بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين و خليفتنا الامام الكريم واله الكرام وعلى جميع الأنصار السابقين الاخيار
(وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا)
فتوى زكريا عليه السلام بعقم زوجته
بالتدبر في ايات الله في قصة نبي الله زكريا ودعاؤه ربه ليرزقه الولد الصالح نجد سرا يقودنا الى التساؤل كيف علم زكريا عليه السلام بان زوجته هي السبب في عدم الانجاب وليس السبب منه !
والحمدلله ان من ورائنا امام عليم يوجهنا ان اصبنا او اخطئنا صلوات ربي وسلامه عليه
قال تعالى
كهيعص
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا
فبعد دعاء نبي الله زكريا نجد الفتوى من الله بانه حقا كانت زوجة زكريا عاقرا فشفاها من عقمها الله القادر على كل شئ
وقال تعالى
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
فبذلك فان نبي الله زكريا حقا لم يخمن من نفسه ان العقم بسبب زوجته .. بل هو يعلم ذلك تماما فكان دعائه فيه حقيقة ان امراته عاقرا
والذي نعلمه بان التحليل الطبي للزوج والزوجة نستطيع ان نعلم بها من هو سبب العقم .. اما اذا كان التحليل الطبي غير متاح كما في زمن نبي الله زكريا فكيف يعلم نبي الله زكريا علم اليقين بان السبب بعدم الانجاب بانه ليس منه الا اذا كان حتما قد انجب في السابق من قبل من امراة اخرى
ونجد ان نبي الله زكريا في دعائه لم يذكر سوى زوجته العاقر فقط .. مما يدل على ان زوجته السابقة التي انجب منها سابقا اما ان تكون قد ماتت او لم تعد في في عصمته . ونركز على جملة (التي انجب منها سابقا) لان انجابه من امراة اخرى من قبل هو السبب الوحيد لايقان زكريا بان العقم ليس منه فيدعو ربه متيقنا بان زوجته عاقرا
بعد ان توصلنا لهذه الحقيقة ولتدبر السر في قوله تعالى (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) فلنحلل الموضوع نقطه بنقطه من كل الاوجه :
- هل يحتمل ان يكون لنبي الله زكريا ذرية اناث أي (ابنة) من زوجة اخرى ولكنه اراد ان يرزقه الله بذكر ولذلك دعا ربه .. ولكن لوكان ذلك صحيحا لكان دعا الله ان يرزقه بالذكور كما رزقه بالاناث .. لكن في الواقع نجد ان نبي الله زكريا طلب من الله ان لا يذره فردا وحيدا
فلو كان لديه ابنته فهي طبعا سترثه وترث من ال يعقوب فلا داعي لان يدعو الله بقوله (ربي لا تذرني فردا) لا في حالة واحدة وهي ان تكون ابنته قد ماتت من قبل
او ان يكون قد رزق بأبن في السابق وتوفاه الله
وله شأن في الكتاب !!
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين