مدينة البارة الأثرية في محافظة إدلب.
تضم مدينة البارة الأثرية في محافظة إدلب أكبر مجموعة من الخرائب الأثرية التي تعود إلى العهود الرومانية والبيزنطية والعربية وتشكل مدينة كاملة بكل مؤسساتها الدينية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية حيث يجد فيها السائح لوحة تراثية ومعمارية جميلة وخاصة انها محاطة بأشجار الزيتون الباسقة بين الأطلال كما أنها ترتفع عن سطح البحر مسافة 850 متراً وتبلغ مساحتها 6 كيلومترات مربعة.
وتقع مدينة البارة على السفح الغربي لجبل الأربعين وعلى بعد 34 كيلو متراً عن مدينة إدلب و 93 كيلو متراً عن مدينة حلب و110 كيلو مترات عن مدينة اللاذقية حيث تتوضع وسط هضبة كلسية ما أكسبها موقعا سياحياً جميلاً.
تنويه
لمعرفة الأخ غسان الحسن معرفة جيدة بالمنطقة ويبعد سكنه عنها فقط 7 كم. فقط
والصحيح أنها تبعد عن جبل الأربعين حوالي 20 كيلو متر ..
أرجو المعذرة
مدفن هرمي زينت جدرانه الخارجية بشريط زخرفي من ورق الأكانتس كما زين مدخل المدفن بساكف زخرفي من ورق الأكانتس أيضاُ ونقش في وسطه رمز البداية والنهاية مع رمز الصليب المقدس ويرقى إلى القرن الخامس الميلادي ويلاحظ بأن الجزع الهرمي العلوي مفقود
تعتبر مدينة البارة من أهم مدن الكتلة الكلسية التي انتشرت على سفوح وقمم السلسلة الجبلية الممتدة من شمالي آفاميا وحتى جبل سمعان والحلقة شمالاُ
كانت تسمى ( كفر دبرتا ) وسميت ابضاٌ (كابروبيرا) تبعد من مدينة ادلب حوالي (32 ) كم وعن المعرة حوالي (11 ) كم . ترقى هذه المدينة الى القرن الثاني الميلادي ، وازدهرت وتطورت مبانيها الدينية والمدنية والإقتصادية في القرنين الخامس والسادس ، واشتهرت هذه المدينة بصناعة الزيتون والخمور وكانت تصدر هاتين المادتين إلى مدينة روما في العهد البيزنطي
احتلها الفرنجة في عام (1098-1099 )م بقيادة قائد الحملة الفرنجية الأولى ( بوهيموند ) وكانت مقراٌ دفاعياٌ لهفي جبل الزاوي إلى أن حررها نور الدين الزنكي عام 1149 م مع جارتها من المدن السورية في جبل الزاوية
وتنبع أهمية هذه المدينة من الناحية الدينية الكنسية أنها كانت مركزاُ كهنوتياً ، بنيت هذه المدينة ضمن شبه وادي على امتداد من ( 2-3 ) كم وكانت هذه المدينة على الطريق التجاري بين اباميه ( آفاميا) وانطاكية ، تتميز مباني هذه المدينة أنها بنيت على شكل شطرنجي وهي الطريقة المتبعة لبناء المدن في الفترة الهيلينية ( اليونانية )
من أشهر هذه المباني كنيستان ودير سوباط وقلعة أبو سفيانومباني مدنية أخرى( فيلات ) ومدافن هرمية
مدفن هرمي يضم شريط زخرفي على محيطه لورق الأكانتس ومدخل المدفن يعلوه ساكف مزخرف يضم شارة الصليب بالوسط
تبين التوضع الطبغرافي لتوزع المباني الأثرية في مدينة البارة ويلاحظ تخلل أشجار الزيتون والكرز ضمن هذه المباني بكثرة
تفصيل لزخرفة ساكف المدخل مع الشريط الزخرفي العلوي
تفصيل لأحد النواويس داخل المدفن الهرمي ويلاحظ في وسط واجهة الناووس رمز البداية والنهاية وشارة الصليب وإكليل الغار يؤطر هذا الشعار
ومن الجدير ذكره أن هذا الرمز استخدمه قسطنطين في إحدى معاركه الحربية التي انتصر فيها وعلى إثر هذه المعركة أصبح هذا النقش سنة متبعة بنقشها على المباني والأوابد المسيحية
.
نواويس داخل المدفن الهرمي مع أغطيتها السنمية
لقطة داخل معصرة الزيتون في مدينة البارة ويلاحظ الجرن مع حجر الطحن وتبدو الأقواس الحجرية الحاملة لسقف المعصرة
كنيسة البارة ويلاحظ المدخل والقناطر والنوافذ
مشهد لحنية الكنيسة ( المذبح ) مع البيما ( المنصة )
واجهة لأحد المباني الأثرية يضم محراباُ لمسجد إسلامي يعود إلى العهد الأيوبي
وهذا دليل قاطع على تعايش المسلمين والمسيحيين في زمن واحد كما ينفي هذا البناء جميع ما يقال بأن الفتوحات الإسلامية كانت سبباٌ في هجرة هذه المدن