ويمر عام.. وراءه عام.. والحب الكبير.. يعصف بقلب الشاعر الرقيق.. وينساب نغما في رسائله الي
ملهمته الفنانة زوزو حمدي الحكيم حتي يفترقا يوما.. ومازالت قصيدة الأطلال بلا
نهاية.. أبيات عنده.. وأبيات عندها.. وأبيات مازالت في علم الغيب!.. الي أن جاء يوم صنعت فيه الصدفة
لقاء خاطفا بين ناجي وزوزو داخل أحد محال الزهور.. كان هو مع زوجته وكانت هي مع
ابنتها!.. حالت بينهما قيود صنعتها
الأيام.. وعلاقات الزواج.. زوجة ناجي وابنة زوزو ورغم ذلك
تحرك قلب الشاعر الكبير بعد أن مر اللقاء هادئا وهو الذي كان بالأمس بركانا
ونارا.. لم يتبادلا كلمة واحدة.. كل منهما عاد الي بيته.. زوزو لا يبرح خاطرها طيف زوجة
ناجي وناجي يحترق ويكتب الأبيات التي
أجلها القدر حتي كان هذا اللقاء.. أمسك سماعة التليفون وراح ينشدها
لزوزو الحكيم:يا
حبيبي.. كل شئ بقضاء
ما بأيدينا.. خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم
بعدما.. عز اللقاء
فإذا أنكر خل.. خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضي
كل إلي غايته..
لا
تقل شئنا..
فإن
الحظ شاء
زوزو تتكلم ابتعدت الفنانة
الكبيرة زوزو حمدي الحكيم عن الأضواء كثيرا في السنوات الأخيرة..
تفرغت لاحتضان ابنتها الوحيدة.. لكنها لم تنف يوما حكايتها مع
الأطلال.. واخيرا وقبيل وفاتها بدأت تبوح
بالأسرار وكانت تتمني الا تنشر في حال حياتها .تقول زوزو حمدي الحكيم:** تظل قصتي مع الشاعر الطبيب ابراهيم ناجي من أشهر
القصص..
لن أقول قصص الغرام لأنه لم
تربطني بناجي أي علاقة حب!!.. الحكاية كلها بدأت عندما كان
يأتي الي المسرح الذي أعمل به يشاهد ويتابع أعمالنا الفنية لاهتمامه بالفنون مثل
اهتمامه بالطب.. ثم تولي بعد ذلك مهمة علاج أعضاء
الفرقة ومن هنا بدأت العلاقة تتوطد بيننا خاصة بعد مرض والدتي.. أخذ يتردد علي منزلنا لعلاجها
ونحن نتردد علي عيادته.. بعدها أصبح صديقا لنا!وتكمل زوزو حديثها قائلة:** في إحدي المرات سمعت أغنية السيدة أم كلثوم الجديدة
» الأطلال«..
وإذا بي أكتشف أنني قرأت هذه
الأبيات من قبل!.. لكن أم كلثوم تغنيها بطريقة
مختلفة.. عدت إلي الروشتات التي كان
يكتبها ناجي لوالدتي.. وجدت كل بيت من أبيات القصيدة
علي كل روشتة من الروشتات!!.. ويناديني فيها بزوزو أو حياتي أو
صديقتي الحبيبة أو صديقتي المقدسة!.. لا أنكر أنني بادلته بعض أبيات
الشعر لكنه ليس كشعر الغرام الذي يكتبه لي وهذا لولعي بالشعر وإحساسي العالي به.. ناجي لم يكن يكتب الشعر لي فقط..
بل كتب في إحدي المرات لواحدة
غيري وعندما سألته عن صحة هذا الخبر
أرسل لي رسالة من ثماني
صفحات.. يقول في آخر جزء فيها:لو كنت أحببتها فعلا لرأيت أنت ذلك.. لأنك أيتها العزيزة تكشفيني
بثلاث عيون.. عين المرأة وهي وحدها تكفي.. وعين الذكاء النادرة.. وهذه تكفي.. وعين الصديقة الحبيبة التي تحب
أن تعرف الي أين امتد ويمتد ظل هذا الصديق.. وهذه عين جبارة ثم تستطرد زوزو الحكيم قائلة:** واختتم ناجي رسالته قائلا لي: »إذا استطعت أن أكون الدليل الذي
يريك الفن والجمال والخير والحق والنبل فأنت أعطيتني ذلك القليل..
وأنا كنت لك ذلك الدليل.. فأنا استعنت بروحك السمية علي
آدميتي.. وإذا أنا استطعت أن أملأ عليك
حياتك فشعرت بالعزة والاستغناء.. يوم ذاك نكون أربابا يا زوزو.. ويبقي حبنا يا زوزو.. إني أحبك«.لكن صاحبة الأطلال أحبت رجلا آخر
غير ناجي تزوجت مرتين من فارس الصحافة الكبير محمد التابعي الذي كان زوجها الأول! ولكنهما افترقا لأن كليهما كان
مشغولا عن الآخر بعمله.. ثم تزوجت موظفا كبيرا من بعده
اسمه حسين عسكر ابن عائلة كبيرة ذو جاه ومال.. أحبته بجنون.. وها هي تقول عنه:»عشت معه أسعد وأجمل أيام عمري.. حسين عسكر هو صاحب القلب الوحيد
الذي أخلصت له وأخلص لي.. ابتعدت عن الناس جميعا واكتفيت
به وبحبه الكبير وباحتوائه لي.. وكدت أعتزل التمثيل لأتفرغ له
بعد أن امتلك روحي وقلبي وعقلي برجولته وشهامته وقوة شخصيته وقوة ثقته في نفسه.. لكنه مات قبل أن أتخذ القرار! لم يكن زوج الفنانة الكبيرة يغار
من حب ناجي لها؟تقول زوزو حمدي الحكيم بالحرف
الواحد:كان زوجي يقرأ قصائد ناجي التي
أرسلها لي.. وخطابات الحب التي يلاحقني
بها.. وما كان ليغار منه!!.. أولا لأن ناجي ماض وانتهي.. وثانيا لأن ناجي كان هزيلا،
ضئيلا، نحيلا، لا يملأ عين امرأة ولا يثير غيرة رجل!.. فقط كان شاعرا غير عادي وروحا
شفافة آخر حكايةذات يوم منذ سنوات وصف
كاتبنا العملاق الأستاذ »مصطفي أمين« »زوزو حمدي الحكيم« وقال: إن في مصر رجالا
تنشق عنهم الأرض في الأزمات.. حتي لو كانوا زوزو حمدي
الحكيم!.. فلماذا وصفها الكاتب الكبير بتلك
الشهامة منقطعة النظير؟!يحكي لنا مصطفي أمين قائلا:لزوزو
حمدي الحكيم فضل كبير علي الصحافة المصرية.. أحبها الأستاذ محمد التابعي حبا
كبيرا وتزوجها.. ثم بدأ البعض حملة علي هذا
الزواج.. وانتهت بطلاق التابعي من زوزو
الحكيم.بعد شهور قليلة من الزواج.. وحدث بعد ذلك أن خرجت وخرجت أنا
والتابعي من مجلة »روز اليوسف« وتصور التابعي أن صديقه
الموسيقار »محمد عبدالوهاب« سوف يقرضه مبلغ مائتي جنيه لتكون رأسمال مجلة جديدة
ولكن عبدالوهاب تهرب منا وضاقت الدنيا أمامنا.. وفجأة وصل الي الأستاذ محمد
التابعي خطاب من مطلقته زوزو حمدي الحكيم تقول له فيه:لقد كان من أمانينا أن نصدر
مجلة.. أنا عندي مجوهراتي وثمنها مائتا
جنيه. أضعها تحت تصرفك لتبدأ بها
المشروع الذي تمنيته لك ويكمل مصطفي أمين قائلا:إن هذه الرسالة النبيلة كان لها فعل السحر في
قلبي.. إنها فعلت فينا أكثر من مليون
جنيه!.. وصحيح أن طلعت حرب أقرضنا من بنك
مصر مائتي جنيه بدأنا بها آخر ساعة ولكن خطاب زوزو حمدي الحكيم لم انسه يوما.. لم تلهمنا زوزو حمدي وحدنا.. ولكنها ألهمت شاعرا من أكبر
شعراء مصر.. هو الدكتور ابراهيم ناجي، وقد لا يعرف كثيرون أن أغلب
قصائد الغزل التي نظمها ابراهيم ناجي كانت من وحي حبه لزوزو حمدي الحكيم.. وقصيدة الأطلال التي تغنيها أم
كلثوم هي وصف ناجي لقصة غرامه مع زوزو.. وقد كتب بعض أبيات هذه القصيدة
بأحمر شفاهها لكن ماذا يقول الشاعر الكبير ابراهيم ناجي عن قصة حبه.. وعن الأطلال.. وعن زوزو حمدي
الحكيم وعن نفسه؟لخص الشاعر الكبير ناجي حياته
وغرامه بزوزو الحكيم قائلا بالحرف الواحد: هي قصة اثنين.. رجل وامرأة.. تحابا ثم افترقا.. هي أصبحت أطلال جسد.. وهو أصبح أطلال روح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذه قصيدة إبراهيم ناجي كاملة
ربما
بعض الناس لا يعرف منها إلا الأبيات التي غنتها أم كلثوم بينما القصيدة طويلة وما أخذ وغني منها ليس أجمل
مما ترك وهي تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته في ألفاظ غاية في العذوبة والسلاسة وتنبغي ملاحظة أن
أبيات : هل رأى الحب سكارى ..
هذا وما بعده ثلاثة أو أربعة أبيات من هي قصيدة
أخرى لإبرهيم ناجي دمجتها أم
كلثوم في أغنية الاطلال ، فظن كثير من الناس أنها من ألأطلال
وتقع الأطلال في 130 بيت من الشعر
أرجو
أن يستمتع بما فيها خاصة أن كل أربعة أو أبيات فيها بقافية واحدة وفيها من الحسن والعذوبة
شيئًا كثيرا
وعذرا لو وقعت مشكلة في تنسيق القصيدة
يـا
فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ
فَهَوَى
اِسْقِني
واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.............. وَحَدِيْثاً مِنْ
أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً
مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَارِيَاحاً
لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا
أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ
تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ
الجَفْنُ غَفَا
وَإذا
القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ
عَفَا
يَاغَرَاماً
كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا
سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا
انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ
فَمِهِ
لَيْتَ
شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .............. بِفَمٍ عَذْبِ
المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ
تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ................... مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ
لِغَرِيْقْ
آهِ يَا
قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .......... شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ................ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ
ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ
أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .............. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ
الطُّمُوحْ
أَنْتِ
رُوحٌ في سَمَائي ................... وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا
لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ....................... نَتَلاَقَى
وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ
الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ............. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
أَنْتِ
حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .............. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ
الطَّفَلْ
وَبَقَايَا
الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ................ وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ
أَفَلْ
أَلْمَحُ
الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ ..................... وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ
المَلَلْ
رَاقِصاتٍ
فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى.............. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
ذَهَبَ
العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .................. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً
قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا .................. أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا
وَمَحَا
اُنْظُري
ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً................ وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني
النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ............. وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى .................
المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا
لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ................. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ
مَعْبَدِي
يَا
حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ.................... يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ
أَحَدِ
يَا
قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .................. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ
الأَبَدِ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ............... فِيْهِ نُبْلٌ
وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ
الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ
الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى.............سَاهِمُ الطَّرْفِ
كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ
الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ.................. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ
السَّمَاءْ
أَيْنَ
مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ................... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ....................... وَخَيَالٌ
حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.................... وَنَدِيْمٌ
قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا
فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.................. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قَدْ
عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي............... تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في
دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا
صَرْخَةً في رَعْدِهَا..................... سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا
فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا........................ وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى
الجِبَاهْ
حَكَمَ
الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ.............. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ
الحَيَاهْ
يَا
لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ.............. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا
وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا
تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا.................. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا
مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ................. لِلْحُظُوظِ السُّودِ
واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ
النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا.............. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا
بِنُورْ
أَنْتِ
قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا............. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا
قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً.................... قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى
أَبَى
حَجَبَتْ
تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا.............. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ
مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي................ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ
صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ:
دَعْهَا
يَا لَهَا
مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً
لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ
الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا
لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ
حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ
أَبِعْهَا
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ.................... طَائِرَ
الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ
إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ........................ وَتَجَنّي القَادرِ
المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي................. وَالثَّوَاني
جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا
مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي ................. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ
قَدَمٌ
تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى
شَاطِئِهَا
أيُّهَا
الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى
مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ
أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ
ظَامِئِهَا
يَا
شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني
أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ
مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا
أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ
اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا
أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ
تُبْذَلْ لِحَيَّ
وَهَبِ
الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا................. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ
أَغَارَا
هَذِهِ
الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ....................... خَبَتِ الشُّعْلَةُ
وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا
مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا....................... مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ
كَيْفَ صَارَا
لاَ
تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي............ وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ
نَارَا
لاَ
رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً..................... قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي
سُدى
وَأَرَاني
قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ........................ سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ
العِدَا
لَيْتَ
شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ................أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ
رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا................... وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
قَدْ
رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً................ خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ
وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ
عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى.............. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ
تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي.............. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ
صَمُوتْ
عِنْدَ
أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي.................... وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ
تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا................... ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ
الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى.............. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى
الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا.................. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ
الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ................... وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ
الَّرجُلِ
قُلْتُ
لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا.............عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ
وَئِيْدَا
وَدَعي
الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ.................... تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ
وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى
لي وَفَائي عَوْدَةً..................... وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ
نَعُودَا
لِيَ
نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ.................... لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ
وُقُوداً
لَسْتُ
أَنْسَى أَبَدا.............. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ
رِيْحٍ صَفَّقَتْ............. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ
لِلذّكَرِ.................... وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا
مَا طَرِبَتْ................. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ
هَاكَ مَا
قَدْ صَبَّتِ............. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ
تُغْري القَلْبَ.............إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ
أَيُّهَا
الشَّاعِرُ تَغْفو.................... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ................... جَدَّ بِالتِذْكَارِ
جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى.................... .وَتَعَلَّمْ كَيْفَ
تَمْحو
أَوَ
كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ............. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ
هَاكَ
فَانْظُرْ عَدَدَ......................الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ
مَا تَشَاءْ..................... .ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ
في الأَرْضِ الّذي............. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ
رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ................. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ
أَيُّهَا
الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا..................... هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي
وَيَأْسِي
هِيَ في
الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ............... أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ
شَمْسِي
وَعَلَى
مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني.............. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ
رَأْسِي
جَنَّتِ
الرِّيْحُ وَنَا.................. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً
كَيْفَ يَحْلو..............لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ
يَا
جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ.............جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ
لاَ يَبْكي إّذَا الـ..............ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا
الجَبَّارُ هَلْ ................تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ
يَالَهَا
مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ................. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ
في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ.............. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ
النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ.......................... فَمَضَى مُنْحَدِراً
لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ
الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر.................. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَاحَبِيْبي
كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ.............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا
تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ
الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا
لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا!
فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا
نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ....................... رُدَّ مَقْهُوراً
وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً
مِنْ أَغَاريْد المُنَى.............. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ
تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا................... لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ
وَظُلَمْ
إِرْتَمَى
اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً................ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ
أَصَمْ
هَدَأَ
اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ...................... أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري
حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا
الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..............غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ
دَمْعَتَكْ
رُبَّ
لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ................ وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ
فَتَكْ
غَنِّهِ
حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ........... طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
وَإِذا مَا
زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ...................... وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى
قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ
وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ................... مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ
وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا
نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ............ وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا
الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ................عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً
ذَنْبَهَا
أَعْطِني
حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ................. إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا
اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ
اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ
اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا
أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ
تُبْذَلْ لِحَيَّ