الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

البارودي.. شاعر السيف والقلم %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

البارودي.. شاعر السيف والقلم %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        البارودي.. شاعر السيف والقلم I_icon_mini_login  

 

 البارودي.. شاعر السيف والقلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بختة
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
بختة


تاريخ التسجيل : 16/04/2010

بطاقة الشخصية
المجلة: 50

البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty
مُساهمةموضوع: البارودي.. شاعر السيف والقلم   البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty9/16/2010, 00:06

"فإذا أرسلت بصرك خمس مئة سنة وراء عصر البارودي لم تكد تنظر إلى قمة واحدة تساميه أو تدانيه، وكنت كمن يقف على رأس الطود المنفرد، فلا يرى أمامه غير التلال والوهاد إلى أقصى مدى الأفق البعيد، وهذه وثبة قديرة في تاريخ الأدب المصري ترفع الرجل بحق إلى مقام الطليعة". هذه المقولة وردت على لسان الأديب الكبير محمود عباس العقاد، لتوضح لنا الدور العظيم الذي قام به الشاعر المصري محمود سامي البارودي، والذي استطاع أن يعيد للشعر العربي مجده وازدهاره.
فلقد نشأ البارودي في زمن كان فيه الشعر العربي يعاني من الوهن والضعف، وركاكة الأسلوب، وكان يرفل في ثياب الصنعة والمحسنات البديعية، ويخوض في بحر النفاق والتزييف، فكان ظهور الباروي بمثابة مولد جديد للشعر، فقد استطاع بموهبته الفذه، وذوقه الرفيع، وعمق تجاربه؛ أن يعيد للقصيدة العربية أصالتها ومجدها، فجدد في القصيدة شكلا ومضمونا، وخلصها من قيودها البديعية وأغراضها الضيقة، ووصلها بروائعها القديمة، وربطها بحياته وحياة أمته، ليستحق عن جدارة لقب "شاعر السيف والقلم".
لكن ترى ما العوامل التي ساهمت في صقل موهبة البارودي الشعرية وجعلته يصل إلى هذه المكانة؟ كان لحياة البارودي الشخصية، وولعه بالشعر والشعراء، ونهله من الآداب الفارسية والتركية الفضل في صقل موهبته، فلقد كانت حياته حافلة بالأحداث.
مولده ونشأته:
ولد محمود سامي البارودي بالقاهرة في (27من رجب 1255هـ / 6 من أكتوبر 1839م) لأبوين من الجراكسة، وجاءت شهرته بالبارودي نسبة إلى بلدة "إيتاي البارود" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، وقد نشأ البارودي في أسرة ثرية، لوالد يعمل ضابطا في الجيش المصري، وتلقي أولى دروسه في منزله حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئا من الفقه والتاريخ والحساب.
وعندما بلغ الثانية عشرة من العمر التحق بالمدرسة الحربية، حيث بدأ شغفه بالشعر والشعراء، وبعد تخرجه من المدرسة الحربية سافر إلى استانبول مقر الخلافه العثمانية، والتحق بوازارة الخارجية، وتعلم اللغتين التركية والفارسية، كما اطلع على الآداب التركية والفارسية، وحفظ الكثير من أشعارهما، مما كان له أثر كبير على موهبته الشعرية، فاستطاع نظم الشعر باللغتين الفارسية والتركية.
وعاد البارودي إلى مصر بعد غيبة امتدت ثماني سنوات، ليغادرها مجددا إلى جزيرة كريت لمساندة الجيش العثماني لإخماد الفتنة التي اندلعت بها، وهناك بدأ يتغنى ببلاده التي فارقها، ويصف حنينه لوطنه، وكذلك يصف غمار المعارك التي خاضها.
وبعد عودته من كريت نُقل إلى المعية الخديوية ياورا خاصا بالخديوي إسماعيل، وظل بالمنصب ثمانية أعوام، ثم عين كبيرا لياوران ولي العهد توفيق (في ربيع الآخر 1290هـ / يونيو 1873م) لمدة عامين ونصف، لكنه عاد إلى معية الخديوى إسماعيل مرة ثانية، ثم ترك القصر، وعاد للجيش، حيث كان ضمن البعثة التي أرسلتها مصر لمؤازرة الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، ورغم ما بذله أفراد الجيش من بسالة في القتال في أوكرانيا إلا أن الهزيمة لحقت بالعثمانين، مما اضطرهم الى عقد معاهدة سان استفانوا عام 1868م.
وبعد أن عادت الحملة إلى مصر تم تعيين البارودي مديرا لمحافظة الشرقية 1878، وبعدها نقل إلى القاهرة، وكانت مصر تمر بفترة حرجة من تاريخها، فلقد غرقت الدولة في الديون، وتدخلت فرنسا وانجلترا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي تلك الفترة نظم البارودي قصيدتة الثائرة التي تحث الأمة على التحرك والاستيقاظ من نومها.
وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.
ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ / 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونظم البارودي قصيدة يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى.
غير أن "توفيق" سرعان ما تراجع عما بدأ به حكمه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وأجبر شريف باشا على الاستقالة، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.
وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك".
ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً فقدم استقالته في (22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، ثم عاد مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.
وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.
آنذاك تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.
في المنفى:
انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.
وطوال فترة منفاه (17 عاما) قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (12من سبتمبر 1899م)، ولقد عبر البارودي عن مأساة نفيه في أشعاره بأصدق تجربة وأروع لغة، وترك ديوانًا عدَّه الدارسون بكل المقاييس البداية الحقيقية لنهضة الشعر العربي.
حياته الشعرية:
وكان البارودي في بداية نظمه للشعر متأثرا بدواوين الشعر العربي القديم، فقد رأى في هذا التراث نمطاً يحتذى به، واستوعب هيئات تراكيبه، وتعرف على نحوه وصرفه، فاستخدم صور الشعراء القدماء وتراكيبهم وصيغهم المعنوية والإيقاعية، ورغم أنه قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبيرعن شعوره وإحساسه، وعن تجربته الحياتية، فعبر عما يدور حوله من انقلابات وتغييرات، وما ذاقه من مرارة النفي، ومن فقدان الزوجة والأهل.
فقال في المنفى:
عليَّ طِلابُ العزِّ من مستَقرِّهِ ولاذنبَ لي إنْ عارضَتْني المقادِرُ
فما كلُّ محلولِ العریكةِ خائبٌ ولا كلُّ محبوك التَّریكةِ ظافرُ
فماذا عسی الأعداءُ أن یتَقَوَّلوا عليَّ وعِرضي ناصحُ الجیبِ وافرُ
ملكتُ عُقابَ المُلك وهْيَ كسیرةٌ وغادرتُها في وَكرِها وهيَ طائرُ
ولو رُمْتُ ما رامَ امرُؤٌ بخیانةٍ لَصَبَّحَني قِسطٌ من المالِ غامرُ
ولكن أبتْ نفسي الكریمةُ سَوْءةً تُعابُ بها والدهرُ فیه المعایرُ
ونظم البارودي الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم، فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والصديق الوفي.
مظاهر التجديد في شعر البارودي:
وقد ظهرت مظاهر التجديد جلية في الشعر السياسي عند البارودي، وظهرت شخصيته واضحة في هذا الشعر، والتي تعبر عن نفسه الأبية المتمردة على الظلم والاستبداد.
ويعد الوصف جديدا عند البارودي لما بعث فيه من لمسات عبرت عن سعة ثقافته واستقلال منهجه، فلقد أفرد للوصف القصائد ولم يات به عرضا في ثناياها، فوصف مظاهر الطبیعة كاللیل، والعواصف، ووصف الأشخاص، والمخترعات الحديثة، ووصف كذلك الریف المصري، والمعارك ومیادین القتال.
وجاءت قصائد الفخر التي نظمها البارودي مختلفة عن الآخرين، فلم يتناولها بغرض تقليد الآخرين، بل لدواعٍ تتعلق بشخصيته الطموحة، فجاءت قصائده لتعبر عن اعتزازه بنفسه، ولتشيد بمواقفه الصعبة التي تمثل طموحاته وتجاربه الحياتية.
كما امتازت مراثي البارودي بصدق الإحساس ورقة العاطفة، ومن هذه القصائد رثائه لزوجته التي أتت أبياتها تحمل دفق الإحساس الذي عصرته الفاجعة، وعمق الجرح النازف الذي ولدته الكارثة، ويعد هذا الشعر من أجمل ما قيل في الأدب العربي.
أَيَدَ المَنُونِ! قدَحْت أيَّ زِنادِ وأطرْتِ أيَّةَ شعلةٍ بفؤادي
أوهنتِ عزمي وهو حملةُ فيلقٍ وحَطَمْتِ عودي وهو رمحُ طِرَادِ
لم أدر هل خطبٌ ألمَّ بساحتي فأناخَ، أم سهمٌ أصابَ سَوَادِي
أقذى العيونَ فأسبلتْ بمدامعٍ تجري على الخدين كالْفِرْصَادِ
ويعد البارودي حامل لواء الشعر العربي الحديث، ورائد مدرسة الإحياء والبعث، الذي استظلت بظله جميع المدارس التجديدية التي تلته في القرن العشرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: البارودي.. شاعر السيف والقلم   البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty9/16/2010, 00:33

سرد رائع بختة واختيار موفق جدا لشخصية الشاعر البارودى
مميزة دوما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
بختة
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
بختة


تاريخ التسجيل : 16/04/2010

بطاقة الشخصية
المجلة: 50

البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: البارودي.. شاعر السيف والقلم   البارودي.. شاعر السيف والقلم Empty9/16/2010, 15:14

شكرا على مرورك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البارودي.. شاعر السيف والقلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجلة الهندسة والفنون العدد 104
» الطبيب الشاعر وجيه البارودي - حماة.
» شعر الدكتور : وجيه البارودي - أنا ماض للحج …
» فنون صناعة السيف
» قصيدة (السيف) أبو تمام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الأدبي :: سيرة حياة الشعراء والادباء :: -سيرة حياة الشعراء-
انتقل الى: