الخلط بين الآيات القرآنية لا يصح ولا يجوز، لذلك ينبغي العودة إلى التفاسير المعتمدة للقرآن الكريم عند أي التباس. ومن أجل ايضاح قول الله عز وجل عن النساء: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)" بشكل محدد ودقيق يجب علينا الرجوع إلى الآية 28 من سورة يوسف (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، حيث ندرك من السياق أن هذه الآية لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام بشكل خاص، ونشاهد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية عن زوج المرأة التي كادت لسيدنا يوسف وأنه قال لزوجته: إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم.
في أية أخرى يقرأ بعض الناس قوله عز وجل عن الشيطان: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)"ويتساءلون: "هل المرأة أشد كيدًا من الشيطان ؟". هنا أيضا ينبغي علينا العودة إلى تفسير الآية 76 من سورة النساء (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) لكي يكون كلامنا أكثر دقة وأكثر تحديدا.
جاء في الطبري في تفسير هذه الآية الكريمة:
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره في هذه الآية: الذين آمنوا وصدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به " يقاتلون في سبيل الله "، في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت "، أي والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم " يقاتلون في سبيل الطاغوت "، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.
ويقول الله، مقوِّيًا عزم المؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحرِّضهم على أعدائه وأعداء دينه من أهل الشرك به: " فقاتلوا " أيها المؤمنون، " أولياء الشيطان "، يعني بذلك: الذين يتولَّونه ويطيعون أمره، في خلاف طاعة الله، والتكذيب به، وينصرونه " إن كيد الشيطان كان ضعيفًا "، يعني بكيده: ما كاد به المؤمنين، من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به. يقول: فلا تهابوا أولياء الشيطان، فإنما هم حزبه وأنصاره، وحزب الشيطان أهل وَهَن وضعف.
إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولا مبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف.
إن المعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله.
يقول تعالى في سورة الطارق:
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)صدق الله العظيم
حبيت أوضح شرح الآية وعلاقتها بالآيات الاخرى لأنني أتضايق من فهم الناس ( الرجال ) الخاطئ لهذه الآية الكريمة وتعليق كل ما يرونه سيئا من بعض النساء على هذه الآية وهم لا يدركون معناها الصحيح .
منقول
مع د. علي كيالي
عدل سابقا من قبل فؤاد حسني الزعبي في 9/20/2013, 15:15 عدل 1 مرات
خالدفايز المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 07/10/2010
بطاقة الشخصية المجلة: 0
موضوع: رد: تصحيح ما يقال عن النساء أن كيدهن عظيم ؟؟؟. 8/20/2013, 21:53
تحية طيبة
جزاك الله كل خير عن كل حرف طرحته الى يوم الدين وجعلها بعونه تعالى في ميزان حسناتك
هكذا الدنيا تسير
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
موضوع: رد: تصحيح ما يقال عن النساء أن كيدهن عظيم ؟؟؟. 8/20/2013, 22:10
إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولا مبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف.
بادرة حلوة منك وتوضيع رائع جزاك الله خيرا وجعله من ميزان حسناتك
فؤاد حسني الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
موضوع: تصحيح ما يقال عن النساء أن كيدهن عظيم ؟؟؟. 9/20/2013, 15:23
طبعا لا ولكن بعض الرجال يأخذون جزء من الآية ويعمموها لمصلحتهم. شكرا لكم وجزاكم الله خيرا على مروركم