بيوتنا محصنة أمنيًا ولكنها مخترقة.
تعتبر منازلنا بصورتها الحالية من المنازل الآمنة قياسا بمنازل المجتمعات الاخرى، سواء في مجال التصميم، أو مواد الانشاء المستخدمة ونعلم ان توفر عناصر الامان في المنزل يعطي الساكن الارتياح النفسي له ولعائلته، حاضرا كان أو غائبا عن منزله، إلا ان هناك بعض النقاط التي تضعف من درجة الامان في المنزل وبالرغم من بساطة تلك النقاط في نظر المصمم، أو الساكن، إلا انها تعتبر مفاتيح فعالة لكسر ذلك الامان.
ولأهمية القضية لكونها تمسنا جميعا فقد عرضناها على المستشار الدكتور مهندس خالد بن عبدالعزيز الطياش، وقد استهل حديثه قائلاً: المسكن اسمه مشتق من السكينة والهدوء والامان، وهذه هي المتطلبات الاساسية في المنزل فالامان اساسه، وعنصر الارتياح النفسي لساكنيه ولن يتحقق الامان لدى الساكن حتى يثق ويتأكد بأن منزله في امن وامان معنوي، يستمده من حالة الاستقرار والارتياح والانتماء لمنزله، وامان مادي يراه ويحسه في تصميم وانشاء منزله باحكام ودقه، لا وجود فيه لنقاط ضعف ممكن ان تكون مدخلا لكل من تسول له نفسه اقتحام المنزل، وفي وقتنا الحاضر، وكضريبة للتطور الحضاري والتقني وزيادة اعداد السكان واختلاف اجناسهم وتضخم المدن والانفتاح الكبير على العالم بكل مجالاته واوجهه، اصبح اختراق امن المساكن في ظل تلك المعطيات امرا مقلقا لدى الساكن من جهة، ولدى الجهات الامنية من جهة اخرى؛ لكونها شريكا في حماية وامن المساكن وسكانيها، وتبرز في منازلنا نقاط ضعف ممكن استغلالها لاختراق امن المنزل ومنها الاتي:
1) انخفاض مستوى الاسوار الخارجية للبيت يجعل امكانية القفز من خلالها امرا سهلا خصوصا اذا تم الاستعانة بوسيلة مساعدة تقلل من ارتفاع السور كوجود سيارة بجوار السور أو أي تشكيل خرساني ديكوري يساعد على تسلق السور.
2) الابواب الخارجية التي تكون ضمن السور الخارجي دائما تكون ارتفاعاتها اقل من ارتفاع السور سواء كانت للبوابة مظلة خرسانية اوبدون مظلة، ما يجعلها نقطة ضعف للدخول إلى المنزل من خلالها، أو من خلال المسافة بينها وبين المظلة الخرسانية فقصر الابواب الخارجية ووجود تشكيلات من المشغولات الحديدية والنحاسية عليها تشكل ادوات للمساعدة في تسلقها والدخول من خلالها إلى المنزل.
3) مواسير تغذية المياه والصرف الصحي البارزة على الحوائط وحول المبنى تشكل وسيلة فعالة تساعد على تسلق الحائط الخارجي لمنزل ومن ثم الدخول إلى داخله، من خلال أي فتحة ممكنة ومناسبة كالشبابيك وفتحات التهوية ذات المقاس الكبير أو من خلال السطح العلوي اذا لم تكن هناك فتحات قريبة من مسار تلك المواسير.
4) تشكل الاشجار الكبيرة وذات الارتفاع العالي بجانب السور اداة مساعدة تغري بامكانية وسهولة تسلق السور من خلالها إلى داخل المنزل فمتانة الجذع اضافة إلى قربه من السور وارتفاعه إلى مسافة اعلى من ارتفاع السور يجعله وسيلة سهلة وجاهزه للتسلق ومن ثم الدخول إلى داخل نطاق المنزل.
5) كثرة المداخل الخارجية على الشارع أو المداخل الداخلية التي ضمن حوائط مبنى المنزل تقلل من امكانية التحكم الجيد بها، فكلما كانت المداخل بنوعيها محدودة العدد كلما كان ذلك افضل للتحكم بها وملاحظتها.
6) تشكل مداخل بدروم المنزل (القبو) منافذ غير مباشرة إلى داخل المنزل فكثير من مصممي المنازل يجعلون الدخول إلى البدروم (القبو) من خلال منفذين، احدهما من داخل مبنى الفيلا والآخر من خارج الفيلا، الذي قد يكون منفذا سهلا وغير مباشر للدخول إلى داخل المنزل.
7) يلجأ بعض اصحاب المنازل إلى تغطية الابواب الخارجية والداخلية والمصنوعة من الحديد المشغول الديكوري من الداخل بالزجاج المثلج والمسلح أو بمادة الليكسان المثلجة لكي يضفي على الابواب لمسة جمالية اضافة إلى ابراز المشغولات الحديدية والنحاسية التي تغطي كامل الباب وكما نعلم ان مادة الزجاج قابلة للكسر فيسهل على من اراد الدخول كسر الزجاج ومعالجة القفل ومن ثم الدخول كما ان مادة الليكسان تذوب بالحرارة فما على من اراد الدخول سوى اشعال أي مساحة قريبه من قفل الباب فيذوب الليكسان ويسهل بعد ذلك التعامل مع قفل الباب.
8 ) يلجأ البعض إلى تثبيت حديد الحماية الموضوع على الشبابيك بالبراغي حيث يسهل على من اراد الدخول فكها بواسطة مفك براغي بسيط وازالتها خلال دقائق معدودة ومن ثم كسر الشباك الزجاجي والدخول إلى المنزل.
9) بروز عدادات الكهرباء وعدادات المياه عن مستوى السور الخارجي للمنزل يساعد من اراد تسلق السور على تسلقه بسهولة حيث يشكل بروزهما اداة يمكن الاستناد عليها لتسلق السور بسهولة.
10) ابواب التحكم عن بعد (الريموت كنترول) الاتوماتيكية مريحة الاستعمال وتوفر الوقت والجهد لكنها مخترقة من خلال حصر رموز شفرة فتحها بعدد محدود من الرموز يمكن معالجتها وفكها بسهولة.
اما طرائق معالجة نقاط الضعف في منازلنا فهناك العديد من الوسائل الممكن اتخاذها لتفادي ذلك الضعف ومنها:
1) يفضل رفع مستوى الاسوار الخارجية إلى الحد الاقصى الذي تسمح به انظمة وشروط البلديات وان لا يحتوي السور على تشكيلات خرسانيه بارزة أو فواصل ذات تدرجات ممكن ان تكون عاملا مساعدا في سهولة تسلقه.
2) من الافضل ان تكون الابواب الخارجية بنفس مستوى ارتفاع السور الخارجي وان لا تحتوي الابواب على زخارف حديدية أو نحاسية بارزة ممكن الاستناد عليها لتسلق السور وفي حالة وجود مظلة خرسانية فوق البوابة فلابد ان يكون هناك فراغ بين الباب واسفل المظلة ممكن الدخول من خلاله.
3) يجب ان تكون مواسير التغذية والصرف الصحي للمبنى مخفية داخل بنية الحوائط وفي حالة وجودها خارجه فلابد من تغطيتها بطريقة تجعل من امكانية استخدامها في تسلق المبنى امرا صعبا.
4) يفضل ان تكون الاشجار حول المبنى من الخارج من النوع القصير وان لا تتعدى بارتفاعها منتصف السور وان تبعد عن السور مسافة كافيه لا تقل عن متر واحد وعلى الساكن متابعة نموها الرأسي باستمرار.
5) يجب ان تحصر المداخل من الشارع إلى المنزل بمدخلين احداهما للرجال والآخر للنساء وكذلك المداخل إلى مبنى الفيلا حيث إن تعدد المداخل يضعف التحكم بها من قبل الساكن، كما يفضل ان تكون المداخل المؤدية إلى داخل المنزل من الحديد وان تزود كل الابواب بمزاليج يمكن التحكم بها من داخل المنزل.
6) الافضل ان يكون للبدروم (القبو) مدخل واحد فقط، وان يكون من داخل مبنى الفيلا.
7) يفضل ان تكون الابواب الحديدية الخارجية والداخلية مصمتة مع وجود الاشكال الديكورية وان لا تغطى بالزجاج أو الليكسان لسهولة اختراقها.
8 ) يجب تثبيت حديد الحماية على الشبابيك بواسطة اللحام مع مسامير مثبتة في الجدار مسبقا وعدم اللجؤ إلى تثبيتها بواسطة البراغي لسهولة فكها وازالة شبك الحماية.
9) يفضل تثبيت عدادات الكهرباء والمياه داخل حائط السور، وان لا تكون تلك العدادات بارزة لعدم امكانية استخدامها لتسلق السور.
10) وجود كاميرات المراقبة على الابواب الخارجية وعلى مناطق الارتداد من الداخل يساعد بشكل فعال على ردع كل من اراد اقتحام المنزل، وتعطي صاحب البيت الامان النفسي، وتمكنه من مراقبة ماذا يجري داخل منزله وحوله، من دون ان يغادر مكانه، كما ان تقنية الانترنت تمكن صاحب البيت من مراقبة ماذا يجري داخل منزله وحوله وهو بعيد عنه في مكان آخر.