دجاج معدل وراثيا بمناقير متوهجة يقاوم إنفلونزا الطيور.
في خضم الأبحاث الخاصة بمواجهة إنفلونزا الطيور فإن الدجاج المعدل وراثيا والذي تتوهج مناقيره وأقدامه ليلا، قد يهز صناعة الدجاج هزا.
العرب [نُشر في 09/09/2015، العدد: 10033، ص(24)]
لندن- قال علماء بريطانيون إنهم عدلوا الدجاج جينيا للقضاء على إنفلونزا الطيور وأن التجارب الأولية جاءت بنتائج واعدة في مكافحة المرض الذي ابتليت به صناعة الدجاج والبيض في الولايات المتحدة.
ويمكن للبحث الذي دعمته حكومة المملكة المتحدة وشركات الدجاج الكبرى أن يمنع جائحة هذا العام التي تسببت في إعدام 48 مليون دجاجة وديك رومي بسبب المرض منذ ديسمبر في الولايات المتحدة وحدها.
لكن هذا الدجاج الواعد المحقون ببروتين مضيء للتفرقة بينه وبين الدجاج العادي، لن يقتحم الصناعة في أي وقت قريب. فالجهات الصحية المنظمة في شتى أنحاء العالم لم توافق بعد على استخدام الحيوانات المعدلة وراثيا في سلسلة الطعام بسبب مخاوف قديمة بشأن السلامة والبيئة.
وأثارت إنفلونزا الطيور مخاوف الباحثين في شتى أنحاء العالم بسبب الخطر الذي تشكله على الطيور وعلى الإنسان. وينقب الباحثون البريطانيون في دروب الهندسة الوراثية منذ سنوات للسيطرة على المرض.
والأشخاص الذين يتعاملون بشكل قريب مع الدجاج المريض هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا، ويخشى العلماء من تفشي وباء بين البشر إذا أصاب الفيروس شخصا ثم تحور. ولم تقع أي إصابات بشرية خلال التفشي الأخير لإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، لكن ظهرت حالات في آسيا خلال السنوات القليلة الماضية.
ويقول لورانس تايلي، وهو محاضر كبير في الفيروسات على المستوى الجزيئي بجامعة كمبردج المشارك في التجارب “من الواضح أن الناس يعلمون بتلك التفشيات حين تحدث ويتساءلون لماذا لم يبذل المزيد من الجهد للسيطرة عليها”.
ويرى العلماء أن الدجاج المعدل وراثيا يمكن أن يسيطر على إنفلونزا الطيور ويطعم سكان العالم، وهم في تزايد، لكن إنجازاتهم لن تصل سريعا إلى السوق كما هو حال أسماك السالمون المعدلة وراثيا.
وتدرس الإدارة الأميركية للأغذية والأدوية قضية السالمون منذ 20 عاما وإن أعلنت أنها آمنة للبشر في عام 2010. وطورت هذا النوع من الأسماك وعدلته جينيا شركة أكواباونتي التكنولوجية حتى ينمو سريعا.
وقاوم مستهلكون ناشطون بضراوة استخدام الحيوانات المعدلة وراثيا في الطعام قائلين إن المحاصيل المعدلة وراثيا، المستخدمة والمنتشرة في الأسواق على نطاق واسع، تسببت في مشاكل صحية وبيئية.
وفي جامعة كمبردج ومعهد روسلين التابع لجامعة إدنبرة يستخدم العلماء الهندسة الوراثية في مسعى للسيطرة على إنفلونزا الطيور بطريقتين: أولا منع الإصابة من البداية بين الدجاج وثانيا منع الطيور من نقل العدوى إذا أصيبت بالفيروس.
وحتى يعدل العلماء البريطانيون الدجاج جينيا حقنوا جينا يقوم بدور “الطعم” في مجموعة من الخلايا الموجودة في مح (صفار) بيضة باضتها دجاجة للتو. ووقت أن تفقس هذه البيضة سيخرج إلى النور فرخ يحمل الجين الطعم وينقله إلى نسله.
وحين يواجه الدجاج المعدل وراثيا الإنفلونزا تقوم شفرته الوراثية بخداع الفيروس حتى يستنسخ الجين الطعم وبذلك تمنع الفيروس من استنساخ نفسه.
وفي إحدى الدراسات وضع العلماء 16 دجاجة مصابة بالفيروس وسط 16 دجاجة عادية و16 دجاجة أخرى معدلة وراثيا تحمل الجين الطعم. وقال تايلي إن المجموعة المعدلة وراثيا كانت أقل عرضة للإصابة بالفيروس من البداية وأنها حين أصيبت بالعدوى حدث هذا ببطء مقارنة بالدجاج العادي.