جوعان وعطشان
بقلم محسن الصفار
تاه في الصحراء أياما فتملك منه الجوع والعطش حتى لم يعد يقوى على السير سقط مغشيا عليه في وسط الرمال ونطق بالشهادتين فجأة رأى رجلا علامات الخبث تكاد تقفز من عينيه قبيح الوجه حتى يكاد يفوق كوندليزا رايس بشاعة نظر إليه سعيد وقال :
- اعنني يا أخي فسأموت من العطش والجوع ارحمني
نظر إليه الرجل وقال :
- انأ لست أخ لك حتى الآن ولكننا سنصبح قريبا , إنما أنا إبليس أو كما تسمونني الشيطان الرجيم
- كن من تكون هل لديك شربة ماء؟
أجابه الشيطان بخبث
- عندي ولكن بشرطها وشروطها
- و ما هي شروطك يا إبليس ؟
- أعطيك ما تشاء من الماء ولكن في المقابل تعطيني نصف دينك وإيمانك
قال له سعيد دون تردد :
- لك هذا أعطني الماء
جاءه بقربة كبيرة فيها ماء مثلج شرب منها حتى ارتوى , ولما طار العطش جاء الإحساس بالجوع وهوان القوى فسال الشيطان إن كان لديه ما يؤكل فرد عليه الخبيث :
- نعم عندي كل ما تشتهيه نفسك ولكن لن تحصل عليه حتى تعطيني النصف المتبقي من دينك و إيمانك , وما أن وافق سعيد حتى وجد سفرة كبيرة مليئة بما لذ وطاب من الطعام أكل حتى امتلأت بطنه ولم يقوى على المزيد , ولما ارتوى وشبع رفع يده إلى السماء وقال :
- الحمد لله رب العالمين الذي أنجاني من العطش والجوع
غضب الشيطان وقال :
- ما هذا الدعاء الم نتفق على أن تعطيني دينك وإيمانك كله مقابل الماء والطعام ؟
ضحك سعيد وقال :
- أيها الخبيث الرجيم ومن أين لمن يوشك على الموت جوعانا وعطشانا دين وأيمان كي يعطيك نصفه ؟ اذهب لعنة الله عليك !!
مستوحاة من التراث الشعبي