هو عمر بن بحر بن محبوب الكناني , أحد أئمة الشعر العباسي , ولد في مدينة البصرة
بالعراق عام 776م ,ونشأ يتيما ً فقيرا ً لكنه كان غنيا ً بعلمه , والجاحظ هو دميم الوجه
جاحظ العينين وقد أنكب على طلب العلم , فأخذ يزور المساجد ومنازل العلماء , يلتقي
مع الشعراء والأدباء وأهل الشعر , يتابع ندواتهم الشعرية , ومناقشاتهم وتربى على يد عدد
منهم في ذلك العصر منهم الأصمعي والأنصاري والأخفش , أخذ منهم النحو والنظام وعلم
الكلام , كما أطلع على الثقافة اليونانية من خلال سلمويه , وحنين إبن إسحاق , وأرتاد البادية
ليأخذ منها اللغة والأخبار تعمق كثيرا ً في اللغة فأصبح عقله زاخرً بالأخبار والشعر والأنساب
وعالم باللغة وأدواتها ويجيد إستخدامها .
عرف الجاحظ بخفة ظله وحبه للنوادر والفكاهة , فكان صاحب نكتة , مع إتقان الأسلوب
ومعرفته العميقة بطوابع الناس وتتبعه وإستقصاءه لحياة الناس , مما جعلة أديب كامل يعرف
الأخبار والنوادر وغيرها , وقدم الجاحظ عدد كبير من المؤلفات في علم الكلام والأدب
والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة ومن أشهرها البيان والتبيين
والحيوان , والبخلاء , توفي نتيجة مرض الفالج , وعلى الرغم من شدة مرضه لم يكن هو
السبب في وفاته بل كان السبب الرئيسي سقوط قسم من مكتبته على رأسه , لذلك
يطلق عليه أديب قتله علمه وتوفي عام 868م .
إمتاز الجاحظ بنوادره الطريفة ومنها :-
1- إمرأتان، فارعة ومخادعة
ما أخجلني أحد إلا إمرأتان، رأيت إحداهما في العسكر، ،كانت طويلة القامة، وكنت على طعام
فأردت أن أمازحها , فقلت لها , إنزلي كلي معنا. فقالت, أصعد أنت حتى ترى الدنيا , وأما
الأخرى فإنها أتتني وأنا على باب داري فقالت, لي إليكَ حاجة وأريد أن تمشي معي. فقمت
معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي وقالت له, مثل هذا و إنصرفت , فسألت الصائغ عن
قولها فقال إنها أتت إلي وأمرتني أن أنقش لها عليه صورة شيطان فقلت لها , يا ستي ما
رأيت الشيطان فأتت بك وقالت ما سمعت.
2- اللسان هو الانسان
قال , وكان أعرابي يجالس الشعبي فيطيل الصمت، فسئل عن طول صمته فقال إسمع فأعلم
وأسكت فأسلم. وقالوا , لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب. وقالوا , مقتل الرجل
بين لحييه وفكيه. وأخذ أبو بكر الصديق، رحمه الله بطرف لسانه وقال, هذا الذي أوردني
المواردوقالوا , ليس شيء أحق بطول سجن من لسان. وقال النبي عليه السلام: وهل يكب
الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟
3- إغاثة الملهوف
مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة وعصا قصيرة وصولجان وكرة وطبل وبوق فقلت
ما هذه؟ قال عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي فأضربه بالعصا
القصيرة فيتأخر، فأضربه بالعصا الطويلة فيفر من بين يدي، فأضع الكرة في الصولجان
وأضربه فأشجه، فيقوم الي الصغار كلهم بالألواح، فأجعل الطبل في عنقي والبوق في فمي
وأضرب الطبل وأنفخ في البوق، فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إلي ويخلصونني منهم.
4- المعرفة والنكرة، وجهة نظر
قال الجاحظ "كنت جالساً عند أحد الوراقين ببغداد فأقترب مني أبو العباس أحمد بن يحيى
وكان من أئمة النحو في عصره فسألني الظبي معرفة أم نكرة؟ فقلت , إن كان مشويا ًً على
المائدة فهو معرفة وإن كان في الصحراء فهو نكرة. فقال أبو العباس , ما في الدنيا أعرف
منك بالنحو.
5 - أآفة العلم النسيان؟
وقال الجاحظ, نسيت كنيتي ثلاثة أيام فسألت أهلي, بماذا أكنى؟ فقالوا لي: أبو عثمان,
"تعب عالفاضي"العروض علم مردود، ومذهب مرفوض، وكلام مجهول، يستكد العقول
بمستفعل ومفعول من غير فائدة ولا محصول.