فن الرسم في الكتب القديمة في الشرق والغرب
-1-
احتل الكتاب مكانة بارزة في نفوس القراء في الشرق والغرب منذ انتشار العلم والثقافة، فكان مؤلفو المخطوطات القديمة يتفننون في إخراج كتبهم وتزويقها في البداية، وأصبحت هناك حاجة ماسة فيما بعد إلى تزويد الكتب بالصور التوضيحية كما هو الحال بالنسبة للكتب العلمية المختلفة التي يزخر بها تراثنا العربي العلمي في الطب والفيزياء والكيمياء والبيطرة وغير ذلك، فزودت هذه الكتب في العصور الإسلامية بالتوضيحات اللازمة الملائمة للنص، ولم يكن القصد بادئ الأمر وجهة نظر فنية بحتة بل كان لحاجة النص إلى التوضيح، وكان بعد ذلك عنصراً فنياً في الكتاب العربي الإسلامي وقد بينت في كتابي عن الوسائل التوضيحية هذه الناحية (1)
وبلغ عدد الصور التي قدمت في هذا الكتاب كنماذج على الصور التوضيحية في الكتب المحفوظة ما يزيد على المئة صورة، وقد عُرف فنانون عرب تميزوا في هذا الفن كيحيى الواسطي الذي رسم الرسوم المرافقة لنص كتاب عربي شهير في الأدب هو "مقامات الحريري" ويعود إلى القرن السابع للهجرة، وعَدّ بعض الباحثين في الفنون التشكيلية هذه الرسوم أو اللوحات سابقة لعصرها (2).
ومن أشهر الكتب العلمية القديمة التي زودت بالصور كتاب الحيل للعالم العربي "الجزري" ويعرف بابن الرزاز الجزري وهو من أبرز الكتب القديمة في تراثنا العلمي العربي، كان أساساً لتطور علم الميكانيكا وبحوثه في العالم الغربي، وقد عرف في العالم باسم al-Jazari Book of Ingenious Devices
انظر الرسمين التاليين، وأحدهما يبين ورقة من مخطوطة "الخيل" للجزري، حفظت في المكتبة البريطانية British Library ويبدو في وسط الورقة رسم بالألوان .
والرسم الآخر لورقة من مخطوط عربي حول "الخيل" ويعود إلى العصر المملوكي، وهو نمط آخر من المخطوطات القديمة المزودة بالرسوم، وتبحث فيعلم البيطرة.
تعذر نقل الصور ناسف لذلك