الجزء الثاني
فكرت ان ارفع من معنويات زملائي لذلك وقفت على قدمي رغم اصرار الاطباء
على عدم فعل ذلك و عدم مغادرة المشفى و نتيجة لاصراري اخذوا مني تعهد
يشير الى انهم غير مسؤولين عن اي شئ يحدث لي نتيجة حالتي الصحية الحرجة
, ليس هذا فقط بل كنت اصر على العودة الى مكتبي ( كان هناك موعد مسبق مع
مجموعة من من الزملاء ( اجتماع عمل ) دخلت الاجتماع والكل يطلب مني ان
الغي الاجتماع و لا اكمل و انا اجادل :
- لا يخيفكم هذا الباند و الشاش , لا شئ هناك مطلقا
بعدها طلبت من السائق ان ينقلني الى البيت حيث المشكلة الثانية التي لم
اخبركم بها لحد الان , كان الاهل كلهم مسافرين و لم يبقى اي شخص بالبيت '
ترددت كثيرا ,هل اخبر الاقارب ؟ لكني خفت عليهم من الصدمة , لا اطيل
عليكم , كانت هذه مشكلة و كنت اخاف عليهم من منظري , كنت طوال الوقت افكر
بما افعل حتى نظرت الى نفسي لاول مرة في المرآة منذ الحادثة , صعقت , من
هذه ؟؟؟ انا هذه !! معقول ؟
عيناي كانتا عبارة عن دائرتين زرقاوين وباقي الوجه منتفخ و احمر و الرأس
لونه احمر رغم الشاش الذي عليه , انتابني الخوف , عندها عرفت لمَ كان كل
من يراني يُصعق , اتصلت بأعز صديقة لي رغم انى اعلم انها ستسافر غدا لعمل
مهم خارج المدينة , لم اطلب منها ان تاتي , لا اعلم لمَ اتصلت بها , ربما
كنت اريد احدا
يواسيني , لكنها سرعان ما حضرت الى منزلي و عندما رأتني بدأت تبكي , لا
اعلم لمَ ,لم اخجل ان اشاركها البكاء , عندها فقط تذكرت موقفي الحازم القوي
امام الموظفين و الناس و الان ابكي مثل الاطفال مع صديقتي المقربة , كانت
تصر ان تؤجل سفرها ولكني اخبرتها اني بخير و اني بكيت لاجلك فقط , بعدها
طلبنا طعام و مزحنا قليلا و تظاهرت اني باحسن حال , ( لم اخبرها ان
الطبيب قال لي يجب ان لا انام بعمق و يجب ايقاظي كل ساعتين ) خوفا عليها
من ان تفعل هذا و هي مسافرة في الصباح الباكر كما ذكرت , نامت هي في غرفة
الضيوف و انا في غرفتي , لا اخفي عليكم نمت اعمق نوم ممكن ان انامه
بحياتي حتى افقت و هي تنادينى كيف حالك اليوم هل انت بخير ؟ فتحت عينى و
انا اضحك
- ما هذا هل ما زلت حية ؟
- الف سلامة عليك طبعا لما تقولين هذا
قلت لها ما قاله الطبيب امس فتألمت و قالت :
- الان تخبرينى بهذا
وجدتها قلقة جدا وهي تحضر الافطار و فكرت ان اتركها تذهب الى عملها دون
تأخير لذا اكلمت كلامي :
- قال الطبيب لو الصبح افقتِ من النوم يعني انت باحسن الحال و لا تقلقي بعدها
طبعا هذا لم يكن الواقع , فرحت صديقتي بالخبر , تعبت حتى اقنعتها بالمغادرة .
عندما خرجت اتصلت بالطبيب و طلبت منه موعد عاجل , ركبت سيارتي وذهبت اليه
, بالتلفون كان الطبيب يمزح قائلا :
- وقعتي على الكونكريت على راسك و انتِ الان تكلميني , اكيد ان جروحك
طفيفة و انت تضخمين الموضوع عندما رآني ظل ساكتا لفترة ثم قال :
- لمَ تتحركين و انت بهذا الحال ؟
كتب لى (m ri ) فوري و طلب من ان امكث بالمشفى ,قلت له :
- دكتور , لو ان نتيجة فحص الرنين ( ام ار اي ) تكون عادية اذهب و ان لا سامكث
وافق الطبيب على طلبي و مرت ساعات وانا انتظر , في هذه الفترة قامت
الممرضة بتغيير الضمادات مرتين و بعد انتظار طويل قالت
- وصل الجواب , الدكتور يطلبك
دخلت مسرعة , نظر الي و قال :
- اجلسي؟
بقلم انوارصفار
انتظروا التتمة