الزخرفة النباتية
تقوم الزخرفة النباتية او ما يسمى "فن التوريق" على زخارف مشكلة من اوراق النبات المختلفة من الزهور المنوعة ، وقد ابزرت باساليب متعددة من افراد ومزاوجة وتقابل وتعانق .. وفي كثير من الاحيان تكون الوحدة في هذه الزخرفة مؤلفة من مجموعة من العناصر النباتية متداخلة ومتشابكة ..متناظرة ..تتكرر بصورة منتظمة .
وقد تأمل الفنان المسلم ونظر في الطبيعة ..فنتعلم واعتبر ، ولكنه باعمال خياله استطاع ان يبتعد بفنه عن تقليدها ، فجاءت هذه التوريقات عملا هندسيا مؤسلبا ، أميت فيه العنصر الحي وساد فيه مبدا التجريد .
وقد انتشر استعمال هذه الزخارف في مجالات المختلفة ، في تزيين الجدران والقباب ، وفي التحف المختلفة نحاسية وزجاجية وخزفية وفي تزيين صفحات الكتب ..وتجليدها ..
"وقد تكون -هذه الزخرفة - ثنائية الاتجاه ، كما هو الغالب في الزخرفة التي نراها عل الحيطان والابواب والسقوف والسجاد والاثاث ، وكذلك في صفحات الكتب واغلفتها ، وقد تكون ثلاثية الاتجاه كما ترى في الاعمدة او العقود ، وفي المقرنصات في اعالي البوابات او جدران القباب ".
وقد عرفت زخارف التوريق في فنون ماقبل الاسلام باشكال مختلفة ، ولكنها - بشهاده غير المسلمين من دارسي الفنون ومؤريخيها - قد اتخذت بعد انتشارها بين فنون المسلمين سمتا اخر ، أساسه التنويع والتتابع ، والتحوير ، خلال انتشار الدعوة الاسلامية .
نماذج للزخرفة النباتية :
ان الفنان المسلم لم يبتكر وحدات زخرفية جديدة ، بل استعمل ماوجده بين يديه من وحدات في الفنون السابقة على الاسلام ، إلا أنه رتب هذه الوحدات ترتيبا غير مسبوق ، ولاءم بينها بطريقة مبتكرة ونسق بين اجزائها تنسيقا جعلها تبدو كانها شيء جديد اخترع لأول مرة ، وماهي في حقيقتها كذلك . لقد جمع الفنان المسلم هذه الوحدات الموروثة معا ، ثم صهرها في بوتقته ومزجها بفلسفة وسلط عليها اشعة عبقريته وخيالة ، فخرجت من بين يديه شيئا جديدا مميزا . وبذلك استحقت شرف الانبهاء وحملت اسم الاسلام بعد ان غذيت بلبانه وشبت في مجتمعه .