طقوس الزواج.. عادات وتقاليد أغرب من الخيال
أحمد شنب
أكتوبر : 23 - 01 - 2011
كثير من العادات والتقاليد تملأ حياتنا اليومية وقد تعتبر فى كثير من الاحيان مجرد أشياء بسيطة ولكنها تحمل لنا الكثير. ومن أهم العادات والتقاليد التى تأخذ شكلاً خاصاً فى حياتنا هى تلك التى ترتبط بمراسم الزواج والتى تختلف من بلد الى آخر وربما قد تختلف داخل البلد الواحد.. ومن العادات الشهيرة جداً عادة ترك بوكيه الورد حيث جرت العادة على أن العروس فى نهاية حفل عرسها تترك بوكيه الورد للفتاة التى لم تتزوج وذلك عن طريق الزحام بين الفتيات المدعوات من الأقارب والأصدقاء لالتقاط البوكيه بعد رمى العروس له. وأصل هذه العادة كان فى فرنسا، وخاتم الزواج يرجع إلى العهد الرومانى القديم، ويرمز هذا الخاتم إلى اتحاد الرجل والمرأة معاًًً إلى الأبد، حيث يمثل شكل هذا الخاتم الأبدية لأنه فى شكل حلقة مفرغة لا نهاية لها.
اتفاق واختلاف
وهناك عادات متنوعة: تجد البعض منها تشترك معظم بلدان العالم فيها، والبعض الآخر يقتصر على بلاد محدودة مثل تغطية وجه العروس «بالطرحة»، لمنع الحسد عن العروس وطرد أى شر عنها، وحمل العروس على «عتبة» المنزل قبل الدخول إليه لأول مرة يحميها من أى شرور من المحتمل أن تكون موجودة فى بيتها الجديد. ومن أهم عادات الزواج فى مصر ليلة الحنة والتى تسبق ليله الزفاف والتى تعد بروفة حقيقية لليلة الزفاف ولكن مع عدم وجود العريس. ويعتبر المصريون قديما هم أول من وضعوا قوانين الزواج فى العالم فقد سمحوا للزوج بأن يطلق زوجته وكذلك سمحوا للمرأة بتطليق زوجها وكذلك يسمح للرجل والمرأة أن يلتقيا ببعضهما البعض قبل عقد القران وحتى قبل الخطبة
عادات مختلفة
ومن عادات الزواج فى تركيا.. عندما يأتى الشاب لخطبة الفتاة وبعد موافقة الأب يلبس الخطيبان خاتمى الزفاف مربوطين بشريط أبيض ويقوم والد العروس بقصه عندما يحين وقت خروج الفتاة من منزل والدها إلى منزل الزوج و يربط أبوها شريطة حمراء على خصرها عنوان العفة والطهارة
..وفى تونس فقد جرت العادة، قبل أيام قلائل من حلول يوم الزفاف، أن يحضر العريس «قفة» عروسه، وهى عبارة عن مجموعة من المواد المتنوعة التى «يعمرها» العريس فى «القفة»، وتحتوى «قفة» العروس التونسية على أكثر من خمسين اسمًا من أسماء المواد الغذائية والعطرية المتنوعة، ومن بين عادات الزواج الذائعة فى المغرب، نجد عادة حمل العروس فى ليلة زفافها فوق هودج والرقص بها وهى فوقه ثم الطواف المتحرك بها على إيقاع راقص، ويطلق المغاربة اسم العمارية على هذه العادة القديمة، التى هى من بقايا طقوس سحرية قديمة جدا.
تقاليد متوارثه
وتتنوع تقاليد الزواج فى ليبيا بتعدد المناطق نظرا لمساحتها الشاسعة واختلاف الثقافات فيها.
ورغم التقدم والتطور الذى تعيشه الأسرة الليبية، فإن الزواج فى ليبيا مازال محكوما بالتقاليد المتوارثة فيما يتعلق بالمهر وطريقة تقديمه وكذلك تقديم المشغولات الذهبية المتنوعة بأشكالها وعددها وتنظيم حفلات الزواج والهدايا وسائر متطلبات الزواج التقليدى والذى يستمر لمدة أربعة أيام، يبدأ من يوم الثلاثاء حيث تذهب عائلة العريس وأقاربه متوجهين إلى عائلة العروس فى المساء ويحملون معهم ما يسمى ب (البضاعة) وهى عبارة عن جمل و10 خراف بالإضافة إلى صندوق زيت وصندوق طماطم وشاى وسكر إلى جانب تقديم دقيق أبيض ودقيق أسمر إضافة إلى جميع أنواع الخضراوات والصابون. ويتم إعداد مائدة لتناول العشاء فى ذات اليوم وفى صباح هذا اليوم تذهب العروس إلى الحمام البخارى برفقة قريباتها وصديقاتها للتجهيز إلى الزفاف بعد تناول العشاء أثناء ذلك ترجع عائلة العريس إلى بيتها لتبدأ السهرة حتى الصباح وتتضمن غناء ورقصاً شعبياً وفلكلورياً يوم الأربعاء تذهب عائلة العريس إلى عائلة العروس حاملة معها ما يسمى بالكسوة أو (القفة) وهى عبارة عن الزى التقليدى (البدلة الكبيرة والبدلة الصغيرة) المطرزة بالفضة والذهب، وهو مكون من خناق كبير وتاج يوضع على رأس العروس ويكون من الذهب ويسمى (الشنبير) مع ست أساور وأربعة خواتم وطقم صغير. كما يقدم لأم العروس 4 أساور ذهب. أما لوالد العروس فيقدم زيا تقليديا يسمى الزبون (البدلة العربية) ويكون مطرزا أحيانا بالفضة ثم ترتدى العروس البدلة الكبيرة وتظهر وهى مغطية وجهها لتقوم بفتح القفة وتأخذ بيدها 7 مرات كمية من الحنة وتضعها فى كيس خاص ثم تأخذ أم العروس الكيس وتعجن الحناء بالماء ليعود أهل العريس إلى منزلهم وتعود أم العريس وأخته الكبيرة إلى منزل العروس ويحنين أيدى العروس وكفوف قدميها.ليأتى يوم الخميس لإعداد مراسم الحفلة فى منزل العروس أو فى صالة تحجزها العروسة وفى منتصف الليل يأتى العريس وأخته الكبيرة ليأخذا العروس ويمشيا لمنزل العريس وتجلس العروس فى منزله حوالى ساعة ثم تعود لمنزلها.
وأخيرا يوم الجمعة هو يوم المحضر ويكون فى منزل العريس حيث تلبس العروس الزى التقليدى عبارة عن البدلة الكبيرة مع التزيين بالذهب ويكون وجهها ظاهرا، ويتم تناول العشاء فى منزل العريس.الذى مازال أهل ليبيا يحافظون عليه كموروث اجتماعى.
أهل الغرب
..أما فى الغرب تعتبر أبسط طقوس الزواج وأقلها تعقيداً هى تلك التى تمارسها قبيلة نيجريتو فى جنوب المحيط الهادى ففى تلك الجزيرة يذهب الخطيبان إلى عمدة القرية فيمسك برأسيهما ويدقهما ببعض وبهذا يتم الزواج. ومن غرائب عادات الزواج عند الصينيين فى بعض المناطق أن يتم عقد الخطبة بدون أن يرى العروسان بعضهما.. فإذا تم الاتفاق يقوم أهل العروس بتزيينها ثم يضعونها فى محفة خاصة ويغلق عليها الباب ثم يحملونها إلى خارج البلدة ومعها بعض أهلها، الذين يقابلون الزوج هناك ويعطونه المفتاح فيقوم بفتح المحفة ويراها فإذا أعجبته أخذها إلى منزله وإلا ردها إلى قومها ومقاطعة التبت لها طقوس غريبة فى الزواج والخطبة فعند اختيار الزوج للزوجة.. يقوم بعض أقارب العروس بوضعها أعلى شجرة ويقيمون جميعاً تحت الشجرة مسلحين بالعصى فإذا رغب أحد الأشخاص فى اختيار هذه الفتاه عليه أن يحاول الوصول إليها والأهل يحاولون منعه بضربه بالعصا فإذا صعد الشجرة وأمسك يديها فعليه أن يحملها ويفر بها وهم يضربونه حتى يغادر المكان ويكون بذلك قد ظفر بالفتاة وحاز على ثقة أهلها. وفى غينيا الجديدة: من عادات الزواج هناك أن تسبح الفتاة فى بركة ماء وهى عارية تماماً فإذا قدم إليها أحد الحاضرين ومعه قطعة ثياب فإذا تناولتها تصبح على الفور زوجته. وفى جنوب الهند تختبر العروس عريسها بوضعه فى امتحان قاس وصعب فهى تصحبه إلى الغابة وتشعل النار وتكوى ظهره العارى، فإذا تأوه أو تألم من الكى ترفضه ولا تقبله عريساً لها وعدا ذلك تفضحه أمام بنات القبيلة، وإذا كان العكس تعتبره الحبيب المفضل والجدير بالحب والزواج. يحظر على العروس فى أندونيسيا أن تطأ بأرجلها الأرض يوم زفافها خاصة عندما تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها لذا يُجبر والدها على حملها من بيته إلى بيت عريسها على كتفيه مهما طال الطريق. ومن عادات اهالى جزيرة هاواى أن يقدموا صداق المرأة الجميلة بعدد كبير من الفئران وتقل هذه الكمية حسب جمال العروسة. قبيلة جوبيس الأفريقية تجبرالعروس على ثقب لسانها ليلة الزفاف حتى لا تكون ثرثارة ويمل منها زوجها.. بعد ثقب اللسان يتم وضع خاتم الخطبة فيه ويتدلى منه خيط طويل يمسك الزوج بطرفه فإذا ما ثرثرت الزوجة وأزعجت زوجها يكفيه بشّدة واحدة من هذا الخيط أن يضع حداً لثرثرتها وكثرة كلامها.
جزيرة تاهيتى: تضع المرأة فى جزيرة تاهيتى وردة خلف الاذن اليسرى إذا كانت تبحث عن حبيب وتضع الزهرة خلف الأذن اليمنى إذا وجدته.
وما بين ذلك من الاختلاف فى عادات وتقاليد الزواج فى العالم تظل تلك العلاقة لها طقوس خاصة واسرار قد تظل محل جدل واختلاف بين مؤيد لتلك العادات وما بين معارض لها ولكن فى النهاية هو مجرد زواج ليس أكثر.