إبداع الفنون: فنانة تحول كعوب الكتب القديمة والورق المطوي إلى مجسمات تشريحية مذهلة!الفنون جنون كما يقولون دومًا؛ وفي الحقيقة يمكننا تفهم هذه المقولة الصادمة ظاهريًا كلما رأينا عملًا فنيًا بديعًا. ففي ظل الدوامة الرتيبة والمملة التي تمتصنا يوميًا في الحياة، يبدو إنتاج عمل فني مبهر كضرب من الجنون أو المس، على الرغم من أنه ليس كذلك على الإطلاق! على العكس، فمثل هذا الإنتاج البديع هو الشاهد القاطع على عقل يحترق بالشغف! وسواء كان المنتوج قطعة موسيقية ساحرة، أو لوحة فنية تخطف الأنفاس، أو منحوتة دقيقة، أو بناء هندسي يتحدى كل شيء؛ فالنتيجة واحدة: في حضرة هذه الأعمال تضطرب الأنفاس ويصاب العقل بشلل مؤقت بينما يحاول الإجابة على السؤال المدهش: كيف فعلوها وإلى أين ارتحلت عقولهم كي يصلوا لهذه النتيجة؟!
اليوم نستعرض نوعًا آخر من الفنون، في ما يمكننا أن نطلق عليه “الفنون العلمية”! فلسبب ما قررت الفنانة الأمريكية ليزا نيلسون الانتقال بفن طي الورق إلى بعد آخر تمامًا: بعد تشريحي طبي بامتياز!
“هذه المجسمات الدقيقة مصنوعة من ورق التوت الياباني المعالَج وكعوب الكتب القديمة المجلّدة.” هكذا تشرح لنا الفنانة ليزا نيلسون.
“تم تصميم وبناء هذه النماذج الدقيقة بالاستعانة بأسلوب لف وتشكيل شرائط رفيعة من الورق يسمى الطي أو الزركشة الدقيقة filigree. كانت رهبان وراهبات عصر النهضة هم أول من مارس فن الطي؛ والذين يقال عنهم أنهم استغلوا الكعوب المجلدة لكتب الأناجيل البالية بشكل فني، وكذلك لاحقًا من خلال سيدات القرن الثامن عشر اللاتي كن يشغلن أوقات فراغهن الطويلة بمثل هذه الممارسات الفنية.”
سلسلة أعمال نيلسون الورقية مليئة بالتفاصيل المذهلة التي تم تنفيذها بعناية فائقة، والتي تعرض، بشكل مثير مبهج وصادم في آن واحد، مجموعة من المقاطع العرضية للمخ، البطن، الصدر، وغيرها من أجزاء الجسم.
“أجد فن الطي مُرضيًا على نحو مثير لتمثيل الاجزاء المتكدسة للغاية بداخل جسم الإنسان ولعرض أعضاءه الداخلية بشكل محبب على هيئة مقاطع عرضية دقيقة.” هكذا تشرح نيلسون ما تقوم به.
ولأن إنتاج مثل هذه الأعمال يعد عملية معقدة للغاية، فنيلسون تؤكد على أن جميع أعمالها دقيقة وصحيحة تشريحيًا.
“الجسيم وردي اللون الموجود حيث يلتقي المخ مع الجيب الأنفي هو البصلة الشمية olfactory bulb.” هكذا تشرح نيسلون التصميم التشريحي لرأس الكلب بالأعلى.
“هذا الجسيم أكبر من مثيله لدينا بأربعين مرة، ما يمكنه من استشعار الروائح بدرجة تبلغ مائة ألف إلى مليون مرة أدق وأعظم منها عند البشر.”
يمكنكم مشاهدة المزيد من أعمال نيلسون على الرابط التالي هنا.