النشأةهو الامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بنالمختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بنشعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الإسلام
وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول
.
[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.
[5]لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيلعدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها منأجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري،وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعضالدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلىالمعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة،وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادرالجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في«الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤهإلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنهأبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلسالوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصرمهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالحمحافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعدإزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) منالعام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبدالقادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادهابتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كماالسوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاًلكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافيوبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع مايحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقةبيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهرالمدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكنمحل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطاتالعثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهوالحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم
في منفاه بدمشقالأمير عبد القادر في دمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاتهعام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليقبه كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذمكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسيةوالعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقرارهفي دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعبالزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه منالمسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزالتذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف،شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثماختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفنالأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصيةالأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارةالثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم روايةتاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاحالجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرىالنحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإنجاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلةبالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننافي هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافحالاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحدمن أعلام الإسلام في ذاك العصر.يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف،وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياءغوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبرأعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري منبابه الواسع.ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.لم يكن محيي الدين(والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون علىالظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدىهذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها فيرحلة طويلة.كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة منتاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقتطويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلالالعاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
المبايعةفرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس"عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على"محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبلقيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبلالسلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب،وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقرالأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمهليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئوليةالقيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدةانتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذهالانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبلالحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ"ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد،وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلمالشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدانالقتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذهالمكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم(أي أهالي وهرانوما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أنيكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل،ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراءالحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملةالمحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلةولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834،وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأميريتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير فيتأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله:
«يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!
». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةوقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره فيهذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومهبالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنساوخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتهاالضاربة تحت قيادة "تريزيل"الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادةجديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة"أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة"في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعاركبالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو"يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأالقائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساءوالأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائدالفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلىاللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى،ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أولالأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربونطنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.
يتبع.....