تَجاوزَني الصباحُ على سريري... وطالَ تقلُّبي وبَدى فتوري
وطالَ الطرقُ في شرفاتِ روحي... فطيري يا طيورَ الشعر طيري
فمن لي حينَ تعصفُ بي ظلالٌ ... من الشَّكِ المُعربدِ يا نصيري
أ ُجاهدُ كيْ أطيرَ بلا جناح ٍ ... وأهبط ُ كيْ يُعاودني غروري
تقولُ هواكَ آخذ ُ في ازديادٍ... بربِّكَ ما يؤول له مصيري
إذا كلمتني أضعفتَ رُشدي ... وإن فارقتَ أَنَّبني ضميري
وكنتُ إذا لقيتكَ لا أ ُراعي ...جنوحَ النفسِ والميلِ الخطير ِ
تُكلمُني فأشعرُ بارتياح ٍ... أ ُرفرفُ كالفراشةِ في الأثير
تذوبُ الروحُ في الكلماتِ سِحراً ... فيا لله والقلبِ الكسير
تُأرجِحُني إذا غنيتَ شِعراً... أمامكَ ليسَ يَنفعُني نفيري
فكم أسقيتني شهدَ القوافي ... وكم أمطرتني المطرَ الغزيرِ
وكم أمطرتَ في صحراءِ روحي ...فأجريتَ الغديرَ إلى الغدير ِ
وكم أشعلتَ في ظلماتِ نفسي ... قناديلاً كما القمر ِ المنير ِ
وكم غنيتَ لي لحناً جميلاً ... غناءَ الأمِّ للطفلِ الصغيرِ
حروفكَ تسقني خمراً حلالا...وتُلبسني منَ الثوبِ الحرير
ولي راع ٍ له في اللهِ حقٌ ...عليَّ بأن أصونَ له حصيري
فهل ترضى شقائيَ ياحبيبي ... وترضى أن يُعاقبني أميري
فقلتُ لها وفي النفس اختناقٌ ... هوانُكِ قاتلي فأطيعي غيري
وقلتُ لها أطيعي الصدقَ قالتْ ...فِراقكَ ليسَ بالأمر اليسير
فؤادُكِ كانَ للآهاتِ مأوى ... وكنتِ إذا استجرتُ به تُجيري
كم استنفرتِ داعية َ القوافي ... فثوري يا بحورَ الشعر ثوري
وكم ألهَمتِني شِعراً جميلا ً... وطوَّفتِ الشعورَ على الشعورِ
إلهي غافرَ الزلاتِ ذنبي ... بحُبي ليسَ بالذنب الكبير
فسامحني وهيِّءْ لي ملاذاً ... إلى ما ترتضيهِ منمن الأ ُمور
منقول