الشاعر حسن محمد نجيب
وصايا لولدي...
دعني لعمُرك من أحاديثِ الهزلْ
فبها يموت القلب في خوضِ الضَلل
وانْشأ على حبِ الكتاب فإنـه
لَهُوَ الجليسُ الخيرُ ذلك، لا جَدَل
واجهدْ بحفظ الآيِ من قرآننا
فهـو الذي بالحق هادٍ قد نَـزَل
واحذرْ نزولَ القاعسين مقامهم
فيه انحطـاطٌ بالخبائثِ والرَذَل
إلزمْ حدود الدينِ، لا تحفل بما
قد كان دونـك بالشرائعِ والمِلل
هو ذاك دينُ الله ليس يشوبه
خِـبٌّ دَعِـيُّ للتحيُّف قد زَحَل
بحباله ضيمُ الضلالِ ودونه
حبلٌ يُقـادُ إلـى جهنـمَ مُتَّصَل
إياك يا ولدي ولوجَ ضلاله
فهو النذيـرُ، بغير شكٍ، للخَطَل
واعمل من الدنيا كفاحَك جلَّه
ترِبتْ يـداكَ به وَقـوداً للعمل
صلِ الفرائضَ خمسةً حُفَّتْ بها
جناتُ عدنِ بالخشوعٍ وبالوَجَل
وصُنِ اليدينِ عن ابتغاءٍ دونما
حقِ، فذلك من مُـراباةِ الطَفَل
واحفظه فرجَك إن أتَاكَ بشهوةٍ
فالنارُ بالشهَواتِ حُفَّتْ مِن أَزَل
واقرأ بآيِ (النورِ) منها حكمةٌ
في حفظ فَرجِك من مُواقعةِ الزَّلَل
واحفظْ على قدميك في مَمشيهما
وعظاً للُقمـانَ الحكـيمِ بـه مَثَل
اغضُضْ بطَرفك عنك عوراتِ الورى
فالعينُ تزني، والضلالُ بها اتصل
والأمرُ بالمعروفِ فرضٌ قائمٌ
ولمنكـرٍ فانْـهَ اقتـرافاً مَن فَعل
ودعِ الجـدالَ فقد تَقَبَّح قِـيله
وهَبِ الجـدالَ لخيـرِ قولٍ ممتثَل
إياكَ خوضَ جدالِهم، من أحمقٍ
أو جـاهلٍ أو من تخـامر بالهَبل
فأولئك السَفهُ الظليمُ طِباعُهم
فاتركْ لهم شأن السفاهةِ في الجَدل
وادْرَأ بنفسك عن مقارفةِ الرَّبا
فبـه الحـرامُ بجُـلِّ آيـاتٍ نزل
فأقـلُه مثلُ الزنـا بمحـارمٍ
كيف الذي شَبِع الربـا مما أَكل؟!
والعدلُ يا ولدي أسـاسٌ خذْ به
كي ينثني الظلمُ الأليـمُ وقد أَفَل
واجهَدْ بحِلمك كبْحَ كل غِضابةٍ
وإذا غضبتَ فلا يكنْ منك الضَّلل
فالحِـلمُ حُكماً للمـواقفِ سيدٌ
والصبرُ أزرى من ملازمةِ العَذَل
والعلم يا ولدي لَكَمْ أُوصى به
هو ذاك نورُ الحقِ من ذاك الأجل
هل يستوي بالفضلِ من قد يعلم
بأخِ الجهالةِ في المناهل قد جَهل؟؟
وإذا سُئلتَ عن العقيدة، هل لها
أثرٌ على طُهْرِ البرِّية؟ قُلْ أجل
فهي السبيلُ إلى طهارةِ روحِنا
وهي الحفيظةُ للفؤاد من الزَّلل
اللـه أكملَ ديـنَنا بشـريعةٍ
فيها رسـولٌ للرسـالة قد حمل
أكرِم به فخراً، فـذاك نبينُـا
من فيض ما حملت يداه وما بَذل
هو للأنامِ المصطفى في هديِه
هو أسـوةٌ للعـالمين بمـا فَعل
هذي الوصايا إن تُراك جمعتَها
حُفَّـتْ عليكَ هدايـةٌ فيها الحُلَل
واعلم بأنَ اللـهَ ليس بغافلٍ
فالبـاقيات الصالحات لها مُهَل