الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        ذاكرة الجسد -الفصل الثالث I_icon_mini_login  

 

 ذاكرة الجسد -الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: ذاكرة الجسد -الفصل الثالث   ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty2/6/2011, 21:15

االفصل الثالث-2
تأمّلتني.. وراحت عيناك تتسكعان في ملامح وجهي، وكأنهما تبحثان عن جواب لسؤال مفاجئ.. ثمّ قلت في نظرة مثقلة بالوعود والإغراء..
- لأنك قد تكون يقيني المحتمل!
ضحكت لهذه الجملة التي تحمل تناقضاً أنثوياً صارخاً_ لم أكن أعرف بعد أنه سِمَتك_ وقلت وقد ملأتني عيناك غروراً وزهواً رجالياً:
- أمّا أنا فأكره الاحتمالات.. ولذا أجزم أنني سأكون يقينك.
قلت بإصرار أنثى على قول الكلمة الأخيرة:
- إنه افتراض.. محتمل كذلك!
وضحكنا كثيراً.
كنت سعيداً وكأنني أضحك لأول مرة منذ سنوات. كنت أتوقع لنا بدايات أخرى، وكنت قد أعددت جملاً ومواقف كثيرة لمبادرتك في هذا اللقاء الأول. ولكن اعترف أنني لم أكن أتوقع لنا بداية كهذه.
فقد تلاشى كلّ ما أعددته ساعة قدومك.. وتبعثرت لغتي أمام لغتك التي لم أكن أدري من أين تأتين بها.
كان في حضورك شيء من المرح والشاعرية معاً. كان هناك تلقائية وبساطة تكاد تجاور الطفولة، دون أن تلغي ذلك الحضور الأنثوي الدائم.. وكنت تملكين تلك القدرة الخارقة على مساواة عمري بعمرك، في جلسة واحدة. وكأن فتوّتك وحيويّتك قد انتقلتا إليّ عن طريق العدوى. كنت ما أزال تحت وقع تصريحاتك تلك، عندما فاجأني كلامك:
- في الواقع.. كنت أريد أن أرى لوحاتك بتأنٍّ أكثر، لم أكن أريد أن أتقاسمها في ذلك اليوم مع ذلك الحشد من الناس.. عندما أحبّ شيئاً.. أفضل أن أنفرد به!
كانت هذه أجمل شهادة إعجاب يمكن أن تقولها زائرة لرسّام.. وأجمل ما يمكن أن تقوليه لي أنت ذلك اليوم. وقبل أن أذهب بعيداً في فرحتي أو أشكرك أضفت:
- ما عدا هذا.. كنت أود أن أتعرَّف عليك منذ زمن بعيد. لقد كانت جدتي تحدثني أحياناً عنك عندما تذكر أبي. يبدو أنها كانت تحبك كثيراً..
سألتك بلهفة:
- وكيف هي (أمّا الزهرة)؟ إنني لم أرها منذ زمان.
قلت بمسحة حزن:
- لقد توفيت من أربع سنوات، وبعد وفاتها انتقلت أمي لتعيش مع أخي ناصر في العاصمة. وجئت أنا إلى باريس لمتابعة دراستي. لقد غيّر موتها حياتنا بعض الشيء.. فهي التي ربَّتنا في الواقع..
حاولت أن أنسى ذلك الخبر. كان موتها شوكة أخرى انغرست في قلبي يومها. فقد كان فيها شيء من (أمّا)، من عطرها السري، من طريقتها في تعصيب رأسها على جنب بالمحارم الحريرية، وإخفاء علبة "النفّة" الفضّيّة في صدرها الممتلئ. وكانت لها تلك الحرارة التلقائية التي تفيض بها الأمهات عندنا، تلك الكلمات التي تعطيك في جملة واحدة ما يكفيك من الحنان لعمر بأكمله.
ولكن الوقت لم يكن للحزن. كنتِ معي أخيراً، وكان على الزمن أن يكون للفرح فقط.
قلت لك:
- رحمها الله.. لقد كنت أنا أيضاً أحبّها كثيراً..
تراك أردت عندئذ، أن تضعي نهاية لموجة الحزن التي فاجأتني. خشية أن تجرفنا معاً نحو ذاكرة لم نكن مهيأين بعد لتصفحها.
أم فقط كنت تريدين أن تطبّقي برنامج زيارتك عندما نهضت فجأة وقلت:
- أيمكنني أن ألقي نظرة على لوحاتك؟
وقفت لمرافقتك.
رحت أشرح لك بعضها والمناسبات التي رسمتها فيها عندما قلت وأنت تنقلين فجأة عينيك من اللوحات إليّ:
- أتدري أنني أحب طريقتك في الرسم؟. أنا لا أقول لك هذا مجاملة، ولكن أعتقد أنني لو كنت أرسم لرسمت هكذا مثلك.. أشعر أننا نحن الاثنين نرى الأشياء بإحساس واحد.. وقلّ ما أحسست بهذا تجاه إنتاج جزائري.
ما الذي أربكني الأكثر لحظتها؟. أترى عيناك اللتان أصبح لهما فجأة لون آخر تحت الضوء، واللتان كانتا تتأملان فجأة ملامحي وكأنهما تتأملان لوحة أخرى لي.. أم ما قلته قبل ذلك والذي شعرت أنه تصريح عاطفي وليس انطباعاً فنياً؛ أو هكذا تمنَّيت أو خيّل لي. توقف سمعي عند كلمة "نحن الاثنين". إنها بالفرنسية تأخذ بعداً موسيقياً عاطفياً فريداً.. حتى إنها عنوان لمجلة عاطفية تصدر لمن تبقى من رومنطيقيين في فرنسا ( Nous deux) .
أخفيت ارتباكي بسؤال ساذج:
- وهل ترسمين؟
قلت:
- لا أنا أكتب.
- وماذا تكتبين؟
- أكتب قصصاً وروايات؟!
- قصصاً وروايات...!
ردّدتها وكأنني لا أصدق ما أسمع.. فقلت وكأنكِ شعرت بإهانة من مسحة العجب أو الشك في صوتي:
- لقد صدرت لي أول رواية منذ سنتين..
سألتك وأنا أنتقل من دهشة إلى أخرى:
- وبأي لغة تكتبين؟
قلت:
- بالعربية..
- بالعربية؟!
استفزتك دهشتي، وربما أسأت فهمها حين قلت:
- كان يمكن أن أكتب بالفرنسية، ولكن العربية هي لغة قلبي.. ولا يمكن أن أكتب إلا بها.. نحن نكتب باللغة التي نحسّ بها الأشياء.
- ولكنك لا تتحدثين بغير الفرنسية..
- إنها العادة..
قلتها ثم واصلت تأمل اللوحات قبل أن تضيفي:
- المهم.. اللغة التي نتحدث بها لأنفسنا وليست تلك التي نتحدث بها للآخرين!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
مها
عضوماسي
عضوماسي
مها


تاريخ التسجيل : 30/08/2010

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة الجسد -الفصل الثالث   ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty2/7/2011, 13:06

شكرا لك دكتورة سوف اتابع معا هذه القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رشا
مراقب عام
رشا


الميزان
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 36
البلد /المدينة : تونس

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة الجسد -الفصل الثالث   ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty2/7/2011, 13:42

كان يمكن أن أكتب بالفرنسية، ولكن العربية هي لغة قلبي.. ولا يمكن أن أكتب إلا بها.. نحن نكتب باللغة التي نحسّ بها الأشياء.
- ولكنك لا تتحدثين بغير الفرنسية..
- إنها العادة..

حكت بلساننا حقيقة رائع مهما تكلمنا بلغات العالم احاسيسنا بلغتنا الام لها وقع اخر
اتابع القصة رائعة جميلة شكرا للاختيار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة الجسد -الفصل الثالث   ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty2/7/2011, 16:39

شكرا لمرورك مها اهلا بيك
وفعلا رشا حكت بلساننا جميعا
يسعدني حضوركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
خالدفايز
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
خالدفايز


تاريخ التسجيل : 07/10/2010

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة الجسد -الفصل الثالث   ذاكرة الجسد -الفصل الثالث Empty2/7/2011, 22:31

مساء الخير

نعم تكلمت بلسان عربي فصيح

وكانها في روايتها دخلت العام قبل الخاص لتحاكي الجميع في لغة واحدة

طرح جميل
- أمّا أنا فأكره الاحتمالات.. ولذا أجزم أنني سأكون يقينك.
قلت بإصرار أنثى على قول الكلمة الأخيرة:


هكذا الدنيا تسير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذاكرة الجسد -الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذاكرة الجسد-الفصل الثالث
» ذاكرة الجسد-الفصل الثالث
» ذاكرة الجسد-الفصل الثاني
» ذاكرة الجسد-الفصل الرابع
» ذاكرة الجسد -الفصل الرابع-2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الأدبي :: القصص والروايات :: قصص منقولة-
انتقل الى: