سعدي الشيرازي رحمه الله
الأحد, 13 يونيو 2010 04:44
الشيخ مشرف الدين بن مصلح الدين السعدي, ملك الكلام, أفصح المتكلمين, أديب، شاعر، زاهد . أحد النجوم اللامعة في سماء الأدب الإسلامي, بلغ أعلى درجات الفصاحة في اللغة الفارسية , كما كان نظمه ونثره أحسن مثال في السلاسة والبلاغة.
اسمه ونسبه:
اسمه الكامل: أبومحمد, مشرف الدين بن مصلح الدين عبدالله. هو ثالث الشعراء الثلاثة الكبار في ايران.
قيل: اشتهر بالسعدي لمحبته بالصحابي الجليل, سعد بن عبادة الخزرجي. وقيل: أخذ السعدي هذا التخلص من سعد بن أبي بكر زنكي حاكم شيراز في زمانه.
مولده:
ولد في شيراز في أوائل العشر الأوّل من القرن السابع، ولا يوجد منبع موثق يحدد تاريخ ولادته و وفاته, ما اتفق عليه المحققون أنّه ولد بين سنة 610 و615 هـ ق.
وقد وقع خلاف كبير في اسم الشاعر واسم أبيه وتاريخ مولده و وفاته , والسبب في ذلك توغّل المغول في البلاد الإسلامية , الأمر الذي أدّى إلى محو التراث العلمي والأدبي بتخريب المكتبات, وحرق الكتب , وقتل العلماء...
شيراز:
تقع مدينة " شيراز" عاصمة محافظة " فارس " من حيث الموقع الجغرافي، في الجنوب الغربي من إيران، وهي بمساحة 340 كم، ثالث مدن إيران من حيث المساحة ؛ حيث تأتي مرتبتها بعد "طهران" و"مشهد"، وتنتهي من ناحية الشمال بـ "اصفهان"، ومن الجانب الشرقي محاطة بـ "يزد" و"كرمان"، ومن الجنوب تجاور محافظة "هرمزكان"، كما هي منتهية من الجهة الغربية بـ "بوشهر". و بكثافة سكانية تزيد علی 1722331نسمة، تعد المدينة الرابعة على خريطة إيران من حيث السكان.
وشيراز تعني في ذاكرة من يقدر له زيارتها مدينة الجمال , وحاضرة العلم , والثقافة, والرقة , والظرف الإيراني, مدينة البلابل والورود...
شيراز في وجدان الفرس, مثل أثينا في وجدان اليونانيين , وباريس في عيون الفرنسيين, وكي يفهم الإنسان سر جمال شيراز لابد أن يعرج على ديوان الشيراز بين سعدي وحافظ , فهما روح شيراز وأبرز معالمها وأشهر شعرائها .
وهي مدينة إسلامية بناها "محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج".
وقيل: شبهت بجوف الأسد لأنه لا يُحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويُحمل إليها، ولذلك سميت "شيراز"، وقيل: سميت بشيراز بن طهمورث .وبها جماعة من التابعين مدفونون.
فكان من الطبيعي أن تكون هذه المدينة في القرون الأولی من تاريخ الأمة الأسلامية ذروة شامخة فى العلوم الإسلامية، ومركزا هامّا لروّادها، وأرضا خصبة للأفكار الإسلامية والمذاهب الإسلامية المختلفة، ولم لا!؟ فهي مدينة بناها أمير مسلم، وعرس بها العسكرالإسلامي، وهكذا كانت صفة الأراضي التي أقامت بها المسلمون فى العصور الأولى، والذي يلفت نظر الشخص الباحث في تاريخ هذه المدينة - وتاريخها منوطة بتاريخ الإسلام ازدهارا وانحطاطا في بلاد فارس - حب سكانها الشديد للنبي عليه الصلاة والسلام، حيث ظهر هذا الحب في أشعارهم وكتبهم، وقد ظهر انحيازهم إلى مذهب أهل الحديث في فترة من الزمن.
وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء في كل فن، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الفيروزابادي ثم الشيرازي, إمام عصره زهداَ وعلماَ و ورعاً .
ومن المحدثين: القاضي أبو حسان الزيادي الشيرازي, كان فاضلاَ, بارعاَ, ثقة, ولي قضاء الشرقية للمتوكل, وصنف تاريخاً. وكان قد سمع منه محمد بن إدريس الشافعي واسماعيل بن علية ووكيع بن الجراح.
ومن الزهاد: أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي توفي بشيراز سنة 371 عن نحو مائة وأربع سنين وخرج مع جنازته المسلمون واليهود والنصارى.
ومن الحفاظ : أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن, الحافظ الشيرازي, وكان صدوقاً, ثقة, حافظاً, يحسن علم الحديث جيداً...
وأحمد بن منصور بن محمد بن عباس الشيرازي الحافظ , من الرحالين المكثرين قال الحاكم: كان صوفياَ رَحالاَ في طلب الحديث من المكثرين من السماع والجمع...
وسعدي الشيرازي , المتوفي سنة 690 هـ ق.(صاحب هذه الترجمة) وشمس الدين محمد بن بهاء الدين المعروف بلقب (حافظ الشيرازي) الشاعر الفارسي المشهور . وإمام النحو سيبويه وغيرهم كثير.
نشأته العلمية:
ولد في أسرة كريمة , معروفة بالعلم والأدب, ويشير إلى ذلك في ديوانه :
همه قبيله من عالمان دين بودند مرا معلم عشق تو شاعري آموخت
كان قبيلة السعدي و أجداده من علماء الدين, وهذا أثر في شاعريته ونبوغه المبكر, وشهرته الواسعة فيما بعد.
مات والده وهو صغير, درس السعدي في مسقط رأسه العلوم الابتدائية, ثم رحل إلى بغداد عاصمة العلم آنذاك , حيث التحق بالمدرسة النظامية الشهيرة , إحدى المدارس التي بناها الوزير السلجوقي المعروف "خواجه نظام الملك".
من أساتذته:
1ـ جمال الدين أبو الفرج بن يحي بن يوسف , والمعروف بـ " ابن الجوزي ".
2ـ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد سهروردي, وغيرهما.
رحلاته:
ولمّا فرغ سعدي من التحصيل في نظامية بغداد قام برحلات متعددة إلى كثير من البلدان الإسلامية , فزار الشام والحجاز ومصر , وعاد إلى مسقط رأسه شيراز في عهد الأتابك , وانخرط في خدمة الأتابكة, وانتسب إلى سعد بن ابي بكر فعرف بالسعدي منذ ذلك الوقت, وألف في هذه الفترة كتابا " بوستان و گلستان" هدية لأتابك و ابنه سعد بن أبي بكر.
كان السعدي شاعرا رحالا, سالكا لأماكن النائية والغريبة؛ يصاحب التجار والزوار , يجلس عند الملوك ويسمع منهم الحكايات, ويزور فئات الناس: البخلاء والعشاق والشيوخ و الكبار والصغار... وعاشر أهل تلك البلاد من الطبقات العليا إلى الطبقات الدنيا , واختلط بالعلماء والصوفية وأصحاب المذاهب والفرق واطلع على مذاهبهم وأفكارهم, وكسب تجارب كثيرة في أسفاره.
ابتلاءه:
فارق الشاعر بلاد الشام سنة 643 هـ ق. حين ابتليت الشام بالقحط والغلاء والجراد وجفاف مياه العيون والأنهار, فرثاها وبكاها, وخرج منها هائما على وجهه إلى أكناف القدس , فوقع أسيرا في بيد الفرنجة , فساموه سوء العذاب , و فرضوا عليه أن يعمل في جبل الطين ونقل الحجارة. ومرّ به وهو على هذه الحال رئيس من رؤساء حلب فعرف مقامه وافتداه...
مؤلفاته:
ترك السعدي آثارا جليلة, طبع أكثرها في مجموعة باسم" كليات ديوان سعدي".
من أشهرها: گلستان , بوستان, غزليات, قصائد, پندنامه: أي كتاب النصائح.
كلستان: ومعناه حديقة الورود، مجموعة من الحكايات و قد سطرها جميعاً في أسلوب منثور يختلط به كثير من الأبيات المنظومة.
وهو كتاب تربوي وأخلاقي, من عيون الشوامخ النثرية في الأدب الفارسي, ظلّ طولَ قرون عديدة كتاب التدريس والتذوق في الأدب الفارسي في أغلب المدارس الإسلامية ليس في داخل ايران فحسب؛ بل في كثير من البلدان الإسلامية مثل: الهند وباكستان وأفغانستان وتركيا.
وقد ترجم كلستان إلى اللاتينية عام 1651م وأشاد به المفكر الفرنسي الشهير (فولتير) كما قابل المفكرون الألمان وعلى رأسهم (جوته) هذا الكتاب بكثير من التقدير والاحترام.
بوستان: (الحديقة) منظومته الشعرية.
أمّا الكتاب الثاني للشيح سعدي فهو البوستان, فقد لقي اهتماما واسعا لدى المهتمين بالدراسات الشرقية عامة والفارسية خاصة.
يشتمل هذا الكتاب على أكثر من أربعة آلاف بيت من الشعر الفارسي الرائع.
قصائد سعدي: قصائد السعدي الفارسية تعتبر الغاية في الفن و الجمال.
غزليات: وعدد غزلياته كبير, و هي موزعة بين الكتب الأربعة التي عناوينها: الطيبات و البدايع و الخواتيم و القصائد القديمة.
مراثي: رثى بها تخريب بغداد على أيدي المغول , و قتل الخليفة المستعصم بالله في سنة 656 هـ ق.
مكاتيب: رسالات موجهة إلي صاحبديوان , و يقصد به الوزراء.
من آثاره باللغة العربية: ديوان شعر صغير.
التصوف:
كان السعدي رحمه الله, متأثرا بالصوفية أمثال: الشيخ السهروردي , و بايزيد البسطامي, وعبدالقادر الجيلاني... ونجد في أشعاره أسماء هؤلاء الأئمة وذكر جميل الثناء عليهم...
و اندمج السعدي في زمرة رجال الصوفية , لكن لم يكن من أولئك الذين نقضوا أيديهم من شؤون الحياة , ولا من الذين لجؤوا إلى الاعتزال , بل كان له لطافة أقكارهم , وإشراق نفوسهم , في حياة معتدلة , وعمل متزن.
ويحرص الشاعر في أشعاره على القيم الأصيلة والتربية الإسلامية والأخلاق الفاضلة والعاطفة النبيلة... بعبارات سهلة مألوفة وأسلوب جزل...
شهرته:
كان سبب شهرته الواسعة : كتاباه " گلستان" و "بوستان".
وقد وضعه الشعراء والنقاد في مقام الشاعر والمعلم والمفكر .
وقد بلغت شهرة السعدي أطراف العالم , ونقلت آثاره في النثر والنظم إلى جميع اللغات الحية , وكانت محل إعجاب الأمم وتقديرها.
يقول ادوارد براون: سر شهرة السعدي ليس في ثبوته ؛ بل في شموله وجامعيته, يستفيد من آثاره الداني والقاصي والكبير والصغير والعالم والأمي.
شعره:
سر خلود شعر السعدي وجماله, يكمن في تصويره لواقع الحياة, ومواجهاته العينية, هذا مع أسلوبه الكلامي, وأدائه المتميز, والفنّي .
يبرز الشاعرفكره, وتأمّلاته الاجتماعية, و الأدبية, والتربوية في الحياة ؛ و يبيّن طبائع و عادات قوم عريق, ولأجل ذلك لا يبلى جدّته ولا ينقص من عذوبته ويبقى, شعره متلألا في سماء الأدب الفارسي.
شعر السعدي شعر محكم ظريف وجميل, والشاعر يدرك ذلك جيدا ولكن لايتفاخر بذلك على معاصريه, ولا يأخذه الحميّة والكبر والتعصب ؛ بل هو متواضع وخاشع ولأجل ذلك أحبه الصغير والكبير..
وبعد التمحيص في شعره ندرك تماما أنّ العاطفة ليست العنصر الأساسي لأبياته فحسب, بل يستخدم الشاعر العناصر المختلفة لتعالي شعره وإظهاره في أحسن صورة...
وقد وفق السعدي لتلفيق الصنايع اللفظي والبياني ... وليس هو مبدع هذا النمط ولكن يحسب من الأساتذة الماهرين في هذا المجال.
وقد حاز السبق في الغزل الفارسي من الشعراء الكبار مثل : سنايي وخاقاني و فرخي وأنوري وعطار.
من خصائص شعره:
1ـ المرونة.
وهذه الخصيصة تجدها واضحا في أبياته مع مراعاة الوزن والموسيقى:
اي كه گفتي هيچ مشكل چون فراق يار نيست
گر اميد وصل باشد، همچنان دشوار نيست
نوك مژگانم به سرخي بر بياض روي زرد
قصه دل مينويسد حاجت گفتار نيست
در آن نفس كه بميرم در آرزوي تو باشم
بدان اميد دهم جان كه خاك كوي تو باشم
به وقت صبح قيامت، كه سر ز خاك برآرم
به گفتگوي تو خيزم، به جستجوي تو باشم
حديث روضه نگويم ، گل بهشت نبويم
جمال حور نجويم، دوان به سوي تو باشم
(ديوان غزليات سعدي)
أشعار جميل في غاية الحسن والروعة , ولكن هيهات أنّ الشعر لا يترجم , قال الجاحظ : والشعر لا يستطاع أن يترجم , ولا يجوز عليه النقل و متى حول , تقطع نظمه وبطل وزنه , وذهب حسنه , وسقط موضع التعجب منه.
2 ـ من خصائص شعره الإيجاز والبعد عن الحشو:
حكايت: پادشاهي پارسايي را ديد، گفت: «هيچت از ما ياد آيد؟» گفت: «بلي، وقتي كه خدا را فراموش ميكنم.»
يحكى أنّ ملكا قال لزاهد: هل تذكرنا؟
قال : نعم, لما أنسى الرب سبحانه وتعالى.
3 ـ يستخدم سعدي موسيقى في أشعاره , وغالبا يميل إلى أوزان العروضي لجويباري .
هذا مع أسلوب الجناس , وتكرارالمناسب للكلمات:
بگذار تا مقابل روي تو بگذريم دزديده در شمايل خوب تو بنگريم
شوق است در جدايي و جور است در نظر هم جور به كه طاقت شوقت نياوريم
روي ار به روي ما نكني حكم از آن تست بازآ كه روي در قدمانت بگستريم
ما را سري است با تو كه گر خلق روزگار دشمن شوند و سر برود هم برآن سريم
گفتي ز خاك بيشتر نه كه از خاك كمتريم ما با توايم و با تو نهايم اينت بوالعجب
4 ـ أسلوب الفكاهة والضحك:
با محتسب شهر بگوييد كه زنهار در مجلس ما سنگ مينداز كه جام است
كسان عتاب كنندم كه ترك عشق بگوي به نقد اگر نكشد عشقم، اين سخن بكشد
يارا! بهشت، صحبت ياران همدم است ديدار يار نامتناسب جهنم است
آن است آدمي كه درو حسن سيرتي يا لطف صورتي است دگر حشوعالم است
ونرى هذا الأسلوب في حكاياته أيضا, من ذلك حكاية بطل قوي , رئي في حالة غضب شديد, فسئل عن ذلك : قالوا : قد سبّه فلان .
قال السائل: هذا الأحمق يرفع الأثقال , ولا يتحمل كلمة!.
حكاية أخري من كتابه كلستان:
سأل حاكم ظالم من عالم تقي: أي العبادة أفضل؟
قال: النوم وقت الظهيرة , حتى يستريح الخلق منك في هذه الساعة.
سعدي ناصح مشفق يدعو إلى الصدق, وفي كثير من الأحيان ناقد اجتماعي, ودعى المتكبرين إلى التفكر بالعدل والموت والبعث.
وهو داع إلى الاصلاح والتربية الاسلامية , ويفضح أهل الرياء من الصوفية , ويتعرض للبخلاء و المدعين وهو جريء لا يخاف ولا يجبن في كشف الحقائق .
يرى السعدي الرياء كفرا, و يبغض المتساهلين بالدين , يعتبر عبادة المتظاهرين تطفلا, وتساهل المدعين كسلا وبعدا وشرودا عن التعهد الديني.
سعدي شديد في النقد ومع ذلك يختار الصلح ويميل إليه , ويذكّر بقبول نصح الأجداد الصالحين .
سعدي عاشق ولا ينظر إلى الفاكهة فحسب , بل هو ناظر إلى البستان , ويفسر الجزء بالكل, وهو يحب الجمال والبهاء والحسن .
گفتم اي بوستان روحاني ديدن ميوه چون گزيدن نيست
گفت سعدي خيال خيره مبند سيب سيمين براي چيدن نيست
ترى في أشعاره: المحبة والأنس والخلوص , قال السعدي :
چه نماز باشد آن راه كه تو در خيال باشي؟
شب عاشقان بيدل، چه شبي دراز باشد
تو بيا كز اول شب، در صبح باز باشد
عجب است اگر توانم، كه سفر كنم دستت
به كجا رود كبوتر، كه اسير باز باشد؟
ز محبتت نخواهم، كه نظر كنم به رويت
كه محبت صادق آن است كه پاكباز باشد
به كرشمه عنايت، نگهي به سوي ما كن
كه دعاي دردمندان ، زسر نياز باشد
من أشعاره:
كس نياموخت علم تير از من كه مرا عاقبت نشانه نكرد
( ما علّمتُ أحدا علم الرماية إلّا كانت عاقبتي سهامه)
من ديكر شعر نخواهم بنويسم كه مگس
زحمتم مى دهد او بس كه سخن شيرين است
(سوف لا أنظم الشعر؛ حتى أتفادى تجمع الذباب, ومعاكسته بسبب حلاوة الكلام)
آهوى كوهى در دشت جگونه دودا يار ندارد و بى يار جكونه رودا
( كيف يعدو ظبى الجبل فى الصحراء بلا رفيق , و كيف يمضى بلا صديق )
جو بينى يتيمى سر افكنده بيش مده بوسه بر رويى فرزند خويش
(إذا رأيت يتيما مطأطىء الرأس ذلا و انكسارا حذار أن تقبل ابنك امامه)
بزرگى بايدت بخشندگى كن كه تا دانه نيفشانى نرويد
(إذا شئت السيادة, فهب وأنفق؛ فلا ينبت الزرع ما لم تغرس البذر)
فرق است ميان آن كه يارش در بر با آن كه دو چشم انتظارش بر در
(بون شاسع بين من يحتضن حبيبه, و بين من عيناه على الباب فى انتظار قدومه)
تمشّيْتُ يومــاً بظـــلّ القمرْ فلاحتْ لعيني رياضُ الفِكَر
تأنـّقتُ فيها .. وحلّقتُ تيها وقلت : سأُهدي صِحابي الزَّهَرْ
فهامت رُؤاي .. وحارت يدايَ.. وقلْتُ : عسايَ أنـالُ الثمرْ
فحبِّي وشعري .. ومصباح فكري وكلُّ المحامد نُعمى يديه
وليس اتكاليَ إلا عليهِ وليس افتقاريَ إلا إليه
لك الحمدُ ربِّي على ما مننتَ لك الحمد كفْواً لوجهك أنتَ
أَعنّي أُثني ثناء جميلاً أَعنِّي لأشكر ما قد أَعنتَ