الشاعر محمد رضا صافي ومعركتنا مع اليهود.
معركتنا مع اليهود :
ويصور الشاعر تسلط اليهود على فلسطين ، ويفضح جرائم الصهاينة فيها ، ويعجب كيف تتخاذل الأمة ، وتُهزم أمام أجبن الأمم ، وأحرص الناس على حياة ، فيقول :
أيبغي اليهود على أرضنا ونحيا ؟ إذن يا صغار الشمم
أيطغى اليهود على مجدنا ونعنو ؟ فيا خجلاً من عظم
هم ُ نطفة الجبن مذ خلّفوا نبيهمُ وحـــــــــده للخذم
هم ُ مثل الذل بين الورى فأنى لهم عاليات الهمم ؟
أجل ، إن خلفهم الطامعين وليسوا سوى آلة المنتقم
وليست فلسطين كل المراد ولكن ســــــبيل لكيد أعم
فيا نكبة الدهر أن يظفروا ويا وصمة العار أن ننهزم !!
الدعوة إلى الجهاد :
وأمام هذا التآمر اليهودي – الصليبي الغاشم ، وأمام هذه الهجمة الشرسة على مقدسات الأمة ، لا يجد الشاعر طريقاً أمامه سوى طريق الجهاد ، فيدعو قومه إلى الجهاد ضد الطامعين ، فيقول :
بني أم ّ ! هذا أوان الجهاد فإمــــا الحياة وإما العدم
فقد كشّر الغرب عن نابه وللناب حدّ وفي الناب سمّ
وبتنا مع الغدر ، وجهاً لوجه ولم يبق إلا الإبا معتصم
وماذا على الحرّ غير الغلاب فإن عاش عزّ ، وإلا كرُم
بني أم ّ ! أين صليل الظبى فقد فات عهد صرير القلم ؟
إدوا البغي في المهد ، لا تمهلوه فيا ربّ ريث أتى بالندم
سلاحكم الحق يوم النزال وما صـاول الحق إلا غنم
وإن تنصروا الله ينصركم ُ ويشـــــدد يداً ويثبّت قدم
قرار وقف إطلاق النار :
اتخذ مجلس الأمن قراراً يقضي بوقف إطلاق النار بين العرب وإسرائيل وذلك في 15 تموز 1948م ، وتفاجأ العرب بانسحاب جيشي ( أبو حنيك ) و( ماكو أوامر ) فاحتل اليهود اللد والرملة والجليل الغربي ، وحوصر الجيش المصري في الفالوجا ، وتقبل الجامعة العربية القرار في 19 تموز 1948 م ويتوقف القتال ...
وتأتي ذكرى موقعة بدر في هذه الأثناء في 28 تموز 1948 م ، ويلقي رضا صافي قصيدة مدوية بهذه المناسبة :
زعموا الليث عَنا ، حين وجـــم ســــــــاء ما ظنَّ جهـــــــول فزعم
عض من حقد على الناب ، وإن عض ذو الحقد على الناب اضطرم
شـــــــدّ كفيه على الجرح ، فيا وثبــــــة الثأر إذا الجـــــــرح نأم
ليس مــــــن شيمته حمل الأذى إن مـــــــــــــن شيمته أن ينتقم
شهدت ( ذي قار ) مــــنه وثبة تركت صرخ أخي البغي حطم
وببدر ، يالبــــــــــــدر في العلى لم يكن ثمــــــة ناس بل رجم
وعلى اليرموك مــــــــــــنه نبأ وبحطين له الدهــــــــر علم
نسل عدنان وجند المصطفى لم يــــــروا إلا أسوداً في أجم
سامح الله يداً أقصـــــــــتهم عن مناها ، والمنى كانت أمم
ما شكوا نار الوغى لكنــــهم أصبحوا يشكون آلام الشُّكم