التأمـــــــل فـــــي الأسمــــــاء والصفـــــات، وفهــــم معانيهــــا والتــــدبّر فيهــــا.
وهذا ما أرشده النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين: « إنَّ لله تسعاً وتسعون اسماً... ».
والإحصاء يكون بإحصاء ألفاظها وعددها وتفهّم معانيها ومدلولاتها والدعاء بها بنوعيّ الدعاء: دعاء المسألة و دعاء التعبّد.
...
قال شيخ الإسلام: " وإذا كان كذلك فمن كان بماله من الأسماء والصفات أعلم وأعرف، كان بالله أعلم وأعرف " المجموع.
• وإنَّ لكل اسم أسرار عظيمة ومعانٍ بديعة، يُطْلِعُ الله ما شاء منها على
من شاء من عباده، قال إسماعيل عبد الله الأنصاري: " في كل اسم من أسماء
الله - تعالى -سرٌ خفيّ " طبقات الحنابلة.
•سنتطرّق لأحد هذه الأسماء الله - تعالى - ولعل الباقي يفهم على الطريقة..
• التأمل في اسم الله " السميع ":
إذا استشعر العبد بقلبه سمعه - سبحانه - لأصوات العباد على اختلافها، وجهرها وخفائها، وأنه سواء عنده من أسرّ القول ومن جهر به.
ولا يشغله من جهر عن سمعه لصوت من سرّ، ولا يشغله سمعٌ عن سمع، ولا تغلطه
الأصوات على كثرتها واختلافها واجتماعها، بل هي عنده كصوتٍ واحد، فعلِمَ
أن الله يسمعه: فلا يقول إلا خيراً بل يستحي من الله أن يسمع من كلام
يخزيه و يفضحه عنده، وإنما يَشْتَدّ في ألا يسمع منه إلا الحسن، بل
ويُكْثِرَ منه حتى يحظى عنده - سبحانه -، وأن الله يسمع كلام أعداءه ولا
يخفى عليه شيء: فيطمئن قلبه ويوقن بأن الله معه وأنه ناصره لا محالة.
يقول ابن القيم في النووية:
وهو السميع يرى ويسمع كل ما *** في الكون من سرٍ ومن إعـلان
ولكل صــوتٍ منه ســمعٌ حاضـر *** فالــسـرّ والإعــلان مستويان
والــسمع منه واسـع الأصـــوات لا *** يخـفــى عليــه بعيدها والدان
وإنَّ للتعبد بالأسماء والصفات آثار كثيرة على قلب العبد وعمله، قال العز
بن عبد السلام: " اعلم أنّ معرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات
العاجلة والآجلة، ومعرفة كل صفةٍ من الصفات تثمر حالةً عليّة وأقوالاً
سنيّة، وأفعالاً رضيّة، ومراتب دنيويّة، ودرجات أخرويّة .