أضخم مجسم لمدينة دمشق القديمة بالعالم..

أضخم مجسم لمدينة دمشق القديمة بالعالم.. سيدخل موسوعة غنس للأرقام القياسية



طلاب وشباب ::فراس ابراهيم الكردي - دمشق

في متابعتنا للأبداع والمبدعين السوريين الذين يرفعون راية الوطن عالياً في كل أنحاء العالم بأبداعاتهم وأختراعاتهم المتميزة، إلتقى طلاب وشباب أحد هؤلاء المبدعين الذي أغنى الوطن وتغنى به من خلال لوحاته الفنية الرائعة، أنه المبدع الفنان والنحات محمد الناطور الذي جمع بين الرسم والنحت، وأبتكر طريقة جديدة هي الرسم ثلاثي الأبعاد.

بداية الإبداع

يحدثنا المبدع محمد عن نشأته، قائلاً: "نشأت وترعرعت في أسرة كان الفن كل حياتها، فوالديي وأخوتي كلهم رسامين، فأحببت المهنة منذ الصغر، ثم بعد ذلك قررت أن أجمع بين النحت والرسم، ومن هنا خطرت لي فكرة عمل مجسم لمدينة دمشق القديمة، يتضمن قلعة دمشق والجامع الأموي والأبواب السبعة (باب شرقي _ باب توما _ باب الجابية ...الخ) مساحة هذا المجسم مليون متر مربع، وكل متر منه قابل للفك والتركيب، وهكذا قررت البداية بهذا المشروع.

تفاصيل دقيقة

يتألف هذا المجسم من ملايين القطع الخشبية الصغيرة، وتبلغ مساحته مليون متر مربع بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف للجامع الأموي، وهو أعلى نقطة في المدينة وأرتفاع متر ونصف لبقية المدينة، وكل متر من هذا المجسم قابل للفك والتركيب لسهولة العرض ونقل المجسم إلى أي بلد بالعالم للعرض. يضيف محمد: "يعبر هذا المجسم عن مدينة دمشق الواقعية، ويمكن عرضها بسوريا أو خارجها بشكل كامل أو جزئي، وذلك لسهولة فكها وتركيبها وهذا مفيد لسوريا من حيث زيادة عدد السياح الذين سوف يأتون من كل صوب ليروا أضخم عمل نحتي بالعالم يدخل موسوعة غنس للأرقام القياسية. بالأضافة إلى أنني سوف أحاول إدخال معالم يصعب الوصول إليها ضمن مجسم مدينة دمشق مثل كنيسة القيامة والمسجد الأقصى التي لايمكن زيارتها حالياً، وقمت بأجراء أتصالات مع أفراد موجودين بالقدس المحتلة لإرسال صور واقعية دقيقة لكنيسة القيامة والمسجد الأقصى لكي أجسدها بقلب مجسم مدينة دمشق. وأيضاً فكرت أن أجسد مسارح فيروز القديمة بالمجسم ولكن هذا يحتاج إلى الدعم المادي.


كيفية أنشاء المجسم

المواد المستخدمة لهذا العمل هي الخشب ونشارة الخشب والنحاس والألمنيوم والغرا، وعوضاًعن الطين يستعان بمواد أولية مثل النشارة وأنواع من الغرا والصبغيات. ويقول محمد: "أنا أعمل لوحدي لإنجاز هذا المشروع خوفاً على الفكرة من السرقة، وأنا استطيع القيام بهذا المشروع حيث عملت مشروع مشابه لهذا العمل عام 2004 كلفني 90 ألف ليرة سورية، وهو عبارة عن سفينة مكونة من 17 ألف قطعة خشبية صغيرة قدمت لكتاب غنس، وبعدها طورت نفسي وعملت بيوت دمشقية قديمة ولكن لم أعرضها إلا بعد انتهاء مجسم مدينة دمشق لعرضها جميعاً في معرض واحد".

المشروع قائم والدعم غائب

مضى على هذا المشروع سنة وشهرين تقريباً، وتم أنجاز المرحلة الأولى من العمل المتمثلة بالجامع الأموي، ولم يلقى أهتماماً من أي جهة حكومية، حيث يحدثنا محمد حول هذا الموضوع "حتى الآن لم اتلقى اتصال من أي جهة حكومية لكي تدعم هذا المشروع، بالرغم من أنه انتشر في معظم وسائل الإعلام المحلية والعربية. بالإضافة إلى أن هذا العمل على مستوى العالم، وسيدخل موسوعة غنس وسيتم عرض معالم حضارة أقدم مدينة بالتاريخ، وكنت أتمنى أن يكون هذا العمل تحت رعاية السيدة الأولى، وكتب عن هذا العمل في الامارات ولبنان وكثير من القنوات العربية ولم يأتيني دعم من أية جهة حكومية بسوريا".

وراحت تتهافت العروض من الخارج على محمد والداخل مغيب عن الدعم، حيث جائته عروض من الأمارات للعمل بدبي، ولكنه رفض ذلك لكي يكمل مشروعه، ويقدم شيئاً مميزاً لبلده سوريا، وكلفه ذلك خسارة كل أمواله وحتى سيارته التي باعها لكي يكمل المرحلة الأولى من مشروعه.

السفر هو الحل الوحيد لأنقاذ مشروعي

يتابع محمد الناطور حديثه: "لم اترك محاولة إلا وجربتها ومللت من كثرة المحاولة ولم أجد الدعم من أي جهة حكومية، لذلك قررت السفر للعمل لكي أكمل هذا المشروع على حسابي الخاص، فالمشروع ناجح وكل مايكلفه يمكنني استرجاعه بظرف سنة واحدة من انتهائه وعرضه، وكل شيء تم انجازه من المشروع حالياً كان على حسابي الخاص ومحفوظ في مستودع أستأجرته لهذا الغرض، وتفرغت بشكل كامل لإنجازه وهذا أدى بدوره إلى تدهوري أقتصادياً".

ويضيف: "هنا بسوريا أحياناً تدفع الدولة لملتقى صغير للنحت بالحجر يعرضوا فيه عشرين عملاً حجرياً مايقارب 20 مليون ليرة سوريا. هذا الملتقى قد لا يعود إلى الدولة أكثر من 3 مليون ليرة سورية والباقي ضائع وأنا أعطيهم أضخم مدينة بالعالم كحجم وكعمل فني يدخل كتاب غنس، ويجسد مدينة دمشق ويفيد سياحياً ويمكننا عرضه بأي مكان بالعالم، وهذا كله لن يكلف مايكلفه ملتق صغير تقيمه الدولة، وبعد سنة من المحاولات الفاشلة لم يبق لدي سوى السفر إلى الخارج وترك بلدي لأكمال مشروعي ومع ذلك أفضل البقاء ولكن ليس باليد حيلة.