شاعر من حمص محمد فوزي الفتوى.
( 1331 - 1425 هـ) . ( 1912 - 2004 م)
سيرة الشاعر:
محمد فوزي أمين الفتوى.
ولد في مدينة حمص (سورية)، وتوفي فيها.
قضى حياته في سورية وتركيا، وزار القاهرة عدة مرات.
تلقى علومه الأولى في المسجد عن الشيخ طاهر الرئيس، فحفظ القرآن الكريم والمعلقات، والتحق بمدرسة الهاشمية، ثم التحق بمدرسة التجهيز الأولي، بعد ذلك قصد أنطاكية لمواصلة دراسته لكنه لم يكملها والتحق بحزب الاتحاد الوطني.
عُيّن مدرسًا بقلعة جندل في جبل الشيخ، ثم نقل إلى النبك، فعمل مديرًا لإحدى مدارسها، حتى أحيل إلى التقاعد عام 1973.
أسهم في نشاط حزب الاتحاد الوطني في تركيا، كما أسهم في تطوير الحركة التربوية، ونشط في مراسلة ومساجلة أصدقائه وبعض شعراء عصره.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان مطبوعان: أيام مشهورة في مشفى الرازي - حمص 1992، ومع بعض الشعراء - حمص 2000، وله ديوان مخطوط.
شاعر مجدد، جعل شعره انعكاسًا شفيفًا لحياته اليومية وملابساتها المشتبكة بواقعه الاجتماعي، فنظم في الإخوانيات، وسجل مشاعره حول حالات متراوحة بين المرض والشفاء، مادحًا أطباء سهروا على علاجه، وله قصائد سجّل فيها انطباعاته عن شواهد إبّان زيارته لمصر، فتغنّى بالنيل ووصف مدينة الإسكندرية، وأغرم بحسان مصر فأسماهن ظباء النيل، وأثنى على طبيبة نساء ومدح علمها وجمال روحها وتمنّى لها التوفيق، وله قصائد من الشعر الوجداني وشعر الغزل، وشعره الوجداني معبّر عن عمق مشاعره، ويعكس نفسًا شفيفة مستجيبة لواقعه وآلامه، حيث يصبح مرضه موضوعًا شعريًا متكررًا يأخذ بجماع نفسه، ويؤثرّ فيه فينظم حوله كثيرًا من الشعر العذب المتّسم بسلاسة اللغة وجمال التصوير وجلاء الإيقاع.
مصادر الدراسة:
1 - محمد غازي التدمري: من أعلام حمص - دار الإرشاد - حمص 2004.
2 - الدوريات - حوار مع المترجم له - جريدة الالظلم والطغيان السورية العدد (8966) - 18 من أكتوبر 1992.
عناوين القصائد:
إلى النهاية نحن نمضي
سأترك كلَّ الناس
أنتِ يا سمراء
إليك حبّي
قصيدة إلى النهاية نحن نمضي
فقلـت لــــه علامـــك أنـت حـــان ... أجاب وقـد أشـــار بأصبعيــه
شبابي في الثرى قـد ضـاع منـي ... وها أنـا أنحنــي بحثــا عليـه
وأطــــرق رأســـه حزنــــا ويأســـا ... وأجهـش بالبكاء شوقـا إليـه
فقلت لــــه تجلــد قـــال دعنــــي ... وأمســك بالعصا في راحتيه
وقـال إلـــى النهايــة نحـن نمضـي ... ويرمقنــا الفنــــاء بناظريـــه
نمـــر بذي الحيـــاة كمــــاء نهــــر ... وصرف الدهر قاطب حاجبيـه
فلِـم نجنــي ولـــم نبنــي قصــورا ... ومصيدة المنايـا فـي يديــــه
حيــــاة المــــرء آمـــــال تــــراءى ... وأوهـــــام تقيــد معصـميــه
أتينـا مكرهين وســـوف نمضـــي ... كمــا نأتــي ومرجعنـــا إليـــه
قصيدة سأترك كلَّ الناس
سأتـركُ كلَّ النـاسِ والنـاسُ فـي حـــــــربِ ** وأمضـي وفـي قـلـبـي غراسٌ مـن الـحـــــبِّ
سأمضـي وفـي قـلـبـي حنـيـنٌ وحســـــــر** وآهـاتٌ يُزْكـيـهـا اشـتـيـاقــي إلى الصحْب
سأمضـي وعـيـنـي فـي الفضـاء بصــــــيرةٌ ** تـرى كلّ نجـمٍ زارقٍ أو كـــــــــــــواكب
ثـمـانـون عـامًا قـد مضت مـثلـمــــا أتتْ ** تكـدّس فـيـهـا الـذنـب، رُحْمـاك يـــا ربّي
نمـرّ ونمشـي فـي دروبٍ مـــــــــــــريبةٍ ** ولـيس نرى فـيـهـا إلا مـصـائبَ مـن حــرب
تـمهلْ قـلـيلاً أنـت للـتـرْب صــــــــائرٌ ** تسـير بـدربٍ مظلـمٍ، بِئْسَ مــــــــــن درب