الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول I_icon_mini_login  

 

 مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:42



الفصل الأوّل

( طريق ريفى .. شجرة .. الوقت مساء )
استراجون يجلس على كومة فى الأرض قليلة الإرتفاع ، ويحاول أن ينزع عن قدمه فردة حذائه ، يجذبها بكلتا يديه وهو يلهث . يتوقف عن المحاولة منهكاً ، ويستريح قليلاً ثم يبدأ من جديد . ويتكرر الوضع . يدخل فلاديمير .
استراجون : ( يقلع عن المحاولة ) لا فائدة..
فلاديمير : ( يتقدم فى خطوات قصيرة ثابتة ، ويقف وساقاه متباعدتان ) إننى على وشك الوصول إلى هذا الرأى . لقد حاولت طيلة حياتى أن أقصيه عنى قائلاً ، يا فلاديمير كن معقولاً ، فإنك لم تجرّب بعد كل شيء .. ثم أستأنف النضال ( يفكر ، متأملاً فى النضال . إلى استراجون ) وإذن – فها أنت من جديد ..
استراجون : أهذا حقاً ؟
فلاديمير : إننى سعيد برؤيتك مرة ثانية . لقد ظننت أنك اختفيت إلى الأبد .
استراجون : وأنا أيضاً..
فلاديمير : أخيراً ها نحن معاً من جديد . يجب علينا أن نحتفل بهذه المناسبة . ولكن كيف ؟ ( يتدبر الأمر ) إنهض حتى أحتضنك
استراجون : ( مستثاراً ) ليس الآن ، ليس الآن .
فلاديمير : ( متألماً ، ببرود ) هل يمكن للمرء أن يستفسر عن المكان الذى قضى فيه صاحب السعادة ليلته ؟
استراجون : فى خندق ..
فلاديمير : ( بإعجاب ) خندق . أين ؟
استراجون : ( دون إشارة ) هناك .
فلاديمير : أو لم يضربوك ؟
استراجون : يضربوننى ؟ لقد ضربونى بالتأكيد ..
فلاديمير : نفس الجماعة كالمعتاد ؟
استراجون : نفسها ؟ لست أدرى ..
فلاديمير : عندما أفكر فى الأمر .. كل هذه السنين .. أو لم أكن هنا .. أين كان يمكن أن تكون ؟ ( بحسم ) ما كان يمكن أن تكون أكثر من كومة صغيرة من العظام فى هذه اللحظة ، لا شك فى هذا ..
استراجون : وماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : هذا كثير جداً لرجل واحد .. ( فترة صمت ، بمرح ) ومن ناحية أخرى ، فما جدوى اليأس الآن .. هذا هو رأيي . إن علينا أن نفكر فى هذا الأمر عندما كان العالم شاباً فى التسعينات ..
استراجون : آه ، كفى ثرثرة وساعدنى فى اقتلاع ها الشيء الملعون ..
فلاديمير : جنباً إلى جنب من فوق برج إيفل ، ومكاننا بين الأوائل فى المقدمة . أما الآن فالموقف جد متهور .. إنهم لن يسمحوا لنا حتى بالصعود ( استراجون يعالج حذاءه فى عنف ) ماذا تفعل ؟
استراجون : أخلع حذائى . ألم يحدث لك ذلك من قبل ؟
فلاديمير : إن الأحذية يجب أن تُخلع كل يوم . لقد سئمت من تكرار هذا القول لك . لماذا لا تُصغى إلىّ ؟
استراجون : ( بضعف ) ساعدنى .
فلاديمير : أتؤلمك ؟
استراجون : تؤلمنى ؟ إنه يريد أن يعرف إذا كانت تؤلم أم لا ؟
فلاديمير : ( بغضب ) أليس هناك أحد يعانى سواك . أما أنا فلا يُحسب حسابى . أننى أود أن أسمع ماذا يمكنك أن تقول لو أصبت بما أصبت أنا به ..
استراجون : أيؤلمك ؟
فلاديمير : يؤلمنى ؟ إنه يريد أن يعرف إذا كان يؤلم أم لا ؟ ( منحنياً ) لا تتجاهل أبداً الأشياء الصغيرة فى الحياة ..
استراجون : ماذا تتوقع .. إنك دائماً تنتظر حتى اللحظة الأخيرة ..
فلاديمير : ( متأملاً ) اللحظة الأخيرة .. ( يفكر ) إن التخلى عن الأمل يجعل الأمر سيئاً . من قال ذلك ؟
استراجون: لماذا لا تساعدنى ؟
فلاديمير : أحياناً أشعر أن الأمور فى كل الأحوال سواء .. وعندئذ أحس بالإضطراب ( يخلع قبعته وينظر بداخلها بإمعان ، يتحسس ما بها من الداخل ، يهزها ، ثم يضعها على رأسه ثانية ) . كيف أعبر عن نفسى ؟ أشعر بالراحة وفى نفس الوقت .. ( يبحث عن الكلمة المناسبة ) .. أحس بالفزع ( بنبرة تأكيد ) الفزع ( يخلع قبعته مرة ثانية ويحدق فى داخلها ) أمر مضحك ( ينقر عليها من الخارج كما لو كان يريد ان يتخلص من شيء غريب بداخلها ، يحدق فيها مرة ثانية ، ويضعها على رأسه من جديد ) لا فائدة .. ( ينجح استراجون بعد جهد بالغ فى نزع فروة حذائه ، ينظر بداخلها ، ويتحسس جوانبها من الداخل ، يقلّبها ويهزّها وينظر إلى الأرض ليرى إذا كان قد سقط منها شيء ، لا يجد شيئاً ، يتحسسها مرة ثانية ، بينما يرسل نظرة تائهة أمامه ) حسناً ؟
استراجون : لا شيء ..
فلاديمير : أرنى ..
استراجون : ليس هناك ما تراه ..
فلاديمير : حاول وضعها فى قدمك مرة ثانية ..
استراجون : ( بعد أن يتفحص قدمه ) سوف أعرّضها للهواء فترة من الوقت ..
فلاديمير : إنك لرجل غريب ، يحمّل حذائه أخطاء قدميه ( يخلع قبعته مرة ثانية وينظر بداخلها ، يتحسس جوانبها من الداخل ، ينقر عليها ، ينفخ فيها ، ويضعها على رأسه من جديد ) شيء مزعج ( صمت . يستغرق فلاديمير فى التفكير ويشد استراجون أطراف أصابع قدميه ) لقد أنقذ أحد اللصين . ( فترة صمت ) نسبة معقولة (فترة صمت) جوجو ..
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : لنفرض أننا ندمنا .
استراجون : ندمنا على ماذا ؟
فلاديمير : أوه ( يفكر ) ليس علينا أن نخوض فى التفاصيل .
استراجون : على أننا ولدنا ؟
( ينفجر فلاديمير ضاحكاً من صميم قلبه ، ولكنه سريعاً ما يكبت ضحكته ، ضاغطاً بيده على معدته ، وقد تقلّص وجهه )
فلاديمير : إن المرء لن يجرؤ حتى على الضحك بعد الآن .
استراجون : حرمان خطير .
فلاديمير : عليه أن يبتسم ليس غير ( يبتسم فجأة ابتسامة تصل ما بين أذنيه ، ويظل مبتسماً ويكف فجأة ) ليس هذا نفس الشيء ! لا فائدة ( فترة صمت ) جوجو ..
استراجون : ( مستثاراً ) ماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : هل قرأت الكتاب المقدس فى حياتك ؟
استراجون : الكتاب المقدس .. ( يفكر) لا بد أننى ألقيت إليه بنظرة ..
فلاديمير : هل تذكر الأناجيل؟
استراجون : إننى أذكر خرائط الأراضى المقدسة .. لقد كانت جميلة جداً . وكان البحر الميت أزرق باهتاً . لقد أحسست بالظمأ بمجرد نظرة واحدة ألقيتها إليه . لقد تعمدت أن أقول ذلك ، هذا هو المكان الذى سوف نذهب إليه لقضاء شهر العسل .. سوف نسبح .. سنكون سعداء ..
فلاديمير : كان لا بد أن تكون شاعراً .
استراجون : لقد كنت شاعراً ( يشير إلى أسماله ) أليس هذا واضحاً ؟ ( صمت )
فلاديمير : أين كنت .. كيف حال قدمك ؟
استراجون : متورمة كما هو واضح .
فلاديمير : آه ، نعم ، اللصان ، هل تذكر القصة ؟
استراجون : كلا .
فلاديمير : هل أقصها عليك ؟
استراجون : كلا ..
فلاديمير : إنها سوف تقتل الوقت ( فترة صمت ) كان هناك لصان صُلبا فى نفس الوقت مع مخلصنا أحدهما –
استراجون : مع من ؟
فلاديمير : مع مخلصنا . لصان . قيل أن أحدهما أُنقذ والآخر ( يبحث عن عكس كلمة أُنقذ ) .. أدين ..
استراجون : أُنقذ من ماذا ؟
فلاديمير : من الجحيم .
استراجون : إننى ذاهب . ( لا يتحرك )
فلاديمير : ومع هذا ( فترة صمت ) تصور كيف أن واحداً فقط – أرجو ألا يكون فى ذلك إملال لك – كيف أن واحداً فقط من كُتّاب الأناجيل الأربعة يتحدث عن لص واحد أُنقذ . لقد كان الأربعة موجودين هناك – أو فى تلك النواحى – ولكن واحداً فقط يتحدث عن لص أُنقذ ( فترة صمت ) هيا يا جوجو ، تبادل الحديث ، ألا تستطيع ، ولو لمرة واحدة ؟
استراجون : ( بحماس مبالغ فيه ) إننى أجد هذا الأمر ممتعاً بدرجة غريبة .
فلاديمير : واحد من أربعة .. وإثنان من الثلاثة الباقين لا يذكران لصاُ أو لصوصاً على الإطلاق ، أما الثالث فيقول أن كلاً منهما قد أساء إليه .
استراجون : من ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : ما معنى هذا كله؟ ( فترة صمت ) أساء إلى من ؟
فلاديمير : إلى المخلص .
استراجون : لماذا ؟
فلاديمير : لأنه لم يشأ أن ينقذهما .
استراجون : من الجحيم ؟
فلاديمير : أيها الغبى .. من الموت .
استراجون : ظننت أنك قلت من الجحيم .
فلاديمير : من الموت ، من الموت .
استراجون : حسناً ، وماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : عندئذ لا بد أن الإثنين قد أُدينا .
استراجون : ولم لا ؟
فلاديمير : ولكن التلميذ الآخر يقول أن واحداً منهما أُنقذ .
استراجون : حسناً ، إنهم لا يوافقون على كلامه ، وهذا كل ما فى الأمر .
فلاديمير : ولكن الأربعة كانوا هناك ، وواحد فقط يتحدث عن لص أُنقذ . فلماذا يُصدّق ولا يُصدّق الآخرون ؟
استراجون : من الذى يُصدّقه ؟
فلاديمير : كل الناس . إنها النسخة الوحيدة التى يعرفونها .
استراجون : ياللناس من قردة جاهلة ملعونة .
( ينهض متألماً ، يمشى وهو يعرج إلى أقصى اليسار ، يتوقف ، يحدق فى البعد أمامه مظللاً عينيه بيده ، يستدير ، يمشى إلى أقصى اليمين ، ويحدق أمامه . فلاديمير يراقبه ، ثم يذهب و يلتقط الحذاء ، يحدّق فى داخله ، يُسقطه من يده سريعاً )
فلاديمير : أف ( يبصق )
( استراجون يتحرك إلى الوسط ، يتوقف وظهره للجمهور )
استراجون : مكان رائع ( يستدير . يتقدم إلى الأمام ، يتوقف مواجهاً للجمهور ) آمال ملهمة .. ( يستدير إلى فلاديمير ) دعنا نذهب .
فلاديمير : لا نستطيع .
استراجون : لماذا ؟
فلاديمير : إننا فى إنتظار جودو .
استراجون : آه .. ( فترة صمت ) هل أنت واثق أن هذا هو المكان ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : الذى يجب أن ننتظر فيه ..
فلاديمير : لقد قال بقرب شجرة ( ينظر إلى الشجرة ) هل ترى أشجاراً أخرى ؟
استراجون : ما نوعها ؟
فلاديمير : لست أدرى . صفصافة .
استراجون : وأين أوراقها ؟
فلاديمير : لا بد وانها ذبلت ..
استراجون : إنها لا تُنبت أغصاناً أخرى .
فلاديمير : ربما ليس هذا موسمها .
استراجون : يبدو أنها أميَل إلى أن تكون شجيرة .
فلاديمير : شجرة صغيرة .
استراجون : شجيرة .
فلاديمير : إلى أى شيء تحدق ؟ أتريد أن تقول أننا أتينا مكان خاطئ ؟
استراجون : يجب أن يأتى إلى هنا
فلاديمير : إنه لم يقل أنه سوف يأتى على وجه اليقين .
استراجون : وإذا لم يأت ؟
فلاديمير : سوف نحضر إلى هنا فى الغد .
استراجون : ثم بعد غد .
فلاديمير : ربما .
استراجون : وهكذا باستمرار .
فلاديمير : المسألة هى ..
استراجون : متى يأتى ..
فلاديمير : أنت قاس ..
استراجون : لقد جئنا هنا بالأمس .
فلاديمير : آه كلا ، أنت مخطئ فى هذا .
استراجون : ماذا فعلنا لأمس ؟
فلاديمير : ماذا فعلنا بالأمس ؟
استراجون : نعم .
فلاديمير : لماذا .. ( بغضب ) ليس هناك شيء أكيد عندما تدخل فى الموضوع .
استراجون : فى رأيي أننا هنا ...
فلاديمير : ( ينظر فى حذائه ) هل تذكر المكان ؟
استراجون : إننى لم أقل ذلك .
فلاديمير : حسناً ؟
استراجون : لا أهمية لذلك ..
فلاديمير : كل شيء كما هو .. تلك الشجرة ( يستدير صوب الجمهور ) تلك الأرض الموحلة ..
استراجون : هل أنت واثق أنه هذا المساء ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : الذى علينا أن ننتظر فيه .
فلاديمير : لقد قال يوم السبت .. ( فترة صمت ) أظن ..
استراجون : تظن ..
فلاديمير : لا بد أننى أخذت مذكرة باليوم ..
( يبحث فى جيوبه ويخرج منها أشياء متنوعة لا قيمة لها .. )
استراجون : ( بمرارة ) ولكن أى سبت؟ وهل اليوم يوم السبت ؟ ألا يبدو عليه أنه الأحد ؟ ( فترة صمت ) أو الجمعة ؟
فلاديمير : ( ينظر مضطرباً فيما حوله ، كما لو أن التاريخ كان مرتسماً على المنظر أمامه ) ليس محتملاً .
استراجون : أو الخميس ؟
فلاديمير : ماذا سنفعل ؟
استراجون : لو أنه أتى بالأمس ولم نكن هنا ، فتأكد أنه لن يأتى اليوم ثانية .
فلاديمير : ولكنك تقول أننا كنا هنا بالأمس .
استراجون : قد أكون مخطئاً ( فترة صمت ) دعنا نتوقف عن الحديث دقيقة واحدة . هل تمانع؟
فلاديمير : ( بضعف ) وهو كذلك ( يجلس استراجون على الكومة . يمشى فلاديمير مهتاجاً جيئة وذهاباً ويتوقف بين الحين والآخر ليحدق فى البعد أمامه .. يستغرق استراجون فى النوم .. يتوقف فلاديمير أمام استراجون ) جوجو .. جوجو .. جوجو ..
( يستيقظ استراجون فزعاً )
استراجون : ( وقد أعيد إلى بشاعة وضعه السالف ) لقد كنت نائماً ( بنبرة يشيع فيها التأنيب ) لماذا لا تدعنى أنام أبداً ؟
فلاديمير : أحسست بالوحدة ..
استراجون : لقد رأيت حلماً ..
فلاديمير : لا تقصه علىّ ..
استراجون : حلمت أن ....
فلاديمير : لا تقصه علىّ ..
استراجون : ( يشير تجاه الفضاء ) أفى هذا الكفاية بالنسبة لك ( صمت ) ليس هذا بسلوك طيب من جانبك يا ديدى . لمن إذن أقص أحلامى المزعجة إذا لم أستطع أن أقصها عليك ؟
فلاديمير : فلتظل خاصة بك . أنت تعرف أننى لا أستطيع أن أتحمل هذا .
استراجون : ( ببرود ) أفكر فى بعض الأحيان فيما لو كان من الأفضل أن ننفصل عن بعضنا بعضاً
فلاديمير : إنك لن تذهب بعيداً ..
استراجون : سيكون ذلك أمراً سيئاً جداً ، سيئاً جداً فى الحقيقة ( فترة صمت ) ألن يكون يا ديدى سيئاً جداً فى الحقيقة ؟ ( فترة صمت ) عندما تفكر فى جمال هذا المكان ، وفى طيبة أولئك المسافرين على أقدامهم ( فترة صمت .. مستحثاً إياه ) أليس كذلك يا ديدى ؟
فلاديمير : هدئ من نفسك .
استراجون : ( بتعالى ) هدئ .. هدئ .. كل الناس المحترمين يقولون هدئ ( فترة صمت ) هل تعرف قصة الرجل الإنجليزى فى بيت البغاء ؟
فلاديمير : نعم .
استراجون : قصها علىّ .
فلاديمير : آه ، كف عن هذا .
استراجون : يحكى أن إنجليزياً كان قد شرب أكثر من المعتاد وذهب إلى بيت من بيوت البغاء وهناك سألته القوادة ما إذا كان يريد فتاة شقراء أو سمراء . أو ذات شعر أحمر . استمر .
فلاديمير : كف عن هذا .
( يخرج فلاديمير مسرعاً . ينهض استراجون ويتبعه حتى يصل إلى طرف المسرح . يأتى استراجون بإشارات شبيهة بتلك التى يأتى بها مشجع لأحد الملاكمين . يدخل فلاديمير ، ويمضى فى طريقه ملامساً استراجون ، ويجتاز المسرح برأس مائلة . يتقدم استراجون خطوة فى اتجاهه )
استراجون : ( برفق ) هل أردت أن تتحدث إلىّ ؟ ( صمت . ويتوقف )
( يتقدم استراجون خطوة إلى الأمام ) هل كان لديك ما تقوله لى ؟ ( صمت .. خطوة أخرى إلى الأمام ) ديدى ..
فلاديمير : ( دون أن يستدير ) ليس لدىّ ما أقوله لك .
استراجون : ( خطوة إلى الأمام ) هل أنت غاضب ؟ ( صمت . خطوة إلى الأمام ) إغفر لى ( صمت .. خطوة إلى الأمام .. يضع استراجون يده على كتف فلاديمير ) هيا يا ديدى ( صمت ) أعطنى يدك ( فلاديمير يلين .. يتعانقان .. يتراجع استراجون متقززاً ) تفوح منك رائحة الثوم ..
فلاديمير : إنه مفيد للكلى ( صمت . ينظر استراجون باهتمام إلى الشجرة ) ماذا نفعل الآن ؟
استراجون : ننتظر ..
فلاديمير : نعم ، ولكن بينما ننتظر ..
استراجون : ماذا لو شنقنا أنفسنا ؟
( يهمس فلاديمير فى أذن استراجون . يبدو استراجون فى حالة قصوى من الإثارة )
فلاديمير : مع كل ما يتبع ذلك ، فحينما يسقط ينمو نبات الماندريك . وهذا هو السبب فى أن هذا النبات يصرخ عالياً حينما تجذبه بقوة . ألا تعرف ذلك ؟
استراجون : دعنا نشنق أنفسنا حالاً .
فلاديمير : على فرع من فروع الشجرة ؟ ( يتجهان صوب الشجرة ) لا أثق فى قوة إحتماله ..
استراجون : بإمكاننا دائماً أن نحاول .
فلاديمير : هيا إذن .
استراجون : بعدك ..
فلاديمير : لا لا .. أنت أولاً .
استراجون : لماذا أنا ؟
فلاديمير : أنت أخف منى .
استراجون : بالضبط ..
فلاديمير : لست أفهم .
استراجون : استخدم ذكاءك ، ألا تستطيع ؟
( يستخدم فلاديمير ذكاءه )
فلاديمير : أما زلت عاجزاً عن الفهم ؟
استراجون : هذه هى الطريقة التى تفكر بها ( يفكر ) الفرع .. الفرع ( بغضب ) استخدم عقلك ، ألا تستطيع ؟
فلاديمير : أنت أملى الوحيد .
استراجون : ( بجهد ) جوجو خفيف .. الفرع لن ينكسر .. جوجو ميت .. ديدى ثقيل .. الفرع ينكسر .. ديدى وحيد بينما ..
فلاديمير : لم أفكر فى هذا الأمر .
استراجون : لو تحملك فسوف يتحملنى .
فلاديمير : وهل أنا أثقل منك ؟
استراجون : لقد قلت لى هذا .. لست أدرى .. هناك فرصة متكافئة .. أو تكاد تكون ..
فلاديمير : حسناً . ماذا نفعل ؟
استراجون : لا تدعنا نفعل شيئاً .. هذا أكثر أمناً ..
فلاديمير : دعنا ننتظر ونرى ما يقول .
استراجون : من ؟
فلاديمير : جودو .
استراجون : فكرة طيبة .
فلاديمير : دعنا ننتظر حتى نعرف بالضبط كيف نتصرف .
استراجون : ومن ناحية أخرى قد يكون من الأفضل أن ننتهز الفرصة .
فلاديمير : إننى شغوف بسماع ما سوف يقدمه لنا من نصح وعندئذ إما أن نقبله أو نرفضه ..
استراجون : ما هو بالضبط ذلك الذى سألناه أن يفعله من أجلنا ؟
فلاديمير : ألم تكن هناك ؟
استراجون : لا بد أننى لم أكن منصتاً ..
فلاديمير : أوه .. ليس هناك شيء محدد تماماً ..
استراجون : نوع من الصلاة .
فلاديمير : بالدقة .
استراجون : ابتهال غامض .
فلاديمير : بالضبط .
استراجون : وبماذا أجاب ؟
فلاديمير : إنه سوف ينظر فى الأمر .
استراجون : وأنه لا يستطيع أن يعد بشيء ..
فلاديمير : وأن عليه أن يفكر فى الموضوع .
استراجون : فى ظل سكينة منزله .
فلاديمير : حيث يستشير عائلته .
استراجون : وأصدقاءه ..
فلاديمير : ووكلاءه .
استراجون : ومراسليه .
فلاديمير : وكتبه .
استراجون : وحساباته .
فلاديمير : قبل أن يتخذ قراره .
استراجون : وهذا شيء عادى .
فلاديمير : أليس كذلك ؟
استراجون : أظن أنه كذلك .
فلاديمير : وأنا أيضاً أظن أنه كذلك . ( صمت )
استراجون : ( قلقاً ) ونحن ؟
فلاديمير : أستميحك عذراً ؟
استراجون : قلت ، ونحن ؟
فلاديمير : لست أفهم ..
استراجون : كيف ندخل ؟
فلاديمير : ندخل ؟
استراجون : نعم .
فلاديمير : ندخل ؟ على أيدينا وركبنا ..
استراجون : بهذا الوضع السيء ؟
فلاديمير : تريد سيادتك أن تدّعى لنفسك حقوقه ؟
استراجون : ألم يعد لنا بعد أى حقوق ؟
( ضحكة من فلاديمير يكبتها كما حدث من قبل ، يبتسم ولا يتخلى عن ابتسامته فجأة كما سبق )
فلاديمير : أنت تدفعنى إلى الضحك ، لو لم يكن ذلك محرّماً .
استراجون : هل فقدنا حقوقنا ؟
فلاديمير : لقد تخلينا عنها .
( صمت يبقيان بلا حراك ، أذرعتهما مدلاة ، رأساهما منحنيتان ، وركبتاهما مرتخيتان )
استراجون : ( بضعف ) هل نحن غير مرتبطين ؟ ( فترة صمت ) هل نحن غير ....
فلاديمير : ( رافعاً يده ) انصت .
( ينصتان وقد تصلبا بطريقة مضحكة )
استراجون : لا أسمع شيئاً .
فلاديمير : صمتاً ، ( ينصتان يفقد استراجون توازنه ويكاد يقع ، يتعلق بذراع فلاديمير الذى يترنح فى وقفته ) ولا أنا .
( يتنفسان الصعداء .. يسترخيان وينفصلان )
استراجون : لقد أفزعتنى .
فلاديمير : لقد ظننت أنه هو .
استراجون : من ؟
فلاديمير : جودو .
استراجون : أف . الريح تتخلل الحشائش .
فلاديمير : كان بإمكانى أن أقسم أننى سمعت صيحات .
استراجون : ولماذا يصيح ؟
فلاديمير : ليستحث حصانه .
( صمت )
استراجون : أنا جائع .
فلاديمير : هل تريد جزرة ؟
استراجون : هل هذا هو كل ما هنالك ؟
فلاديمير : قد يكون معى بعض اللفت .
استراجون : أعطنى جزرة ( يبحث فلاديمير فى جيوبه ، ويستخرج لفتة يعطيها لإستراجون الذى يقضمها بغضب ) إنها لفتة .
فلاديمير : أوه عفواً . كان بإمكانى أن أقسم أنها جزرة .. ( يبحث من جديد فى جيوبه ، ولا يجد شيئاً سوى لفت ) كل ما معى لفت ( يبحث ) لا بد أنك أكلت الأخيرة ( يبحث ) انتظر ، لقد وجدتها .. ( يستخرج جزرة ويعطيها لإستراجون ) ها هى ذى يا صديقى العزيز ( استراجون يمسحها فى كمه ويبدأ فى أكلها ) دعها تستمر طويلاً ، هذه آخر جزرة معى ..
استراجون : ( يمضغ ) لقد وجهت إليك سؤالاً ..
فلاديمير : آه ..
استراجون : هل أجبت ؟
فلاديمير : كيف وجدت الجزرة ؟
استراجون : إنها جزرة .
فلاديمير : هذا أفضل ، هذا أفضل ( فترة صمت ) ماذا كنت تريد أن تعرف ؟
استراجون : لقد نسيت ( يمضغ ) هذا ما يضايقنى ( ينظر إلى الجزرة معجباً بها ، مدلياً إياها من بين السبابة والإبهام ) .. لن أنسى هذه الجزرة أبداً ( يمتص نهايتها وهو مستغرق فى التفكير ) آه نعم ، لقد تذكرت الان ..
فلاديمير : حسناً ؟
استراجون : ( فمه ممتلئ ، بنغمة معدومة التعبير ) هل نحن غير مرتبطين ؟
فلاديمير : لا أسمع كلمة واحدة مما تقول .
استراجون : ( يمضغ ويبتلع ) إننى أسألك ما إذا كنا مرتبطين ..
فلاديمير : مرتبطين ؟
استراجون : مر .. تبطين ..
فلاديمير : ماذا تعنى بقولك مرتبطين ؟
استراجون : مرتبطين ..
فلاديمير : ولكن بمن . بواسطة من ؟
استراجون : برجلك .
فلاديمير : بجودو ؟ مرتبطين بجودو ؟ يالها من فكرة .. لا تسأل عن هذا ( فترة صمت ) الآن .
استراجون : اسمه جودو ؟
فلاديمير : أظن ذلك .
استراجون : تخيل هذا ( يرفع ما تبقى من الجزرة بواسطة ورقة من فرع عالق بها ، ويفركها فتدور أمام عينيه ) .. أمر مضحك . كلما أكلت منها اصبحت اكثر مرارة .
فلاديمير : بالنسبة لى العكس تماماً .
استراجون : وبمعنى آخر ؟
فلاديمير : إننى آلف القذارة كلما مضيت فيها .
استراجون : (بعد تفكير طويل) هل هذا هو العكس ؟
فلاديمير : مسألة مزاج ..
استراجون : مسالة شخصية ..
فلاديمير : لا نستطيع أن نفعل شيئاً ..
استراجون : لا فائدة من النضال .
فلاديمير : الإنسان هو الإنسان .
استراجون : لا جدوى من التملص .
فلاديمير : الشيء الجوهرى لا يتغير .
استراجون : لا فائدة ( يقدم بقية الجزرة إلى فلاديمير ) تحب أن تأتى عليها؟
( صرخة حادة قريبة منهما . تسقط الجزرة من استراجون .. يبقيان بلا حراك ثم يندفعان فجأة صوب جانب المسرح . يقف استراجون فى منتصف الطريق . يجرى عائداً ، يلتقط الجزرة ويدسها فى جيبه ويرجع فى اتجاه فلاديمير الذى ينتظره ، يتوقف مرة ثانية ، يجرى عائداً ، يلتقط فردة حذائه ، يلحق بفلاديمير . ينتظران وقد التصقا بعضهما وانحنت أكتافهما ، مبتعدين عن مصدر التهديد ..
يدخل بوز ولاكى ، بوزو يسوق لاكى بواسطة حبل مربوط حول عنقه ، مما يجعل لاكى هو الذى يظهر أولاً ، متبرماً بالحبل الطويل إلى الحد الذى يسمح له بالوصول إلى منتصف المسرح قبل أن يظهر بوزو . يحمل لاكى حقيبة ثقيلة ، ومقعداً لا ظهر له من النوع الذى يطول ويُنشر وسلة بها بعض الطعام ومعطفاً .. بوزو يحمل سوطاً )
بوزو : ( من خارج المسرح ) إلى الأمام ( فرقعة سوط .. يظهر بوزو .. يعبران المسرح . يمر لاكى أمام فلاديمير واستراجون ويخرج . عندما يرى بوزو فلاديمير واستراجون يتوقف عن المسير ، يصبح الحبل مشدوداً .. يجذبه بوزو بعنف ) إلى الخلف .. ( صوت ناشئ عن سقوط لاكى بما يحمله من متاع ، يستدير فلاديمير واستراجون تجاهه ، تتنازعهما رغبة فى الذهاب لمساعدته ، وخوف من أن يكون فى ذلك تدخل فيما لا يعنيهما . يتقدم فلاديمير خطوة تجاه لاكى ، ويشده استراجون من أكمامه )
فلاديمير : دعنى .
استراجون : إلزم مكانك ..
بوزو : كن حذراً . إنه شرير ( يستدير فلاديمير واستراجون تجاه بوزو ) مع الغرباء .
استراجون : ( بصوت خفيض ) هل هو ذاك ؟
فلاديمير : من ؟
استراجون : ( محاولاً تذكر الإسم ) أقصد ..
فلاديمير : جودو؟
استراجون : نعم .
بوزو : أقدم لكما نفسى : بوزو ..
فلاديمير : ( لإستراجون ) ليس هو .
استراجون : ( على استحياء لبوزو ) لست جودو يا سيدى ؟
بوزو : ( بصوت مرعب ) أنا بوزو ( صمت ) ألا يعنى هذا الإسم شيئاً بالنسبة لك ؟
( ينظر فلاديمير واستراجون لبعضهما نظرة تساؤل )
استراجون : ( متظاهراً بالبحث ) بوزو .. بوزو ..
فلاديمير : ( مثله ) بوزو .. بوزو ..
بوزو : ب ب ب وزززو ..
استراجون : آه ، بوزو .. دعنى أتذكر . بوزو ..
فلاديمير : هل هو بوزو أم جوزو ؟
استراجون : بوزو .. كلا .. أظن أننى .. كلا .. لا يبدو أننى ..
( يتقدم بوزو منهما مهدداً )
فلاديمير : ( مهدئاً ) عرفت يوماً عائلة باسم بوزو .. وكانت الأم تعانى من الأورام .
استراجون : ( بسرعة ) لسنا من هذه النواحى يا سيدى ..
بوزو : ( متوقفاً ) أنتما آدميان مع كل هذا ( يضع نظارته على عينيه ) بقدر ما يستطيع المرء أن يرى ( يرفع نظارته ) من نفسى فصيلتى ( ينفجر فى ضحكة هائلة ) من نفسى فصيلة بوزو .. مصنوعان على صورة الله .
فلاديمير : حسناً أنت ترى .
بوزو : ( بلهجة آمرة ) من هو جودو؟
استراجون : جودو ؟
بوزو : لقد ظننتنى جودو .
استراجون : أوه . كلا يا سيدى ، لم يحدث هذا مطلقأ يا سيدى .
بوزو : من هو ؟
فلاديمير : أوه . أنه .. أشبه بواحد من معارفنا ..
استراجون : لا . أننا لا نكاد نعرفه .
فلاديمير : حقاً .. أننا لا نعرفه تماماً .. ولكن لا أهمية لهذا ..
استراجون : أننى شخصياً لا أستطيع حتى أن أعرفه لو رأيته .
بوزو : ولكنك ظننتنى هو .
استراجون : ( يتراجع أمام بوزو ) هذا يعنى .. أنت تفهم .. القلق .. التوتر .. الإنتظار .. أننى أعترف .. لقد تصورت .. للحظة من الزمن ..
بوزو : الإنتظار ؟ إذن فقد كنتما فى انتظاره ؟
فلاديمير : حسناً أنت ترى .
بوزو : هنا ؟ فوق أرضى ؟
فلاديمير : لم نقصد أن نسبب أى ضرر مهما كان ..
استراجون : لقد كان قصدنا طيباً .
بوزو : الطريق مسموح به للجميع .
فلاديمير : تلك هى الكيفية التى نظرنا بها إليه .
بوزو : أنها الفضيحة . ولكن ها أنت ..
استراجون : لا نستطيع أن نفعل شيئاً .
بوزو : ( بإشارة مترفعة ) دعونا نترك هذا الموضوع جانباً .. ( يجذب الحبل ) انهض يا خنزير .. ( فترة صمت ) . كل مرة يسقط فيها يستغرق فى النوم ( يجذب الحبل ) انهض يا قذر .. ( صوت لاكى وهو ينهض ويجمع متاعه . بوزو يجذب الحبل ) إلى الخلف ( يدخل لاكى وهو سائراً بظهره ) قف .. ( لاكى يقف ) در .. ( لاكى يستدير .. يقول لفلاديمير واستراجون بأدب ) أيها السيدان ، إننى سعيد بلقائكما ( قبل أن يبين التكذيب على وجهيهما ) نعم ، نعم سعيد بمنتهى الإخلاص .. ( يجذب الحبل ) اقترب ( لاكى يتقدم ) قف . ( لاكى يقف . لفلاديمير واستراجون ) نعم ، الطريق يبدو طويلاً عندما يقطعه المرء وحيداً لمدة .. ( ينظر إلى ساعته ) .. نعم .. ( يحسب ) نعم .. ست ساعات ، هذا صحيح .. ست ساعات حتى النهاية وليس هناك شخص واحد تقع عليه العين ( للاكى ) المعطف ( لاكى يضع الحقيبة على الأرض ، يتقدم، يعطيه المعطف ، يعود إلى مكانه ويحمل الحقيبة ) .. امسك هذا ( يمد بوزه يده بالسوط . لاكى يتقدم ، ولما كانت يداه مشغولتين ، يأخذ السوط بين شفتيه ثم يعود مكانه . يبدأ بوزو فى إرتداء المعطف ، يتوقف ) المعطف ( يضع لاكى الحقيبة والسلة والمقعد على الأرض ويتقدم ، ويساعد بوزو فى ارتداء معطفه ، ويعود أدراجه إلى مكانه ويمسك بالحقيبة والسلة والمقعد ) هناك لمسة برد خفيفة فى الجو هذا المساء ( ينتهى بوزو من إحكام أزرار معطفه ، ينحنى متفحصاً نفسه ثم ينتصب فى وقفته ) السوط ( لاكى يتقدم ، ينحنى ، ويختطف بوزو السوط من فمه ويعود بوزو إلى موضعه ) نعم أيها السيدان ، أننى لا أستطيع أن أمشى فى طريقى لمدة طويلة بدون صحبة أشباهى . ( يضع نظارته على عينيه وينظر إلى الشبيهين ) حتى لو لم يكن الشبه تاماً ( يضع نظارته ) المقعد . ( لاكى يضع الحقيبة والسلة على الأرض ، يتقدم ، يفرد المقعد ، يضعه على الأرض ، يعود إلى مكانه ، ويحمل الحقيبة والسلة ) اقترب قليلاً ، ( يجلس بوزو على المقعد ويغرس نهاية سوطه فى صدر لاكى ويدفعه ) إلى الخلف ( يبتعد لاكى خطوة إلى الخلف ) إبعد ( يبتعد لاكى خطوة أخرى إلى الخلف ) قف ( لاكى يقف . لفلاديمير واستراجون ) هذا هو السبب الذى انتوى من أجله – بعد إذنكما – أن أقضى معكما بعض الوقت قبل أن أمضى فى رحلتى . السلة ( لاكى يتقدم ، يعطى السلة لبوزو ويعود إلى مكانه ) ابتعد ( يبتعد لاكى خطوة إلى الخلف ) رائحته بشعة . أتمنى لكما ايامأ سعيدة .. ( يشرب من الزجاجة ويضعها على الأرض ، ويبدأ فى الأكل . صمت . يبدأ فلاديمير واستراجون فى الدوران حول لاكى ، بحذر فى أول الأمر ، ثم بمزيد من الجرأة ، ويأخذان فى تفحصه من جميع الجهات . يأكل بوزو دجاجته بنهم ، ملقياً العظام بعيداً عنه بعد أن يمتصها . يتراخى لاكى فى وقفته شيئاً فشيئاً حتى تلامس الحقيبة والسلة الأرض ، ثم ينتصب فى وقفته فجأة ويبدأ فى التراخى من جديد .. منظره مثل منظر من ينام وهو واقف على قدميه )
استراجون : ماذا يؤلمه ؟
فلاديمير : يبدو متعباً .
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
فلاديمير : من أين لى أن أعرف أأاا
. ( يقتربان منه ) كن حذراً .
استراجون : قل له شيئاً .
فلاديمير : أنظر .
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : ( مشيراً ) عنقه .
استراجون : ( ناظراً إلى عنقه ) لا أرى شيئاً ..
فلاديمير : هنا .
( استراجون ينتقل إلى جانب فلاديمير )
استراجون : حقاً .
فلاديمير : قرحة تنزف .
استراجون : إنه الحبل .
فلاديمير : إنه الإحتكاك .
استراجون : لا بد ..
فلاديمير : إنها العقدة ..
استراجون : إنه الإلتهاب .. ( يستأنفان فحصهما ، ويستقران على الوجه )
فلاديمير : ليس قبيح المنظر ..
استراجون : ( هازاً كتفيه ، ويبدو على وجهه الإشمئزاز ) أهذا رأيك ؟
فلاديمير : أقرب إلى الإناث ..
استراجون : أنظر إلى اللعاب .
فلاديمير : شيء لا بد منه ..
استراجون : أنظر إلى البلل حول شفتيه ..
فلاديمير : ربما كان معتوهاً .
استراجون : أبله .
فلاديمير : ( ينظر بإمعان ) يبدو أنه يعانى من تضخم فى اللوزتين .
استراجون : ( مثله ) ليس هذا أكيداً .
فلاديمير : إنه يلهث .
استراجون : لا بد .
فلاديمير : وعيناه .
استراجون : ماذا عنهما ؟
فلاديمير : بارزتان من رأسه ..
استراجون : يبدو لى أنه يلفظ آخر أنفاسه ..
بوزو : دعه فى حاله . ( يلتفتان إلى بوزو ، الذى يمسح فمه )
فلاديمير : ليس بالضرورة ( فترة صمت ) اسأله سؤالاً ..
استراجون : أيكون هذا شيئاً طيباً ؟
فلاديمير : ماذا تخسر؟
استراجون : ( على استحياء ) يا سيد ..
فلاديمير : إرفع صوتك ..
استراجون : ( بصوت أعلى ) يا سيد ..
بوزو : دعه فى سلام ( يستديران إلى بوزو الذى يمسح فمه بظهر يده بعد ان أتم طعامه ) ألا ترى أنه يريد أن يستريح . السلة ( يشعل عود ثقاب ويبدأ فى إشعال غليونه .. ينظر إلى طعام الدجاجة المتناثرة على الأرض ويحدق فيها بنهم . ولما لا يتحرك لاكى ، يلقى بوزو بعود الثقاب غاضباً ويجذب الحبل ) .. السلة يا خنزير ( يوشك لاكى على السقوط .. يستعيد حواسه ، يتقدم ، يضع الزجاجة فى السلة ويعود إلى مكانه ، يحدق استراجون إلى العظام .. يشعل بوزو عوداً آخر ويشعل غليونه ) . ماذا تنتظر منه ، ليس هذا بعمله ( يجذب أنفاساُ من غليونه ويمد قدميه إلى الأمام ) آه هذا أفضل ..
استراجون : ( على استحياء ) من فضلك يا سيدى ..
بوزو : ماذا أيها الرجل الطيب ؟
استراجون : أيـ .... هل انتهيت من الـ .. أيـ .. لست بحاجة إلـ .. أيـ .. العظام يا سيدى ؟
فلاديمير : ( مصعوقاً ) أما كان يمكنك أن تنتظر؟
بوزو : كلا كلا .. أنه يحسن صنعاً بسؤاله . هل أنا بحاجة إلى العظام ؟ ( يحركها بطرف سوطه ) كلا ، أنا شخصياً لست بحاجة إليها بعد الآن ( يخطو استراجون خطوة فى اتجاه العظام ) ولكن ( يتوقف استراجون ) .. ولكن العظام يجب أن تكون من الناحية النظرية من نصيب الحمّال . وعلى هذا فهو الشخص الذى يوجه إليه السؤال .. ( يستدير استراجون تجاه لاكى ، ويتردد ) هيا ، هيا ، اسأله .. لا تخف ، فسوف يجيبك ..
( يذهب استراجون ناحية لاكى ، ويقف أمامه )
استراجون : يا سيد .. بعد إذنك يا سيد ..
بوزو : الكلام يوجه لك يا خنزير .. أجب ( لإستراجون ) حاول من جديد ..
استراجون : بعد إذنك يا سيد ، العظام ، هل ستكون بحاجة إلى العظام ؟
( ينظر لاكى طويلاً إلى استراجون )
بوزو : ( بفرح شديد ) يا سيد ( يحنى لاكى رأسه ) أجب .. أجب .. هل تريدها أم لا ؟ ( صمت من لاكى .. لاستراجون ) إنها من نصيبك ( يندفع استراجون إلى العظام ، يلتقطها ويبدأ فى قضمها ) هذا يشغل بالى . لا أذكر أبداً أنه رفض عظمة من قبل ( ينظر بقلق إلى لاكى ) سيكون شيئاً طريفاً لو أنه سقط أمامى مريضاً . ( ينفث الدخان من غليونه )
فلاديمير : ( منفجراً ) أنها لفضيحة .
( صمت . يتوقف استراجون عن القضم مشدوهاً وينظر إلى بوزو وفلاديمير كل بدوره . بوزو هادئ فى الظاهر .. فلاديمير محرج )
فلاديمير : ( منطلقاً فى كلمات متقطعة ) أن تعامل رجلاً .. ( يشير إلى لاكى ) .. على هذا النحو .. إننى أعتقد .. كلا .. انسان .. إنها لفضيحة .
استراجون : ( لا يريد أن يغلب ) إنه لعار .. ( يستأنف قضمه )
بوزو : إنك عنيف ( لفلاديمير ) كم عمرك . لو لم يكن هذا سؤالاً وقحاً ( صمت ) ستون ؟ سبعون ؟ ( يوجه الكلام لاستراجون ) كم تظن عمره ؟
استراجون : أحد عشر عاماً .
بوزو : إننى وقح ( ينفض غليونه ضارباً به على سوطه وينهض ) يجب أن أرحل . أشكركما على مجيئكما ( يفكر ) هذا إذا لم أدخن غليوناً آخر قبل أن أذهب . ماذا تريان ( لا يقولان شيئاً ) أوه إننى مدخن بسيط جداً . مدخن بسيط جداً . وليس من عادتى أن أدخن غليونين واحداً بعد الآخر . إنه يجعل ( يضع يده على قلبه متنهداً ) قلبى يضطرب فى نبضاته ( فترة صمت ) إنه النيكوتين ، إن الإنسان يبتلعه على الرغم من احتياطاته ( يتنهد ) أنتما تعرفان هذا الأمر ( صمت ) ولكن ربما لا تدخنان ؟ نعم ، لا ؟ ليس لهذا أهمية ( صمت ) ولكن كيف استطيع الآن أن أجلس بلا افتعال ، وقد نهضت قائماً . دون أن يبدو على أننى – كيف أقول – دون أن يبدو أننى ترددت قليلاً ( لفلاديمير ) أستميحك عذراً ( صمت ) ربما لم تتكلم ؟ ( صمت ) ليس لهذا أهمية .. دعنى أرى .. ( يفكر )
استراجون : آه . هذا أفضل .
( يضع العظام فى جيبه )
فلاديمير : دعنا نذهب .
استراجون : هكذا سريعاً ؟
بوزو : لحظة واحدة ( يجذب الحبل ) المقعد ( يشير بسوطه .. لاكى يحرك المقعد ) إبعده ( يجلس . يعود إلى مكانه ) لقد فعلتها .
( يحشو غليونه )
فلاديمير : دعنا نغادر هذا المكان .
بوزو : أرجو ألا أكون السبب فى رحيلكما . انتظرا قليلاً ، لن تندما أبداً ..
استراجون : ( يستشف فعلاً من أفعال الخير ) لسنا فى عجلة من أمرنا .
بوزو : ( بعد أن يشعل غليونه ) الثانية ليست لذيذة .. ( يخرج الغليون من فمه ويتمعن فيه ) أعنى كالأولى ( يضع الغليون فى فمه ثانية ) ولكنها لذيذة على كل حال .
فلاديمير : إننى ذاهب .
بوزو : إنه لا يستطيع أن يتحمل وجودى بعد الآن . ربما لم أكن بالدقة انسانياً ، ولكن من يُعنى بذلك ؟ .. ( لفلاديمير ) فكر مرتين قبل أن تأتى بفعل متعجل .. افترض أنك ذهبت الآن ، بينما الوقت ما زال نهاراً ، فلا مجال لإنكار أن الوقت مازال نهاراً ( ينظرون جميعاً إلى السماء ) حسناً ( يتوقفون عن النظر إلى السماء ) ماذا يحدث فى هذه الحالة .. ( يخرج الغليون من فمه ، ويتفحصه ) – لقد انطفأ .. ( يعيد إشعال غليونه ) – فى هذه الحالة – ( ينفث الدخان ) فى هذه االحالة ( ينفث الدخان ) ماذا يحدث فى هذه الحالة بالنسبة لموعدكما مع هذا الجودى .. جودو .. جودين .. أنتما تعرفان على أى حال من أعنى ، ذلك الذى يمسك بمستقبلكما بين يديه .. ( صمت ) مستقبلكما القريب على الأقل ؟
فلاديمير : كيف عرفت ؟
بوزو : إنه يتحدث إلى مرة أخرى . لو استمر هذا الأمر لأصبحنا صديقين فى لمح البصر .
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
بوزو : أنا أيضاً أكون سعيداً لو التقيت به .. كلما ازداد عدد الناس الذين ألتقى بهم ، زادت سعادتى .. إن المرء يخرج من لقائه بأحقر الناس أكثر حكمة وثراءاً ووعياً بنعمه الخاصة ، حتى أنتما ( ينظر إليهما كل بدوره ليجذب انتباههما إلى أنه يعنيهما معاً ) .. حتى أنتما ، من يعرف ، لقد أضفتما شيئاً إلى حصيلتى ..
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
بوزو : ولكن هذا يدهشنى ..
فلاديمير : إن سؤالاً يوجه إليك ..
بوزو : ( منشرحاً ) سؤال . ممن؟ . منذ لحظة مضت كنت تدعونى يا سيدى فى خشية وارتعاش ، والآن توجه إلىّ أسئلة ، لن ينتهى هذا الأمر نهاية طيبة ..
فلاديمير : ( لاستراجون ) أظن أنه ينصت ..
استراجون : ( يدور حول لاكى ) ماذا ؟
فلاديمير : يمكنك أن تسأله الآن ، إنه متيقظ .
استراجون : عن أى شيء أسأله ؟
فلاديمير : إسأله ، ألا تستطيع ؟
بوزو : ( وقد تتبع هذا الحديث المتبادل بانتباه ملهوف ، خشية أن يضيع السؤال ) هل تريد أن تعرف لماذا لا يضع أحماله ، كما تسميها ؟
فلاديمير : بالضبط ..
بوزو : ( لاستراجون ) أواثق أنت من موافقتك على هذا ؟
استراجون : إنه ينفخ مثل كلب البحر ..
بوزو : هذا هو الجواب ( لاستراجون ) ولكن لا تتحرك أرجوك ، إنك تثير أعصابى ..
فلاديمير : انتبه ..
استراجون : ماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : إنه على وشك أن يتكلم . ( ينتظران بلا حراك جنباً إلى جنب )
بوزو : حسناً ، هل استعد الجميع ؟ هل ينظر الجميع إلىّ ؟ .. ( ينظر إلى لاكى ، ويجذب الحبل ، يرفع لاكى رأسه ) هل لك أن تنظر إلىّ يا خنزير ( ينظر لاكى إليه ) حسناً .. ( يضع غليونه فى جيبه ويخرج بخاخة صغيرة يبخ بها حلقه ، ثم يضع البخاخة فى جيبه ، يتنحنح ويبصق ، يخرج البخاخة من جديد ويبخ بها حلقه ويضع البخاخة فى جيبه ) إننى مستعد . هل ينصت الجميع ؟ هل استعد الجميع ؟ ( ينظر إليهم جميعاً كل بدوره ، وآخرهم لاكى ، ويجذب الحبل ) يا قذر . ( يرفع لاكى رأسه ) لا أحب التحدث فى الفراغ . حسناً دعونى أرى ..
( يفكر )
استراجون : إننى ذاهب .
بوزو : ماذا أردت أن تعرف بالدقة ؟
فلاديمير : لماذا لا ... ؟
بوزو : ( غاضباً ) لا تقاطعنى ( فترة صمت . أكثر هدوءاً ) لو تكلمنا جميعاً فى نفس الوقت لما وصلنا أبداً .. ( فترة صمت ) ماذا كنت أقول ؟ ( فترة صمت .. بصوت أعلى ) ماذا كنت أقول ؟ ( يقلد فلاديمير منظر رجل يحمل حملاً ثقيلاً . ينظر بوزو إليه متحيراً )
استراجون : ( بقوة ) الأحمال . ( يشير إلى لاكى ) لماذا ؟ يحمل دائماً ( يتراخى فى وقفته لاهثاً ) لا يضعها أبداً ( يفتح يده وينتصب فى وقفته مستريحاً ) لماذا ؟
بوزو : آه . لماذا .. ألم تستطع أن تقول ذلك من قبل ؟ لماذا لا يريح نفسه ؟ فلنحاول أن نلقى الضوء على المسألة .. ألا يملك الحق فى ذلك ؟ بالتأكيد يملكه . من هذا ينتج أنه لا يريد . وهذا تفسير لأجلكما . ولماذا لا يريد ؟ ( فترة صمت ) أيها السيدان .. هذا هو السبب ..
فلاديمير : ( لاستراجون ) خذ ملحوظة بهذا ..
بوزو : إنه يريد أن يؤثر فىّ حتى أحتفظ به ..
استراجون : ماذا ؟
بوزو : ربما لم أوضح المسألة على وجهها الصحيح .. إنه يريد أن يهدئنى ، حتى أطرح عن نفسى فكرة التخلص منه .. كلا ، ليست هذه أيضاً هى المسألة بالضبط .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يريد أن يخدعنى ، ولكنه لن يفعل .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يتصور أنه عندما أرى كيف يحسن حمل الأشياء فسوف أميل إلى الإبقاء عليه فى هذه الحالة ..
استراجون : هل أخذت منه كفايتك ؟
بوزو : إنه فى الحقيقة يحمل من الأثقال ما لا يحمله سوى خنزير .. إنه ليس عمله .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يتصور أنى عندما أراه لا يصيبه الإنهاك ، فسوف أندم على قرارى . تلك هى مناورته الفاشلة كأنى أعانى نقصاُ من العبيد .. ( ينظر الثلاثة إلى لاكى ) أطلس ، أنت يا ابن جوبيتر ( صمت ) حسناً ، هذا ما أعتقد . هل هناك أسئلة أخرى ؟ ( يستخدم البخاخة ) .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : لاحظ أنه كان من الممكن بمنتهى السهولة أن يتبادل كل منا مكانه مع الآخر . لو لم تشأ الصدفة عكس ذلك . لكل منا نصيبه .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
( تقال هذه العبارة بطريقة مدغمة لا تُفهم أبداً )
بوزو : أستميحك عذراً ؟
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : نعم . ولكن بدلاً من طرده كما كان يمكننى أن أفعل ، فلقد رأيت عوضاً عن ذلك أن ألكزه فقط فى ظهره ، وها أنا مدفوعاً بطيبة قلبى أحضره إلى السوق ، حيث أرجو أن أحصل على ثمن جيد من وراء بيعه .. الحق أنك لا تستطيع أن تطرد مثل هذه المخلوقات .. أفضل شيء هو أن تقتلهم ..
( لاكى يبكى )
استراجون : إنه يبكى .
بوزو : للكلاب الهرمة كرامة أكثر من ذلك ( يمد يده بمنديله إلى استراجون ) هدئ من ثائرته طالما تشفق عليه ( استراجون يتردد ) هيا ( يأخذ استراجون المنديل ) امسح له دموعه ، فسوف يشعر أنه ليس وحيداً تماماً . ( يتردد استراجون )
فلاديمير : اسمع ، أعطنى إياه ، سأفعل أنا هذا الأمر .
( يرفض استراجون أن يعطيه المنديل .. حركات أطفال )
بوزو : اسرع ، قبل أن يتوقف . ( يقترب استراجون من لاكى ، ويمد يده ليمسح عينيه ، لاكى يلكزه بعنف فى كاحله يترك استراجون المنديل .. ويتقهقر مترنحاً على المسرح معولاً من الألم ) المنديل !
( يضع لاكى الحقيبة والسلة على الأرض ، يلتقط المنديل ، يعطيه لبوزو ، يعود إلى مكانه ، ويمسك بالحقيبة والسلة )
استراجون : أوه الخنزير ( يشد رجل سرواله ) لقد جعلنى كسيحاً .
بوزو : قلت لك إنه لا يحب الغرباء .
فلاديمير : ( لإستراجون ) أرنى . ( يطلعه استراجون على ساقه . لبوزو بغضب ) إنه ينزف .
بوزو : فأل حسن .
استراجون : ( يقف على ساق واحدة ) لن أمشى بعد الآن .
فلاديمير : ( بحنو ) سوف أحملك ( فترة صمت ) لو كان ذلك ضرورياً ..
بوزو : لقد توقف عن البكاء ( لإستراجون ) لقد أخذت مكانه فيما يبدو ( بشاعرية ) دموع العالم كمية ثابتة إذا بدأ واحد يبكى فى مكان ما ، توقف أحدهم عن البكاء فى مكان آخر ، نفس الشيء يحدث بالنسبة للضحك ( يضحك ) .. فلنمتنع إذن عن الحديث بسوء عن جيلنا ، فهو ليس أتعس فى شيء عن سابقيه ( صمت ) ولنمتنع أيضاً عن الحديث عنه بخير ( صمت ) لنمتنع عن الحديث على الإطلاق ( صمت ) صحيح أن نسبة السكان ارتفعت .
فلاديمير : حاول أن تمشى .
( استراجون يخطو بضع خطوات عرجاء ، يقف أمام لاكى ويبصق عليه ، ثم يذهب إلى الكومة ويجلس عليها )
بوزو : حسناً ، من الذى علمنى كل هذه الأشياء الجميلة .. ( فترة صمت . يشير إلى لاكى ) عزيزى لاكى ..
فلاديمير : ( ناظراً إلى السماء ) ألن يأتى الليل ؟
بوزو : لولاه لكانت كل أفكارى ومشاعرى متجهة إلى أشياء عادية ( فترة صمت . بعنف ) اتهامات وضيعة ( أهدأ ) جمال وعظمة وحقيقة من الطراز الأول ، كنت أعرف أنها جميعاً أبعد من متناول يدى ، فانتهزت الفرصة .
فلاديمير : ( وقد انتزع من استغراقه فى تفحص السماء ) فرصة ؟
بوزو : كان ذلك منذ حوالى ستين عاماً مضت .. ( يستشير ساعته ) نعم حوالى ستين .. ( نافخاً نفسه بفخر ) لا يمكن أن تتصور أنه بهذا الهرم ( فلاديمير ينظر إلى لاكى ) إننى أبدو بالمقارنة به شاباً . كلا ؟ ( فترة صمت ) القبعة . ( يضع لاكى السلة على الأرض ويخلع قبعته . ينسدل شعره الأبيض الطويل على وجهه . يضع قبعته تحت ذراعه ويرفع السلة ) أنظر الآن ( يخلع بوزو قبعته . تبدو رأسه صلعاء تماماً . يضع قبعته على رأسه ثانية ) أرأيت ؟
فلاديمير : والآن أتطرده ؟ هذا الخادم المسن الوفى ..
استراجون : يا ابن البغى .
( يضطرب بوزو بشكل يتزايد أكثر فأكثر )
فلاديمير : بعد أن امتصصت كل ما به من خير ، إذا بك تطيح به بعيداً مثل .. مثل قشرة موز . حقاً ..
بوزو : ( يئن ، ويحك رأسه بيديه ) لا أستطيع أن أحتمل ذلك .. بعد الآن .. الطريقة التى يعيش بها .. ليس لديكما فكرة .. شيء رهيب . يجب أن يذهب ( يلوح بذراعيه ) .. أكاد أجن .. ( ينهار ورأسه بين كفيه ) لا أستطيع أن أحتمل بعد الآن ..
( صمت .. الجميع ينظرون إلى بوزو .. لاكى يرتجف )
فلاديمير : إنه لا يستطيع أن يحتمل .
استراجون : بعد الآن ..
فلاديمير : سوف يجن ..
استراجون : شيء رهيب .
فلاديمير : ( للاكى ) كيف تجسر . شيء ك


عدل سابقا من قبل دكتورة.م انوار صفار في 7/8/2012, 23:07 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:43

استراجون : ( بعد أن يتفحص قدمه ) سوف أعرّضها للهواء فترة من الوقت ..
فلاديمير : إنك لرجل غريب ، يحمّل حذائه أخطاء قدميه ( يخلع قبعته مرة ثانية وينظر بداخلها ، يتحسس جوانبها من الداخل ، ينقر عليها ، ينفخ فيها ، ويضعها على رأسه من جديد ) شيء مزعج ( صمت . يستغرق فلاديمير فى التفكير ويشد استراجون أطراف أصابع قدميه ) لقد أنقذ أحد اللصين . ( فترة صمت ) نسبة معقولة (فترة صمت) جوجو ..
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : لنفرض أننا ندمنا .
استراجون : ندمنا على ماذا ؟
فلاديمير : أوه ( يفكر ) ليس علينا أن نخوض فى التفاصيل .
استراجون : على أننا ولدنا ؟
( ينفجر فلاديمير ضاحكاً من صميم قلبه ، ولكنه سريعاً ما يكبت ضحكته ، ضاغطاً بيده على معدته ، وقد تقلّص وجهه )
فلاديمير : إن المرء لن يجرؤ حتى على الضحك بعد الآن .
استراجون : حرمان خطير .
فلاديمير : عليه أن يبتسم ليس غير ( يبتسم فجأة ابتسامة تصل ما بين أذنيه ، ويظل مبتسماً ويكف فجأة ) ليس هذا نفس الشيء ! لا فائدة ( فترة صمت ) جوجو ..
استراجون : ( مستثاراً ) ماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : هل قرأت الكتاب المقدس فى حياتك ؟
استراجون : الكتاب المقدس .. ( يفكر) لا بد أننى ألقيت إليه بنظرة ..
فلاديمير : هل تذكر الأناجيل؟
استراجون : إننى أذكر خرائط الأراضى المقدسة .. لقد كانت جميلة جداً . وكان البحر الميت أزرق باهتاً . لقد أحسست بالظمأ بمجرد نظرة واحدة ألقيتها إليه . لقد تعمدت أن أقول ذلك ، هذا هو المكان الذى سوف نذهب إليه لقضاء شهر العسل .. سوف نسبح .. سنكون سعداء ..
فلاديمير : كان لا بد أن تكون شاعراً .
استراجون : لقد كنت شاعراً ( يشير إلى أسماله ) أليس هذا واضحاً ؟ ( صمت )
فلاديمير : أين كنت .. كيف حال قدمك ؟
استراجون : متورمة كما هو واضح .
فلاديمير : آه ، نعم ، اللصان ، هل تذكر القصة ؟
استراجون : كلا .
فلاديمير : هل أقصها عليك ؟
استراجون : كلا ..
فلاديمير : إنها سوف تقتل الوقت ( فترة صمت ) كان هناك لصان صُلبا فى نفس الوقت مع مخلصنا أحدهما –
استراجون : مع من ؟
فلاديمير : مع مخلصنا . لصان . قيل أن أحدهما أُنقذ والآخر ( يبحث عن عكس كلمة أُنقذ ) .. أدين ..
استراجون : أُنقذ من ماذا ؟
فلاديمير : من الجحيم .
استراجون : إننى ذاهب . ( لا يتحرك )
فلاديمير : ومع هذا ( فترة صمت ) تصور كيف أن واحداً فقط – أرجو ألا يكون فى ذلك إملال لك – كيف أن واحداً فقط من كُتّاب الأناجيل الأربعة يتحدث عن لص واحد أُنقذ . لقد كان الأربعة موجودين هناك – أو فى تلك النواحى – ولكن واحداً فقط يتحدث عن لص أُنقذ ( فترة صمت ) هيا يا جوجو ، تبادل الحديث ، ألا تستطيع ، ولو لمرة واحدة ؟
استراجون : ( بحماس مبالغ فيه ) إننى أجد هذا الأمر ممتعاً بدرجة غريبة .
فلاديمير : واحد من أربعة .. وإثنان من الثلاثة الباقين لا يذكران لصاُ أو لصوصاً على الإطلاق ، أما الثالث فيقول أن كلاً منهما قد أساء إليه .
استراجون : من ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : ما معنى هذا كله؟ ( فترة صمت ) أساء إلى من ؟
فلاديمير : إلى المخلص .
استراجون : لماذا ؟
فلاديمير : لأنه لم يشأ أن ينقذهما .
استراجون : من الجحيم ؟
فلاديمير : أيها الغبى .. من الموت .
استراجون : ظننت أنك قلت من الجحيم .
فلاديمير : من الموت ، من الموت .
استراجون : حسناً ، وماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : عندئذ لا بد أن الإثنين قد أُدينا .
استراجون : ولم لا ؟
فلاديمير : ولكن التلميذ الآخر يقول أن واحداً منهما أُنقذ .
استراجون : حسناً ، إنهم لا يوافقون على كلامه ، وهذا كل ما فى الأمر .
فلاديمير : ولكن الأربعة كانوا هناك ، وواحد فقط يتحدث عن لص أُنقذ . فلماذا يُصدّق ولا يُصدّق الآخرون ؟
استراجون : من الذى يُصدّقه ؟
فلاديمير : كل الناس . إنها النسخة الوحيدة التى يعرفونها .
استراجون : ياللناس من قردة جاهلة ملعونة .
( ينهض متألماً ، يمشى وهو يعرج إلى أقصى اليسار ، يتوقف ، يحدق فى البعد أمامه مظللاً عينيه بيده ، يستدير ، يمشى إلى أقصى اليمين ، ويحدق أمامه . فلاديمير يراقبه ، ثم يذهب و يلتقط الحذاء ، يحدّق فى داخله ، يُسقطه من يده سريعاً )
فلاديمير : أف ( يبصق )
( استراجون يتحرك إلى الوسط ، يتوقف وظهره للجمهور )
استراجون : مكان رائع ( يستدير . يتقدم إلى الأمام ، يتوقف مواجهاً للجمهور ) آمال ملهمة .. ( يستدير إلى فلاديمير ) دعنا نذهب .
فلاديمير : لا نستطيع .
استراجون : لماذا ؟
فلاديمير : إننا فى إنتظار جودو .
استراجون : آه .. ( فترة صمت ) هل أنت واثق أن هذا هو المكان ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : الذى يجب أن ننتظر فيه ..
فلاديمير : لقد قال بقرب شجرة ( ينظر إلى الشجرة ) هل ترى أشجاراً أخرى ؟
استراجون : ما نوعها ؟
فلاديمير : لست أدرى . صفصافة .
استراجون : وأين أوراقها ؟
فلاديمير : لا بد وانها ذبلت ..
استراجون : إنها لا تُنبت أغصاناً أخرى .
فلاديمير : ربما ليس هذا موسمها .
استراجون : يبدو أنها أميَل إلى أن تكون شجيرة .
فلاديمير : شجرة صغيرة .
استراجون : شجيرة .
فلاديمير : إلى أى شيء تحدق ؟ أتريد أن تقول أننا أتينا مكان خاطئ ؟
استراجون : يجب أن يأتى إلى هنا
فلاديمير : إنه لم يقل أنه سوف يأتى على وجه اليقين .
استراجون : وإذا لم يأت ؟
فلاديمير : سوف نحضر إلى هنا فى الغد .
استراجون : ثم بعد غد .
فلاديمير : ربما .
استراجون : وهكذا باستمرار .
فلاديمير : المسألة هى ..
استراجون : متى يأتى ..
فلاديمير : أنت قاس ..
استراجون : لقد جئنا هنا بالأمس .
فلاديمير : آه كلا ، أنت مخطئ فى هذا .
استراجون : ماذا فعلنا لأمس ؟
فلاديمير : ماذا فعلنا بالأمس ؟
استراجون : نعم .
فلاديمير : لماذا .. ( بغضب ) ليس هناك شيء أكيد عندما تدخل فى الموضوع .
استراجون : فى رأيي أننا هنا ...
فلاديمير : ( ينظر فى حذائه ) هل تذكر المكان ؟
استراجون : إننى لم أقل ذلك .
فلاديمير : حسناً ؟
استراجون : لا أهمية لذلك ..
فلاديمير : كل شيء كما هو .. تلك الشجرة ( يستدير صوب الجمهور ) تلك الأرض الموحلة ..
استراجون : هل أنت واثق أنه هذا المساء ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : الذى علينا أن ننتظر فيه .
فلاديمير : لقد قال يوم السبت .. ( فترة صمت ) أظن ..
استراجون : تظن ..
فلاديمير : لا بد أننى أخذت مذكرة باليوم ..
( يبحث فى جيوبه ويخرج منها أشياء متنوعة لا قيمة لها .. )
استراجون : ( بمرارة ) ولكن أى سبت؟ وهل اليوم يوم السبت ؟ ألا يبدو عليه أنه الأحد ؟ ( فترة صمت ) أو الجمعة ؟
فلاديمير : ( ينظر مضطرباً فيما حوله ، كما لو أن التاريخ كان مرتسماً على المنظر أمامه ) ليس محتملاً .
استراجون : أو الخميس ؟
فلاديمير : ماذا سنفعل ؟
استراجون : لو أنه أتى بالأمس ولم نكن هنا ، فتأكد أنه لن يأتى اليوم ثانية .
فلاديمير : ولكنك تقول أننا كنا هنا بالأمس .
استراجون : قد أكون مخطئاً ( فترة صمت ) دعنا نتوقف عن الحديث دقيقة واحدة . هل تمانع؟
فلاديمير : ( بضعف ) وهو كذلك ( يجلس استراجون على الكومة . يمشى فلاديمير مهتاجاً جيئة وذهاباً ويتوقف بين الحين والآخر ليحدق فى البعد أمامه .. يستغرق استراجون فى النوم .. يتوقف فلاديمير أمام استراجون ) جوجو .. جوجو .. جوجو ..
( يستيقظ استراجون فزعاً )
استراجون : ( وقد أعيد إلى بشاعة وضعه السالف ) لقد كنت نائماً ( بنبرة يشيع فيها التأنيب ) لماذا لا تدعنى أنام أبداً ؟
فلاديمير : أحسست بالوحدة ..
استراجون : لقد رأيت حلماً ..
فلاديمير : لا تقصه علىّ ..
استراجون : حلمت أن ....
فلاديمير : لا تقصه علىّ ..
استراجون : ( يشير تجاه الفضاء ) أفى هذا الكفاية بالنسبة لك ( صمت ) ليس هذا بسلوك طيب من جانبك يا ديدى . لمن إذن أقص أحلامى المزعجة إذا لم أستطع أن أقصها عليك ؟
فلاديمير : فلتظل خاصة بك . أنت تعرف أننى لا أستطيع أن أتحمل هذا .
استراجون : ( ببرود ) أفكر فى بعض الأحيان فيما لو كان من الأفضل أن ننفصل عن بعضنا بعضاً
فلاديمير : إنك لن تذهب بعيداً ..
استراجون : سيكون ذلك أمراً سيئاً جداً ، سيئاً جداً فى الحقيقة ( فترة صمت ) ألن يكون يا ديدى سيئاً جداً فى الحقيقة ؟ ( فترة صمت ) عندما تفكر فى جمال هذا المكان ، وفى طيبة أولئك المسافرين على أقدامهم ( فترة صمت .. مستحثاً إياه ) أليس كذلك يا ديدى ؟
فلاديمير : هدئ من نفسك .
استراجون : ( بتعالى ) هدئ .. هدئ .. كل الناس المحترمين يقولون هدئ ( فترة صمت ) هل تعرف قصة الرجل الإنجليزى فى بيت البغاء ؟
فلاديمير : نعم .
استراجون : قصها علىّ .
فلاديمير : آه ، كف عن هذا .
استراجون : يحكى أن إنجليزياً كان قد شرب أكثر من المعتاد وذهب إلى بيت من بيوت البغاء وهناك سألته القوادة ما إذا كان يريد فتاة شقراء أو سمراء . أو ذات شعر أحمر . استمر .
فلاديمير : كف عن هذا .
( يخرج فلاديمير مسرعاً . ينهض استراجون ويتبعه حتى يصل إلى طرف المسرح . يأتى استراجون بإشارات شبيهة بتلك التى يأتى بها مشجع لأحد الملاكمين . يدخل فلاديمير ، ويمضى فى طريقه ملامساً استراجون ، ويجتاز المسرح برأس مائلة . يتقدم استراجون خطوة فى اتجاهه )
استراجون : ( برفق ) هل أردت أن تتحدث إلىّ ؟ ( صمت . ويتوقف )
( يتقدم استراجون خطوة إلى الأمام ) هل كان لديك ما تقوله لى ؟ ( صمت .. خطوة أخرى إلى الأمام ) ديدى ..
فلاديمير : ( دون أن يستدير ) ليس لدىّ ما أقوله لك .
استراجون : ( خطوة إلى الأمام ) هل أنت غاضب ؟ ( صمت . خطوة إلى الأمام ) إغفر لى ( صمت .. خطوة إلى الأمام .. يضع استراجون يده على كتف فلاديمير ) هيا يا ديدى ( صمت ) أعطنى يدك ( فلاديمير يلين .. يتعانقان .. يتراجع استراجون متقززاً ) تفوح منك رائحة الثوم ..
فلاديمير : إنه مفيد للكلى ( صمت . ينظر استراجون باهتمام إلى الشجرة ) ماذا نفعل الآن ؟
استراجون : ننتظر ..
فلاديمير : نعم ، ولكن بينما ننتظر ..
استراجون : ماذا لو شنقنا أنفسنا ؟
( يهمس فلاديمير فى أذن استراجون . يبدو استراجون فى حالة قصوى من الإثارة )
فلاديمير : مع كل ما يتبع ذلك ، فحينما يسقط ينمو نبات الماندريك . وهذا هو السبب فى أن هذا النبات يصرخ عالياً حينما تجذبه بقوة . ألا تعرف ذلك ؟
استراجون : دعنا نشنق أنفسنا حالاً .
فلاديمير : على فرع من فروع الشجرة ؟ ( يتجهان صوب الشجرة ) لا أثق فى قوة إحتماله ..
استراجون : بإمكاننا دائماً أن نحاول .
فلاديمير : هيا إذن .
استراجون : بعدك ..
فلاديمير : لا لا .. أنت أولاً .
استراجون : لماذا أنا ؟
فلاديمير : أنت أخف منى .
استراجون : بالضبط ..
فلاديمير : لست أفهم .
استراجون : استخدم ذكاءك ، ألا تستطيع ؟
( يستخدم فلاديمير ذكاءه )
فلاديمير : أما زلت عاجزاً عن الفهم ؟
استراجون : هذه هى الطريقة التى تفكر بها ( يفكر ) الفرع .. الفرع ( بغضب ) استخدم عقلك ، ألا تستطيع ؟
فلاديمير : أنت أملى الوحيد .
استراجون : ( بجهد ) جوجو خفيف .. الفرع لن ينكسر .. جوجو ميت .. ديدى ثقيل .. الفرع ينكسر .. ديدى وحيد بينما ..
فلاديمير : لم أفكر فى هذا الأمر .
استراجون : لو تحملك فسوف يتحملنى .
فلاديمير : وهل أنا أثقل منك ؟
استراجون : لقد قلت لى هذا .. لست أدرى .. هناك فرصة متكافئة .. أو تكاد تكون ..
فلاديمير : حسناً . ماذا نفعل ؟
استراجون : لا تدعنا نفعل شيئاً .. هذا أكثر أمناً ..
فلاديمير : دعنا ننتظر ونرى ما يقول .
استراجون : من ؟
فلاديمير : جودو .
استراجون : فكرة طيبة .
فلاديمير : دعنا ننتظر حتى نعرف بالضبط كيف نتصرف .
استراجون : ومن ناحية أخرى قد يكون من الأفضل أن ننتهز الفرصة .
فلاديمير : إننى شغوف بسماع ما سوف يقدمه لنا من نصح وعندئذ إما أن نقبله أو نرفضه ..
استراجون : ما هو بالضبط ذلك الذى سألناه أن يفعله من أجلنا ؟
فلاديمير : ألم تكن هناك ؟
استراجون : لا بد أننى لم أكن منصتاً ..
فلاديمير : أوه .. ليس هناك شيء محدد تماماً ..
استراجون : نوع من الصلاة .
فلاديمير : بالدقة .
استراجون : ابتهال غامض .
فلاديمير : بالضبط .
استراجون : وبماذا أجاب ؟
فلاديمير : إنه سوف ينظر فى الأمر .
استراجون : وأنه لا يستطيع أن يعد بشيء ..
فلاديمير : وأن عليه أن يفكر فى الموضوع .
استراجون : فى ظل سكينة منزله .
فلاديمير : حيث يستشير عائلته .
استراجون : وأصدقاءه ..
فلاديمير : ووكلاءه .
استراجون : ومراسليه .
فلاديمير : وكتبه .
استراجون : وحساباته .
فلاديمير : قبل أن يتخذ قراره .
استراجون : وهذا شيء عادى .
فلاديمير : أليس كذلك ؟
استراجون : أظن أنه كذلك .
فلاديمير : وأنا أيضاً أظن أنه كذلك . ( صمت )
استراجون : ( قلقاً ) ونحن ؟
فلاديمير : أستميحك عذراً ؟
استراجون : قلت ، ونحن ؟
فلاديمير : لست أفهم ..
استراجون : كيف ندخل ؟
فلاديمير : ندخل ؟
استراجون : نعم .
فلاديمير : ندخل ؟ على أيدينا وركبنا ..
استراجون : بهذا الوضع السيء ؟
فلاديمير : تريد سيادتك أن تدّعى لنفسك حقوقه ؟
استراجون : ألم يعد لنا بعد أى حقوق ؟
( ضحكة من فلاديمير يكبتها كما حدث من قبل ، يبتسم ولا يتخلى عن ابتسامته فجأة كما سبق )
فلاديمير : أنت تدفعنى إلى الضحك ، لو لم يكن ذلك محرّماً .
استراجون : هل فقدنا حقوقنا ؟
فلاديمير : لقد تخلينا عنها .
( صمت يبقيان بلا حراك ، أذرعتهما مدلاة ، رأساهما منحنيتان ، وركبتاهما مرتخيتان )
استراجون : ( بضعف ) هل نحن غير مرتبطين ؟ ( فترة صمت ) هل نحن غير ....
فلاديمير : ( رافعاً يده ) انصت .
( ينصتان وقد تصلبا بطريقة مضحكة )
استراجون : لا أسمع شيئاً .
فلاديمير : صمتاً ، ( ينصتان يفقد استراجون توازنه ويكاد يقع ، يتعلق بذراع فلاديمير الذى يترنح فى وقفته ) ولا أنا .
( يتنفسان الصعداء .. يسترخيان وينفصلان )
استراجون : لقد أفزعتنى .
فلاديمير : لقد ظننت أنه هو .
استراجون : من ؟
فلاديمير : جودو .
استراجون : أف . الريح تتخلل الحشائش .
فلاديمير : كان بإمكانى أن أقسم أننى سمعت صيحات .
استراجون : ولماذا يصيح ؟
فلاديمير : ليستحث حصانه .
( صمت )
استراجون : أنا جائع .
فلاديمير : هل تريد جزرة ؟
استراجون : هل هذا هو كل ما هنالك ؟
فلاديمير : قد يكون معى بعض اللفت .
استراجون : أعطنى جزرة ( يبحث فلاديمير فى جيوبه ، ويستخرج لفتة يعطيها لإستراجون الذى يقضمها بغضب ) إنها لفتة .
فلاديمير : أوه عفواً . كان بإمكانى أن أقسم أنها جزرة .. ( يبحث من جديد فى جيوبه ، ولا يجد شيئاً سوى لفت ) كل ما معى لفت ( يبحث ) لا بد أنك أكلت الأخيرة ( يبحث ) انتظر ، لقد وجدتها .. ( يستخرج جزرة ويعطيها لإستراجون ) ها هى ذى يا صديقى العزيز ( استراجون يمسحها فى كمه ويبدأ فى أكلها ) دعها تستمر طويلاً ، هذه آخر جزرة معى ..
استراجون : ( يمضغ ) لقد وجهت إليك سؤالاً ..
فلاديمير : آه ..
استراجون : هل أجبت ؟
فلاديمير : كيف وجدت الجزرة ؟
استراجون : إنها جزرة .
فلاديمير : هذا أفضل ، هذا أفضل ( فترة صمت ) ماذا كنت تريد أن تعرف ؟
استراجون : لقد نسيت ( يمضغ ) هذا ما يضايقنى ( ينظر إلى الجزرة معجباً بها ، مدلياً إياها من بين السبابة والإبهام ) .. لن أنسى هذه الجزرة أبداً ( يمتص نهايتها وهو مستغرق فى التفكير ) آه نعم ، لقد تذكرت الان ..
فلاديمير : حسناً ؟
استراجون : ( فمه ممتلئ ، بنغمة معدومة التعبير ) هل نحن غير مرتبطين ؟
فلاديمير : لا أسمع كلمة واحدة مما تقول .
استراجون : ( يمضغ ويبتلع ) إننى أسألك ما إذا كنا مرتبطين ..
فلاديمير : مرتبطين ؟
استراجون : مر .. تبطين ..
فلاديمير : ماذا تعنى بقولك مرتبطين ؟
استراجون : مرتبطين ..
فلاديمير : ولكن بمن . بواسطة من ؟
استراجون : برجلك .
فلاديمير : بجودو ؟ مرتبطين بجودو ؟ يالها من فكرة .. لا تسأل عن هذا ( فترة صمت ) الآن .
استراجون : اسمه جودو ؟




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:45

فلاديمير : أظن ذلك .
استراجون : تخيل هذا ( يرفع ما تبقى من الجزرة بواسطة ورقة من فرع عالق بها ، ويفركها فتدور أمام عينيه ) .. أمر مضحك . كلما أكلت منها اصبحت اكثر مرارة .
فلاديمير : بالنسبة لى العكس تماماً .
استراجون : وبمعنى آخر ؟
فلاديمير : إننى آلف القذارة كلما مضيت فيها .
استراجون : (بعد تفكير طويل) هل هذا هو العكس ؟
فلاديمير : مسألة مزاج ..
استراجون : مسالة شخصية ..
فلاديمير : لا نستطيع أن نفعل شيئاً ..
استراجون : لا فائدة من النضال .
فلاديمير : الإنسان هو الإنسان .
استراجون : لا جدوى من التملص .
فلاديمير : الشيء الجوهرى لا يتغير .
استراجون : لا فائدة ( يقدم بقية الجزرة إلى فلاديمير ) تحب أن تأتى عليها؟
( صرخة حادة قريبة منهما . تسقط الجزرة من استراجون .. يبقيان بلا حراك ثم يندفعان فجأة صوب جانب المسرح . يقف استراجون فى منتصف الطريق . يجرى عائداً ، يلتقط الجزرة ويدسها فى جيبه ويرجع فى اتجاه فلاديمير الذى ينتظره ، يتوقف مرة ثانية ، يجرى عائداً ، يلتقط فردة حذائه ، يلحق بفلاديمير . ينتظران وقد التصقا بعضهما وانحنت أكتافهما ، مبتعدين عن مصدر التهديد ..
يدخل بوز ولاكى ، بوزو يسوق لاكى بواسطة حبل مربوط حول عنقه ، مما يجعل لاكى هو الذى يظهر أولاً ، متبرماً بالحبل الطويل إلى الحد الذى يسمح له بالوصول إلى منتصف المسرح قبل أن يظهر بوزو . يحمل لاكى حقيبة ثقيلة ، ومقعداً لا ظهر له من النوع الذى يطول ويُنشر وسلة بها بعض الطعام ومعطفاً .. بوزو يحمل سوطاً )
بوزو : ( من خارج المسرح ) إلى الأمام ( فرقعة سوط .. يظهر بوزو .. يعبران المسرح . يمر لاكى أمام فلاديمير واستراجون ويخرج . عندما يرى بوزو فلاديمير واستراجون يتوقف عن المسير ، يصبح الحبل مشدوداً .. يجذبه بوزو بعنف ) إلى الخلف .. ( صوت ناشئ عن سقوط لاكى بما يحمله من متاع ، يستدير فلاديمير واستراجون تجاهه ، تتنازعهما رغبة فى الذهاب لمساعدته ، وخوف من أن يكون فى ذلك تدخل فيما لا يعنيهما . يتقدم فلاديمير خطوة تجاه لاكى ، ويشده استراجون من أكمامه )
فلاديمير : دعنى .
استراجون : إلزم مكانك ..
بوزو : كن حذراً . إنه شرير ( يستدير فلاديمير واستراجون تجاه بوزو ) مع الغرباء .
استراجون : ( بصوت خفيض ) هل هو ذاك ؟
فلاديمير : من ؟
استراجون : ( محاولاً تذكر الإسم ) أقصد ..
فلاديمير : جودو؟
استراجون : نعم .
بوزو : أقدم لكما نفسى : بوزو ..
فلاديمير : ( لإستراجون ) ليس هو .
استراجون : ( على استحياء لبوزو ) لست جودو يا سيدى ؟
بوزو : ( بصوت مرعب ) أنا بوزو ( صمت ) ألا يعنى هذا الإسم شيئاً بالنسبة لك ؟
( ينظر فلاديمير واستراجون لبعضهما نظرة تساؤل )
استراجون : ( متظاهراً بالبحث ) بوزو .. بوزو ..
فلاديمير : ( مثله ) بوزو .. بوزو ..
بوزو : ب ب ب وزززو ..
استراجون : آه ، بوزو .. دعنى أتذكر . بوزو ..
فلاديمير : هل هو بوزو أم جوزو ؟
استراجون : بوزو .. كلا .. أظن أننى .. كلا .. لا يبدو أننى ..
( يتقدم بوزو منهما مهدداً )
فلاديمير : ( مهدئاً ) عرفت يوماً عائلة باسم بوزو .. وكانت الأم تعانى من الأورام .
استراجون : ( بسرعة ) لسنا من هذه النواحى يا سيدى ..
بوزو : ( متوقفاً ) أنتما آدميان مع كل هذا ( يضع نظارته على عينيه ) بقدر ما يستطيع المرء أن يرى( يرفع نظارته ) من نفسى فصيلتى ( ينفجر فى ضحكة هائلة ) من نفسى فصيلة بوزو .. مصنوعان على صورة الله .
فلاديمير : حسناً أنت ترى .
بوزو : ( بلهجة آمرة ) من هو جودو؟
استراجون : جودو ؟
بوزو : لقد ظننتنى جودو .
استراجون : أوه . كلا يا سيدى ، لم يحدث هذا مطلقأ يا سيدى .
بوزو : من هو ؟
فلاديمير : أوه . أنه .. أشبه بواحد من معارفنا ..
استراجون : لا . أننا لا نكاد نعرفه .
فلاديمير : حقاً .. أننا لا نعرفه تماماً .. ولكن لا أهمية لهذا ..
استراجون : أننى شخصياً لا أستطيع حتى أن أعرفه لو رأيته .
بوزو : ولكنك ظننتنى هو .
استراجون : ( يتراجع أمام بوزو ) هذا يعنى .. أنت تفهم .. القلق .. التوتر .. الإنتظار .. أننى أعترف .. لقد تصورت .. للحظة من الزمن ..
بوزو : الإنتظار ؟ إذن فقد كنتما فى انتظاره ؟
فلاديمير : حسناً أنت ترى .
بوزو : هنا ؟ فوق أرضى ؟
فلاديمير : لم نقصد أن نسبب أى ضرر مهما كان ..
استراجون : لقد كان قصدنا طيباً .
بوزو : الطريق مسموح به للجميع .
فلاديمير : تلك هى الكيفية التى نظرنا بها إليه .
بوزو : أنها الفضيحة . ولكن ها أنت ..
استراجون : لا نستطيع أن نفعل شيئاً .
بوزو : ( بإشارة مترفعة ) دعونا نترك هذا الموضوع جانباً .. ( يجذب الحبل ) انهض يا خنزير .. ( فترة صمت ) . كل مرة يسقط فيها يستغرق فى النوم ( يجذب الحبل ) انهض يا قذر .. ( صوت لاكى وهو ينهض ويجمع متاعه . بوزو يجذب الحبل ) إلى الخلف ( يدخل لاكى وهو سائراً بظهره ) قف .. ( لاكى يقف ) در .. ( لاكى يستدير .. يقول لفلاديمير واستراجون بأدب ) أيها السيدان ، إننى سعيد بلقائكما ( قبل أن يبين التكذيب على وجهيهما ) نعم ، نعم سعيد بمنتهى الإخلاص .. ( يجذب الحبل ) اقترب ( لاكى يتقدم ) قف . ( لاكى يقف . لفلاديمير واستراجون ) نعم ، الطريق يبدو طويلاً عندما يقطعه المرء وحيداً لمدة .. ( ينظر إلى ساعته ) .. نعم .. ( يحسب ) نعم .. ست ساعات ، هذا صحيح .. ست ساعات حتى النهاية وليس هناك شخص واحد تقع عليه العين ( للاكى ) المعطف ( لاكى يضع الحقيبة على الأرض ، يتقدم، يعطيه المعطف ، يعود إلى مكانه ويحمل الحقيبة ) .. امسك هذا ( يمد بوزه يده بالسوط . لاكى يتقدم ، ولما كانت يداه مشغولتين ، يأخذ السوط بين شفتيه ثم يعود مكانه . يبدأ بوزو فى إرتداء المعطف ، يتوقف ) المعطف ( يضع لاكى الحقيبة والسلة والمقعد على الأرض ويتقدم ، ويساعد بوزو فى ارتداء معطفه ، ويعود أدراجه إلى مكانه ويمسك بالحقيبة والسلة والمقعد ) هناك لمسة برد خفيفة فى الجو هذا المساء ( ينتهى بوزو من إحكام أزرار معطفه ، ينحنى متفحصاً نفسه ثم ينتصب فى وقفته ) السوط ( لاكى يتقدم ، ينحنى ، ويختطف بوزو السوط من فمه ويعود بوزو إلى موضعه ) نعم أيها السيدان ، أننى لا أستطيع أن أمشى فى طريقى لمدة طويلة بدون صحبة أشباهى . ( يضع نظارته على عينيه وينظر إلى الشبيهين ) حتى لو لم يكن الشبه تاماً ( يضع نظارته ) المقعد . ( لاكى يضع الحقيبة والسلة على الأرض ، يتقدم ، يفرد المقعد ، يضعه على الأرض ، يعود إلى مكانه ، ويحمل الحقيبة والسلة ) اقترب قليلاً ، ( يجلس بوزو على المقعد ويغرس نهاية سوطه فى صدر لاكى ويدفعه ) إلى الخلف ( يبتعد لاكى خطوة إلى الخلف ) إبعد ( يبتعد لاكى خطوة أخرى إلى الخلف ) قف ( لاكى يقف . لفلاديمير واستراجون ) هذا هو السبب الذى انتوى من أجله – بعد إذنكما – أن أقضى معكما بعض الوقت قبل أن أمضى فى رحلتى . السلة ( لاكى يتقدم ، يعطى السلة لبوزو ويعود إلى مكانه ) ابتعد ( يبتعد لاكى خطوة إلى الخلف ) رائحته بشعة . أتمنى لكما ايامأ سعيدة .. ( يشرب من الزجاجة ويضعها على الأرض ، ويبدأ فى الأكل . صمت . يبدأ فلاديمير واستراجون فى الدوران حول لاكى ، بحذر فى أول الأمر ، ثم بمزيد من الجرأة ، ويأخذان فى تفحصه من جميع الجهات . يأكل بوزو دجاجته بنهم ، ملقياً العظام بعيداً عنه بعد أن يمتصها . يتراخى لاكى فى وقفته شيئاً فشيئاً حتى تلامس الحقيبة والسلة الأرض ، ثم ينتصب فى وقفته فجأة ويبدأ فى التراخى من جديد .. منظره مثل منظر من ينام وهو واقف على قدميه )
استراجون : ماذا يؤلمه ؟
فلاديمير : يبدو متعباً .
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
فلاديمير : من أين لى أن أعرف أأاا
. ( يقتربان منه ) كن حذراً .
استراجون : قل له شيئاً .
فلاديمير : أنظر .
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : ( مشيراً ) عنقه .
استراجون : ( ناظراً إلى عنقه ) لا أرى شيئاً ..
فلاديمير : هنا .
( استراجون ينتقل إلى جانب فلاديمير )
استراجون : حقاً .
فلاديمير : قرحة تنزف .
استراجون : إنه الحبل .
فلاديمير : إنه الإحتكاك .
استراجون : لا بد ..
فلاديمير : إنها العقدة ..
استراجون : إنه الإلتهاب .. ( يستأنفان فحصهما ، ويستقران على الوجه )
فلاديمير : ليس قبيح المنظر ..
استراجون : ( هازاً كتفيه ، ويبدو على وجهه الإشمئزاز ) أهذا رأيك ؟
فلاديمير : أقرب إلى الإناث ..
استراجون : أنظر إلى اللعاب .
فلاديمير : شيء لا بد منه ..
استراجون : أنظر إلى البلل حول شفتيه ..
فلاديمير : ربما كان معتوهاً .
استراجون : أبله .
فلاديمير : ( ينظر بإمعان ) يبدو أنه يعانى من تضخم فى اللوزتين .
استراجون : ( مثله ) ليس هذا أكيداً .
فلاديمير : إنه يلهث .
استراجون : لا بد .
فلاديمير : وعيناه .
استراجون : ماذا عنهما ؟
فلاديمير : بارزتان من رأسه ..
استراجون : يبدو لى أنه يلفظ آخر أنفاسه ..
بوزو : دعه فى حاله . ( يلتفتان إلى بوزو ، الذى يمسح فمه )
فلاديمير : ليس بالضرورة ( فترة صمت ) اسأله سؤالاً ..
استراجون : أيكون هذا شيئاً طيباً ؟
فلاديمير : ماذا تخسر؟
استراجون : ( على استحياء ) يا سيد ..
فلاديمير : إرفع صوتك ..
استراجون : ( بصوت أعلى ) يا سيد ..
بوزو : دعه فى سلام ( يستديران إلى بوزو الذى يمسح فمه بظهر يده بعد ان أتم طعامه ) ألا ترى أنه يريد أن يستريح . السلة ( يشعل عود ثقاب ويبدأ فى إشعال غليونه .. ينظر إلى طعام الدجاجة المتناثرة على الأرض ويحدق فيها بنهم . ولما لا يتحرك لاكى ، يلقى بوزو بعود الثقاب غاضباً ويجذب الحبل ) .. السلة يا خنزير ( يوشك لاكى على السقوط .. يستعيد حواسه ، يتقدم ، يضع الزجاجة فى السلة ويعود إلى مكانه ، يحدق استراجون إلى العظام .. يشعل بوزو عوداً آخر ويشعل غليونه ). ماذا تنتظر منه ، ليس هذا بعمله ( يجذب أنفاساُ من غليونه ويمد قدميه إلى الأمام ) آه هذا أفضل ..
استراجون : ( على استحياء ) من فضلك يا سيدى ..
بوزو : ماذا أيها الرجل الطيب ؟
استراجون : أيـ .... هل انتهيت من الـ .. أيـ .. لست بحاجة إلـ .. أيـ .. العظام يا سيدى ؟
فلاديمير : ( مصعوقاً ) أما كان يمكنك أن تنتظر؟
بوزو : كلا كلا .. أنه يحسن صنعاً بسؤاله . هل أنا بحاجة إلى العظام ؟ ( يحركها بطرف سوطه ) كلا ، أنا شخصياً لست بحاجة إليها بعد الآن ( يخطو استراجون خطوة فى اتجاه العظام ) ولكن ( يتوقف استراجون ) .. ولكن العظام يجب أن تكون من الناحية النظرية من نصيب الحمّال . وعلى هذا فهو الشخص الذى يوجه إليه السؤال .. ( يستدير استراجون تجاه لاكى ، ويتردد ) هيا ، هيا ، اسأله .. لا تخف ، فسوف يجيبك ..
( يذهب استراجون ناحية لاكى ، ويقف أمامه )
استراجون : يا سيد .. بعد إذنك يا سيد ..
بوزو : الكلام يوجه لك يا خنزير .. أجب ( لإستراجون ) حاول من جديد ..
استراجون : بعد إذنك يا سيد ، العظام ، هل ستكون بحاجة إلى العظام ؟
( ينظر لاكى طويلاً إلى استراجون )
بوزو : ( بفرح شديد ) يا سيد ( يحنى لاكى رأسه ) أجب .. أجب .. هل تريدها أم لا ؟ ( صمت من لاكى .. لاستراجون ) إنها من نصيبك ( يندفع استراجون إلى العظام ، يلتقطها ويبدأ فى قضمها )هذا يشغل بالى . لا أذكر أبداً أنه رفض عظمة من قبل ( ينظر بقلق إلى لاكى ) سيكون شيئاً طريفاً لو أنه سقط أمامى مريضاً . ( ينفث الدخان من غليونه )
فلاديمير : ( منفجراً ) أنها لفضيحة .
( صمت . يتوقف استراجون عن القضم مشدوهاً وينظر إلى بوزو وفلاديمير كل بدوره . بوزو هادئ فى الظاهر .. فلاديمير محرج )
فلاديمير : ( منطلقاً فى كلمات متقطعة ) أن تعامل رجلاً .. ( يشير إلى لاكى ) .. على هذا النحو .. إننى أعتقد .. كلا .. انسان .. إنها لفضيحة .
استراجون : ( لا يريد أن يغلب ) إنه لعار .. ( يستأنف قضمه )
بوزو : إنك عنيف ( لفلاديمير ) كم عمرك . لو لم يكن هذا سؤالاً وقحاً ( صمت ) ستون ؟ سبعون ؟ ( يوجه الكلام لاستراجون ) كم تظن عمره ؟
استراجون : أحد عشر عاماً .
بوزو : إننى وقح ( ينفض غليونه ضارباً به على سوطه وينهض ) يجب أن أرحل . أشكركما على مجيئكما ( يفكر ) هذا إذا لم أدخن غليوناً آخر قبل أن أذهب . ماذا تريان ( لا يقولان شيئاً ) أوه إننى مدخن بسيط جداً . مدخن بسيط جداً . وليس من عادتى أن أدخن غليونين واحداً بعد الآخر . إنه يجعل ( يضع يده على قلبه متنهداً ) قلبى يضطرب فى نبضاته ( فترة صمت ) إنه النيكوتين ، إن الإنسان يبتلعه على الرغم من احتياطاته ( يتنهد ) أنتما تعرفان هذا الأمر ( صمت ) ولكن ربما لا تدخنان ؟ نعم ، لا ؟ ليس لهذا أهمية ( صمت ) ولكن كيف استطيع الآن أن أجلس بلا افتعال ، وقد نهضت قائماً . دون أن يبدو على أننى – كيف أقول – دون أن يبدو أننى ترددت قليلاً ( لفلاديمير )أستميحك عذراً ( صمت ) ربما لم تتكلم ؟ ( صمت ) ليس لهذا أهمية .. دعنى أرى .. ( يفكر )
استراجون : آه . هذا أفضل .
( يضع العظام فى جيبه )
فلاديمير : دعنا نذهب .
استراجون : هكذا سريعاً ؟
بوزو : لحظة واحدة ( يجذب الحبل ) المقعد ( يشير بسوطه .. لاكى يحرك المقعد ) إبعده ( يجلس . يعود إلى مكانه ) لقد فعلتها .
( يحشو غليونه )
فلاديمير : دعنا نغادر هذا المكان .
بوزو : أرجو ألا أكون السبب فى رحيلكما . انتظرا قليلاً ، لن تندما أبداً ..
استراجون : ( يستشف فعلاً من أفعال الخير ) لسنا فى عجلة من أمرنا .
بوزو : ( بعد أن يشعل غليونه ) الثانية ليست لذيذة .. ( يخرج الغليون من فمه ويتمعن فيه ) أعنى كالأولى ( يضع الغليون فى فمه ثانية ) ولكنها لذيذة على كل حال .
فلاديمير : إننى ذاهب .
بوزو : إنه لا يستطيع أن يتحمل وجودى بعد الآن . ربما لم أكن بالدقة انسانياً ، ولكن من يُعنى بذلك ؟ .. ( لفلاديمير ) فكر مرتين قبل أن تأتى بفعل متعجل .. افترض أنك ذهبت الآن ، بينما الوقت ما زال نهاراً ، فلا مجال لإنكار أن الوقت مازال نهاراً ( ينظرون جميعاً إلى السماء ) حسناً ( يتوقفون عن النظر إلى السماء ) ماذا يحدث فى هذه الحالة .. ( يخرج الغليون من فمه ، ويتفحصه ) – لقد انطفأ .. ( يعيد إشعال غليونه ) – فى هذه الحالة – ( ينفث الدخان ) فى هذه االحالة ( ينفث الدخان )ماذا يحدث فى هذه الحالة بالنسبة لموعدكما مع هذا الجودى .. جودو .. جودين .. أنتما تعرفان على أى حال من أعنى ، ذلك الذى يمسك بمستقبلكما بين يديه .. ( صمت ) مستقبلكما القريب على الأقل ؟
فلاديمير : كيف عرفت ؟
بوزو : إنه يتحدث إلى مرة أخرى . لو استمر هذا الأمر لأصبحنا صديقين فى لمح البصر .
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
بوزو : أنا أيضاً أكون سعيداً لو التقيت به .. كلما ازداد عدد الناس الذين ألتقى بهم ، زادت سعادتى .. إن المرء يخرج من لقائه بأحقر الناس أكثر حكمة وثراءاً ووعياً بنعمه الخاصة ، حتى أنتما ( ينظر إليهما كل بدوره ليجذب انتباههما إلى أنه يعنيهما معاً ) .. حتى أنتما ، من يعرف ، لقد أضفتما شيئاً إلى حصيلتى ..
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
بوزو : ولكن هذا يدهشنى ..
فلاديمير : إن سؤالاً يوجه إليك ..
بوزو : ( منشرحاً ) سؤال . ممن؟ . منذ لحظة مضت كنت تدعونى يا سيدى فى خشية وارتعاش ، والآن توجه إلىّ أسئلة ، لن ينتهى هذا الأمر نهاية طيبة ..
فلاديمير : ( لاستراجون ) أظن أنه ينصت ..
استراجون : ( يدور حول لاكى ) ماذا ؟
فلاديمير : يمكنك أن تسأله الآن ، إنه متيقظ .
استراجون : عن أى شيء أسأله ؟
فلاديمير : إسأله ، ألا تستطيع ؟
بوزو : ( وقد تتبع هذا الحديث المتبادل بانتباه ملهوف ، خشية أن يضيع السؤال ) هل تريد أن تعرف لماذا لا يضع أحماله ، كما تسميها ؟
فلاديمير : بالضبط ..
بوزو : ( لاستراجون ) أواثق أنت من موافقتك على هذا ؟
استراجون : إنه ينفخ مثل كلب البحر ..
بوزو : هذا هو الجواب ( لاستراجون ) ولكن لا تتحرك أرجوك ، إنك تثير أعصابى ..
فلاديمير : انتبه ..
استراجون : ماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : إنه على وشك أن يتكلم . ( ينتظران بلا حراك جنباً إلى جنب )
بوزو : حسناً ، هل استعد الجميع ؟ هل ينظر الجميع إلىّ ؟ .. ( ينظر إلى لاكى ، ويجذب الحبل ،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:50

يرفع لاكى رأسه ) هل لك أن تنظر إلىّ يا خنزير ( ينظر لاكى إليه ) حسناً .. ( يضع غليونه فى جيبه ويخرج بخاخة صغيرة يبخ بها حلقه ، ثم يضع البخاخة فى جيبه ، يتنحنح ويبصق ، يخرج البخاخة من جديد ويبخ بها حلقه ويضع البخاخة فى جيبه ) إننى مستعد . هل ينصت الجميع ؟ هل استعد الجميع ؟ ( ينظر إليهم جميعاً كل بدوره ، وآخرهم لاكى ، ويجذب الحبل ) يا قذر . ( يرفع لاكى رأسه ) لا أحب التحدث فى الفراغ . حسناً دعونى أرى ..
( يفكر )
استراجون : إننى ذاهب .
بوزو : ماذا أردت أن تعرف بالدقة ؟
فلاديمير : لماذا لا ... ؟
بوزو : ( غاضباً ) لا تقاطعنى ( فترة صمت . أكثر هدوءاً ) لو تكلمنا جميعاً فى نفس الوقت لما وصلنا أبداً .. ( فترة صمت ) ماذا كنت أقول ؟ ( فترة صمت .. بصوت أعلى ) ماذا كنت أقول ؟ ( يقلد فلاديمير منظر رجل يحمل حملاً ثقيلاً . ينظر بوزو إليه متحيراً )
استراجون : ( بقوة ) الأحمال . ( يشير إلى لاكى ) لماذا ؟ يحمل دائماً ( يتراخى فى وقفته لاهثاً ) لا يضعها أبداً ( يفتح يده وينتصب فى وقفته مستريحاً ) لماذا ؟
بوزو : آه . لماذا .. ألم تستطع أن تقول ذلك من قبل ؟ لماذا لا يريح نفسه ؟ فلنحاول أن نلقى الضوء على المسألة .. ألا يملك الحق فى ذلك ؟ بالتأكيد يملكه . من هذا ينتج أنه لا يريد . وهذا تفسير لأجلكما . ولماذا لا يريد ؟ ( فترة صمت ) أيها السيدان .. هذا هو السبب ..
فلاديمير : ( لاستراجون ) خذ ملحوظة بهذا ..
بوزو : إنه يريد أن يؤثر فىّ حتى أحتفظ به ..
استراجون : ماذا ؟
بوزو : ربما لم أوضح المسألة على وجهها الصحيح .. إنه يريد أن يهدئنى ، حتى أطرح عن نفسى فكرة التخلص منه .. كلا ، ليست هذه أيضاً هى المسألة بالضبط .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يريد أن يخدعنى ، ولكنه لن يفعل .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يتصور أنه عندما أرى كيف يحسن حمل الأشياء فسوف أميل إلى الإبقاء عليه فى هذه الحالة ..
استراجون : هل أخذت منه كفايتك ؟
بوزو : إنه فى الحقيقة يحمل من الأثقال ما لا يحمله سوى خنزير .. إنه ليس عمله .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : إنه يتصور أنى عندما أراه لا يصيبه الإنهاك ، فسوف أندم على قرارى . تلك هى مناورته الفاشلة كأنى أعانى نقصاُ من العبيد .. ( ينظر الثلاثة إلى لاكى ) أطلس ، أنت يا ابن جوبيتر ( صمت ) حسناً ، هذا ما أعتقد . هل هناك أسئلة أخرى ؟ ( يستخدم البخاخة ) .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : لاحظ أنه كان من الممكن بمنتهى السهولة أن يتبادل كل منا مكانه مع الآخر . لو لم تشأ الصدفة عكس ذلك . لكل منا نصيبه .
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
( تقال هذه العبارة بطريقة مدغمة لا تُفهم أبداً )
بوزو : أستميحك عذراً ؟
فلاديمير : هل تريد أن تتخلص منه ؟
بوزو : نعم . ولكن بدلاً من طرده كما كان يمكننى أن أفعل ، فلقد رأيت عوضاً عن ذلك أن ألكزه فقط فى ظهره ، وها أنا مدفوعاً بطيبة قلبى أحضره إلى السوق ، حيث أرجو أن أحصل على ثمن جيد من وراء بيعه .. الحق أنك لا تستطيع أن تطرد مثل هذه المخلوقات .. أفضل شيء هو أن تقتلهم ..
( لاكى يبكى )
استراجون : إنه يبكى .
بوزو : للكلاب الهرمة كرامة أكثر من ذلك ( يمد يده بمنديله إلى استراجون ) هدئ من ثائرته طالما تشفق عليه ( استراجون يتردد ) هيا ( يأخذ استراجون المنديل ) امسح له دموعه ، فسوف يشعر أنه ليس وحيداً تماماً . ( يتردد استراجون )
فلاديمير : اسمع ، أعطنى إياه ، سأفعل أنا هذا الأمر .
( يرفض استراجون أن يعطيه المنديل .. حركات أطفال )
بوزو : اسرع ، قبل أن يتوقف . ( يقترب استراجون من لاكى ، ويمد يده ليمسح عينيه ، لاكى يلكزه بعنف فى كاحله يترك استراجون المنديل .. ويتقهقر مترنحاً على المسرح معولاً من الألم ) المنديل !
( يضع لاكى الحقيبة والسلة على الأرض ، يلتقط المنديل ، يعطيه لبوزو ، يعود إلى مكانه ، ويمسك بالحقيبة والسلة )
استراجون : أوه الخنزير ( يشد رجل سرواله ) لقد جعلنى كسيحاً .
بوزو : قلت لك إنه لا يحب الغرباء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:52

فلاديمير : ( لإستراجون ) أرنى . ( يطلعه استراجون على ساقه . لبوزو بغضب ) إنه ينزف .
بوزو : فأل حسن .
استراجون : ( يقف على ساق واحدة ) لن أمشى بعد الآن .
فلاديمير : ( بحنو ) سوف أحملك ( فترة صمت ) لو كان ذلك ضرورياً ..
بوزو : لقد توقف عن البكاء ( لإستراجون ) لقد أخذت مكانه فيما يبدو ( بشاعرية ) دموع العالم كمية ثابتة إذا بدأ واحد يبكى فى مكان ما ، توقف أحدهم عن البكاء فى مكان آخر ، نفس الشيء يحدث بالنسبة للضحك ( يضحك ) .. فلنمتنع إذن عن الحديث بسوء عن جيلنا ، فهو ليس أتعس فى شيء عن سابقيه ( صمت ) ولنمتنع أيضاً عن الحديث عنه بخير ( صمت ) لنمتنع عن الحديث على الإطلاق ( صمت ) صحيح أن نسبة السكان ارتفعت .
فلاديمير : حاول أن تمشى .
( استراجون يخطو بضع خطوات عرجاء ، يقف أمام لاكى ويبصق عليه ، ثم يذهب إلى الكومة ويجلس عليها )
بوزو : حسناً ، من الذى علمنى كل هذه الأشياء الجميلة .. ( فترة صمت . يشير إلى لاكى ) عزيزى لاكى ..
فلاديمير : ( ناظراً إلى السماء ) ألن يأتى الليل ؟
بوزو : لولاه لكانت كل أفكارى ومشاعرى متجهة إلى أشياء عادية ( فترة صمت . بعنف ) اتهامات وضيعة ( أهدأ ) جمال وعظمة وحقيقة من الطراز الأول ، كنت أعرف أنها جميعاً أبعد من متناول يدى ، فانتهزت الفرصة .
فلاديمير : ( وقد انتزع من استغراقه فى تفحص السماء ) فرصة ؟
بوزو : كان ذلك منذ حوالى ستين عاماً مضت .. ( يستشير ساعته ) نعم حوالى ستين .. ( نافخاً نفسه بفخر ) لا يمكن أن تتصور أنه بهذا الهرم ( فلاديمير ينظر إلى لاكى ) إننى أبدو بالمقارنة به شاباً . كلا ؟ ( فترة صمت ) القبعة . ( يضع لاكى السلة على الأرض ويخلع قبعته . ينسدل شعره الأبيض الطويل على وجهه . يضع قبعته تحت ذراعه ويرفع السلة ) أنظر الآن ( يخلع بوزو قبعته . تبدو رأسه صلعاء تماماً . يضع قبعته على رأسه ثانية ) أرأيت ؟
فلاديمير : والآن أتطرده ؟ هذا الخادم المسن الوفى ..
استراجون : يا ابن البغى .
( يضطرب بوزو بشكل يتزايد أكثر فأكثر )
فلاديمير : بعد أن امتصصت كل ما به من خير ، إذا بك تطيح به بعيداً مثل .. مثل قشرة موز . حقاً ..
بوزو : ( يئن ، ويحك رأسه بيديه ) لا أستطيع أن أحتمل ذلك .. بعد الآن .. الطريقة التى يعيش بها .. ليس لديكما فكرة .. شيء رهيب . يجب أن يذهب ( يلوح بذراعيه ) .. أكاد أجن .. ( ينهار ورأسه بين كفيه ) لا أستطيع أن أحتمل بعد الآن ..
( صمت .. الجميع ينظرون إلى بوزو .. لاكى يرتجف )
فلاديمير : إنه لا يستطيع أن يحتمل .
استراجون : بعد الآن ..
فلاديمير : سوف يجن ..
استراجون : شيء رهيب .
فلاديمير : ( للاكى ) كيف تجسر . شيء كريه . هذا السيد الطيب أتصليه بهذا الشكل ؟ أبعد كل هذه السنين ؟ .. مدهش .
بوزو : ( يشهق ) لقد اعتاد أن يكون طيباً جداً .. معيناً جداً .. ومسلياً جداً .. ملاكى الطيب .. والآن . إنه يقتلنى .
استراجون : ( لفلاديمير ) هل يريد أن يحل محله ؟
فلاديمير : ماذا ؟
استراجون : هل يريد أن يحل محله أحداً أم لا ؟
فلاديمير : لا أظن ذلك ..
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : لست أدرى .
استراجون : سله .
بوزو : ( أهدأ ) أيها السيدان ، لست أدرى ما الذى اعترانى .. اغفرا لى . انسيا ما قلت ( يستعيد شخصيته السابقة شيئاً فشيئاً ) لست أذكر بالضبط ما قلته ولكن ثقا أن كلمة واحدة منه لم تكن صادقة ( نافخاً نفسه وضارباً على صدره ) هل أبدو كرجل يمكن أن يعانى شيئاً ؟ بصراحة ( يبحث فى جيوبه ) ماذا فعلت بغليونى ؟
فلاديمير : إننا نقضى أمسية رائعة ..
استراجون : لا تُنسى .
فلاديمير : ولم تنقض بعد ..
استراجون : من الواضح .
فلاديمير : إنها البداية فحسب ..
استراجون : شيء رهيب ..
فلاديمير : إنها أسوأ مما لو كنا فى المسرح .
استراجون : فى السيرك .
فلاديمير : فى الميوزيكهول.
استراجون : فى السيرك .
فلاديمير : مذا فعلت بغليونى ؟
استراجون : إنك مضحك للغاية . لقد فقد أليفته .
( يضحك بصوت مرتفع )
فلاديمير : سأعود سريعاً .
( يمشى إلى جانب المسرح )
استراجون : فى نهاية الممر ، على اليسار .
فلاديمير : إحجز لى مكانى . ( يخرج )
بوزو : لقد فقدت غليونى .
استراجون : ( يهتز بعنف من جراء الضحك ) سوف يقتلنى .
بوزو : ( ينظر أمامه ) ألم يحدث أن رأيت – ( يلاحظ غياب فلاديمير ) أوه . لقد ذهب .. دون أن يقول وداعاً .. كيف يستطيع .. كان عليه ان ينتظر ..
استراجون : كان لا بد أن ينفجر غيظاً .
بوزو : أوه ( فترة صمت ) أوه . حسناً إذن بالطبع .. فى هذه الحالة .
استراجون : تعال .
بوزو : لماذا ؟
استراجون : سترى .
بوزو : هل تريدنى أن انهض ..
استراجون : أسرع ( ينهض بوزو ويذهب إلى استراجون ) أنظر ..
بوزو : ( بعد أن يضع نظارته على عينيه ) أوه ، حقاً ..
استراجون : لقد انتهى الأمر .
( يدخل فلاديمير ، على وجهه مسحة من الحزن . يزيح لاكى بكتفه عن طريقه ، يضرب الكرسى بقدمه ، يروح ويغدو بإضطراب )
بوزو : ليس منشرحاً .
استراجون : ( لفلاديمير ) لقد فاتك شيء ممتع للأسف .
( يتوقف فلاديمير ، يضع الكرسى فى وضع معتدل ، يروح ويغدو ، أهدأ مما سبق )
بوزو : إنه يأخذ فى الهدوء ( ينظر حوله ) كل شيء يأخذ فى الهدوء ، سكون هائل يهبط علينا .. انصتا .. ( يرفع يده ) روح الطبيعة تنام .
فلاديمير : ألن يأتى الليل ؟
( ينظر الثلاثة إلى السماء )
بوزو : ألا تريد أن تذهب حتى يأتى الليل ؟
استراجون : حسناً ، أنت ترى .
بوزو : فعلاً ، إنه أمر طبيعى جداً ، طبيعى جداً ، لو كنت فى موضعكما ، وكان لدى موعد مع جودين .. جوديت .. جودو .. على أى حال أنتما تعرفان من أعنى ، لانتظرت حتى يهبط الليل قبل ان أمتثل ( ينظر إلى المقعد ) أود كثيراً لو جلست ، ولكنى لا أعرف بالضبط كيف أشرع فى هذا العمل .
استراجون : هل أستطيع أن أساعدك ؟
بوزو : لو طلبت منى .. ربما ..
استراجون : ماذا ؟
بوزو : لو طلبت منى أن أجلس ..
استراجون : أتكون هذه مساعدة ؟
بوزو : أظن ذلك .
استراجون : حسناً . تفضل واجلس يا سيدى ، أرجوك ..
بوزو : كلا كلا .. لا أريد .. ( فترة صمت . جانباً ) أطلب منى مرة ثانية ..
استراجون : هيا هيا .. إجلس أرجوك ، ستصاب بإلتهاب رئوى .
بوزو : أتظن ذلك حقاً ..
استراجون : ماذا .. هذا مؤكد .
بوزو : قد تكون على حق ( يجلس ) أشكرك يا صديقى العزيز ( يستشير ساعته ) ولكن لا بد أن أرحل فى الحال لو كان علىّ أن أتقيد بمواعيدى .
فلاديمير : لقد توقف الزمن .
بوزو : ( يضع ساعته على أذنه ) لا تصدق يا سيدى .. لا تصدق ( يضع ساعته فى جيبه ) كما تشاء ، ولكن ليس هذا .
استراجون : ( لبوزو ) كل شيء يبدو أمامه اليوم مظلماً ..
بوزو : فيما عدا السماء ( يضحك مسروراً بفكاهته ) ولكننى أرى حقيقة الأمر .. فأنتما لستما من هذه النواحى ، ولا تعرفان حتى الآن ما يفعل الشفق هنا .. هل أخبركما ؟ ( صمت . يقلب استراجون فردة حذائه لاهياً ، وكذلك يفعل فلاديمير بقبعته ، قبعة لاكى تسقط على الأرض دون أن ينتبه)
بوزو : لا أستطيع أن أرفض لكما طلباً ( يستخدم البخاخة ) انتبها من فضلكما ( يستمر استراجون وفلاديمير فى حركاتهما اللاهية ، ولاكى نصف نائم ، ، يضرب بوزو بسوطه فى الهواء بضعف ) ماذا جرى لهذا السوط ؟ ( ينهض واقفاً ويضرب به بقوة ، وينجح أخيراً .. لاكى يقفز من مكانه . تسقط قبعة فلاديمير وحذاء استراجون من أيديهما . بوزو يلقى بالسوط بعيداً ) لقد تهرّأ هذا السوط . ( ينظر إلى مستمعيه ) ماذا كنت أقول؟
فلاديمير : هيا نذهب .
استراجون : ولكن أتوسل إليك أن ترفع هذا الحمل عن قدميك . سوف تلقى حتفك .
بوزو : هذا صحيح ( يجلس . لاستراجون ) ما اسمك؟
استراجون : كاتلس .
بوزو : ( الذى لم ينصت إليه ) آه نعم . الليل .. ( يرفع رأسه ) ولكن أرجوكما أن تصغيا و إلا فلن نصل إلى نتيجة ( ينظر إلى السماء ) أنظروا ( ينظرون جميعاً إلى السماء فيما عدا لاكى الذى يغفو من جديد .. بوزو يجذب الحبل ) ألا تنظر إلى السماء يا خنزير . ( ينظر إلى السماء ) حسناً ، هذا كاف ، ( يكفون عن النظر إلى السماء ) ما هو الغريب فيها ؟ بوصفها سماء ؟ .. إنها شاحبة ومضيئة كأى سماء أخرى فى هذه الساعة من النهار .. ( فترة صمت ) فى هذه الجهات . ( فترة صمت ) عندما يكون الجو صحواً ( بشاعرية ) منذ ساعة مضت . ( ينظر إلى ساعته .. بنغمة عادية ) تقريباً ( بشاعرية ) بعد أن أمطرت منذ ذلك الحين ( يردد . بنغمة عادية ) منذ حوالى الساعة العاشرة صباحاً ( بشاعرية ) سيولاً لا يعتورها الإرهاق من الضوء الأحمر والأبيض ، لقد بدأت تفقد وميضها وتبدو شاحبة اللون ، ثم أكثر شحوباً ، أكثر شحوباً ، أكثر شحوباً إلى أن .... ( فترة صمت مشحونة . إشارة من يديه وقد ابتعدتا عن بعضهما ) ب ب ب ف ف ف انتهى . إنها تذهب لتستريح ( صمت ) ولكن ( يرفع يده محذراً ) – ولكن – خلف هذا النقاب من الرقة والسكينة يتجمع ( بصوت متهدج ) الليل وسوف ينقض علينا . ( يفرقع أصابعه ) بوب . مثل هذا . ( يخونه إلهامه ) فى الوقت الذى لا نتوقعه فيه .. ( صمت . بحزن ) هذا هو ما يحدث فوق هذه البقعة اللعينة من الأرض ..
( صمت طويل )
استراجون : ما دام المرء يعرف ما يريد ..
فلاديمير : فهو يستطيع أن ينتظر أفضل الفرص الممكنة ..
استراجون : إن الإنسان يعرف ذاك الذى يتوقعه ..
فلاديمير : فليس هناك داع إلى القلق ..
استراجون : فلننتظر ..
فلاديمير : لقد اعتدنا هذا ( يلتقط قبعته وينظر بداخلها ، يهزها ، ويضعها على رأسه )
بوزو : كيف وجدتمانى ؟ ( ينظر فلاديمير واستراجون إليه نظرة ساهمة ) حسن ؟ نوعا ً؟ لا بأس ؟ متوسط ؟ سيئ جداً ؟
فلاديمير : ( أول من يفهم ) أوه ، حسن جداً ، حسن جداً جداً جداً .
بوزو : ( لاستراجون ) وأنت يا سيدى ؟
استراجون : أوه ، خسن كداً ، خسن كداً كداً كداً .
بوزو : ( بحرارة ) شكراً أيها السيدان شكراً .. ( فترة صمت ) لقد كنت بحاجة ماسة إلى التشجيع ( فترة صمت ) لقد ضعفت إلى حد ما قرب النهاية .. ألم تلاحظا ذلك ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:55

فلاديمير : أوه . ربما كان ذلك إلى حد ضئيل جداً .
استراجون : ظننت أنه أمر مقصود ..
بوزو : أنتما تريان أن ذاكرتى تخوننى .. ( صمت )
استراجون : فى وسط كل هذا لا يحدث شيء أبداً ..
بوزو : هل سبّب لك حديثى ضيقاً ؟
استراجون : إلى حد ما .
بوزو : ( لفلاديمير ) وأنت يا سيدى ؟
فلاديمير : لقد استمتعت به إلى حد كبير ..
( صمت . بوزو يعانى من صراع داخلى )
بوزو : أيها السيدان ، لقد كنتما .. مهذبين معى ..
استراجون : العفو ..
فلاديمير : يا لها من فكرة ..
بوزو : نعم ، نعم ، لقد سلكتما مسلكاً رائعاً .. وإننى لأسأل نفسى هل هناك ما أستطيع أن أفعله بدورى من أجل هذين الصديقين الوفيين اللذين يقضيان هذا الوقت الباعث على الملل ..
استراجون : إن شلناً واحداً سيكون موضع ترحيب ..
فلاديمير : لسنا شحاذين ..
بوزو : إننى أسأل نفسى .. هل هناك ما أستطيع أن أفعله لأدخل عليهما السرور . لقد أعطيتهما عظاماً ، وحدثتهما عن هذا وذاك ، وفسرت ظاهرة الشفق ، هذا صحيح .. ولكن هل يعتبر هذا كافياً .. هذا ما يعذبنى . هل يعتبر هذا كافياً ؟
استراجون : ولو ست بنسات ..
فلاديمير : ( لاستراجون بغضب ) كفى هذا ..
استراجون : لا أقبل أقل من ذلك ..
بوزو : هل يعتبر هذا كافياً .. لاشك .. ولكننى من حزب الأحرار .. إنها طبيعتى .. هذا المساء . إنه أمر سيء بالنسبة إلىّ ( يجذب الحبل . لاكى ينظر إليه ) فسوف أعانى ولا شك من أجل هذا ( يلتقط السوط ) ماذا تفضلان ؟ هل أجعله يرقص أو يغنى أو يلقى شيئاً من الذاكرة أو يفكر ، أو ..
استراجون : من ؟
بوزو : من .. هل تعرفان كيف تفكران ، أنتما الإثنان ..
فلاديمير : هل يفكر ..
بوزو : بالتأكيد .. بصوت عال .. لقد فكر مرة بطريقة رائعة جداً ، وكان بإمكانى أن أنصت إليه لساعات طويلة .. الآن .. ( يرتجف ) إنه أمر سيء بالنسبة إلىّ على أى حال .. حسناً ، هل تريدانه أن يفكر فى شيء لنا ؟
استراجون : أفضل أن يرقص ، سيكون ذلك أدعى إلى التسلية ..
فلاديمير : ربما ..
استراجون : ألن يكون يا ديدى أدعى إلى التسلية ..
فلاديمير : افضّل أن أسمعه يفكر ..
استراجون : ربما يستطيع أن يرقص أولاً ثم يفكر بعد ذلك ، إذا لم يكن أكثر مما يحتمل ..
فلاديمير : ( لبوزو ) أهذا ممكن ؟
بوزو : بالطبع ، ليس هناك ما هو أبسط من ذلك .. إنه الوضع الطبيعى .. ( ضحكة قصيرة )
فلاديمير : إذن دعه يرقص ..
( صمت )
بوزو : هل تسمع يا قذر ؟
استراجون : ألا يرفض أبداً ؟
بوزو : لقد رفض مرة من قبل ( صمت ) أرقص يا تعس ..
( لاكى يضع القبعة والسلة على الأرض ويمشى فى اتجاه مقدمة المسرح ويواجه بوزو . يرقص لاكى . يتوقف )
استراجون : أهذا كل شيء ؟
بوزو : من جديد .
( يعيد لاكى نفسى الحركات . يتوقف )
استراجون : أف .. يمكننى أن افعل نفس الشيء .. ( يقلد لاكى ، ويكاد يسقط ) مع بعض التمرين ..
بوزو : لقد درج على أن يرقص الفاراندولا والفلنج والبرول والجيج والفاندانجو وحتى رقصة المزمار . أما الآن فهو يقفز . هذا أفضل ما بوسعه أن يفعل الآن . أتدريان ماذا يسمى هذه الرقصة ..
استراجون : عناء كبش الفداء ..
فلاديمير : كرسى التعذيب ..
بوزو : الشبكة ، إنه يعتقد أنه صيد فى الشبكة ..
فلاديمير : ( يبدو كمتذوق للفن ) إن فى الأمر شيئاً ..
( يبدو على لاكى أنه ذاهب لإستئناف حمل حقائبه )
بوزو : ( كما لو كان يخاطب جواداً ) و و و وا
(يتصلب لاكى فى وقفته)
استراجون : قل لنا عن المرة التى رفض فيها أن يرقص ..
بوزو : بكل سرور . ( يبحث فى جيوبه ) انتظر . ( يبحث ) ماذا فعلت برشاشتى .. ( يبحث ) حسناً ، هذا أسوأ ما .. ( يرفع عينيه ويبدو الأسى على قسمات وجهه .. بصوت خافت ) لا أستطيع أن أجد رشاشتى ..
استراجون : ( بصوت خافت ) رئتى اليسرى ضعيفة جداً .. ( يسعل بضعف . يقول بصوت قوى ) .. ولكن رئتى اليمنى سليمة كأنها جرس ..
بوزو : ( بصوت عادى ) لا أهمية لذلك .. ما لا يمكن علاجه لا بد من احتماله .. ماذا كنت أقول .. ( يفكر ) انتظر ( يفكر ) سأكون ( يرفع رأسه ) أعينانى ..
استراجون : انتظر .
فلاديمير : انتظر .
استراجون : انتظر ..
( يخلع الثلاثة قبعاتهم فى وقت واحد . ويضغطون بأيديهم على جبهاتهم ، يركزون تفكيرهم )
استراجون : ( منتصراً ) آه ..
فلاديمير : لقد وصل .
بوزو : ( بنفاد صبر ) حسناً .
استراجون : لماذا لا يضع أحماله على الأرض ؟
فلاديمير : هراء ..
بوزو : هل أنت متأكد ؟
فلاديمير : عليك اللعنة ، ألم تقل لنا منذ قليل ؟
بوزو : هل قلت لكما ؟
استراجون : هل قال لنا ؟
فلاديمير : على أى حال لقد وضعها على الأرض ..
استراجون : ( ينظر إلى لاكى ) وماذا فى الأمر ؟
فلاديمير : طالما أنه وضع أحماله على الأرض ، فمن المستحيل أن نسأل لماذا لا يفعل ذلك .
بوزو : برهان رائع .
فلاديمير : ولماذا وضعها على الأرض ؟
بوزو : أجبنا عن ذلك .
فلاديمير : لكى يرقص .
استراجون : هذا صحيح .
بوزو : هذا صحيح .
( صمت )
استراجون : لا شيء يحدث ، ما من انسان يأتى أو آخر يذهب .. شيء رهيب .
فلاديمير : ( لبوزو ) دعه يفكر .
بوزو : أعطه قبعته .
فلاديمير : قبعته ؟
بوزو : لا يستطيع أن يفكر بدون قبعته ..
فلاديمير : ( لاستراجون ) أعطه قبعته ..
استراجون : أنا .. ؟ بعد ما فعله بى .. مستحيل .
فلاديمير : سأعطيها أنا له .
( يلتقط القبعة ويمد يده بها بطول ذراعه إلى لاكى الذى لا يتحرك )
استراجون : ( لبوزو ) قل له أن يأخذها .
بوزو : من الأفضل أن تضعها على رأسه .
فلاديمير : سأضعها على رأسه ..
( يسير خلف لاكى بحرص ، ويقترب من ورائه بخفة ، ويضع القبعة على رأسه ويتراجع بهدوء .. لاكى لا يتحرك .. صمت )
استراجون : ماذا ينتظر ؟
بوزو : ابتعدا . ( فلاديمير واستراجون يبتعدان عن لاكى . بوزو يجذب الحبل ، لاكى ينظر إلى بوزو ) فكّر يا خنزير .. ( فترة صمت . يبدأ لاكى فى الرقص ) قف .. ( لاكى يقف ) إلى الأمام .. ( لاكى يتقدم ) قف .. ( لاكى يقف ) فكّر .. ( صمت )
لاكى : ومن ناحية أخرى بالنظر إلى ..
بوزو : قف .. ( لاكى يتوقف ) إلى الخلف .. ( يتحرك لاكى إلى الخلف ) قف .. ( لاكى يقف ) استدر ( لاكى يستدير ووجهه للجمهور ) فكّر ..
(أثناء خطبة لاكى يتصرف الباقون كما يلى : (1) يصغى فلاديمير واستراجون بانتباه عميق وبوزو مغموم مشمئز (2) يبدأ فلاديمير واستراجون فى الإحتجاج ، وتزداد معاناة بوزو . (3) يصغى فلاديمير واستراجون مرة ثانية .. ويبدو بوزو أكثر اضطراباً وتألماً .. (4) يحتج فلاديمير واستراجون بعنف ، يقفز بوزو ويجذب الحبل ، صيحة من الجميع ، لاكى يقاوم الحبل ، يترنح ، يلقى خطابه بصوت مرتفع ، الثلاثة يلقون بأنفسهم على لاكى الذى يناضل ويلقى خطابه بصوت مرتفع)
لاكى : بالنظر إلى الوجود الذى عبرت عنه أعمال بانشر وواتمان عن إله بشرى كواكواكواكوا بلحية بيضاء كواكواكواكوا خارج حدود الزمن وبلا امتداد الذى من أعالى حدود الخمول الإلهية والأثامبية الإلهية والأناسيا الإلهية يحبنا حباً عظيماً مع بعض الإستثناءات لأسباب مجهولة ولكن الزمن سيكشفها وسيعانى مثل ميراندا الإلهية مع أولئك الذين لأسباب مجهولة ولكن الزمن سيكشفها ينغمسون فى العذاب وينغمسون فى النار تلك النار وهذا اللهب اللذين إذا استمرا ومن الذى يشك فى ذلك فسوف يشعلان السماء أى ينقض الجحيم على السماء الزرقاء والهادئة هدوءاً هادئاً الذى بالرغم من كونه متقطعاًَ إلا أنه أفضل من لا شيء ولكن لن يحدث هذا سريعاً وبالنظر إلى ما هو أكثر من ذلك أنه نتيجة للأعمال التى لم تنجزها أكاكاكاكاديمية فياياياياس الجسم الإنسانى فى ايسى – إن بوسى لتيسيو وكونارد فقد تأكد بما لا شك فيه كل الشكوك الأخرى خلاف ذلك الذى يتعلق بجهود الناس حتى إنه كنتيجة للأعمال التى لم تتم لتيستيو كونارد فقد تأكد فيما بعد ولكن ليس بسرعة كافية لأسباب مجهولة حتى إنه كنتيجة لأعمال بانتشر وواتمان فقد تأكد بما لا شك فيه أنه بالنظر إلى أعمال بوبوف وبيلتشر التى لم تتم لأسباب مجهولة وأعمال تيستيو وكونارد التى لم تتم فقد أكّد ذكره عديد من الناس من أن الإنسان فى بوس فى تيستيو وكونارد أن الإنسان فى أيسى أن الإنسان بإختصار بإيجاز بالرغم من التقدم فى وسائل التغذية وأعمال التطهير يتحلل ويضمر ويتحلل ويضمر فى نفس الوقت وفى آن واحد وما هو أكثر من ذلك لأسباب مجهولة بالرغم من الخطوات الواسعة فى الفهم الجسمانى وانتشار الرياضة مثل التنس وكرة القدم والجرى وركوب الدراجات والسباحة والطيران والطفو على الماء وركوب الخيل والإنزلاق وممارسة الإرادة والتنس بكل أنواعه والموت والطيران والرياضة بكل أنواعها والخريف والصيف والشتاء والتنس بكل أنواعه والهوكى بكل أنواعه والبنسلين وما يستتبعه وباختصار فإننى فى نفس الوقت وفى آن واحد لأسباب مجهولة أبدأ فى الإنكماش والضمور بالرغم من التنس وأبدأ فى الطيران والإنزلاق والجولف أكثر من تسعمائة وثمانية عشر حفرة والتنس بكل أنواعه وباختصار لأسباب مجهولة فى فيكهام بيكام فولام كلافام أى فى نفس الوقت وفى آن واحد وما هو أكثر من ذلك لأسباب غير معروفة ولكن الزمن سيكشفها أضمر أضمر وأبداً فولام كلافام وباختصار فإن الخسارة بالنسبة للفرد منذ وفاة الأسقف باركلى قد بلغت بوصة واحدة وأربع أوقيات بالنسبة للفرد الواحد على وجه التقريب محسوبة لأقرب قياس عشرى حيث الناس يقفون بثبات وعزم عرايا يرتدون الجوارب فى أقدامهم فى كونمارا وباختصار لأسباب مجهولة لا أهمية لما للحقائق من أهمية وبالنظر لما هو أخطر وأخطر من ذلك أن الأمر يبدو بشكل أخطر من ذلك فى ضوء الأعمال المفقودة لستنويج وبيترمان ما هو أخطر وأخطر من ذلك أنه فى ضوء ضوء ضوء الأعمال المفقودة لستنويج وبيترمان أنه فى السهول والجبال والبحار والأنهار والنيران فإن الهواء هو نفسه لا يتغير ثم الأرض أى الهواء ثم الأرض فى البرد العظيم والظلام الهائل والهواء والأرض مملوءة بالحجارة فى البرد العظيم للأسف للأسف فى السنة الستمائة والهواء والأرض والبحر والأرض مملوءة بالحجارة فى البحار العميقة والبرد العظيم فوق البحر والأرض وفى الهواء إننى أبدأ لأسباب مجهولة بالرغم من التنس هناك الحقائق ولكن الزمن سوف يكشف عن كل شيء إننى أبدأً للأسف للأسف باختصار أبدأ ولكن ليس بسرعة كافية أبداً الجمجمة وأضمر وأذبل وأتحلل وفى نفس الوقت وفى آن واحد ما هو أكثر من ذلك لأسباب مجهولة بالرغم من التنس واللحية واللهب والجماعات والحجارة زرقاء وهادئة للأسف للأسف الجمجمة الجمجمة الجمجمة فى كونمارا والأعمال المهجورة التى لم تتم الجمجمة الجمجمة فى كونمارا بالرغم من التنس الجمجمة للأسف الحجارة كونارد ( عراك . يصرخ بآخر كلماته ) التنس .. الحجارة .. هادئة جداً .. كونارد .. لم تتم ..
بوزو : قبعته ..
( يرفع فلاديمير قبعة لاكى . يصمت لاكى . يسقط على الأرض . صمت . المنتصرون يلهثون )
استراجون : انتقمنا ..
( يفحص فلاديمير القبعة وينظر بداخلها )
بوزو : أعطنيها .. ( يخطف القبعة من فلاديمير ويلقيها على الأرض ويدوسها بقدميه ) لن يفكر بعد الآن ..
فلاديمير : ولكن هل يستطيع أن يمشى ؟
بوزو : يمشى أو يزحف .. ( يلكز لاكى بقدمه ) انهض يا خنزير ..
استراجون : ربما يكون قد مات ..
فلاديمير : سوف تقتله ..
بوزو : انهض يا قذر .. ( يجذب الحبل .. لفلاديمير واستراجون ) أعينانى ..
فلاديمير : كيف ؟
بوزو : إرفعاه عن الأرض .
( فلاديمير واستراجون يرفعان لاكى على قدميه ويسندانه لحظة ثم يتركانه يسقط على الأرض )
استراجون : إنه يفعل هذا عن عمد .
بوزو : يجب أن تمسكا به ( فترة صمت ) هيا ، هيا ، إرفعاه من على الأرض ..
استراجون : فليذهب إلى الجحيم ..
فلاديمير : هيا بنا ، مرة أخرى .
استراجون : ماذا يظن بنا ؟
( يرفعان لاكى ويمسكان به )
بوزو : لا تدعاه يسقط .. ( يهتز فلاديمير واستراجون فى وقفتهما ) لا تتحركا .. ( يأتى بوزو بالحقيبة والسلة ويحضرهما بجوار لاكى ) امسكا به جيداً .. لا ترفعا أيديكما عنه .. ( يضع الحقيبة فى يد لاكى . لاكى يسقطها على الفور ) لا تدعاه يسقط ( يعود ويضع الحقيبة فى يد لاكى ، يستعيد لاكى حواسه تدريجياً عند شعوره بالحقيبة فى يده وتطبق أصابعه على مقبضها ) امسكا به جيداً .. ( يفعل بالسلة نفس ما فعله بالحقيبة ) الآن .. يمكنكما أن تتركاه ( فلاديمير واستراجون يبتعدان عن لاكى الذى يترنح فى وقفته ويتراخى ولكنه ينجح فى البقاء واقفاً على قدميه والحقيبة والسلة فى يده .. بوزو يتراجع ويضرب فى الهواء ) إلى الأمام ( يتقدم لاكى خطوة إلى الأمام ) إلى الخلف ( يتراجع لاكى خطوة إلى الخلف ) استدر .. ( لاكى يستدير ) لقد نجحت .. إنه يستطيع أن يمشى .. ( يدير وجهه تجاه فلاديمير واستراجون ) أشكركما أيها السيدان ، دعائى .. ( يبحث فى جيوبه ) .. أتمنى لكما .. ( يبحث ) .. ماذا فعلت بساعتى ؟ .. ( يبحث ) إنها ساعة أصيلة بغطاء أيها السيدان وبها آلة دقيقة .. ( يشهق ) لقد أعطانيها جدى ( يبحث على الأرض ويفعل فلاديمير واستراجون بالمثل . يقلب بوزو بقدميه بقايا قبعة لاكى ) .. حسناً .. أليس هذا .
فلاديمير : ربما كانت موضوعة فى جيب الساعة ..
بوزو : انتظر .. ( ينثنى فى محاولة لوضع أذنه على معدته وينصت . صمت ) لا أسمع شيئاً .
( يطلب منهما أن يقتربا . يذهب فلاديمير واستراجون تجاهه وينحنيان على معدته ) لا بد أن يسمع الإنسان دقاتها ..
فلاديمير : صمتاً ..
( ينصتون جميعاً وقد انحنوا بأجسامهم )
استراجون : إننى أسمع شيئاً .
بوزو : أين ؟
فلاديمير : إنه القلب .
بوزو : ( بخيبة أمل ) اللعنة .
فلاديمير : صمتاً .
استراجون : ربما توقفت .
( ينتصبون )
بوزو : أيكما رائحته كريهة ؟
استراجون : أنفاسى كريهة الرائحة وقدماى كريهة الرائحة .
بوزو : يجب أن أمضى ..
استراجون : وساعتك ذات الغطاء ؟
بوزو : لا بد أننى نسيتها فى المزرعة ..
صمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول   مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/8/2012, 22:56

ستراجون : إذن وداعاً .
بوزو : وداعاً ..
فلاديمير : وداعاً ..
استراجون : وداعاً ..
( صمت . لا يتحرك أحد )
فلاديمير : وداعاً ..
بوزو : وداعاً ..
استراجون : وداعاً ..
( صمت )
بوزو : وداعاً وشكراً ..
فلاديمير : شكراً لك ..
بوزو : العفو ..
استراجون : نعم نعم ..
بوزو : لا لا ..
فلاديمير : نعم نعم ..
استراجون : لا لا ..
( صمت )
بوزو : يبدو أننى لست قادراً .. ( يتردد ) .. على الرحيل .
استراجون : هذه هى الحياة ..
( بوزو يستدير ، يتحرك بعيداً عن لاكى تجاه جانب المسرح مرخياً الحبل أثناء سيره )
فلاديمير : إنك ذاهب فى الطريق الخاطئ ..
بوزو : أحتاج إلى تأهب للجرى .. ( بعد أن يصل إلى نهاية الحبل خارج المسرح يتوقف ويستدير ويصرخ ) .. ابتعد .. ( يبتعد فلاديمير واستراجون وينظران تجاه بوزو ، ضربة سوط ) إلى الأمام .. إلى الأمام ..
استراجون : إلى الأمام .. إلى الأمام ..
فلاديمير : إلى الأمام .. إلى الأمام ..
( ضربة سوط . لاكى يتحرك )
بوزو : أسرع .. ( يظهر بوزو ويعبر المسرح مسبوقاً بلاكى ، يرفع فلاديمير واستراجون قبعتيهما ويلوحان بأيديهما .. يخرج لاكى .. يطرقع بالحبل والسوط ) إلى الأمام .. إلى الأمام .. ( فى اللحظة التى تسبق اختفاءه يتوقف ويستدير . يزداد الحبل توتراً .. صوت لاكى وهو يقع خارج المسرح ) المقعد .. ( ياتى فلاديمير بالمقعد ويعطيه لبوزو الذى يلقى به إلى لاكى ) وداعاً .
( صمت طويل )
فلاديمير : لقد ساعد ذلك على قضاء الوقت .
استراجون : كان سينقضى على أى حال .
فلاديمير : نعم ، ولكن ليس بهذه السرعة .
( فترة صمت )
استراجون : ماذا نصنع الآن ..
فلاديمير : لست أدرى .
استراجون : هيا بنا نمضى ..
فلاديمير : لا نستطيع ..
استراجون : لماذا ؟
فلاديمير : إننا فى انتظار جودو ..
استراجون : آه ..
فلاديمير : لقد تغيرا كثيراً ..
استراجون : من ؟
فلاديمير : هذان الإثنان .
استراجون : تلك هى القضية فلنتحادث قليلاً ..
فلاديمير : ألا ترى ذلك ؟
استراجون : ماذا ؟
فلاديمير : أنهما تغيّرا ؟
استراجون : ربما كان الجميع يتغيرون .. نحن فقط لا نستطيع .
فلاديمير : ربما .. إنه أمر أكيد .. ألم تنظر إليهما ؟
استراجون : أعتقد أننى فعلت .. ولكنى لا أعرفهما ..
فلاديمير : نعم إنك تعرفهما .
استراجون : كلا لا أعرفهما .
فلاديمير : أقول لك أنك تعرفهما .. إنك تنسى كل شيء .. ( فترة صمت . لنفسه ) هذا إذا لم يكونا هما نفس الشخصية ..
استراجون : ديدى .. إنها القدم الأخرى ( يمضى قافزاً صوب الكومة )
فلاديمير : هذا إذا لم يكونا هما نفس الشخصية ..
الغلام : ( خارج المسرح ) يا سيد ..
( يتوقف استراجون . ينظر الإثنان تجاه الصوت )
استراجون : علينا بالذهاب مرة أخرى .
فلاديمير : تقدم يا صغيرى ..
( يدخل الفتى فى استحياء . يتوقف )
الغلام : السيد ألبرت ؟ ..
فلاديمير : نعم ..
استراجون : ماذا تريد ؟
فلاديمير : تقدم .
( الغلام لا يتحرك )
استراجون : ( بعنف ) تقدم عندما يُطلب منك ذلك .. ألا تستطيع ؟
( يتقدم الغلام فى استحياء . يتوقف )
فلاديمير : ماذا فى الأمر ؟
الغلام : مستر جودو ..
فلاديمير : واضح . ( فترة صمت ) تقدم .
( الغلام لا يتحرك )
استراجون : ( بعنف ) ألا تقترب .. ( يتقدم الغلام فى استحياء . يتوقف ) ماذا أخّرك ؟
فلاديمير : أمعك رسالة من مستر جودو ؟
الغلام : نعم يا سيدى .
فلاديمير : حسناً ، ما هى ؟
استراجون : ماذا أخّرك ؟
( ينظر الغلام إليهما واحداً بعد الآخر ، ولا يدرى إلى من يوجه إجابته )
فلاديمير : ( لاستراجون ) دعه وشأنه .
استراجون : دعنى أنت وشأنى .. ( يتقدم فى اتجاه الغلام ) هل تعرف ما الوقت الآن ؟
الغلام : ( متراجعاً ) ليست غلطتى يا سيدى .
استراجون : غلطة من إذن ؟ غلطتى ؟
الغلام : كنت خائفاً يا سيدى .
استراجون : خائفاً ممن ؟ منا ؟ ( فترة صمت ) أجبنى .
فلاديمير : إننى أعرف ، لقد كان خائفاً من الإثنين الآخرين .
استراجون : منذ متى وأنت هنا ؟
الغلام : منذ وقت يا سيدى ..
فلاديمير : كنت خائفاً من السوط ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : والصيحات ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : والرجلين الكبيرين ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : هل تعرفهما ؟
الغلام : لا يا سيدى ..
فلاديمير : هل أنت من هذه النواحى ؟ ( صمت ) هل أنت من هنا ؟
الغلام : أجل يا سيدى .
استراجون : تلك مجموعة من الأكاذيب ( يهز الغلام من ذراعه ) قل لنا الحقيقة ..
الغلام : (مرتجفاً) ولكنها الحقيقة يا سيدى ..
فلاديمير : هيا دعه وشأنه .. ماذا بك ؟ ( يترك الغلام ويبتعد وهو يغطى وجهه بيديه .. فلاديمير والغلام يراقبانه .. يرفع استراجون يديه عن وجهه . يبدو وجهه متقلصاً ) ماذا بك ؟
استراجون : إننى تعس ..
فلاديمير : حقاً .. منذ متى ؟
استراجون : لقد نسيت .
فلاديمير : غريبة هذه الخدع التى تأتى بها الذاكرة ..
( يحاول استراجون أن يتكلم ، يتخلى عن المحاولة ، يتطلع إلى مكانه ، يجلس ويبدأ فى خلع حذائه ، إلى الغلام ) حسناً ؟
الغلام : مستر جودو ..
فلاديمير : لقد رأيتك من قبل ، أليس كذلك ؟
الغلام : لست أدرى يا سيدى ..
فلاديمير : ألا تعرفنى ؟
الغلام : لا يا سيدى ..
فلاديمير : ألم تأت بالأمس ؟
الغلام : لا يا سيدى ..
فلاديمير : أهذه هى المرة الأولى ؟
الغلام : نعم يا سيدى .
( صمت )
فلاديمير : كلمات ، كلمات ، ( فترة صمت ) تكلم ..
الغلام : ( بإندفاع ) عهد إلىّ مستر جودو بأن أقول لكما إنه لن يأتى هذا المساء ولكنه سيأتى فى الغد بالتأكيد ..
( صمت )
فلاديمير : أهذا كل شيء ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : هل تعمل عند مستر جودو ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : ماذا تصنع ؟
الغلام : أرعى الماعز يا سيدى ..
فلاديمير : أيعاملك معاملة حسنة ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : ألا يضربك ؟
الغلام : كلا يا سيدى ، ليس أنا .
فلاديمير : من يضرب إذن ؟
الغلام : يضرب أخى يا سيدى ..
فلاديمير : آه ، ألديك أخ ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : ماذا يصنع ؟
الغلام : يرعى الخراف يا سيدى ..
فلاديمير : ولماذا لا يضربك ؟
الغلام : لست أدرى يا سيدى ..
فلاديمير : لا بد أنه شغوف بك ..
الغلام : لست أدرى يا سيدى ..
فلاديمير : أيعطيك ما يكفى من الطعام ؟ ( يتردد الغلام ) أيغذيك جيداً ؟
الغلام : نوعاً ما يا سيدى .
فلاديمير : ألست تعساً ؟ ( يتردد الغلام ) هل تسمعنى ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : حسناً ؟
الغلام : لست أدرى يا سيدى .
فلاديمير : لا تدرى إن كنت تعساً أم لا ؟
الغلام : لا يا سيدى ..
فلاديمير : إنك مثلى ( فترة صمت ) أين تنام ؟
الغلام : فى الغرفة الملحقة بالإسطبل يا سيدى .
فلاديمير : مع أخيك ؟
الغلام : أجل يا سيدى ..
فلاديمير : فوق الحطب ؟
الغلام : أجل يا سيدى .
( صمت )
فلاديمير : حسناً ، يمكنك أن تذهب .
الغلام : ماذا أقول لمستر جودو يا سيدى ؟
فلاديمير : قل له .. ( يتردد ) .. قل له إنك رأيتنا .. ( فترة صمت ) لقد رأيتنا ، أليس كذلك ؟
الغلام : أجل يا سيدى .
( يخطو إلى الخلف ، يتردد . يستدير ويجرى إلى الخارج . يختفى الضوء فجأة . يصبح الوقت ليلاً فى لحظة .. يظهر القمر فى المؤخرة ويصعد إلى السماء ولا يتحرك ، ويضفى على المنظر ضوءاً وانياً )
فلاديمير : أخيراً .. ( ينهض استراجون ويمضى صوب فلاديمير وفى كل من يديه فردة حذاء .يضع الحذاء على جانب من المسرح ، ينتصب واقفاً ويمعن النظر فى القمر ) ماذا تفعل ؟
استراجون : شاحب من أثر الإرهاق .
فلاديمير : هه ؟
استراجون : من صعود السماء والتحديق إلى أمثالنا ..
فلاديمير : حذاؤك ، ماذا تصنع بحذائك ..
استراجون : ( يستدير لينظر إلى حذائه ) سأتركه هنا ( فترة صمت ) سيأتى آخر ، مثل .. مثل .. مثلى . ولكن قدميه أصغر من قدمى وسيجعله الحذاء سعيداً ..
فلاديمير : ولكنك لن تستطيع أن تسير حافى القدمين ..
استراجون : لقد فعل المسيح ذلك .
فلاديمير : المسيح .. مال المسيح ومالك ؟ لا تقارن نفسك بالمسيح ..
استراجون : لقد قارنت نفسى به طوال حياتى .
فلاديمير : ولكن الجو كان دافئاً والأرض جافة حيث كان يعيش .
استراجون : نعم ، وهم صلبوه سريعاً .
( صمت )
فلاديمير : لم يعد هناك ما نفعله هنا ..
استراجون : ولا فى أى مكان آخر ..
فلاديمير : آه يا جوجو ، لا تستمر فى التفكير بهذه الطريقة .. كل شيء سيتحسن غداًُ ..
استراجون : كيف تثبت ذلك ..
فلاديمير : ألم تسمع ما قاله الغلام
استراجون : كلا .
فلاديمير : لقد قال أن جودو سوف يأتى فى الغد بالتأكيد .. ( فترة صمت ) ماذا تقول فى ذلك ؟
استراجون : إذن كل ما يمكننا أن نفعله هو أن ننتظر هنا .
فلاديمير : هل أنت مجنون . يجب أن نجد مأوى ( يمسك بذراع استراجون ) هيا . ( يسحب استراجون خلفه .. يمتثل استراجون ثم يقاوم . يتوقفان )
استراجون : ( ينظر إلى الشجرة ) من المؤسف أن ليس معنا حبل .
فلاديمير : هيا . البرد يشتد .
( يسحبه وراءه . كما من قبل )
استراجون : ذكّرنى بأن أحضر معى حبلاً غداً .
فلاديمير : أجل أجل . هيا .
( يسحبه وراءه كما من قبل )
استراجون : كم مضى عيلنا ونحن معاً حتى الآن ؟
فلاديمير : لست أدرى . ربما خمسون عاماً .
استراجون : هل تذكر اليوم الذى ألقيت فيه بنفسى فى نهر الرون ؟
فلاديمير : كنا نجمع محصول العنب .
استراجون : لقد التقطتنى .
فلاديمير : لقد مات ودُفن كل هذا .
استراجون : وجفّت ملابسى فى الشمس .
فلاديمير : ليس هناك جدوى من العودة إلى هذا الموضوع .. هيا بنا .
( يسحبه وراءه ، كما من قبل )
استراجون : إنتظر .
فلاديمير : إننى مبترد .
استراجون : إنتظر .. ( يبتعد عن فلاديمير ) أفكر فيما إذا كان من الأفضل لنا أن نفترق ، ويذهب كل منا إلى سبيله ( يعبر المسرح ويجلس على الكومة ) إننا لم نخلق لنفس الطريق ..
فلاديمير : ( بلا غضب ) ليس هذا أكيداً ..
استراجون : كلا ، ليس هناك ما هو أكيد .
( يعبر فلاديمير المسرح ببطء ويجلس إلى جانب استراجون )
فلاديمير : ما زال بإمكاننا أن ننفصل إذا كنت تعتقد أن هذا من الأفضل .
استراجون : لقد فاتت الفرصة الآن .
( صمت )
فلاديمير : نعم . لقد فاتت الفرصة الآن .
( صمت )
استراجون : حسناً ، هل نمضى ؟
فلاديمير : أجل ، هيا بنا نمضى .
( لا يتحركان )
( ستار)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
بثينة الزعبي
المراقب العام المميز
المراقب العام المميز
بثينة الزعبي


الميزان
تاريخ التسجيل : 18/02/2012
العمر : 68
البلد /المدينة : النمسا / فيينا

مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول    مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول Empty7/9/2012, 17:57

في الحقيقة لا أحب قراءة هذا النوع من الأدب, ولكن قرأت هذه المسرحية بهدوء وتركيز ل أستطيع فهم ما يريد الكاتب بيكيت أن يوصله لنا, أعتقد أن فهم رموز و هدف هذه المسرحية يختلف من فرد لأخر لأنه متعلق بالحالة النفسية و الوضع الاجتماعي للانسان
رأيي من خلال مافهمته بشكل عام هو: الوحدة التي يعيشها الكثير من الأفراد في المجتمع و حتى في الأسرة, الاهمال و اللامبالاة للانسان البسيط الفقير, و عدم وجود المعنى الحقيقي في الحياة, و العبودية الموجودة في كل انسان (خيالية أو ملموسة).
و خطبة (لاكي) في المسرحية - في الحقيقة هي كلمات بيكيت -توضح رؤية بيكيت الفلسفية الكونية. و رأيي الشخصي أن جودو له أشكال متعددة و مختلفة حسب وضع الانسان المنتظر
اختيار راقي و مميز أجبرني على القراءة و التفكير, شكراً للعرض الرائع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسرحية فى انتظار جودو الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسرحية يوليوس قيصر الجزء الأولJulius Caesar Full Version - Part One
» الشروق في ليلة مظلمة
» رواية ( الميراث)
» رمضان والقرآن
» محمد الى اين (الجزء الاول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الفنون :: --الفنون :: المسرح-
انتقل الى: