاضًا فإن فكَّرتَ فـالـوصلُ هجـــــــــران
فكـن بـاكـيًا يـخشى مغبَّةَ ضحْكِهــــــــــا
إذِ اللـيثُ يُبـدي نـاجذًا وهـو غضبــــــان
وقـد غرَّهـم مـن خُلَّبِ الـبرقِ لـمعـــــــان
وطـوبى لـمـن قـد جـاز بحـرَ امتحـانهـــا
فكـن بـاكـيًا يـخشى مغبَّةَ ضحْكِهــــــــــا
سفـيـنـتُه الـتـوحـيـد والأمـنُ إيـمـــان
تزوَّدَ للأخرى مـن الـديـن والـــــــــتُّقى
وهل بعـد نـور الـديـنِ للفـوز بُرهـــــان
وآسـى ببذْلِ النفع أبنــــــــــــاءَ جنسِه
يرى الناس في الـحُسنى كـمـا دانَهـم دانـوا
ومـا خـامدُ الـمعـروف إلا كـمـيــــــــتٍ
وإن عـاش دهـرًا والـمـلابس أكفــــــــان
فكـنْ رجلاً إن مـات قـامت بنشــــــــــره
مآثرُ فـي صُحف الـتـواريــــــــــخ تزدان