لقاء عبر الغيوم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كما وعدتكم سوف انشر لكم ما كتبت لكم من قصص
قصيرة ارجوا ان تنال اعجابكم وسوف انشرها كل اسبوع
مع اطيب تحياتي لكم

لقاء عبر الغيوم

نظر الى تذكرة الطائرة , ثم جلس على المقعد المخصص له في الطائرة , اخرج من جيب سترته كتابا صغيرا و فتح الصفحة التي علمها قبل صعوده الى الطائرة , تابع القراءة دون ان يلتفت الى احد و كأنه لا يرى ما يجري من حوله .
بعد حوالي ساعة من بدء الرحلة انتبه الى صوت المضيفة التي طلبت منه سحب الطاولة الموجودة في ظهر المقعد الموجود امامه , سحب الطاولة الصغيرة بعدم اكتراث واضح , وضعت المضيفة على اللوح صينية صغيرة تحوي وجبة طعام خفيفة ثم ابتسمت له و غادرت لتكمل عملها , تناول الطعام دون رغبة حتى ,سمع صوتا صادرا من المقعد المجاور له , صوت عذب رقيق يقول :
- عفوا , هل تتفضل ممكن بمناولتي حقيبتي ؟
التفت الى جهة الصوت فالتقت عيناه بعينيها , شعر كأن صاعقة ضربته , كأنه فقد صوابه , استمر بالنظر اليها و انتبه الى صوتها ..
- ماذا يعني هذا ؟ الا ترغب ان تناولني الحقيبة ...
عندها تذكر الحقيبة , تحرك من مكانه ليناولها الحقيبة و هو يقول ..
- أين كنت طيلة هذه السنين ؟؟
ظنته مجنون , استغربت سؤاله و لكنها وجدته ينتظر الجواب فأجابت بأدب :
- عفوا ... هل تعرفني ؟
- نعم , اعرفكِ منذ عشر سنوات مضت , كنت أراكِ في جميع الروايات .. اعلم انكِ ستظنين أني مجنون , آو حتى زير نساء يحاول استدراج النساء بأية وسيلة, اقسم لكِ أني لست كذلك. لكن , انا فعلا كنت اراكِ في كل الروايات
قالت:
- حسنا , هل لك تشرح لي كيف؟
قال ؛
- سيدتي , كل تفاصيل وجهك كانت في مخيلتي في كل قصة اقرأها من قصصك , والله اني صادق , قد يبدو الامر غريبا حقا حتى انا لا اصدق هذا , لكن , في كل قصة كنتِ أنتِ أمامي .و انا اقرأ القصة كنتِ تظهرين
قالت :
- و هل لي ان اعلم لمن كنت تقرا
قال :
- نعم بالطبع الكاتبة الشهيرة ( س . ن )
قالت :
- و هل التقيت بها من قبل ؟؟
قال :
- للأسف الشديد لا , لم اترك مكانا دون ان ابحث فيه عنها , حتى في شبكة الانترنت كنت ابحث عنها دوما و لكن للأسف لم اجد لها أية صورة او اثر
ردت وقد ارتسمت على محياها ابتسامه جميلة :
- حقا !! هل تعلم ان الكاتبة غالبا ما تعكس بعض ملامحها في القصص التي تكتبها , ربما هذا هو السبب في انك عرفتني فورا .. لكن مخيلتك رائعة , بل مدهشة بحيث تخيلتها كما هي
قال بلهفة واضحة ؛
- سيدتي ارجوكِ هل تعرفينها .. هل تشبهك ؟
في هذه الاثناء اعلن طاقم الطائرة عن وصول الطائرة الى نهاية الرحلة , التفتت اليه و قالت :
- هل يمكنني رؤية الكتاب الذي بين يديك ... ؟؟
ناولها الكتاب , اخرجت من حقيبتها قلم و كتبت على الصفحة الاولى منه
( .. إهداء الى من عرفني دون ان يراني من قبل , الى من أحب كل رواياتي .. الى من بحث عني في الارض ليجدني بين الغيوم في السماء.. )
ثم ناولته الرواية و تهيأت للنزول بينما اصابه الذهول و هو يقرأ ما كتبته .. لم يصدق ما حدث , كان منبهرا فعلا و هو يقرا السطور !!!

ليس بمقدور أي كاتب أو كاتبة أن يعطي ملامحه في القصص التي يكتبها, لأنها تضاف موهبة عن موهبة الإبداع في الكتابة, قصة جميلة في هذا المكان بإلتقاء مما تخيله مع الحقيقة.

كلمات كثيرة ومعان أكثر اختبأت هنا بين السطور.

ربما صـــــــــدفه خير من الف ميعـــــــــــــاد

لاتزالي رائعة و ستبقي رااااائعة.

قد يكون الزمن يخفي الوجوه , قد تكون حبيبات الرمل تخفي ما تحتها من كنوز قد تكون البحار مكان لكل شيء غير مألوف , لكن هذه هي الحياة , نختبئ وراء الكلمات والحروف قد ترسم جزء ً من ملامحنا الداخلية المشاعر والاحاسيس , ما نمر به قد يرسم على ورقة ما نكون به من حالات فرح وحزن وسعادة نصورها بصورة حروف , لكن ملامح وجوهنا لن ترسمها الكلام والحروف إلا عندما نلتقي لنتبادل الحديث ولو بلغة العيون , مقاصد كثيرة والمعنى واضح , قد تتعرف على أحد من خلف ستار لكن لا نتعرفه إلا من خلال اللقاء , رائع ما قدمتي

ترجعي بالسلامة

روعه يا انوار دائما تاخذينا الى عالمك القصصي دون استاذان

» طائرة بدون نوافذ (بين الغيوم)
» مجلة الهندسة و الفنون -العدد56-
» لقاء مع المهندس فؤاد الزعبي
» لقاء مع ابوبكر مشتهرى
» لقاء مع الاعضاء

لقاء عبر الغيوم

لقاء عبر الغيوم :: تعاليق

لقاء عبر الغيوم

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة