اختراق شرائح الهواتف الخلوية: أميركا لا تكف عن التجسس.
لا يكف ادوارد سنودن عن إدهاشنا. جديد تسسريباته تقرير يقول إن الاستخبارات الأميركية والاستخبارات البريطانية سرقتا مفاتيح تشفير شرائح الهاتف النقال التي صنّعتها شركة «جيمالتو»( Gemalto )، والنتيجة الحصول على عدد هائل من قاعدة بيانات الاتصالات وتبادل المعلومات لمليارات الهواتف المحمولة حول العالم ...
قالت صحيفة "انترسبت" الجمعة 20 فبراير/ شباط إن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية تجسست على أنظمة أكبر شركة في العالم لإنتاج بطاقات الهاتف المحمول الذكية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن هذا الاختراق سمح لجهازي المخابرات بالمراقبة المحتملة للمكالمات الهاتفية والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني لمليارات من مستخدمي الهاتف المحمول على مستوى العالم.
وإذا تأكد التسلل المذكور لأنظمة شركة جيمالتو فإنه سيوسع نطاق ما يعرف باسم أساليب المراقبة الجماعية المتاحة لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية بحيث لا تقتصر على البريد الإلكتروني وسجلات استخدام الإنترنت كما اتضح فيما سبق، لكنها ستشمل أيضا اتصالات الهاتف المحمول.
وقالت الشركة الفرنسية الهولندية إنها تحقق في ما إذا كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية وهيئة الاتصالات الحكومية البريطانية قد تسللتا إلى أنظمتها لسرقة مفاتيح الشفرات التي تكشف أنظمة الحماية الأمنية لمليارات الهواتف المحمولة.
وقد يسبب التقرير الذي نشرته "انترسبت" ويستشهد بوثائق سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن حرجا لحكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويأتي هذا بعد أسابيع من حكم أصدرته محكمة بريطانية وقضى بأن هيئة الاتصالات الحكومية خالفت القانون حين اطلعت على بيانات الملايين في بريطانيا جمعتها وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وقال الموقع إنه يستند في ذلك إلى وثيقة داخلية بريطانية تعود إلى عام 2010 سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن. وذكر التقرير أن وحدة مشتركة من وكالة الأمن القومي الأميركية ومركز الاتصالات الحكومية البريطاني اخترقت شركة «جيمالتو» ( Gemalto )، التي تنتج ملياري شريحة اتصال سنويا لـ 450 شركة اتصالات، من بينها (إيه تي آند تي) و(تي موبايل) و(تشينا موبايل) و(سوفت بانك).
وكشفت معلومات واسعة الاطلاع لـ «الاخبار» ان نسبة عاليه من شرائح الهاتف الخلوي في لبنان تصنّعها شركة «جيمالتو»، التي تزود ايضاً مشروعي جواز السفر البيومتري ونظام إدارة الحدود الجاري العمل عليه بالشراكة مع شركة Inkript اللبنانية.
أضافت الوثائق إن مفاتيح التشفير مكّنت الوكالتين الأميركية والبريطانية كذلك من اختراق الاتصالات دون طلب إذن قضائي، أو التعاون مع البلاد التي تُجرى فيها الاتصالات أو مع الشركات المشغلة للشرائح، كما أنها مكّنتهما من فك تشفير اتصالات مشفرة سابقة جرى اعتراضها وفشلت جهودهم في الوصول إلى محتواها قبل الحصول على تلك المفاتيح.
ولا تترك عملية التجسس باستخدام مفاتيح التشفير الأصلية لشرائح الاتصالات أي أثر يمكن أن ينبه المستخدم أو شركة الاتصالات أو الدولة التابع لها شبكة الاتصالات بوجود عملية اعتراض أو تجسس من جهة خارجية.
يذكر أن “جيمالتو” تتعامل، بحسب المعلومات الواردة على موقعها الرسمي، مع 450 مشغلا للاتصالات، في نحو 190 دولة حول العالم؛ فيما يقدر إنتاجها من شرائح الاتصالات سنوياً بنحو 2 مليار شريحة. وكذلك تشمل خدمات الشركة انتاج بطاقات الائتمان وغيرها من ادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تحتاج الى تقنية تشفير وحماية عالية، وشعار الشركة هو «الامان مجاناً».
واثارت فضيحة اختراق شركة “جيمالتو” مروحة من ردود الفعل الغاضبة أبداها برلمانيون هولنديون، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة. وقال غيرار سشو النائب في البرلمان الهولندي « لا نريد ان يقوم اي جهاز استخبارات اجنبي بهذه الافعال». معلناً انه تقدّم مع برلمانيين اخرين باستجواب الى الحكومة الهولندية حول ما اذا كان جهاز الاستخبارات الهولندي على علم بالاختراق الذي حصل لشركة “جيمالتو”، وخصوصاً ان البرلمان وافق على قانون يمنع اعمال الاختراق والتجسس على الافراد.