بعضاً من الإعجاز العلمي في القران الكريم .
هذا القرآن العظيم هو المعجزة الكبرى لنبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد أعجز العرب ببلاغته أن يأتوا بمثله بل أن يأتوا بعشر سور من مثله بل أن يأتوا بسورة من مثله بل قال تبارك وتعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا الإسراء ( 17) فقطع أمل الفصحاء قاطبة عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو أن ينافسوه في بلاغته وفي نظمه والعرب أمة الفصاحة والبلاغة والبيان لما سمعوا هذا القرآن علموا أن لا قبل لهم به فلم يحاول أحدا منهم أن يأتي بمثله أو أن ينافسه في نظمه وفي بلاغته
أخفض منطقة في العالم
آية نزلت كانت سببا في إسلام بعض المشركين في شأن الروم والفرس . حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون .. فأنزل الله قرآنا يواسى به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين قال تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) الروم - 1-4 أي في أقل من عشر سنوات .
قال عبد المجيد الزنداني : التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا جاء في زيارة ، جاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ... فلما جلس قلت له : عندنا عبارة في القرآن .. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس - حيث دارت المعركة - هي أخفض منطقة في العالم .. في آدنى الأرض .. لأن لفظ أدنى لفظ مشتق تأتي بمعنيين بمعنى الأقرب ومعنى الأخفض . فقلت له : الله قال : ( فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) .
. لكن لما عرف العالم الأمريكي أنها من القرآن قال : ليست أخفض الأرض . قال : فيه منخفضات موجودة في هولندا , وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم . قلت له : أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول : أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومكتوب بخط واضح أخفض منطقة في العالم ! فلما رآها قال : صحيح ! صحيح ! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض .. هذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء - سبحانه وتعالى .
طبقات الأرض
لو زاد سمك الطبقة العليا من الأرض بضعة كيلو مترات لاستهلك الأكسجين الموجود الآن كله في تكون الزيادة في قشرة الأرض , وإذا لما وجد نبات أو حيوان ثاني أكسيد الكربون , كما أن الأكسجين يكون 88و8 % من وزن الماء في العالم, والباقي أيدروجين , فلو أن كمية الأيدروجين زادت الضعف عند انفصال الأرض لما وجد إذن أكسجين , ولكان الماء غامرا الآن كل نقطة في الأرض . ولو يطول اليوم قدر ما هو عليه عشر مرات لأحرقت الشمس كل نبات على وجه الأرض فمن قدر الليل والنهار على الأرض ليناسب حياة من عليها ؟!! مع العلم أن بعض الكواكب نهارها أطول من نهارنا عشرات المرات وبعضها قد أصبح جزء منها نهارا دائما والجزء الآخر ليلا دائما ، فسبحان من خلق كل شيء فقدره تقديرا
موضوع اختلاف البحور بعضها عن بعض .. والحاجز المائي بينها
في عام 1982 جاءت بعثة علمية أمريكية إلى جامعة الملك عبد العزيز السعودية فذكرت أن هذا الحاجز من مياه باب المندب ، قد صور من سفن الفضاء الأمريكية ، وظهر أن هذا الحاجز يتحرك بالمد والجزر والرياح ، أي ( مرج ) كما ذكر في القرآن ، وعمقه في البحر يقارب ألف متر تقريبا .
فلننظر إذن في القرآن ، تقول الآية : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ {20} فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {21} يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ سورة الرحمن.
موضوع التقاء الأنهار العذبة بالمياه المالحة
يقول الله تعالى : وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا الفرقان ( 53 ) . فهذا البرزخ الفاصل بين مياه النهر ، ومياه البحر الذي يصب فيه ، صور بوضوح من سفن الفضاء ، وشكله مثلثي تقريبا ، قاعدته في البحر وذروته نهاية النهر .
وثبت بالدراسات العلمية في أعماق هذا البرزخ من المياه ، أنه فعلا حجر محجور ، كما ذكره القرآن الكريم ، لا يستطيع السمك الوصول إليه سواء منها النهري أو البحري .
موضوع الموج الموجود في عمق البحر
في عام 1900 اكتشفت البحارة الاسكندنافية منطقة في البحر بعمق 200 متر مائي أو أكثر فيها موجا داخليا . وتبين بعد دراسة المنطقة بأجهزة الغوص ، أنه يوجد تحت منطقة الموج ظلام دامس شديد ، أما فوق منطقة الموج فيخف الظلام تدريجيا حتى سطح البر ، ويمتد هذا الظلام الشديد إلى عمق ألف متر تقريبا . مع العلم أن الإنسان العادي بدون أجهزة ومعدات خاصة لا يستطيع الغوص أكثر من ثلاثين مترا . وقد وصف الله تعالى هذه المنطقة من البحر بقوله : ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) سورة النور ( 40 ). فالموج الأول في الآية الكريمة الموج الداخلي العميق ، والموج الثاني هو الموجود على سطح البحار . وهذا أيضا من معجزات القرآن العلمية والتي لم يكتشفها العلم إلا عام 1900 بينما ذكر القرآن تفاصيل ذلك من قبل 1400 سنة .
موضوع البراكين الموجودة في عمق البحار
يقول الله تعالى : وَالطُّورِ {1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ {2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ {3} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {4} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {5} وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ سورة الطور. من معاني كلمة المسجو : المسخن .
ولقد ثبت علميا ، وجود براكين نارية تخرج من قاع البحر ، ولم يعرف ذلك إلا في النصف الثاني من القرن العشرين .
مصير الشمس بين القرآن والعلم
إن عملية اندماج نوى ذرات الهيدروجين لإنتاج الهيليوم في باطن الشمس يمكن أن تستمرّ لبضعة آلاف الملايين من السنين , إلاّ أن نفاد الهيدروجين من قلب الشمس ووفرة الهيليوم داخله تؤدي إلى حصول لا تجانس واضح في توزيع المادة
فإن الهيليوم أثقل من الهيدروجين بأربع مرات , وهذا يعني اختلال كثافة مادة النجم وفقدان التوازن .. لذلك لا بدّ من حركة شاملة لإعادة توازن جسم الشمس .. ويحصل هذا إذا ينتفخ الجزء الخارجيّ من مادة الشمس انتفاخا هائلا فيما يتقلص اللبّ .. وعندئذ يتغير لون الشمس إلى الأحمر .. وبانتفاخها هذا تصبح عملاقا هائلا يبتلع الكواكب الثلاثة الأولى عطارد والزهرة والأرض ... وإذ تضعف القوى الداخلية في اللب ّ , فإن القشرة الخارجية المنتفخة لا تستطيع أن تسند نفسها على شيء فينهار جسم الشمس على بعضه في عملية تسمى ( التكوير ) , وذلك بسبب جاذبية أجزائه بعضها للبعض الآخر , مما يجعلها تنكمش انكماشا مفاجئا وسريعا
وهنا نفهم معنى قوله تعالى : ( إذا الشمس كورت ) سورة التكوير ( 1 ) - فالشمس آيلة إلى التكوير .. حتى تصير قزما أبيض
وهذا ما يحصل بالضبط أثناء الانهيار الجذبيّ , إذ تتجمع مادة النجم على بعضها وتدور . لذلك استخدمنها كلمة ( تكوير) مصطلحا عربيا لما هو مقصود بالضبط في جملة - الأنهيار الجذبيّ .
خلق الكون
يقول الله جل وعلا في سورة فصلت :
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( 11 )
يقول علماء فيزياء الفلك : إن الكون منذ مليارات ملايين الأعوام كتلة ضخمة من الهيدروجين مع جزء من الهيليوم . وإن ما جاء في الآية الكريمة : يتوافق مع قول علماء فيزياء الفلك .
ويقول تعالى : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
سورة الأنبياء - الآية ( 30 )
جاء في تفسير ابن مسعود : الرتق هو الضم والالتحام ، أي أن السماوات والأرض كانتا مرتوقتين أي شيئا واحدا . وهذا التفسير يشابه كثيرا ما اكتشفه العلم الحديث من أن الكون كان كتلة هائلة من الهيدروجين مع قليل من الهيليوم ، ثم حدث الانفجار الهائل ، وانقسمت هذه الكتلة إلى أقسام هائلة قدر العلماء أحجامها بين مليار إلى مئة مليار ضعف الشمس . ثم تتالت الانقسامات حتى تشكلت النجوم ، وبعدها ظهرت الكواكب والأرض .
وقد ثبت مؤخرا أن هذا الكون الضخم ما زال تحت تأثير الانفجار البدئي ، تتسع وتبتعد مليارات الأجزاء التي تؤلف الكون بعضها عن بعض . وإن هذا الاكتشاف تم بعد التطور الهائل الذي حصل
في صناعة التلسكوب ، وصناعة الكومبيوتر ، بينما اكتشف القرآن الكريم هذا الاتساع قبل ألف وخمس مئة سنة حسب الآية الكريمة : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
الذاريت ( 47 )
الشمس والقمر
ومن ناحية أخرى ، فإن علم الفلك يثبت أن القمر يدور حول الأرض وأن الأرض تدور حول الشمس ، وأن دوران الشمس حول مركز مجرتنا التابعين لها يبعد مسافة ثلاثة ملحق بها سبعة عشر صفرا من الكيلو مترات . ولننظر إلى ما يقوله القرآن الكريم : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ).
[سورة يس الآية: 40].
فيكف علم ذلك النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم العائش في الصحراء العربية ، بأن الأرض والشمس والقمر يسبحان في الفضاء ، وهي معلومات فلكية لم تعرف إلا في القرن السادس عشر ، ومنها لم يعرف إلا في القرن العشرين ؟
ضياء الشمس والقمر
لقد فرق العزيز الحكيم في الآية الكريمة ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا )
سورة يونس ( 5 )
بين أشعة الشمس والقمر , فسمى الأولى ضياء والثانية نورا . وإذا نحن فكرنا في استشارة قاموس عصري لما وجدنا جوابا شافيا للفرق بين الضوء الذي هو أصل الضياء والنور , ولوجدنا أن تعريف الضوء هو النور الذي تدرك به حاسة البصر المواد . وإذا بحثنا عن معنى النور لوجدنا أن النور أصله من نار ينور نورا أي أضاء . فأكثر القواميس لا تفرق بين الضوء والنور بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد . ولكن الخالق سبحانه وتعالى فرق بينهما فهل يوجد سبب علمي لذلك ؟ دعنا نستعرض بعض الآيات الأخرى التي تذكر أشعة الشمس والقمر . فمثلا في الأيتين التاليتين ( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) النمل ( 88 ) نجد أن الله سبحانه وتعالى شبه الشمس مرة بالسراج وأخرى بالسراج الوهاج والسراج هو المصباح الذي يضيء إما بالزيت أو بالكهرباء . أما أشعة القمر فقد أعاد الخالق تسميتها بالنور وإذا نحن تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا في الفيزياء المدرسية لوجدنا أن مصادر الضوء تقسم عادة إلى نوعين : مصادر مباشرة كالشمس والنجوم والمصباح والشمعة وغيرها , ومصادر غير مباشرة كالقمر والكواكب . والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا . أما الشمس والمصباح فهما يشتركان في خاصية واحدة وهي أنهما يعتبران مصدرا مباشرا للضوء ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بمصباح . كذلك سمى ما تصدره الشمس من أشعة ضوءا أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة فالقمر مصدر غير مباشر للضوء فهو يعكس ضوء الشمس إلينا فنراه ونرى أشعته التي سماها العليم الحكيم نورا .