تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
موضوع: سوق مدحت باشا بدمشق, أنشأ عام 1878م. 8/25/2013, 01:29
سوق مدحت باشا بدمشق, أنشأ عام 1878م.
سوق مدحت باشا في بداية سنة 2010 وقد تم إعادة تأهيل السوق من جديد و منع مرور السيارات منه إلا بعد الثامنة مساءً ، أي بعد إغلاق جميع المحال التجارية أبوابها ، ونلاحظ أرضية السوق المرصوفة بالحجارة البيضاء الملساء بدلاً عن الحجارة المربعة السوداء البازلتية ، وكذلك واجهات المحلات الجديدة العشوائية بعد تم توحيد أبوابها كما كانت أيام الوالي العثماني مدحت باشا و السقف المعدني المقنطر الجديد .
سوق مدحت باشا يقع في دمشق / سوريا وسمي بالسوق الطويل أنشأ عام 1878 م في عهد والي دمشق (مدحت باشا)، يمتد سوق مدحت باشا فوق الشارع الروماني الشارع المستقيم _ الذي ورد ذكره في الإنجيل والكتب المقدسة _ يقع هذا الشارع في قلب دمشق القديمة وموازي لسوق الحميدية الشهير.
يقع هذا السوق غرب مدينة "دمشق" من طرف باب الجابية ويصل حتى باب شرقي شرق المدينة،ويبلغ طول السوق 1550 متراً بدءاً من باب الجابية وانتهاءً بالباب الشرقي، يمتد بموازاة سوق الحميدية وتصل بينهما أسواق عدة. وتتفرع من الناحية الجنوبية لسوق مدحت باشا أسواق فرعية كسوق النسوان وسوق القطن وسوق الصوف وسوق الخياطين.وينسب الخوري "أيوب سيما" بناء هذا السوق إلى اليونانيين القدماء "الهيلينيين" الذين بنوه من غرب المدينة إلى شرقها ليكون صلة للارتباط بين إلههم "الشمس" وابنه "زيس" من أجل أن يحفظا هذه المدينة
بني هذا السوق زمان الرومان إبان حكم "بومييوس" عام 64 ق.م، وسمي وقتها شارع العواميد لوجود أعمدة ضخمة مبنية على طوله، هذه الأعمدة مدفونة تحت السوق الحالي وتمتد حتى "باب شرقي" بعمق يتراوح من ثلاثة إلى خمسة أمتار كلما اتجهنا نحو "باب شرقي"، وفي نفس العهد الروماني أطلق على هذا السوق اسم الطويل أو الدرب المستقيم لأنك تستطيع أن ترى "باب شرقي" عندما تقف في "باب الجابية"، ومع حدوث التغيرات الجغرافية والعمرانية أصبح من الصعب رؤية الباب الآخر من المدينة والعكس صحيح. حدثت لهذا السوق إبان حكم المماليك والعثمانيين عدة تغييرات غطي السوق على زمن المماليك بالخشب من أجل منحه منظراً جمالياً أكثر. وفي عهد الوالي "حسين ناظم باشا" غطي بالحديد والتوتياء من أجل حمايته من الحريق الذي أتى على معظمة نتيجة إشعاله من قبل الوالي "مدحت باشا" عندما طلب من الناس إخلاء منازلهم من أجل أعمال التوسيع فتم حرق السوق نتيجة المعارضة، ويحوي السوق أربعة خانت وهي: خان "الزيت، خان "جقمق"، خان "دكة"، وخان "أسعد باشا" المذهل، ويحوي أيضاً مساجد قديمة منها مسجد "السادات" الذي يضم مقام الصحابي "معاذ بن جبل"، ويعتبر هذا السوق من أهم الأماكن التاريخية التي يأتي لها السياح من كل دول العالم، وهو مركز لبيع الشرقيات والأقمشة التي تنفرد سورية بصناعتها، وأهم ما يميزه عند مرورك به عدم إحساسك بمسافته الكبيرة رغم طوله البالغ 1500 متر.
الأهمية الدينية والتجارية للسوق:
حوي السوق كثيراً من الأماكن والبيوت الأثرية ويتمتع بأهمية تاريخية ودينية كونه يضم عدداً من المواقع الدينية يأتي في مقدمها كنيسة بولس الرسول في منطقة باب كيسان وهي المكان الذي لجأ إليه القديس بولس الرسول هرباً من الرومان الذين حاولوا قتله، والكنيسة الآن محج للمسيحيين وزارها البابا يوحنا بولس الثاني أثناء جولته في دمشق عام 2001.
كما يضم السوق بيوت دمشقية عريقة كبيت نظام ودار السباعي ومكتب عنبر وهو احد أهم البيوت الدمشقية القديمة ويقع في أحد الأزقة المتفرعة من السوق حوّله العثمانيون عام 1887 إلى مدرسة بقيت أثناء الاحتلال الفرنسي لسورية وأصبح بعد ترميمه قصراً للثقافة وهو الآن مقر مديرية مدينة دمشق القديمة، ويمتاز بزجاجه الملون وباحاته الفسيحة وقاعاته ذات الزخارف الجصية والسقوف ذات الرسوم. ويوجد في السوق خان سليمان باشا (خان الحماصنة) بالإضافة إلى المحال التجارية على جانبيه التي تقسم إلى قسمين: القسم الواقع في السوق المسقوف :وتشتهر محلاته ببيع النسيج السوري والأقمشة الحريرية كالصايات والعباءات والكوفيات القسم المكشوف :فتمتاز محلاته بالصناعات التقليدية التي تعالج الأواني النحاسية وتكفيتها بالذهب والفضة وكذلك صناعة التحف الفنية المعدنية والموازيك
يستخدم الخان حاليا للمحال التجارية و ورش للمهن اليدوية و إنتاج المطاط و العقالات و البشوت و زخارف الطاولات الخشبية .
وكان الذي يقف في باب الجابية يرى الباب الشرقي، أخذت ملامح هذه السوق تتغير، بعد الازدهار الاقتصادي وزيادة الطلب أسواق جديدة، ولا ننسى أن في سوق الشارع المستقيم تتوزع الكنائس الجميلة والعريقة وأشهرها (حنايا)، وعلى طرفي الشارع المحلات التجارية المتنوعة البضائع، وهذا السوق داخل السور القديم، والآن قبل المضي في جمال أسواقنا لا بد أن نذكر كلام "مالك بن بني" في تعريف الحضارة حيث قال: "الحضارة تسير كما تسير الشمس، فكأنها تدور حول الأرض مشرقة في أفق هذا الشعب، ثم متحولة إلى أفق شعب آخر". فهي محاولات إنسانية للوصول إلى حياة أفضل فهي حصيلة جهود أمم، فالأسواق بدأت غير مسقوفة، وبتصميم يميز الرومان، ثم تتالت عليها بعض التغيرات بعد المجيء لفتح الإسلام، وبقدوم الوالي العثماني مدحت باشا 1878 أصبح للسوق الطويل (الشارع المستقيم)، ملامح جديدة، أخذ بتوسيع السوق القديم بإضافة محلات تجارية جديدة وعلى مساحات واسعة وفرعية من السوق الطويل، لدرجة أن الباب الشرقي لم يعد يُرَى من باب الجابية.
فأصبح هذا السوق يسمى سوق مدحت باشا، وقالت المصادر أن الأسواق القديمة يبلغ عددها خمسين سوق، لم يبقى منها إلا بحدود العشرين سوق. وأخذت تُنسب الأسواق إما إلى الحرفة القائمة فيها، أو إلى اسم بانيها، ومعظم الأسواق القديمة داخل السور القديم وحول الجامع الأموي. فقط سوق السنانية الذي ينسب إلى الوالي العثماني سنان باشا، وسوق الدرويشية نسبة إلى الوالي العثماني درويش باشا 982ه - 1574م ، هذان السوقان يقعان خارج أسوار المدينة من جهة الغرب.
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
موضوع: رد: سوق مدحت باشا بدمشق, أنشأ عام 1878م. 10/5/2013, 20:47
بني هذا السوق زمان الرومان إبان حكم "بومييوس" عام 64 ق.م، وسمي وقتهاشارع العواميد لوجود أعمدة ضخمة مبنية على طوله، هذه الأعمدة مدفونة تحت السوق الحالي وتمتد حتى "باب شرقي" بعمق يتراوح من ثلاثة إلى خمسة أمتار كلما اتجهنا نحو "باب شرقي"، وفي نفس العهد الروماني أطلق على هذا السوق اسم الطويل أو الدرب المستقيم لأنك تستطيع أن ترى "باب شرقي" عندما تقف في "باب الجابية"، ومع حدوث التغيرات الجغرافية والعمرانية أصبح من الصعب رؤية الباب الآخر من المدينة والعكس صحيح.
شكرا لك لهذا الشرح الوفاي عن السوق وانا احب هذه الاسواق جميلة جدا