الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

هكذا قالت أمي  , فقلت لغرفتي  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

هكذا قالت أمي  , فقلت لغرفتي  %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        هكذا قالت أمي  , فقلت لغرفتي  I_icon_mini_login  

 

 هكذا قالت أمي , فقلت لغرفتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان محمد
نائب المديرة
نائب المديرة
عثمان محمد


الجدي
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
العمر : 42
البلد /المدينة : فلسطين

بطاقة الشخصية
المجلة: 0

هكذا قالت أمي  , فقلت لغرفتي  Empty
27022012
مُساهمةهكذا قالت أمي , فقلت لغرفتي

يوم شتائي ممطر , عاصف , تطارده الريح , تزيل عنه بعض من ذرات غبار علقت على بجسده , رأيته من شباك غرفتي , كان يسير مهرولا ً بإتجاه باب البيت المقابل لي , حزني الشديد قد نال مني عندما تعثرت أقدامه , ليقع على أوراق الخريف المتساقطة والتي جمعتها الريح بزاوية الحديقة , فيومي كان منذ الصباح مملا ً فاجئتني فيروز بأغنيتها سألوني الناس , تلك الأغنية كانت كفيلة بأن تعثر أنفاسي , وتبعثر أوراق مشاعري , لتشعرني بحزن لطالما سكنني , وأخذ مني أجمل أيام عمري , غضب اليوم جعلني ألازم غرفتي التي تعودت على ملازمة أثاثها وجدرانها , أحتسي بيدي فنجان من القهوة , فإذا بأحجار صغيرة تقرع نافذتي بقوة , فأنا أعرف تلك الإشارة , لطالما جائتني بأخبار حزني , أنه هو , لم يكن يركض خوفا من المطر , كما أركض أنا , فأنا أعشقه كثيرا , جاء ليقرع ذاكرتي ويقلع فرحتي بذلك اليوم , يا فتى أخبر أمك أن جارتكم توفيت , لأتذكر تلك الصدمة الكبيرة , المعلنة عن توقف حياة , وصداقة كانت منذ لحظة تذكري ذكريات , لقد كان كضحكة الفجر عندما يطل علينا , كسحابة صيف يفرح الناس لرؤيتها , رغم جسد الحياة الأسود , كان يضحكني دوما برغم ألامه , يشعرني بالأمان رغم خوفه , يمنحني القوة رغم ضعفه , كان صدره وسادة أضع رأسي عليها عندما تباغتني لحظات اليأس .

دخلت مع صاحب الحجارة بحديث يملئني الحزن الشديد , أوهمته بسعادتي وإبتسامتي , فالأيام تمر علي دون انا أشعر بمرورها , وأقف على عتبات وداع اخير لا لقاء بعده , فأمام الذكرى كان لا بد لي أن أبتلع حزني , وأخفي دموعي وذهولي , واتمالك نفسي خوفا من ان يطرق الحزن بابي مرة أخرى , كيف ماتت ؟ لم تعرف من الحياة شيء بعد , لأخرج مهرولا أنقل الخبر لأمي , وكعادة النساء , تلبس أمي جلبابها الأسود , وتتوجه الى بيت العزاء , تقدم ما عليها من واجب زيارة المتوفي , لتعود بعد برهة زمن , والحزن يسكنها , لتقول لي لقد كرهت الجلوس ببيوت العزاء , ترى النساء متشحات السواد ويرتدين وجوهن ذاتها من دون أقنعة او مساحيق تجميل , يبكين قليلا ومن ثم تتعدى النساء موضوع الزيارة التي قدمن من اجلها الى مواضيع اخرى , تدور بين كل اثنتين حوار يكاد صوتهن يخفيه , لكن عيونهن وحركات الاجساد , تجعلك تقرأه من بعيد , وكأنهن لم يبكين من مات قبل قليل , إمرأة اخذ الموت روحها ويتم أطفالها الذين جلسوا في حضنها لأخر مرة يتلمسون بقايا حنان أخذتها مشاعر الموت منهم . , فهم لا يدركون حقيقة الموت او لماذا يموت الإنسان , ما يعرفوه أنها لن تكون هنا ثانية ً ساكنة ً على هذه الأرض .

أنسل هاربا من وجه أمي أخفي عنها قطرات من دموع تكاد تنزل , أدخل غرفتي , التي أثثتها بأنفاسي , بأفراحي , بأحزاني , وتركت كل بصماتي في كل ركن , هي صديقة العمر , كلماتها الرقيقة المرتدة من جدرانها تزودني بالصبر , وفي أحضانها أجلس دائما ً بكل كآبتي وكل ما يلفني من ضجيج مشاعري ومن ذكرياتي , أجلس فيها وأنظر من نافذتها , لأشعر بنظراتي ترتعش حينما تصطدم بقطرات المطر , فأشعر بالخوف والفزع والغربة , والألم , أغلق نافذتي وأعود أدراجي على لأجلس بزاوية المفضلة أمامي قلمي ودفتري , اطالع الغرفة , هي المساحة التي أملك من العالم لأمارس خصوصيتي , لأبكي , واكتب , وأصرخ , وأقول لتلك الصور المعلقة , لا تنظري ألي , لا أريد ان يراني أحد بكل حزني وضعفي ويتمي , لأكتب عنهم , على صفحات بيضاء , بقلم أسود ينساب كحالتي , مع أني أعرف بعدها سأعود لأمزق هذه الصفحات , حين أعود لوعيي , فانا إن خرجت من محيطي أصبح تحت المجهر وأفقد خصوصيتي .

عثمـــــــــــــان مـــــــــــــحمد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

هكذا قالت أمي , فقلت لغرفتي :: تعاليق

دكتورة.م انوار صفار
رد: هكذا قالت أمي , فقلت لغرفتي
مُساهمة 2/27/2012, 18:36 من طرف دكتورة.م انوار صفار
تجسيد جميل لواقع مؤلم ..ولكن هذه
هي الحياة علينا ان باصبر
سلم قلمك حقيقة راق لي كثيرا ..
 

هكذا قالت أمي , فقلت لغرفتي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قالت
» قالت وقلت
» قالت تعال
» قالت تعال ( 3 )
» قالت تعال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: مدونات للاعضاء :: عثمان محمد-
انتقل الى: