الزنك (Zn, Zinc) : يعتبر الزنك من أكثر العناصر الضئيله توفراً في حليب الأم، جاعلاً إياه من المصادر الغذائية المهمة الغنية بهذا العنصر و إن تركيزه يعتمد إعتماداً كبيراً على مرحلة الرضاعه، و يمكن زيادته عن طريق إضافة الزنك إلى محتوى الأم الغذائي .
إن كمية الزنك في حليب اللبأ يقدر بثمانية أضعاف الكمية الموجودة في الحليب العادي، و قد أجريت دراسات حول قياس كمية الزنك في حليب الأم، و سجلت القيم المختلفه التاليه:- (
- سجلت أعلى قيمة للزنك في اللبأ تقدر بأكثر من 2000 مايكروغرام لكل 100 مليليتر في حليب اللبأ .
- كانت هناك قيم حول 500 - 700 مايكروغرام /100 مليليتر في الأيام الأولى للرضاعة .
- دراسات أخرى سجلت 465 مايكروغرام /100 مليليتر في اليوم الثالث من الرضاعة نقصت إلى 45 مايكروغرام /100 مليليتر في نهاية السنه الأولى.
كما أنه وجد أن 532 مايكروغرام /100 مليليتر في اللبأ إنخفضت إلى 112 مايكروغرام /100 مليليتر في الشهر السابع من الرضاعه .
- وفي دراسة أجريت على 20 عينة حليب وجد أن 400 مايكروغرام /100 مليليتر من الزنك في حليب أم المرضع في الأسبوع الثاني إنخفضت إلى 130 ر في الأسبوع العاشر، إنخفضت ببطء إلى 48 مايكروغرام /100 مليليتر في نهاية الأسبوع السادس و الثلاثين من الرضاعه ( في نهاية الشهر التاسع تقريباً).
- كما وجد أن كمية الحليب من الزنك تكون أكثر في النساء اللواتي أرضعن من قبل .
إن الأهتمام بالدور الوظيفي لعنصر الزنك بدأ منذ زمن بعيد، ففي عام 1869 أثبت العالم رولين (Raulin) بأن عنصر الزنك ضروري لنمو الفطريات، و بعد حوالي 50 عاماً أي عام 1940 وجد بأن الزنك أحد مكونات أنزيم (Carbonic anahydrase) عندما تم عزل هذا الأنزيم في صورته النقية. بعد ذلك توالت الأبحاث و الدراسات حول هذا العنصر ووجد بأن لعنصر الزنك الوظائف الحيويه التالية :-
- يعد الزنك عنصراً ضرورياً لا غنى عنه لنشاط و فعل الكثير من الأنزيمات حتى أنه في غياب هذا العنصر تتوقف عمليات حيوية مهمة كثيرة مثل تصنيع الأحماض النوويه، و الوظائف الخلويه، إستقلاب البروتينات و الدهنيات و السكريات، حيث يكون الزنك مرتبط بهرمون الأنسولين و يخزن في جزر لانقرهانز في البنكرياس على شكل معقد، يتحررمنه الأنسولين عند الطلب.
- كما أنه مهم في عمليات إنقسام الخلايا بشكل عام و منها الخلايا المناعيه (الليمفوسايت) و الحيوانات المنويه ولذلك فإن تركيز الزنك يكون متوفر بكثره في غدة البروستات و يتدخل في معدل النمو و نضوج الأعضاء التناسليه لدى الإنسان .
- للزنك دور مهم في إلتئام الجروح، و له دور في إلتئام التقرحات الجلديه كماأن له دوراً في عملية تكلس العظام .
- كما أن له دوراً في المحافظه على مستوى حاستي الشم و الذوق، ذلك أنه يرتبط ببروتين اللعاب (جيستن) (Gustin) الذي له أهميه في حاسة الذوق .
من هنا ندرك أنه لاغرابة في أن نقص الزنك يؤدي إلى أعراض سريريه مختلفه و متباعده نظراً لأهمية الزنك الحيويه المختلفه، و من هذه الأعراض التي تظهر بسبب نقص هذا العنصر هي :-
- نقص القندية (Hypogonadism) أو ضعف وظائف الخصيه بسبب نقص عنصر الزنك مما يؤدي إلى إضمحلالها و عدم إنتاج حيوانات منويه كافيه و التأخير في نمو الأعضاء التناسليه فقد لوحظ أن الشباب الذكور في مناطق مصر و إيران صفات جنسيه ثانويه ضعيفة نتيجة للنقص في الزنك، إن أعراض التأخر الجنسي تظهر لدى النساء أيضاً .
- تأخر النمو الجسمي مما يؤدي إلى القزامه (Dwarfism) و تساقط الشعر و ظهور علامات الصلع (alopecia) .
- ظهور علامات إستشهاء الأطعمه التي لا تؤكل (الوحم) (Pica) مثل أكل الحديد، و الزجاج، و أقلام الرصاص،...) .
- ظهور علامات مرض (acrodermatitis entero pothica) والتي تتمثل بتقرحات و إحمرار الجلد، و ظهورها حول فتحة الفم والشرج و سقوط الشعر. كما وتظهر الإسهالات عند الأطفال بسبب عدم التمثيل الدهني وظهوره كما هو في الأمعاء (Steatorrhoea) لقلة نشاط الأنزيمات المسؤوله عن ذلك، كما يصاحب هذا أعراض سريريه في العيون و غيرها، هذه الأعراض تظهر جنباً إلى جنب مع ظهور العلامات الأخرى .
إن هذا المرض من الأمراض النادرة و التي تظهر خصوصاً عند الأطفال، الناتجه عن قلة كمية الزنك المتناوله أو بسبب أمراض وراثيه مانعه للإمتصاص .
و هناك أعراض سريريه أخرى ناتجه عن نقص الزنك مثل تغير شكل العظام وعدم وصول المعادن الضروريه لبناء العظام، و قله في عدد خلايا المليمفوسايت في الدوره الدموية مما يقلل من مقدرة الجسم المناعيه، كما يظهر في بعض حلات الأنيما، و غيرها ....
يتم إمتصاص الزنك من الأمعاء الدقيقه، و يحصل الإمتصاص السريع في منطقة الأثني عشر، و ينقل إلى باقي أعضاء الجسم و أنسجته عن طريق إرتباطه ببروتين الالمبيومين (Albumin). ويتم طرحه من الجسم عن طريق الجهاز الهضمي (البراز) بشكل رئيسي، و يطرح إلىحد بسيط عن طريق البول والتعرق، يزيد طرحه عن طريق التعرق كلما كان الجو حاراَ و كانت كمية التعرق كبيرة .
منقول من كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية، اعداد الصيدلاني راتب الحنيطي، سنة الطبع 1997م