يحكي أحد علماء النفس
أنّ هنآك أخوين نشآ في بيئة فاسدة
فأبوهما مدمن سيئ الخلق , يضرب أمهم , ويعتدي
عليها بسلاطة لسانه وعصآه في ذهآبه وإيابه.
إلى أن إتُّهِم ذات يوم في قضية سرقة أودع بسببها السجن
إلى أن مآت .
لكن المحير أن أحد أبناء هذا الرجل سار على درب أبيه
في إدمآنه وسوء خلقه , ولم يكن عيبا أن ينآل نهاية كـ نهاية
أبيه , فأودع السجن في قضية سرقة.
والابن الآخر قدَّم أوراقه الى إحدى المدارس, وبحث له عن عمل مسآئي
فكأن يعمل ويدرس إلى أن صآر طبيبا مشهورا , يقصده
الناس , لعلمه الغزير وخلقه الجم.
وقف عالم النفس أمام هذا المشهد المحير متسائلا:
بالرغم من أن التنشئة وآحدة ,!
فـ ما الذي ذهب بأحد الابناء الى طريق الادمان وحياة الجريمة
وبـ الآخر الى طريق العلم والعمل الجاد
وذهب الى الابن الذي سجن وسأله سؤالا واحدا
لمآذا انت في السجن الآن؟
فقال له الابن : لو عآش أي شخص عيشتي لمآ كآن له أن يرتآد إلا هذا الطريق.
وعندما ذهب إلى أخيه الطبيب وسأله نفس السؤال
قال له الطبيب :لو عآش أي شخص عيشتي ورأى ما رأيت لما كآن له أن يفعل إلا كما فعلت !!
هذه صورة مصغرة عن مجتمعنا فـ نحن أحد اثنين
الأخ السلبي الذي ارتضى لنفسه أن يسير وفق الظروف
عآجزا عن تغيير تلك الظروف , رآضيا أن تذهب حيآته سدى
أو الأخ الإيجآبي الذي أيقن أن وقوفه متسلما أمام الوضع
السيئ الذي نشأ فيه , ولن يكون نهاية مرده الا كوالده
فـ بآدر وغيَّر وتعب , وكآن له الريآدة والتميز والعيشة الهآنئة
نحن من نصنع الحيآة التي نحيآها , ليست الظروف الاجتمآعية
ولا الأحوال الاقتصادية ولا التنشئة البيئية
على الرغم من قوة هذه العوآمل لكن متى إمتلكنا زمام المبادرة للتغيُّر
فعندها ومع الوقت سيكون كل شيء هيِّن ..!
فـ إلقاء تبعة الفشل في الحياة على الظروف هو بضآعة الضعفآء ,
وقليلي الحيلة , وفقراء الارادة ,
أما اصحاب اليقين الحي فيدركون جيدا
ان حيآتهم من صنع ايديهم .
♥ ♥ ♥
عاهدت أمي على ألا أكذب على أحد
يروى أن غلاماً خرج من مكة المكرمة إلى بغداد طالباً للعلم، وعمرهُ لا يزيد على اثنتي عشرة سنة، وقبل أن يُفارق مكة المكرمة قال لأمه: يا أماه أوصني.
فقالت: له أمه: يا بني عاهدني على أنك لا تكذب. وكان مع الغلام أربعمائة درهم ينفق منها في غربته فركب دابتهُ متوجهاً إلى بغداد.
وفي الطريق خَرجَ عليه لصوص فاستوقفوه، وقالوا له: أمعك مال يا غلام؟ فقال لهم: نعم معي أربعمائة درهم. فهزؤوا منه وقالوا له: انصرف فوراً أتهزأ بنا يا غلام؟ أمثلك يكون معه أربعمائة درهم؟! فانصرف وبينما هو في الطريق إذ خرج عليه رئيس عصابة اللصوص نفسهُ واستوقفهُ وقال له أمعك مالٌ يا غلام؟
فقال له الغلام: نعم، فقال له: وكم معك؟ فقال له: أربعمائة درهم. فأخذها قاطع الطريق وبعد ذلك سأل الغلام لماذا صدقتني عندما سألتك ولم تكذب عليّ وأنت تعلم أن المال إلى ضياع؟ فقال لهُ الغلام: صدقتك لأنني عاهدت أمي على ألا أكذب على أحد.
وإذا بقاطع الطريق يخشع قلبه لله رب العالمين، وقال للغلام: عجبت لك يا غلام تخاف أن تخون عهد أمك وأنا لا أخاف عهد الله عز وجل، يا غلام خذ مالك وانصرف آمناً وأنا أعاهد الله أنني قد تبت إليه على يديك توبةً لا أعصيه بعدها أبداً. وفي المساء جاء التابعون له من السارقين، وكل منهم يحمل ما سرقه ليسلموه إياها، فوجدوه يبكي بكاء الندم فقال لهم: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.
فقالوا له: يا سيدنا إذا كنت قد تبت وأنت زعيمنا فنحن أولى بالتوبة منك إلى الله
وتابوا جميعاً
♥ ♥ ♥
الحمار-الأسد
يحكى أن حماراً وجد ذات يوم جلد أسد رماه أحد الصيادين، وعندما وضعه على جسمه وخرج من الغابة، خافت جميع الحيوانات منه وولت هاربة.
شعر الحمار بالسعادة والنشوة لخوف الحيوانات منه، فكرر فعله، وأخذ يختبئ كل يوم في الغابة حتى تجتمع الحيوانات، ثم يخرج عليها ليفزعها ويضحك لهروبها مذعورة.
وفي يوم من الأيام أراد الحمار أن يزيد من جرعة الخوف في قلوب الحيوانات ليزيد من حبوره، وعندما خرج عليهم فتح فمه وبدأ بالنهيق اقتناعاً منه بأنه يزأر!، فما كان من الذئب الذي كان هارباً مع غيره من الحيوانات، ما أن سمع النهيق، حتى عاد إلى الحمار وبدأ ينهش في لحمه وقال له: “لو لم تنهق لكنتُ الآن خائف منك وهارب مع الهاربين”.
هل تذكركم هذه القصة بشيء ما؟
والشيء بالشيء يذكر.
أعتقد بأنه يجب على علماء النفس دراسة هذه الظاهرة الجديدة والتي أسميها (عارض الحمار-الأسد)*، فلقد بات من الواضح تماماً بأن الحمير وبعد قرون طويلة من شعورهم بالظلم الاحتماعي وعدم وجود قائد يمثلهم، قد بدأوا بالبحث عن مثل أعلى لهم، ووجدوه!
ومن الواضح جداً أن جميع “الحمير” تحب “الأسد”، أما لماذا، فهذا ما يجب على علماء النفس البحث عن جواب له.
ولن يكلفهم الأمر شيئاً سوى ثمن بطاقة الطائرة إلى .... وسيجدون الكثير من الحالات التي يمكن أن يدرسوها وعينات الاختبار.