منى منصور: أحول ما يلفظه البحر إلى حكايات.
غدير عبدالمجيد (العين) - احترفت منى منصور عدداً من الفنون خصوصاً فن الرسم بالصدف، والذي يعتبر فناً جديداً ابتكرته
عشقت البحر فعشقها، أعطته من فكرها وحسها وعطائها فأعطاها من خيراته ومكنوناته الساحرة، وأسرت له بأسرارها وهمومها وأحلامها فكان خير صديق يضعها على طريق الإبداع والتميز والنجاح. ومنصور جمعت بين فن الرسم والأشغال اليدوية وفن الكتابة الأدبية ككتابة الشعر والقصص القصيرة متأثرة بعشقها للغة العربية التي درستها ودرّستها في إحدى مدارس دبي الخاصة على مدار 20 سنة مضت.
بعيداً عن خشونة الواقع، ومع لون البحر وضوء الشمس الساطع كانت هناك، تحاوره حوار شاعرة هائمة، ترسمه بأحاسيس امرأة استثنائية، جمعت الفن مع العزيمة، وحب العطاء مع الإتقان، فاحتضنت أسراره بيد أم حانية لتروي على شواطئ الإمارات حكايات لم تقرأ بعد . لازمها الحس الفني منذ الصغر ببصيرة حقيقية تخاطب الجمال أينما وجد . هي منى منصور تشكيلية سورية كانت السباقة في ابتكار فن التشكيل والرسم بالأصداف، وهو فن نادر من نوعه وغير مألوف، حيث توظف الأصداف على اختلاف أشكالها وألوانها في لوحات تعبيرية تنقل المشاهد إلى حديقة من الورود . -
عن احترافها فن الرسم بالصدف وطبيعته، تقول منصور “منذ أن أتيت للعيش في دبي قبل ما يزيد عن عشرين سنة بدأت أتردد كثيرا على البحر، وذلك لأنني أحبه وأجد فيه الخلاص وعمق التأمل بل أرى فيه العطاء المتجدد والسفر والرحيل إلى عوالم مجهولة، فلفتت انتباهي تلك الأصداف الملونة التي تترامى على شطآنه، وشعرت وكأنها تناديني وتنتظر يدا كيدي لتنقلها من حالة النوم على الشاطئ إلى صحوة الفرح والتألق، فجمعتها وصغت منها فنا راقيا لا حدود لجماله”.
وتضيف “ليس غريبا أن أفكر في الفن أينما ذهبت ما دمت أمتلك عين الفنان وموهبته التي بدأت تظهر لدي منذ صغري منذ أن كنت طالبة متميزة في حصة الفن، وكانت أنظار مدرساتي دائما تتجه نحوي مع كل رسمة أرسمها وذلك من شدة إتقاني لمكونات تلك الرسومات من ألوان وظلال ونحوها، وكذلك الأمر في براعتي في تشكيل الأعمال اليدوية كتطريز اللوحات والمفارش التي كانت تدربنا عليها المدرسات، اللواتي يعود لهن الفضل بعد الله سبحانه في غرس بذور الحس الفني لدي والتي كبرت وتمايزت يوما بعد يوم”.
قمت بتشكيل 44 لوحة حتى الآن، أغلبها من الحجم الكبير، وتحتوي كل لوحة نوعاً محدداً من الأصداف بألوانها الطبيعية ما عدا بعضها باللون الأخضر الزيتي لتدل على ورق الورود، تم تشكيل الأصداف على شكل زهور متنوعة مثل الفل، والنوار، والقرنفل، والنرجس، والورد بألوانه المتعددة، إلى جانب لوحات أخرى تمثل موضوعات مختلفة مثل حمامة السلام، وأمومة، وإماراتي، وآية قرآنية كريمة مكتوبة بالأصداف الصغيرة . لوحة حمامة السلام لاقت صدى كبيراً عند الجمهور، لأنها أتت مناسبة للوقت وما يمر به العالم والوطن العربي من أحداث وثورات، وهي موجهة أيضاً للغرب لنقول إننا العرب لسنا إرهابيين وندعو إلى السلام