اختراعات وابتكارات مميزة قامت بها المرأة – الجزء الثالثاستكمالًا للجزء الأوّل والثّاني من سلسلة اختراعات وابتكارات مميّزة قامت بها المرأة، نَستعرضُ اليومَ المجموعة الثّالثة والأخيرة من هذه الاختراعات.
المترجم البرمجيّ ولغة كوبول – Compiler and Cobol
عندما نُفكّر في التّقدم الهائل في مجال الحاسب الآليّ والبرمجة، قد يتبادر إلى أذهاننا أسماء مثل شارلز باباج و ألان تورينج وبيل جيتس وغيرهم ممّن مَهّدوا وأسّسوا لهذه النّهضة التّقنيّة العظيمة، ولكن بالإضافة إلى هؤلاء فالأدميرال Grace Murray Hopper تستحقّ الإشادة والتّقدير أيضًا على دورها في مجال الحاسبات والبرمجة. انضمّت جراس للجيش في عام 1943 وتمركزت في جامعة هارفارد، حيث عمِلت على الحاسب الآلي الذي طوّرته شركة IBM وأطلقت عليه Mark 1 وكانت ثالث شخص يقوم ببرمجة هذا الكومبيوتر وكتبت قائمةً بالإرشادات لتُسهّل الأمر على من تلاها خلال العقد السّادس من القرن العشرين. اخترعت جراس ما يُعرف اليوم بالمُترجم البرمجيّ compiler الّذي يقوم بتحويل الأوامر البرمجيّة الّتي يكتبها المُبرمج إلى لغةٍ يفهمها الكومبيوتر. تمكّن المُبرمجون باستخدام هذا البرنامج من تحرير الأكواد البرمجيّة بسهولة وبأخطاء أقل.
طوّرت جراس مترجمًا برمجيًّا آخر لها وأطلقت عليه اسم Flow-Matic والذي استُخدم في برمجة أوّل حاسب آليّ متاحٍ تجاريًّا للمستخدمين والمعروف باسمUNIVAC I . وقد أشرفت جراس أيضًا على تطوير لغة كوبول الّتي تُعدّ من أوائل لغات البرمجة الّتي تمّ تطويرها، كما أنّها أوّل من أطلق كلمة Bug و debugging عندما وَجدت حشرةً ميتةً في جهاز مارك 1 الّذي كانت تعمل عليه والّذي كان يزن خمسة أطنان [1 2 3]
نستاتين – Nystatin
عمل كلٌ من Rachel Fuller Brown و Elizabeth Lee Hazenفي قسم الصّحة في ولاية نيويورك خلال العقد الرّابع من القرن العشرين ولكنْ تمركزت إليزابيث في مدينة نيويورك، بينما تمركزت راتشيل في مدينة ألباني وعلى الرّغم من فرق المسافة الشاسع بينهما إلّا أنّهما تعاونا سويًّا لإنتاج أوّل عقارٍ مضادٍّ للفطريات.
في مدينة نيويورك كانت إليزابيث تختبر عيّنةً من التّربة لترى إذا استجابت الكائنات الدّقيقة بداخلها للفطريّات، إن وَجدت استجابةً كانت تُرسل العيّنة إلى ريتشيل لتقوم باستخراج الكائنات الدّقيقة الّتي أحدثت التّفاعل من داخلها، وفي حال نجاحها تقوم بإرساله مرّةً أخرى إلى إليزابيث لتختبره ضد الفطريّات مرّةً أخرى، وفي حال قتل الفطريّات تقوم باختبار سُمّيّته. مُعظم العيّنات كانت مرتفعةَ السُّمّيّة بالنّسبة للاستخدام البشريّ ولكنّهما أخيرًا توصّلا إلى عقارٍ قاتلٍ للفطريّات وغير سامٍّ بالنّسبة للبشر في عام 1950 وأطلقا عليه اسم نستاتين – Nystatin والّذي يُستخدم اليوم بأشكالٍ كثيرةٍ مُختلفةٍ للقضاءِ على فطريّاتِ الجلد والأجهزة التّناسليّة والأمعاء وحتّى الأشجار وغيرها الكثير. [1 2 3]
اختبار أبجر – Apgar Score
الحياةُ عبارةٌ عن مجموعة اختباراتٍ أوّلها اختبار أبجر. تم إطلاق هذا الاسم على الاختبار تيمّنًا بصاحبة الفكرة، وهي طبيبة توليدٍ تُدعىVirginia Apgar، الّتي بدأت منذ عام 1952 بعمل سلسلةٍ معيّنةٍ من الفُحوصاتِ للمواليد بعد دقيقةٍ من ميلادهم وبعد خمسِ دقائق وتدوين النّتائج لمعرفة حالتهم الصحية بناءً على النّتيجة. يعتمد الاختبار على خمسة فحوصاتٍ تتراوح درجة كلّ فحصٍ بين 0 و2، تُجمع النّتائج الخمسة بعد ذلك لحساب الدّرجة النّهائيّة والتي ستتراوح بين 0 و10. الفحوصات المحمس هي: المظهر، النّبض، تجاعيد الوجه، النّشاط والتّنفس (Pulse, Grimace, Activity, and Respiration) وتمّ أخذ أوّل حرفٍ من كلّ كلمةٍ لتكوين كلمة Apgar الموافقة لاسم صاحبة الاختبار [1 2]
نظام التّحليل البصريّ – Optical Analysis Systems
Ellen Ochoa كانت أوّل رائدة فضاءٍ لاتينيّة، كما أنّها كانت أيضًا عالمةً وباحثةً لدى وكالة ناسا للفضاء. في عام 1987 حصلت على براءة اختراعٍ يمكن استخدامه في أنظمةِ التّحكّم في الجودة في تصنيع الأجزاء المعقّدة، بعد ذلك حصلت على براءة اختراعٍ أخرى لنظام التّحليل البصريّ الّذي يمكن استخدامه لإنتاج منتجاتٍ معيّنةٍ بشكلٍ آليٍّ أو في أنظمة التّوجيه الآليّة وقد حصلت إجمالا على ثلاثة براءاتِ اختراعٍ كما أنّها قامت بثلاثِ رحلاتٍ للفضاء. [1 2 3]
علاج اللوكيميا وزرع الأعضاء –
وُلدت Gertrude Belle Elion في عام 1918 ويمكنك أن تجد اسمها على 45 براءة اختراع أشهرهم اكتشاف علاجٍ لمُحاربة مرضِ اللّوكيميا (سرطان الدم) وعلاجٌ للنقرص ومرض الهربس وتطويرها بعقاقير يُمكنها كبح النّظام المناعيّ لمُساعدة الجسم على تقبّل زرع الأعضاء. حازت جيرترود على جائزة نوبل في الطب في عام 1988. [1 2]
المرأة إديسون – Lady Edison
تلقّت Beulah Louise Henry أوّل براءة اختراعٍ لها وهي في الخامسة والعشرين من عمرها وتحديدًا في عام 1912 لاختراعها مبرّدًا للمُثلّجات يَعتمد على الفراغ لعزل الحرارة والاحتفاظ بالبرودة (الفراغُ عازلٌ جيّدٌ للحرارة خاصّةً لو استُخدم مع عوازل أخرى لأنّه يمنع انتقال الحرارة). أَطلق عليها مكتب براءات الاختراع والصّحافة لقب المرأة إديسون نظرًا لمئات الاختراعات الّتي قدّمتها للعالم وتعدّد المجالات التي خدمتها أفكارها نذكر منها جهاز تجعيد الشّعر، منفاخ كرة القدم، ماكينات الخياطة الحديثة والعديد من الابتكارات المتعلّقة بالآلات الكاتبة مثل أداة Protograph والتي تقوم بعملِ أربع نسخٍ من الورقة أثناء الكتابة عليها دون استخدام الكربون. قدّمت الكثيرَ لمجال الألعاب بدءًا من الألعاب الّتي تغمز وانتهاءً بالألعاب الّتي يُمكنها التّحدث والعديد من الابتكارات الأخرى الّتي لا يتّسع المجالُ لذكرها هنا. [1 2]
التّردد المتغيّر – Frequency Hopping
بالرّغم من أنّها مُمثّلة، كانت Hedy Lamarr مخترعةٌ أيضًا. نشأت هيدي في النّمسا ثم تزوّجت مليونيرًا تصادف أنّه كان يدعم النّازيّين ومن معاوني هتلر خلال الحرب العالميّة الثّانية، وبسبب مرافقتها لزوجها في اجتماعات العمل، تعلّمت الكثير عن الأسلحة المتطوّرة وأنظمة الاتّصالات ولكنّها كانت تكره النّازيين وزوجَها أيضًا، لذلك فقد هربت إلى لندن ومنها إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة. وفي عام 1942 حصلت هيدي على براءة اختراع نظامِ التّردد المُتغيّر الّذي يسمحُ باستخدام موجات الرّاديو لتوجيه الطّوربيدات البحريّة دون تداخل بين موجات الرّاديو المختلفة، كما يمكن استخدامه في إرسال الرّسائل عبر موجاتِ الرّاديو بأمانٍ لصعوبة اكتشافها، حيث يُرسلُ كلّ حرفٍ على عدّة تردّدات تتغيّر بشيفرةٍ عشوائيّةٍ كلّ مرةٍ كان من المُفترضِ أن يُستخدم هذا النّظام ضدّ النّازيّين في الحرب، ولكنّ هذا لم يحدث ولم يلتفت أحدٌ لهذا الاكتشاف العظيم إلا بعدها بعشرين عامًا. هذا النّظام هو مجرّد وسيلةٍ من وسائل عمل تمديدٍ للطّيف التّردّديّ المُستخدم، أو ما يُعرف باسم Spread Spectrum الّذي تَعتمدُ عليه مجموعةٌ كبيرةٌ جدًّا من الاتّصالات اللّاسلكّية بدءًا بالبلوتوث والواي فاي وانتهاءً بالجيل الثّالث لشبكات الموبايل. [1]
المنشار الدائري – Circular Saw
في نهاية القرن الثّامن عشر، كانت هناك طائفةٌ دينيّةٌ تُعرفُ باسمShakers emerged . كانت هذه الطّائفة تُفضّل وتُقدّر العيش في مجموعات والمساواة بين الجنسين والعمل الشّاق. عاشت Tabitha Babbitt في كنف هذه الجماعة في ولاية ماساشوسيتس وعملت كحائكة، ولكنْ في عام 1810 وجدت طريقًة لتخفيف الحِمل عن إخوانها، فقد لاحظت معاناة الرجال أثناء قطع الخشب بالمنشار العاديّ ذي اليدين، والّذي يتطلّب رَجلين للإمساك به وتحريكه للأمام والخلف، وتتمّ عمليّة القطع فقط أثناء تحريكه للأمام بسبب اتجاه أسنانه المائلة، وفي حركة العودة لا يحدث شيء.
بالنّسبة لتابيثا، كان هذا مجهودًا ضائعًا لذلك قامت بتطوير نموذجٍ لمنشار دائريِّ الشّكل ركّبته على عجلةٍ دائريّةٍ وبالتّالي مع كل حركةٍ للمنشار هناك نتيجة، وهذا هو المبدأ المُستخدم في معامل الخشب إلى يومنا هذا. وحتّى المنشار الكهربائي يعتمد على نفس المبدأ ولكن بشكل أسطوانيّ وليس دائريّ، وبسبب مبادئ الطائفة التي انتمت إليها تابيثا لم تتقدّم للحصول على براءة لاختراعها. [1 2 3]
كوكيز الشوكولاته – Chocolate Chip Cookies
لا شكّ أنّ العديد من الوصفات السّحريّة واللّذيذة الّتي نعرفها اليوم أتت بمحضِ الصُّدفة في مطابخٍ كثيرةٍ حولَ العالمِ، ولكنْ لابدّ أنّ وصفة اليوم تتميّز بأنها لذيذة جدًا وابتكرتها أنثى لذلك وجب ذكرها. عملت Ruth Wakefield كاختصاصيّة تغذيةٍ قبل شراء استراحةٍ والّتي قمات هي وزوجها بتحويلها بعد ذلك إلى مطعم. في يومٍ من أيّام عام 1930، كانت روث تقوم بخبز دفعة من البسكويت لتقدمه لزبائنها والذي كان يتضمن شيكولاتة سائلة ولكنها لم تجد فقامت بتكسير لوح شيكولاته ووضعه في الزبدة متوقعة أن الشيكولاته ستذوب أثناء تواجدها في الفرن ولكن هذا لم يحدث وما خرج من الفرن كانت نوعاً جديداً من البسكويت ما زال يحظى بشعبية كبيرة اليوم بين الناس حول العالم.
لاحظت شركة نستله أنّ مبيعاتها من الشوكولاته قد ارتفعت بشكلٍ ملحوظٍ في الجُزء الّذي تعيش فيه روث من المدينة، وبعد معرفة القصّة ولتسهيل الأمر عليها، بدأوا في صناعة ألواح شوكولاته يَسهل تكسيرها ثم في عام 1939 قامت بإنتاج شوكولاته مفتّتة وجاهزة للخبز وطُبعت وصفة روث على ظهر العلبة وحصلت روث في المقابل على شوكولاته مجّانيّة مدى الحياة. [1 2 3 4]
تيليسكوب الغوّاصات – Submarines Telescope
في عام 1845 حصلت المُخترعة Sarah Mather على براءة اختراع تيليسكوب الغوّاصات، وهو أداةٌ لا غنى عنها حتّى يومنا هذا. [1 2]
مكواة الشّعر الكهربائيّة – Curling Hair Iron
في عام 1980 حصلت الأمريكيّة من أصلٍ أفريقيٍّ Theora Stephens على براءة اختراع مِكواة الشّعر الكهربائيّة، وقد يتساءل البعض عن سبب تأخّر ظُهور هذا الاختراع على الرّغم من ظهورِ أدوات العناية بالشّعر مُنذ الحضارة اليونانيّة؟ السّر يكمُن في الكهرباء نفسها، فقبل ظهور المكواة الكهربائيّة كان يتمُّ تسخينُ المكواة بالنّار قبل استخدامها، وقد يتسبّب هذا في الكثير من النّتائج غير المرضية. [1]
الكاتب: طارق عابد