يعد فن العمارة المغربي من الفنون الإسلامية التقليدية العريقة التي كان ولا يزال لها أبرز الأثر في كثير من الإبداعات العمرانية منذ مئات السنين والى عصرنا الحاضر، وهي شامخة بكل ألون الإبداع والفن والابتكار ولعلنا هنا نلقي الضوء - ولو بشكل مبسط - على بعض من تلك الإبداعات والفنون المغربية الخلاقة في فن العمارة ومنها ما يلي:
الأسقف الخشبية المنقوشة والجبس أولا: الأسقف الخشبية المنقوشة يكثر استخدام الخشب المنقوش في الطراز المغربي ويتجلى بشكل واضح سواء بالأثاث أو الأسقف الخشبية أو الأبواب أو يستخدم الخشب المنقوش كفواصل بين جلستين، عوضا عن الحائط الأسمنتي ولا تزال تحتفظ أسقف المنازل المغربية بطابعها الخاص المميز وهي إما تكون منقوشة كلياً أو جزئياً بما يسمي بالزواق "وهو عبارة عن أعمدة عادية من خشب العرعر أو غيره؛ يعطي للسقف أصالة وتفرداً.. سواء أكانت الأسقف جبسيه أم من العرعر فإنها رائعة بكل المقاييس
الجبس المغربي فنّ النقش على الجبس في المغرب من الفنون القديمة، لكن بروزه أكثر كفنّ يهدف إلى التجميل، وإضفاء الجمال على العمارة، إن النقش على الجبس ليس بالأمر السّهل كما هو الحال في فنّ النّحت.. فإذا كان هذا الأخير يتطلّب القوّة العضلية، والصّبر، والثقافة المعرفية الواسعة، فإن فنّ النقش يتطلّب إضافة إلى ما سبق كثير من قوّة الملاحظة، والتأمّل، والدقّة، والحكمة، والإلمام بقواعد الرياضيات والهندسة بصفة خاصّة، والإلمام أيضا بالزخرفة، وفنيات الحفْر على الجبس.. ومعرفة خصائص هذه المادة من حيث الاستعمال، والتشكيل، وتأثير الحرارة والبرودة عليها؛ لأنه كما هو معروف أن الحرارة المرتفعة تُعيق استعمالها، وتُفقدها مرونتها التي بواسطتها يسهل التشكيل، ويتيسّر الحفّر.. وبالتالي أنّ من يتعامل مع هذا الفنّ يُفترض أن يكون أخصّائيا فيه، فهو الوحيد الذي يملك القدرة على تنسيق الأشكال الهندسية الدائرية، والأشكال ذات الزوايا المنفرجة والحادّة، والأشكال التي تجمع هذه أو تلك أو غيرها.
الزخرفة والنقوش عنوان الديكور المغربي وإبداع إلى ما لا نهاية يكثر استخدام الخشب المنقوش ووحدات الجبس في الطراز المغربي الجبس يستخدم في تيجان الأعمدة أو الأقواس الفتحات أو بشكل أحزمة في وسط أو أعلى الجدران، أو في النوافير وغيرها تستخدم النوافير في الأماكن المركزية، وتستخدم المرايات بكثرة التي تزخر بنقوش رائعة، ويتميز الديكور المغربي بوجود الزليج على الجدران والأرضيات والنقوش الدقيقة جد خاصة الخشبية على السقف، وتعطى منظرا غاية في الروعة والجمال نتعرف إلى هذا الجانب الإبداعي من خلال صناعة الموزاييك يؤخذ الطين ويخلط في جفنة كبيرة تدعى «الزبى» وبعد عجنه يستعين الصانع بأدوات مساعدة تنتج له الأشكال الهندسية المختلفة (مربعات، مثلثات ومستطيلات) تدخل إلى الفرن لتأخذ شكلها الأول ثم تخرج وتصبغ ثم تعاد مرة أخرى للفرن لتأخذ الشكل النهائي، وتأتي المرحلة الدقيقة وهي تركيب كل هذه النماذج بشكل متناسق وبديع على الجدران. الفسيفساءمن قطع الموزاييك المتنوعة والملونة التي تراوح ألوانها عادة بين الأزرق المائل للخضرة، أو البنفسجي، أو الأسود الفاتح، والكستنائي، أو الأصفر، أو الأحمر، وقد يكون أشكالا عديدة مثل المثلث، والمعين، أو المربع المنحني، أو متوازي الأضلاع، ويتم تشكيل هذه القطع بحذر باستعمال القطع، التي تجمع على شكل نجوم أو أرابيسك أو أغصان ورود.
استعمالات الموزاييك تقدم رسوم وألوان هذه القطع الصغيرة من الموزاييك تنوعا لا متناهيا من الأشكال التي قد توحي لنا بالقمر أو الشمس أو سماء تتلألأ بالنجوم، ومن المثير أن كل هذه القطع تجمع بالمقلوب وتثبت بالإسمنت والجير لنحصل على لوحات من الفسيفساء التي تزين حيطان القصور والمساجد والأعمدة والأحواض والنافورات.
الموزاييك ديكور لكل البيوت لم يعد الموزاييك مقتصرا على الحيطان والأعمدة بل أصبح الصانع المغربي يوظفه كثيرا في ديكور البيت، أو حتى المدخل، ولا يمكن أن يخلو بيت مغربي راق من هذا الموزاييك في النافورات أو كديكور يواكب ديكور البيت ككل، ويمكننا اليوم اقتناء حتى كراسي وصحون مبتكرة صنعت من قطع الموازييك بألوان مبتكرة.
الموزاييك المغربي عبر العالم الأصيل ينافس كل ديكورات الفن المعماري ويعرف إقبالا كبيرا من دول عربية كثيرة أهمها: الأردن، ومصر، والسعودية، كما يغزو أرقى الفنادق لأنه ينفرد بجودة مميزة ويكمن تميزه في كونه كلما تقادم ازداد جمالية وفنا. وأيضااً تنتشر النافورات للاستقبال بمداخل البيوت المغربية القديمة.