الإعجاز البياني ،،حلف وأقسم’’ - ’’ الخشية والخوف ،، - ’’زوج وامرأة’’.
حلف وأقسم :
الفرق بين ( الحلف والقسم ) في البيان القرآني :
قال الله تعالى : (( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ )) [ التوبة : 56 ]
وقال سبحانه : (( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ )) [ الواقعة : 76 ]
كثيراً ما يفسر أحدهما بالآخر ، وقلما تفرق بينهما المعاجم . نحتكم إلى البيان الأعلى ، في النص المحكم ، فيشهد الاستقراء الكامل بمنع ترادفهما .
جاءت مادة ( حلف ) في ثلاثة عشر موضعاً ، كلها بغير استثناء ، في الحنث باليمين ( أي اليمين الكاذبة ) .
وأما القسم ، فيأتي في الأيمان الصادقة سواء كانت حقيقة أو وهماً .
وبهذا يختص الحلف بالحنث في اليمين ( أي اليمين الكاذبة ) ويكون القسم لمطلق اليمين ، وهذا ما اطرد استعماله في البيان القرآني .
الخشية والخوف :
الفرق بين الخشية والخوف في البيان القرآني :
قال الله تعالى : (( وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ )) [ التوبة : 18 ]
وقال تعالى : (( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )) [ النور : 55 ]
نلاحظ ان الخشية في البيان القرآني تفترق عن الخوف ، بأنها تكون عن يقين صادق بعظمة من نخشاه ، وأما الخوف فيجوز أن يحدث عن تسلط بالقهر .
والخشية يجب ان لا تكون إلا لله وحده ، دون أي مخلوق ، يطرد ذلك في كل مواضع استعمالها في الكتاب المحكم بصريح الآيات .
وتسند خشية الله في القرآن الكريم إلى الذين يبلغون رسالات ربهم ، ومن اتبع الذكر ، والمؤمنين ، والعلماء ، والذين رضي الله عنهم ورضوا عنه [ الاعجاز البياني للقرآن : 226 ]
زوج وامرأة :
الفرق بين ( زوج وامرأة ) في البيان القرآني :
قال الله سبحانه و تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )) [ الروم : 21 ]
وقال سبحانه و تعالى : (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) [ التخريم : 10 ]
نلاحظ ان البيان القرآني يستعمل لفظ ( زوج ) حيثما تحدث عن آدم وزوجه ، وقد يبدو من القريب أن يترادفا فيقوم أحد اللفظين مقام الآخر ، وذلك ما يأباه البيان القرآني المعجز ، وهو الذي يعطينا سر الدلالة في الزوجية مناط العلاقة بين آدم وزوجه ، فكلمة ( زوج ) تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف : حكمة وآية ، أو تشريفاً وحكماً ، كقوله تعالى :
(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )) [ الروم : 21 ] وقوله تعالى : (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ )) [ الفرقان : 74 ] وقوله تعالى لما استجاب لزكريا وحققت الزوجية حكمتها : ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ )) [ الانبياء : 90 ]
فإذا تعطلت آية الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل ، فالبيان القرآني يستعمل : إمرأة لا زوج :
كقوله تعالى : (( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ )) [ يوسف : 30 ]
وقوله تعالى : (( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) [ التخريم : 10 ]
وقوله جل جلاله : (( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا )) [ مريم : 5 ]
[ الاعجاز البياني للقرآن : 229 ]