الشاعر الكبير السياب
وحجَبت خدّيك عن ناظريّ بكفيّكِ حيناً,وبالمِروَحات
سأشدو,وأشدو,فما تصنعين إذا احمر خدّاكِ للأغنيات ؟
وأرخيتِ كفيكِ مبهورتين وأصغيتِ,واخضل حتى الموات
إلى أن يموت الشعاعُ الأخيرُ على الشرق,والحب,والأمنيات
***
وهيهات,إن الهوى لن يموت ولكنّ بعض الهوى يأفلُ
كما يأفل الأنجمُ الساهرات , كما يغرب الناظِرُ المُسبَلُ,
كما تستجمُّ البحارُ الفساح ملياً , كما يرقد الجدول
كنَوْمِ اللظى ,كانطواء الجناح كما يصمتُ النايُ والشمالُ!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أفق يذوب على الحنين ,يكاد يَغرقُ في صفائه
يطويه ظلُّ من جناحِ ,ضاع فيه صدى غنائه
أهدابُّكِ السوداء تحملني ,فأوُمِضُ في انطفائه
***
من أنت ؟! سوف تمرُّ أيامي وانسجها ستاراً
هيهاتُ تحرقه شفاهُكِ وهي تستعر استعاراً؛
لا تَلمسيه .. فأنت ظِلّ ُليس يخترقُ القرارا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أختاه لذ ّ على الهوى ألمي فاستمتعي بهواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه, ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقاً تلقفني نار من الأوهام كالظلم
سوداء لا نور يضئ بها كرقاد حمى دونما حلم
هي ومضة ألقى الوجود بها جذلان يرقص عاري القدم
هاتي لهيبك إن فيه سناً يهدي خطاي ..ولو إلى العدم
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
عينان زرقاوان.. ينعس فيهما لون الغدير
أرنو فينساب الخيالُ وينصتُ القلب الكسير
وأغيبُ في نغم يذوب ..وفي غمائم من عبير
بيضاء مكسال التلوّي تستفيق على خرير
ناءٍ..يموت وقد تثاءب كوكب الليل الأخير
يمضي على مهل ٍ,وأسمع همستين ..وأستدير
فأذوب في عينين ينعس فيهما الغدير
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
عيناكِ..أم غاب ينام على وسائد من ظلال ؟
ساج ٍ تلثم بالسكون فلا حفيف ولا انثيال
إلا صدى واه يسيل على قياثر الخيال
0
إني أحس الذكريات يلفها ظل ابتهال ...
في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال ,
وغفا الزمان ..فلا صباح ,ولا مساء, ولا زوال !
إني أضيع مع الضباب ..سوى بقايا من سؤال ؛
عيناك ..أم غاب ينام على وسائد من ظلال ؟