عثمان محمد نائب المديرة
تاريخ التسجيل : 22/12/2011 العمر : 42 البلد /المدينة : فلسطين
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| | ويبقى الأمل | |
الألم سلب منه صوته , مد يديه الى صورة تسكن بجواره , وعينيه يملأها الدموع , بحرقة من ألم وبكاء من أعماق روح يخرج صامتا ً , وصوت قادم من بعيد يقول له أبكي , دع البكاء فهو غذاء للروح , لكن لا يعلم الصوت أن البكاء حرقة من دموعه ساخرة منه يتمنى الصراخ والإرتماء في حضن حنون , يريد تحطيم دموعه للتطاير الى السماء لتلاعب بأناملها الشمس , ومد يديه , ليتذكر اخرى , بكاء هناك وبكاء هنا , يتلمس تراب الأرض , يطلب ان يأخذ قيلولة بين أحضانها , فوق أرواق الخريف الباقية بزواية منها , يجلس تحت ظل شجرة , ليرتفع صوته بصوت خافت لامس دموعة , بكلمات مبهمة وضع رأس بين يديه , بكى وبكى , تعب , شعر براحة التعب , عاد ليتمتم للأرض , لعلها تجيبه , لكن هيهات , لم تجبه , رفع صوته كي تسمعه , لكن لا تجيب , يعيد عليها , لقد ولدت جديدا يا أرض , إختاري لي إسم جديد , لترد الأرض , الكل يسرق حياة الأخر, دمار , عبث , غبار , أود أن أتكلم معك لكني تعبت تدوسني الأيام بلا رحمة , دخان ينساب بين جبالي وودياني , أعتذر منك سأبقى في صمتي , ليعود أدراجه , يبحث عن رفيق أخر ليروي له , وجد البحر , طرح السلام , لم يجب , رفع صوته , لم يجب , بدأ يبكي من أنواع العذاب في حياته , يبكي ويبكي , يصرخ ويصرخ , ليقاطعه البحر , أشعر بتأنيب الضمير , يكفي ما احمل في جوفي , دنسوا مياهي بالموت , حيث الديار , تعذبني , أتركني وحيدا , أبتعد عني , أوجاعي لا تحتمل , ليبتعد حزينا ً , لا الأرض ساعدت ولا البحر قدم شيء , سار بعيدا ً بين التلال , تراها جرداء لا احد يسكنها لا ربيع فيها , غير زهرة علقت بين الصخور , ذهب أليها ليحدثها , وجدها تشتاق للحديث , فمذ زمن لم يمر امامها أنسان , كلمها , أجابت سريعاً , فرح, واخيرا هناك من يسمعه , لكن دخل عليه الخوف , رفع عينيه أليها , إبتسمت , إبتسم لها , تبادلا الإبتسامة وبعضا ً من الجمل , سألته : مابك ؟ , إستغرب , كان هو دائما ً يسأل , هي تسأل الأن , إختبأ خوفه , دغدغته بسؤالها , أستيقظ , طاب له الجلوس , ليبدأ الحديث , ألامتني الأيام , كل يوم موت هنا وموت هناك , أجابته بألم , وكم من زهور وضعت على أضرحة البشر , عبير يعطر وجودهم , وإخوتي من الطبيعية , يكبرون حولي , لنتبادل الحديث وسط صمتهم , أحس بحركة تلامس جسده , كانت الزهرة , تتلمس يديه , لا تخف , هذه الدنيا , فيها من الفرح الكثير وفيها من الحزن أشياء أكثر , شعر بالتعب من الحديث , نظر الى السماء وقد حل الظلام , قمر يتوسطه نجوم تلتف حولها , تسمع منه حكايات رواها البشر , نهض واقف على قدميه , حتى انتي لم تبكي معي , نهض وهو يبكي ويضحك , كان كلما إبتعد عنها , يعلوا بكائه , اخذ يركض .................. حتى تعبت أقدامه , وصل الى حيث يتمنى , ناجى كثيرا , أذانا ً قد أصابها الصمم , وجد رفيق جلس معه , إبتسم له , ضحك معه , كان شخص أخر , رغم ما يعتليه من أحزان , بسمة مرسومة , والدموع تسكن جفونه , لتغلبه فجأة وتنزل قطرات على الأرض , فرحت الزهرة , خجلت الأرض , تألم البحر , فقد فهم شيئا ً لا تمسح الدموع غير بكفيه , ليفتح عينيه , ويرى من سكن الأرض , يداعب خيوط القمر النازلة كأشرطة من نور عندما تلامس سطح الأرض
عثــــــــــــــــمان مــــــــــــــــــحمد | |
|
2/27/2012, 19:54 من طرف ميسون احمد