عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | حكايتي مع الذكرى | |
كنت أنا وهو طفلين حالمين , نلعب بين زهور الربيع ألعاب تمتزج بعبير الورد الذي كان يملئ المكان , حلم طفلين كأي حلم , علم وفير , وبيت صغير , آمن يملئه الحب , يملئه الشوق الى ذكريات الطفولة , صراع أخوي على من سيكون الأفضل , صراع إمتزج ببراءة طفولة , بحب قلوب لم تعرف الحقد يوما ً , تربينى على حب الأخرين , على عشق كلمات كانت تتناقل بيننا , كنا كما تعشق الأرض للمطر , وعشق الأرض للربيع , لكن وسط هذه الأحلام التي ترقص بيننا برقصة متأنقة , كان هناك من ينتظر أحلامنا ليقتلها , ليأخذ منها عبيرها , ليستخلص روحها وهي طفلة , تتربى على أيدينا , رصاصة غدر لا تعرف من أين تأتي , فكان صباح مليء بروح الأمل والسكون , عند صلاة فجر كنا أنا وهو راكعين بين يدي الله , نملئ أرواحنا بذكره , نتقرب له , لم نكن نعلم في داخلنا أننا قريبون الى زيارته كثيرا ً , وخلف أبواب الرحمة هناك من ينتظر أن يقتل هذا الحلم , أن يطلق رصاصة على جسدين لم يكن همهما غير مستقبل آمن مليء بالسعادة والسرور , فكان له ما تمنى , فليس من طبعنا أن نجد غريب على هذه الأرض ونصمت , حجارة حجارة , لنرى الرصاص يخرق الأجساد , يرمي بنا على رصيف بارد , يملئة حقد أخر , أصاب جسد طفلين , لم يوكنا غير طفلين .
وسط الأنين , أسمع همساته , أسمع صوت ً من بعيد ينادي , يهمس , أين أنت ؟ لمسة لم أعتد عليها من قبل تمسك بيدي , تتحس جرحي , تتلمس دمائي , كان هو , رغم ما فيه من جراح , من ألآم سكنت صدورنا , ليغشى عليه , مستلقي بين ذراعي , يهمس لي بأخر كلماته , بأخر ألحانه , بأخر طفولته التي لا زالت مزروعة هنا , مزروعة في الذاكرة , فتمني تبادل الأدوار أمر طبيعي , عندما تعشق بجنون , أختاره هو ولم يختارني , تمنيت لو كنت مكانه , لكن له حكمه لا يعرفها غيره , لأودع أنفاسه الأخيرة أمام عيني , وأستلقي نائما ً بين أحضان الحجارة , أتمنى اللحاق به , لكن يا صديقي , أنت رحلت وتركتني هنا , أبكي أيام ً وأيام , أعيش بغربة لوحدي , أطارد ذكراك في كل ركن , أتلمس أخر حجر حملته بيديك , أستعشر رائحتك الساكنة بين أنفاسي , فكل كلماتي التي نطقتها أو كتبتها كنت تسكن فيها , فهذا ما أستطيع تقديمه لك , ولا زلت على العهد الذي قطعته أمامك , سأكمل حلمك , وأقتل حلمي , فهو إهداء الى ذكرى لا زالت تسكن هنا , تسكن الروح وللأبد على أمل اللقاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء
مهداة الى أعز البشر الى روح صديقي | |
|
2/12/2012, 00:18 من طرف عثمان محمد