عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | سري للغاية | |
إستيقذ وليد من نومه , أفاق على صوت تغريد العصافير , لمم أحلام الليل , أزال عن وجهه غطاء الدفيء , رفع جسده الى أعلى نقطة يصل إليها , مسح عن وجه كل ما علق عليه من صمت الليل , قال أصبحنا وأصبح الملك لله , لبس حذائة البيتي سار الى الحمام , ليضع على وجهه ماء الحياة , فتح الباب برفق , وجد زهرة حمراء تعلو مرآته , إعتلت وجهه إبتسامة , وأخذ يردد لحظة عابرة كانت تزوره في مثل هذا اليوم , نظر الى مرآته
فمرآته بها رائحة البوح , ونكهة الإعتراف , تجلت محبوبته أمامه , إحتضنها , قرأ لها أخر أشعاره في حدائق الكلمات , وأستعاد سيرة عشقه من براثن الوقت , آمعن بنظره في المرآة , حملته المرآة معها الى فضاءات متسعة , فتلك اللحظة تجلت أمامه إيقظته من سيرته النائمة , من حبه الذي لا يزال ينبض معه , ويسير على خطاه يحمل معه مواسم الحنان بصباحاته الرائعة , لذلك اليوم ولتلك اللحظة . جاءته اللحظة في فضاء التأمل , وهو يجر معها كل اللحظات في كلماته عن سلمى , يتذكرها لأول مرة عندما جاءت الى البيت , يسير بجوارها شقيقها الأكبر , يعلو وجهه عناقيد من غضب , يحتج على شعار جداري كتبه صبية الحارة المتطفلون " أن وليد وسلمى متحابان " , سأل الشقيق بصوت عالي , أصحيح بينك وبين أختي شيء ؟ سلمى كانت تضع يدها على خدها , لتخفي جانباً من فمها المقابل لإخيها الأكبر عضت على شفتيها , تعبيرا ً لها بعدم الإعتراف , فطن لها وليد على الفور , وعرف مقصدها , إنه سؤال مصيري , تريده أن يجيب بلا , فهي تعرف أن شقيقها الأكبر لا يملك من العقل ما تملكه نملة , لكن وليد صعبت عليه الإجابة أن ينكر حبها لكنه في النهاية إستجاب لمطلبها :- لا , لا يوجد شيء ! هدء الشقق الأكبر وقال , لكن ما هذا المكتوب على جدار بيتنا ؟ وليد , وماذا مكتوب ؟ الشقيق الأكبر , أنك تحب سلمى , وهذا طعن لنا , طعن في شرفنا , كيف تحب أختي وتلتقيان خفية عنا , إلا تعرف العادات والتقاليد , ألا تعرف ما سيحل بنا من كلام بين الناس ؟ ألا تعلم نحن نعيش بزمن يعدم فيه الحب وليد , قبل ذلك أتعرف من الذي كتبه ؟ قالها والخوف بين أسنانه أن يكون عرف الحقيقة ؟ الشقيق الأكبر , صبيان الحارة , من كتبها ؟ وليد , عيب عليهم أن ينشروا عن الناس هكذا , سأبلغ أهلهم حتى يعاقبوهم , أو سأعاقبهم أنا . خرجت سلمى عن صمتها , وقالت لشقيقها الأكبر , إن وليد بريء لنذهب الى البيت ؟ فرد الشقيق الأكبر , كيف أذهب , وسيرتنا أصبحت على كل لسان , أصبحت حديث الحارة , حديث كل بيت , لن أذهب من هنا حتى أجد حل ً لهذه المشكلة .أخذت سلمى تقنعه ليذهب , وأن يناقش هذه المسألة في البيت , إقتنع الشقيق الأكبر بكلامها وذهب معها لعله يجد حلً مناسب . أدارت سلمى ظهرها لوليد , ورفعت إبهامها خفية , معلنة ً علامة النصر , فذكاء سلمى لم يكن له حدود , بظل الحب الذي كان يجمعها بوليد من خلف الجدران وتكتمها على هذا الحب , ورغبتها الشديدة بإنهائه بأن يبنوا عش الزوجية , إصدمت سلمى برغبه أهلها بأن تتزوج من رجل فاحش الثراء , يخرجها هي وأهلها من الفقر الذي يلف أرجاء الحي , ويعيش به وليد وأهله , ففي أحد الأيام حصل ما تنماه الأهل تقدم لها شخص فاحش الثراء , سحره جمالها , وشموخها بالحياة لكن لم يستطع أن يملك قلبها , فهو ملك لأخر , ما كان منها إلا أن تطلب مهلة للتفكير لتعرض تلك المشكلة على وليد الذي لم يستطع أن يخرج بشيء , لتخرج هي بالحل بأن تكتب هي على جدران الحي , قصة حبها , وتعمدت إختيار الأخ الأكبر لصغر عقله وتسرعه في إستباق الأمور .
سارت سلمى وقلبها يرقص فرحا ً , دخلت الى بيتها , تتوقع الأفضل , طلب الشقيق الأكبر إجتماع عائلي , لبحث الحكاية التي سارت قصص تروى بين ثنايا بيوت الحي أحتدم النقاش يهدء ويغلي , ثم يهدء ويغلي , وسلمى تنتظر النهاية التي أرادت أن تسمعها , ليخرج أهل سلمى بالحل , إستيقذوا من معركتهم الكلامية متوجهين الى بيت وليد , ليخبروا القرار " حتى لا يصبحوا حكاية الحي , على وليد أن يتقدم لسلمى , ويخطبها " . تلك هي اللحظة المنتظرة , فرحوا كثيرا ً , أدركوا الأن فقط أن جميع القصائد التي خطتها فصولهم , ما ضلت طريقها , بل حفرة على كل شجرة وكل زهرة قلبهما أخاديد التواجد والذي جاءت بعد عذاب الخوف من إضهار سرهم الى العلن , حتى لا يصتطدموا بأهلهم الرافضين للحب وزواجهما , تشتت اللحظة بصوت همس لوليد بأذنه , كل عام وأنت حبيبي كل عام وأنت أقرب مني , إلتفت للوراء ليجد سلمى تقف أمامه تحتفي بيوم زواجهما و حبهما الذي ما زال طي الكتمان , فالكل يعرف أنهما تزوجا رغبة من أهلهما ولحل مشكلة لكن لا يعرف أحد ً سرهما غير وليد وسلمى وأنا وقارئ هذه الحكاية .
| |
|
1/10/2012, 23:35 من طرف دكتورة.م انوار صفار